أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ليس من حق -بلير- التأكيد على أن الله معه














المزيد.....

ليس من حق -بلير- التأكيد على أن الله معه


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحج مايكل باركنسون أن يستنطق رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير بما لم يتفوه به من قبل .
ففى حوارهما الذى تم بثه ليلة السبت- الأحد على القناة التليفزيونية (ITV) ، وفى معرض حديثه عل قرار إشراك بلاده فى العدوان على العراق فاجأ " بلير" المشاهدين بقوله ان "الله هو الذى سيحاسبه على هذا القرار".
ويبدو هذا القول " عادياً " ولا يتضمن اى مفاجأة .
لكن هذا من المنظور السائد فى البلدان العربية والإسلامية .
أما من منظور البلدان الأوروبية ، وبالذات بريطانيا، فان هذا كلام ليس "معتاداً " ولا يمكن أن يمر مرور الكرام.
وبالفعل .. فان بلير تعرض لعاصفة من الهجوم الحاد بسبب هذا التصريح.
وكانت النغمة الأساسية والقاسم المشترك فى سيل الانتقادات التى وجهت له هو اتهامه بـ "التستر" وراء الدين .
بينما قال أهالي الجنود البريطانيين الذين لقوا مصرعهم فى العراق ان رئيس وزرائهم يستغل الدين بهدف التهرب من " خطأ استراتيجي جر بلاده إليه" .
بعبارة أخرى .. هؤلاء قالوا لرئيس وزرائهم : " العب غيرها .. فهذه لعبة مكشوفة تحاول استغلال ورقة الدين لحرف الأنظار عن أهداف دنيوية محددة".
وليس ذلك فقط.. بل ان بعض هؤلاء ألقى بظلال من الشك على طبيعة هذا الدين الذى جاهر به تونى بلير.
ومنهم المحللة الكاثوليكية كريستينا اودونى التى قالت ان " إيمان بلير شبيه بإيمان الوعاظ الأمريكان المتشددين الذين يجنون الملايين ممن " يمتهنون" الدين. وأشارت الى التناقض بين تمسحه بالديانة المسيحية وبين سماحه لبعض مساعديه بالتورط فى الفساد، وأخر هؤلاء وزيرة الثقافة تيساجويل المتهمة بالتواطؤ مع زوجها فى تعاملات مالية مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكونى .
لكن أهم الانتقادات بهذا الصدد هى أن بلير بهذا التصريح انتهك أحد أهم المبادئ التى تحكم الحياة السياسية فى أوروبا عموماً، وبريطانيا خصوصاً ، ألا وهو الفصل بين الدين والدولة .
ويلفت النظر المقال الافتتاحي لجريدة " الديلى تلجراف" الصادرة يوم السبت الماضى، بعنوان " لا يستطيع بلير ان يكون متأكداً أن الله معه" .
وتحت هذا العنوان المثير جاء فى المقال الافتتاحى المشار إليه ان مايكل باركنسون استطاع فى حواره مع بلير أن يسلط الضوء على مسألتين.
الأولى اعتراف بلير بأن أحد أقاربه استأذنه فى أن يدخن سيجارة محشوة بالحشيش فى حضوره، وأنه سمح له بذلك.
المسألة الثانية هى مسألة "الاستخارة" إياها والقول بأن الله هو الذى سيحاسبه على قرار إشراك بلاده فى العدوان على العراق.
ويقول المقال الافتتاحى لـ "الديلى تلجراف" ان خطورة كلام بلير فى المسألة الثانية هو أنه يكرس حقيقة مفزعة هى لجوء السياسيين إلى الله، عز وجل، باعتباره الجهة الوحيدة المنوط بها الحكم على قراراتهم.
ويضيف المقال الافتتاحى أن هذا المنهج يمكن أن يكون وسيلة للتهرب من محاسبة الرأى العام ورقابته على قرارات أرباب السياسة.
وإذا كان صحيحاً ان التاريخ سيحكم على قرار بلير بدخول الحرب ضد العراق، فان هذا لا ينفى ضرورة محاسبته أمام محكمة أكثر تواضعاً هى الراى العام البريطانى.
