|
نساء كردستان ؛ الوجه المجهول لشعب عريق 2 / 2
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:53
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
سيدات العصر الحديث :
ورث بنو عثمان أملاك الصفويين والمماليك ، في الشرق الأدنى ، وأشادوا منذ نهاية القرن السادس عشر ، إمبراطورية عالمية شاسعة ، تترامى أطرافها في قارات ثلاث . وبدءاً من السلطنة العثمانية ، إرتبط وضع المرأة ، إجمالاً ، بالحريم أو بسوق الجواري . وغالى المجتمع الإسلامي طوال الأيام العثمانية ، المظلمة ، في تزمته وجموده ورفضه لكل فكر متنوّر ، ناهيك عن الحداثة . إنّ الموقف من المرأة ، الأصوليّ ، في عصرنا الحاضر ، قد نبشَ في الواقع من رمسه الهمايوني : " الموقف الذي يفسّر وضع المرأة في البلدان الإسلامية إنطلاقاً من وضعها في النصوص المقدّسة ، ويعتبر أنّ دونيتها مكرّسة في هذه النصوص ، ويرى أنّ من الصعب القول أن مبدأ المساواة بين الجنسين قابل للإنسجام مع المعطيات الدينية ". (1)
على هذا ، فلم ينتهِ إلينا خبرٌ عن بروز شخصيّة نسائيّة ، كرديّة ، على الصعيد السياسي أو الفكري ، حتى أواسط القرن التاسع عشر . ففي تلك الآونة ، إنتهتْ إمارة " هكاري " الكردية إلى آخر حكامها ؛ وهي سيّدة تدعى حليمة خانم ، ما لبثتْ أن سلمت مركز إمارتها ( باش قلعة ) للأتراك (2) . كان الباب العالي وقتئذٍ ، قد إشترع ما يُسمى سياسة " الإصلاحات " ؛ تلك التي رمى عبرها ، بالدرجة الأولى ، لتقويض إستقلال الإمارات القوية في كردستان وجبل لبنان وغيرهما من ولايات السلطنة . هكذا ، جاء الدورُ على إمارة " أردلان " ، وأميرها الذائع الصيت ، أمان الله خان ؛ الذي كان حاكماً متنوّراً ، بعث في بلاده الجميلة الواقعة غربي إيران ، نهضة ً عمرانية وفكرية . هذه الحقيقة ، تضمنتها شهادات الرحالة والباحثين الغربيين ؛ كسير جون و ريج ، المتحدثة بإعجاب عن تلك الإمارة المزدهرة . دام حكم الأمير أمان الله خان عقداً من الأعوام ، ولما مات ما كان له خليفة سوى الوالي التركي ؛ المعيّن هذه المرّة ، قانوناً ، من الآستانة (3) . إنّ أرملة هذا الأمير الكرديّ ، المتنوّر ، ما كانت سوى الشاعرة الشهيرة ، ماه شرف خان ؛ المعروفة أدبياً بلقبها " مستورة " ، ولها ديوان شعر رقيق ، مطبوع في حلته الأولى ، بمدينة طهران . (4)
بمناسبة ما سبق من إشارتنا لجبل لبنان ، نستطرد هنا القول بأنّ الباب العالي ، حبَكَ عام 1868 خيوط فتنة طائفية خطيرة ، بين دروز وموارنة الجبل ؛ بغية القضاء على الإمارة الشهابية ونفوذ المشايخ الجنبلاطيين ، سواء بسواء . إنّ هؤلاء الأخيرين ، من أصل كرديّ ، كما هو معروف ؛ إنحدر أسلافهم من بني أيوب ، الحلبيين ، الذين حكموا فيما بعد عاصمة الشمال السوريّ ، فضلاً عن كورداغ وكلّس ، مُثبتين من قبل المماليك أو ما جاء بعدهم من العثمانيين . وإذاً ، ففي فتنة ذلك العام ، المأساويّة ، إنتهضتْ إمرأة