أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - المسلمون و (ستيفين هوكينغ ) .














المزيد.....

المسلمون و (ستيفين هوكينغ ) .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 17:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما مات عظيم من عظماء الإنسانية إلا واشتد الجدل على نعيه ، و الترحم عليه ، والدعوة له بالغفران ، بين الإنكار والإصرار ، فبالإمس مات وارتحل ( ستيفن هوكينغ ) وبرحيله وقع الجدال العقيم .

°°°إنه عملاق الفزياء ...

ستفين هوكينغ ذلك العملاق في علم الفزياء النظرية ، خليفة انشتاين ، ونيوتن ، مات وهو المولع بتتبع الثقب السوداء في فضاء الله الواسع ، ذاك الرجل الذي إن وقف على فكرة تتوارد على فكره أفكارُ تفنيدها ، فهو يعيد بناء الأفكار في صخب وابتداع ، مهوس في تبسيط مفاهيم العلم للأطفال ، صاحب حس إنساني صريح ، فقد وقف ضد إسرائيل في فلسطين وأمريكا في العراق منبها بالقول بأن [العلم لا يجب أن يقف على الحياد أمام منتهكي حقوق الإنسان ] .
إعاقته الحركية لم تمنعه من إنجاب النظريات العلمية ، فهو من قدوةٌ في التّصدي لمرض الإعاقة ، وحقق ما لم يحققه الأصحاء ، يحمل في جوانحه هموم الإنسانية وفواجعها المستقبلية من خطر الحرب النووية الوشيكة ، ورعب انتشار الفيروسات وفق الهندسة الوراثية ، ثم مخاطر الإحتباس الحراري ، و إمكانية الصراع مع غزاة فضائيين تريد الفوز بثروات أرضنا ، و يُصوّر أن واقع أهل الإنسان في حاله فوز الفضائيين سيكون مثل حال الهنود الحمر بعد استيلاء الأوربيين عليها .

°°°ستيفين هوكينغ بين العلم والدين .

هذا العملاق الفزيائي ( عملاقٌ بعلمه وليس بدينه ) ، فلا يمكن أن نحاكمه على معتقده من منظورنا المعتقدي الذي لا يعترفُ هو به أصلا ، فالعقل العلمي لا يتطابق بالكلية مع العقل الديني ، فالعلم لا يقر بالثبات وآليته هي استفراغ الجهد في التجربة الحسية القابلة للقياس والعد والمشاهدة العينية ، فحتى العلماء الذين عاشوا في كنف دولة الإسلام (كابن سينا ، والفارابي ، و ابن النفيس، و عباس بن فرناس ) عدَّهم المؤمنون [ مارقين و كفار و وثنيين و زنادقة وفراخ الهند واليونان] .
أغلب العلماء المنتجون للحضارة هم ملحدون ، ف(هوكينغ) ذاته قال : [هناك فرقٌ أساسي ما بين الدين الذي يقوم على السلطة ،وبين العلم الذي يقوم على الملاحظة والمنطق، العلم سيفوز لأنه يعمل ] ، وهو لا يعترف بالعالم الأخروي والجنة بقوله الموثق : [لا يوجد أي جنة أو حياة أخرى ، ومثل هذه الأفكار لم تكن سوى قصصا خرافيةً للأناس ممن يخشون الظلام] ، فهو عالم ملحد صراحة وقد وضح ذلك في تصريحاته بالقول : ( من الطبيعي بمكان أن نؤمن بأن الله خلق الكون قبل أن نفهم العلم. ولكن يقدم العلم الآن شرحا أكثر إقناعا. ما عنيته بقولي "سنتمكن من معرفة عقل الله" هو أننا سنتمكن من معرفة كل شيء يعرفه الله (هذا إذا كان الله موجود) وهو ليس بالموجود. أنا ملحدٌ ) ،..... و يقول عنه البروفيسور العراقي الكميائي محمد باسل الطائي (هوكينغ هو آية من آية الله في خلقه ) ، فقد برهنت حياته بأن العقل هو سيد الإنسان وإن تعطلت كل الأجهزة الجسدية فيه ، فهو فعلا عبقري لكنه ضال .