إذن .. لم تمر كلمات بلير، التى يتمسح فيها بالدين، مرور الكرام، بل إن الصحافة وجهات عديدة أخرى، تصدت لها وأشبعتها نقداً عل النحو الذى رأيناه.
والملف للنظر أن بلير لم يكتف بالسير خلف الرئيس جورج بوش فى قرار شن الحرب على العراق، وإنما سار خلفه أيضاً فى محاولة تغليف هذا القرار بمسوح الإجرامى دينية زائفة.
الفارق أن الشعب الأمريكى يمكن أن يقبل هذا النوع من الادعاءات، بينما الشعوب الأوروبية، والشعب الإنجليزي بالذات، قد أنهت الخلط بين السياسة والدين منذ عقود.
وبصرف النظر عن أوجه التشابه وأوجه الخلاف بين بوش وبلير .. فان محاولتهما المشتركة لالقاء تبعة قرار عدوانهم المشين على السماء، وخاصة بعد أن ثبت أن كل المبررات التى رددوها لتسويغ هذا العدوان كاذبة ومختلفة..
هذه المحاولة الخائبة تعطى قوة دافعة لمنطق أولئك الذين صوروا هذه الحرب على أنها "حرب دينية"، والذين دللوا على ذلك بما أسمى بـ "زلة لسان" الرئيس بوش عن الحرب "الصليبية"، فضلا عن شواهد أخرى.
وتأتى تصريحات بلير لتعطى لأصحاب هذه "النظرية" قرائن أخرى تعزز تفسيرهم.
والأخطر بالنسبة لنا – فى العالم العربى والإسلامى – أن هذه التصريحات، سواء لبلير او بوش، تأتى لتزيد الاشتباك بين الدين والسياسة فى وقت نشكو فيه أصلاً من محاولات بعض الأطراف الداخلية خلط الأوراق وتديين السياسة وتسييس الدين.
هؤلاء .. تأتى لهم تصريحات بلير هدية ثمينة فى هذا الوقت بالذات .
وغنى عن البيان .. أننا لسنا أعداء للدين، ولسنا ضد أن يلوذ من يشاء بالإيمان الدينى..
نحن فقط ضد خلط الأوراق .. أوراق السياسة واوراق الدين. وقد علمتنا الخبرة التاريخية أن كثيراً من الطغاة والغزاة حاولوا استغلال الدين لتبرير أطماعهم وجرائمهم.
ولم يكن بلير أول هؤلاء ولن يكون آخرهم.
لكن محاولته الخائبة تجعلنا ننبه كل من يعنيه الأمر : حذار من الساسة الذين يحاولون اختطاف الأديان واستغلالها لتبرير جرائمهم.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ترماى- الكويز .. وقطار منطقة التجارة الحرة
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام!
- السجن .. للصحفيين!
- وزارة الثقافة تلبس العمامة .. وعمرو خالد يرتدى البدلة الإفرن ...
- بنك الطعام .. الأمريكى
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام
- إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!
- البعض يفضل الكلابشات على الأقلام .. فى أيدى الصحفيين
- نتيجة لعبة شد الحبل بين أمريكا وطهران .. تقرر مستقبل العرب!
- هل استرحت الآن يا سيادة الوزير؟!
- قانون -عشش الفراخ-!
- الدكتورة كوندوليزا.. وسهامها المراوغة!
- الرئيس الكذاب
- بعد رسوم الإساءة صور التعذيب!
- سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه
- حلف شمال الاطلنطى فى ميدان التحرير .. يا للهول
- سفينة -السلام- الدامس
- كيف تحول الاحتجاج علي الإساءة للرسول.. إلي إساءة للإسلام؟
- مصر والسودان لنا.. والدنمرك إن أمكنا!
- إعدام جمعية أهلية تجاسرت على الدفاع عن هوية مصر الثقافية (2- ...


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ليس من حق -بلير- التأكيد على أن الله معه