محاربة ؛ هي نايفة خانم ، شقيقة سعيد بك جنبلاط ، الزعيم الدرزيّ القويّ : " قادتْ الرجال في حاصبيا وراشيا ، وكسبت ولاء القائد التركي عثمان بك " ، بحسب المصادر المارونية (5) . المرأة الاخرى ، التي إبتزغ إسمها من تلك الأسرة الكردية ، العريقة ، كانت السيدة نظيرة ؛ والدة السياسي اللبناني البارز ، الشهيد كمال جنبلاط ، والتي إستلمت الزعامة الدرزية إثر وفاة زوجها فؤاد بك جنبلاط . (6)
إنّ عادلة خانم الجاف ، هي ولا شكّ ، آخر إمرأة كردية تنكبَتْ الزعامة في أواخر القرن التاسع عشر، وتسنى لها ذلك بالإسلوب التقليديّ ، المألوف ؛ موت زوجها المدعو عثمان باشا . لقد كانت الحاكمة الفعلية ل" حلبجة " ، وأذاعتْ صيت المدينة ، إزدهاراً ونفوذاً وهيبة ؛ المدينة التي سيعرفها العالم ، فيما بعد ، بعلامة نكبتها الكيماوية ، البعثية . يقدّم لنا الرحالة الإنكليزي ، ميجر سون ، وصفاً بديعاً لشخصية هذه الحاكمة ومجلسها المهيب ، وذلك في كتابه " رحلة متنكر إلى بلاد الرافدين وكردستان " . علاوة على إسطورة طريفة ، كانت قد إنتشرت آنذاك عن عادلة خانم ، وسبق أن رويتْ على مسمع من الكاتب العراقي الراحل ، مير بصري ، ننقلها هنا بإختصار شديد : أنّ مدير شركة تبوغ ، خاصة ، بغداديّ الجهة ، أراد عقد صفقة مع بضعة عشر آغا من حكام المنطقة ، المشهورة بتلك الزراعة المربحة . أدهشه أن يكون بينهم إمرأة ؛ لم تكن سوى عادلة خانم بنفسها . إثر الإتفاق فيما بينهم على سعر محدد ، تفرقوا كلّ إلى سبيله ، ليكون موعدهم في بلدة " راوندوز " لتوقيع العقد المنشود . إلا أن التاجر البغدادي يفاجأ هناك ، بأن الطرف الآخر قد إتفق على نقض الإتفاق طمعاً في ربح أكبر . كانت عادلة خانم ، الوحيدة بينهم ، من تمسك بكلمته لذلك التاجر ؛ هذا الذي إلتفت نحو الآغوات قائلاً لهم : " لقد جئتم أمس عشرة رجال وإمرأة ، وأنتم تنصرفون الآن عشر نساء ورجل واحد ! " . (7)
مع بزوغ فجر اليقظة القومية ، المؤذن بالخلاص من الليل العثمانيّ ، الطويل ، وما تبعه من تشكل جمعيات سريّة ، مختلفة المشارب والأهداف ، أجمعت جميعاً على المناداة بالدستور والحقوق السياسية والثقافية لشعوب وملل السلطنة . من جهتها ، فالمرأة رفعت كذلك صوتها ، ربما للمرة الأولى منذ قرون عديدة من الإحتجاب ، منادية بالمساواة في الحقوق والواجبات . كان لنساء الكرد نصيباً في هذا الحراك الواسع ؛ فضلاً عن نساء من أصول متباينة شاركن رجالهن ، الأكراد ، في نضالاتهم السياسية والفكرية . إن آسيا وهبي ، المرأة العربية البغدادية ، وزوجة العالم الكردي ، بروفيسور توفيق وهبي ، كانت من ذلك الفصيل المكافح ؛ معروفة بريادتها للحركة النسوية العراقية (8) . وهي ذي الأميرة المصرية ، أمينة خانم ، حفيدة محمد علي باشا الكبير ، تتألق في الصالونات الأوروبية رفقة بعلها ؛ الجنرال والدبلوماسي العثماني ، شريف باشا الكردي . في تواجد هذا الأخير بالعاصمة