°°°الموقف .

من موقعي كمسلم لا يهمني اعتقاده فهو حر الضمير ، وحريته نبعت من حقه في الإقتناع بما يراه هو صائبا ، ولا يمكنني أن أسقط عليه قناعاتي الإيمانية بالقدر ذاته الذي لا أسمح له بإسقاط قناعاته على مساري الإيماني ، ولكن من الإنصاف أن نعالج القضية خارج أطر إيماننا كمؤمنين مسلمين ، و من الإنصاف ( الإعتراف بالفضل لأهل الفضل ) ، ففضل هؤلاء شمل الملحد ،والمسلم، والنصراني ، واليهودي ،والبوذي، والهندوسي ، والزرداشتي، والوثني ، هو ما يعني أن منتوجهم العلمي أفاد الإنسانية جميعها .
فالعلماء أمثال لويس باستور ، و غاليلي ، و طوماس أديسون ، وفراداي ، ومدام كوري ، و الفريد نوبل وغيرهم ، هم أصحاب منجزات ننعم بها كمسلمين ، فلا يُعقل أن ننعم بها من جهة و نتمنى لهم الخلود في النار؟ فلنترك الله يتولى أمرهم في العالم الأخروي ، فهو أعلم بمن ظل عن سبيله ، فمن واجبنا كمؤمنين دعوة الله الغفران لهم على فضل ما قدموه لرخاء الإنسانية وتطورها ، يعني أن نكون ايجابيين في دُعائنا لهم ( ليس من الواقع الإيماني الديني ) ،وإنما من الواقع الإنساني ، فنتمنى أن يغفر الله ( للويس باستور) لأنه أوجد وابتكر طرق التلقيح لحماية البشرية من الأمراض ، و نستغفر (لطوماس أديسون ) لأنه أنار دروب وبيوت المؤمنين بنور المصباح الكهربائي ..... فأتاح لهم الرؤية الليلية والعمل في الظلام والتعبد فيه .
°°فالبراء من المشركين يتطلب البراءُ من انتجاهم وغلق منافذ الولوج للعلم والتكنولوجيا ، و الإنغلاق على فكر موهون ينظر للأمور العلمية بمنظور( فهم عقدي) قد تكون له تأويلات ايجابية تواكب العلم و العقل ولا تخدشه ، فالفقه الإسلامي النابه توصل إلى استخلاص مهم هو أن (النقل الصحيح لا يعارض العقل الصريح.) .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة [أذرار أومازة ]
- أردوغان في الجزائر ... تعاون أم هيمنة ؟
- محند الشريف ساحلي وحرب الذاكرة في الجزائر .
- بأي حرف نكتبُ اللغة الامازيغية ؟
- (عيد يناير) بين الإنكار والإصرار
- (البربريست) الذين ولّدُوا الهمة .
- الترسيم (الكاذب ) للأمازيغية .
- أزمة صائفة 1962 ... والثورة التي سُرقت .
- الأمازيغية ... جريمة في ثورة الجزائر !؟
- الأكاديمية البربرية بين الحقيقة والتزييف .
- امبريالية اللغة العربية .
- رايات الهوية ... تؤرق الأنظمة الإستبدادية .
- معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .
- حجم الدمار من انقطاع العلاقات القطرية السعودية .
- الأمازيغية ... حقوق أم رغبة في الإنفصال ؟
- مأزق الدولة الوطنية في الجزائر .
- الأمازيغ من (كراكلا) إلى ( بومدين) .
- مأزق الهُوية في فرنسا .
- أنريكو ماسياس ، Enrico Macias
- مجزرة في مدينة الرسول .


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة
- في اليوم الثالث من عيد الفصح اليهودي.. الاحتلال يحول القدس ل ...
- آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
- اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج ...
- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - المسلمون و (ستيفين هوكينغ ) .