ستوكهولم ، كسفير للآستانة ، أشادت الصحافة السويدية ، آنذاك ، بالشخصية الساحرة للأميرة أمينة خانم ، وحضورها المتميّز في المجتمعات والنوادي ؛ مما شكل مفاجأة لأوساط هذا البلد الراقي ، التي غيّرت إلى حدّ ما من مفهومها للمرأة المسلمة . تنقلت هذه المرأة الرقيقة من مراكز الجاه والمجد ، إلى مسالك المنفى والإغتراب ؛ نظراً لتغيّر الظروف السياسية بعيد الحرب العظمى ، وإنخراط شريف باشا في النشاط المعارض للسلطان عبد الحميد ومن جاء بإثره من الإتحاديين ، الطورانيين . في جزيرة " الروضة " ، القاهرية ، التي تضمّ الأحياء الراقية ، ثمة ضريح رخاميّ يضمّ جسديْ رفيقيْ الدرب هذيْن ، في مقبرة يسودها السلام والهدوء . (9)
نراوحُ خطونا في مصر ، أمّ الدنيا ؛ ومهد المجد الأيوبيّ ، الكرديّ . ها هم أحفاد صلاح الدين ، في هذا البلد ذي الأثال الأصيلة ، يتبوأون المناصب السامية ويسهمون في حركة الإبداع ؛ فيكون منهم المصلح الشيخ محمد عبدو ومحرر المرأة قاسم أمين وأمير الشعراء أحمد شوقي ورائديْ القصة والمسرح العربييْن محمود ومحمد تيمور والمخرج المعلم أحمد بدرخان والعلامة محمد علي عوني .. وغيرهم . بيد أنّ إسماً ما فتيء مجهولاً ، بين تلك الصروح المذكورة ، المذكرة : إنها عائشة التيمورية ، باعثة النهضة النسائية المصرية وإحدى شواعر العربية ، المجيدات . لقد كتبت عائشة قصائدها بلغات ثلاث ؛ هي العربية والتركية والفارسية ، ضمتهم في دواوين شعرية . فضلاً عن كتب اخرى إحتبتْ مقالاتها المسهمة في معركة تحرير المرأة ، التي أوقدتْ شاعرتنا أوارها على صفحات الجرائد والمجلات . بالنسبة لشعرها ، فقد كان بداية ً ينحو للغزل والوصف والمديح ، ثمّ إتجه إلى التأمل والتصوّف والرثاء ، إثر صدمة الشاعرة بوفاة إبنتها الشابة . (10)
من الأسرات الكردية ، الأرستقراطية ، التي إستقرت في القاهرة ودمشق ، كانت العائلة البدرخانية ؛ أين ضريح عميدها ، بدرخان باشا ، أمير " بوطان " الشهير ، تضمه تربة الشام الشريف . يعدّ عبد الرزاق بك بدرخان ، من ألمع المثقفين الكرد ، ممن عملوا بدأب ونكران ذات في خدمة شعبهم وقضيته الوطنية . لقد قاسى أيضاً من ظروف الإعتقال ، وعرف العديد من المنافي ؛ من دمشق إلى طرابلس الغرب مروراً بالقاهرة . في هذه الأخيرة ، ولد له إبنة أسماها ، ليلى ؛ كانت ثمرة زواجه بإمرأة نمساوية . فيما بعد ، حازت ليلى بدرخان ، كراقصة باليه ، على شهرة واسعة في أوروبا الثلاثينات والأربعينات من القرن المنصرم . كانت قد تعلمت هذا الفن الراقي ، خلال وجودها في ألمانيا ؛ لتحترفه من ثمّ ، فتنتقل بين عواصم غربية عديدة ، حتى إستقرارها في باريس ، متفرغة للعمل بأحد الصالونات . كذلك إهتمت بها الصحافة الأوروبية ، متتبعة نشاطاتها ونجاحاتها ، ومعلقة في النهاية على نبأ موتها . تركت فنانتنا الكردية ، الموهوبة ، إبنة وحيدة ؛ هي نيفين بدرخان ، الصحافية المصرية . (11)
خلل هذا الإسراء ، السريع ، نعرّج إلى دمشق ؛ حيث البدرخانية الاخرى ، المعروفة ، روشن خانم . إنها إبنة صالح بك بدرخان ، الشاعر والشخصية المنوّرة . لقد أقام شاعرنا في الشام ، التي إحتوت مقبرة حيّها ، الكرديّ ، أرماسَ أبيه وجدّه وعدد آخر من أقاربه . كانت حياته على جانب كبير من الرخاء والدعة ، إلى حين نشوب الحرب العظمى وتجنيده على الجبهة البلقانية ؛ ليقع أسيراً بيد الإنكليز الذين إحتجزوه في سجن بجزيرة " رودوس " ، فيقضي هناك أجله ملتاعاً محطماً . كانت روشن ، إبنته الوحيدة من زواج عاثر ، بلا وفاق . تهيأ لها فرصة التعليم في المدارس الدمشقية ، لتصير من بعد معلمة فإدارية وموجهة تربوية . إن إسمها ، في الواقع ، مرتبط ٌ بإسم رفيق عمرها ؛ الأمير جلادت بدرخان ، أبرز شخصية كردية مثقفة في النصف الأول من القرن العشرين . لقد تعاونت مع زوجها هذا ، في كفاحه الفكري والصحفي والإجتماعي ، مسهمة بالمقالات باللغة الكردية في مجلته ، الرائدة ، " هاوار " : أيْ الصرخة . وعلاوة على عمل روشن خانم في الإذاعة السورية ، من خلال برنامج خاص ، فقد كان لها أبحاث وترجمات عديدة ، صدرت طبعاتها بدمشق في أعوام الخمسينات والستينات ؛ خصوصاً نقلها للعربية روايات تركية ، حازت رواجاً مشهوداً . أسهمت هذه المرأة المثقفة ، بتوعية أجيال من النسوة ودفعهن للعلم والنضال الإجتماعي والقومي ، فدعاها أكراد الشام " يادِيْ " : أيْ الأم . كما وحضرت روشن بدرخان عدداً من المؤتمرات النسائية العربية والكردية والأوروبية ، ممثلة عن شعبها ؛ وإصطدمت في مؤتمر " أثينا " ، الدولي ، بالزعيم البعثي ميشيل عفلق ، بسبب مواقفه الشوفينية والمعادية للديمقراطية . (12)
من الكرديات الدمشقيات ، اللواتي إنخرطن في الحركة النسوية ، نتعرّف على إسم أمينة الزهراء العابد ؛ مؤسسة جمعية الهلال الأحمر السوري ، ورئيستها خلال أربعينات القرن المنقضي (13) . هي حفيدة محمد سعيد باشا شمدين ، زعيم أكراد الشام في أواخر القرن التاسع عشر . لقد إشتهرت أمينة الزهراء في حكاية الخلاف المستحكم وقتئذٍ بين أسرتها وأسرة العابد ، الكردية الدمشقية ، على خلفية وراثة الجدّ الباشا في إمارة الحج السلطانيّ . فكانت فتاتنا معقد صلح الأسرتين الأرستقراطيتين ؛ بزواجها من محمد علي بن عزت باشا العابد بن هولو الكردي ، مقابل إستخلاف شقيقها ، عبد الرحمن باشا اليوسف ، لذلك المنصب السامي ( 14) . جدير بالتنويه ، أنّ شقيقها هذا ، صار فيما بعد رئيس مجلس الشورى ( البرلمان ) خلال عهد الملك فيصل بن الحسين ( 1918 _ 1920 ) ؛ فيما أضحى زوجها أول رئيس للجمهورية السورية ( 1928 _ 1932 ) . كما أنّ شقيقتها ، نازك العابد ، كانت من المسهمات في الكفاح الوطني ضد الإنتداب الفرنسي ، وفي مسيرة الحركة النسوية السورية . (15)
من الأهمية ملاحظة وضع المرأة ، المميّز ، في مجتمع كرديّ ذي جذور تاريخية ضاربة بتربة دمشق العريقة ؛ هذه الحاضرة الساحرة ، التي وُهبتْ جمال الطبيعة وفرادة الموقع ، فضلاً عن كونها منذ القِدم مركزاً للحياة السياسية والإقتصادية والفكرية . ما كان ، إذاً ، على سبيل الإتفاق ، أن تبرز من ذلك المجتمع رائداتٌ على المستوى الوطني ؛ كما ألمعنا بخصوص روشن خانم وأمينة الزهراء . وها هي وصال فرحة ، تسجل إسمها في تاريخ الحركة النسوية ، كأول إمرأة في العالم العربي تتسنم منصب رئاسة حزب سياسيّ ؛ بإستخلافها لزوجها خالد بكداش ، الأمين العام ، التاريخي ، للحزب الشيوعي السوري . من ناحيته ، ينتسب بكداش لآل " قوطرش " ؛ العائلة الكردية ، التي برز الكثير من رجالاتها على صعيد السياسة والفكر والنضال الوطني . وكذا الأمر في نساء تلك العائلة العريقة ، ممن لعبن أدواراً مشهودة سواءً بسواء ، خلال عهد الإنتداب أو ما جاء بعده من مراحل دستورية وإنقلابية ؛ نذكر منهنّ بهيجة قوطرش ، شقيقة الزعيم بكداش . ثمة غيرها من نسوة الشام ، الكرديات ، ممن عملن بشجاعة وتفان أيام الثورة السورية ؛ نظيرُ المناضلة فاطمة أومري ، والدة المجاهد الكبير أحمد بارافي ، الذي قاد ثورة بلدة " قطنا " ، في برّ الشام . ذاع صيت هذه المرأة الجسورة ، خصوصاً في واقعة حصار الجند الفرنسيين والسنغال لبيتها الواقع في حيّ الأكراد ، طلباً للإبن الثائر الذي كان حينئذٍ متحصناً فيه . ويقالُ أنها تصدت لهم بالسلاح ، صارخة بإبنها ألا يستسلم ، مرددة على مسمعه مثلاً كردياً معروفاً : " فحولُ الأكباش خلقت للذبح ! " . (16)
علاوة على النسوة النشطات في الحركة السياسية والنضالية ، فإن الكثير من كرديّات دمشق كان لهنّ مساهمات على الصعيد الإبداعي ؛ فبرز منهن رائدات للحركة التشكيلية والفنية : كأميمة آلوسي ؛ الرسامة وعقيلة الوزير والسياسي المخضرم ، علي بك بوظو . والفنانة مريم ميقري ، كانت من أوائل خريجات الدراسات الفنية بإنهائها أكاديمية فنون القاهرة أواسط الخمسينات ، كذلك الأمر في كونها من الجيل النسائي المفتتح للتدريس في معهد الفنون ، ولاحقاٌ بكلية الفنون الجميلة . بخصوص الشاشتيْن الكبيرة والصغيرة ، لا بد من ذكر الفنانة الكبيرة سلوى سعيد ( وأصلها من ديريك / الجزيرة ) ، زوجة الفنان المخضرم طلحت حمدي . هذا الأخير ، كان شقيقه أيضاً فناناً ؛ هو خالد حمدي ، الذي يعمل مخرجاً تلفزيونياً ، جنباً إلى جنب مع إبنته الفنانة خزامى الأيوبي . إضافة لأسماء نسوية دمشقية اخرى ، في مجالات الكتابة والتشكيل والفنون ؛ يستحضرنا منها : عصام ميرزو ، شيرين ميرزو ، بتول ملاطيه لي ، شيرين ملا ، نارين زلفو ، رجاء قوطرش و لينا كرم (17) . وما يبعث على الثقة بمستقبل واعدٍ للمرأة ، أنّ الكثير من نساء كردستان ، اليوم ، ينشغلن في مجالات الإبداع كافة ؛ من شعر وقصة ورواية وبحث ونقد . من تلك السماء الخضراء ، الوارفة ، أو من المهاجر المختلفة ، تسطعُ أسماءٌ بات بعضها معروفاً ؛ مثل هيفاء زنكنة ، سوزان سامانجي ، جيلا حسيني ، كجال أحمد ، ديا جوان ، كوردستان موكرياني ودريّة عوني .. ؛ هذه الأسماء المضفية أهمية على فعل الكتابة ، نسوياً : " من حيث أنه وعيٌ وموضعة وكشف لتجارب ومعانيات وتصوّرات وحاجات وأحلام ، طال عهدها بالصمت والخفاء ، والكتابة تبلورها وتخرج بها إلى مدار العام " . (18)
هوامش ومصادر :
1 _ زينب المعادي ، المرأة بين الثقافي والقدسي _ الدار البيضاء 1992 ، ص 55 2 _ محمد أمين زكي ، تاريخ الدول والإمارات الكردية _ الطبعة العربية في القاهرة 1939 ، ص 381 3 _ المصدر نفسه ، ص 290 4 _ محمد أمين زكي ، خلاصة تاريخ الكرد وكردستان _ الطبعة الكردية في القاهرة 1939 ، ص 352 5 _ كمال الصليبي ، تاريخ لبنان الحديث _ الطبعة العربية في بيروت 1984 ، ص 140 6 _ حافظ أبو مصلح ، واقع الدروز وتاريخ دير القمر _ بيروت بلا تاريخ ، ص 223 7 _ مير بصري ، أعلام الكرد _ لندن 1991 ، ص 154 8 _ المصدر نفسه ، ص 206 9 _ روهات آلاكوم ، العلاقات السويدية الكردية ، خلال ألف عام _ الطبعة السويدية في ستوكهولم 2000 ، ص 237 10 _ أنظر دراستنا : العائشتان ؛ شاعرتان صوفيتان بين دمشق والقاهرة ، المنشورة في " إيلاف " عام 2005 11 _ روهات آلاكوم ، نساء الكرد _ الطبعة الكردية في ستوكهولم 1995 ، ص 115 12_ المصدر نفسه ، ص 113 13 _ رجالات سورية الجديدة ، كتاب رسمي صدر لمناسبة الإنقلاب السوري _ دمشق 1949 ، ص 88 14 _ يوسف الحكيم ، سورية والعهد العثماني _ بيروت 1980 ، ص 58 15 _ بثينة شعبان ، المرأة العربية في القرن العشرين _ دمشق 2000 ، ص 181 : الملاحظ من عنوان الكتاب ، أن الباحثة معنيّة بالأعلام النسائية ؛ من أصل كرديّ أو غيره ، على أساس الإنتماء للدول العربية 16 _ العميد ممدوح بارافي ، حكاية بطل _ دمشق 1975 ، ص 27 17 _ لمزيد من التفاصيل : حيّ الأكراد في مدينة دمشق ، لعز الدين ملا _ دمشق 1998 18 _ خالدة سعيد ، المرأة ، التحرر ، الإبداع _ الدار البيضاء 1991 ، ص 87
[email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نساء كردستان ؛ الوجه المجهول لشعب عريق 1 / 2
-
مذاهب متشاحنة ؛ السنّة والعلويون والآخرون
-
أثنيات متناحرة ؛ الكرد والسريان ، مثالاً
-
الوثنيّة الإسلاميّة
-
الموساد ، من كردستان إلى لبنان
-
التعددية ، في وصفة بعثية
-
عيدُ الحبّ البيروتي
-
عبثُ الحوار مع البعث ، تاريخاً وراهناً
-
المقاومة والقمامة : حزب الله بخدمة الشيطان
-
رسام الكاريكاتور بمواجهة الهمجية 2 / 2
-
رسام الكاريكاتور بمواجهة الهمجية
-
إعتذار صليبي من قلعة الإسلام
-
التحوّلات الكردية : أقلية وأكثرية
-
الإجتماعيات الكرديّة : تقاليدٌ وتجديد
-
الإجتماعيات الكردية : طِباعٌ وأعراف
-
الإجتماعيات الكردية : فقهٌ وتصوّف
-
القصبات الكردية (2 / 2)
-
الإجتماعيات الكردية : عامّة وأعيان
-
رؤيا رامبو
-
الميلاد والموت
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|