أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - ملالي طهران والدور المذعور














المزيد.....

ملالي طهران والدور المذعور


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حربا أهلية في العراق :
كنت قد كتبت منذ فترة مقالة وعنونتها [ الملف النووي الإيراني ما الذي يجري في العراق ؟ ] وها نحن وصلنا إلى بيت القصيد الآن ما تريده إيران تثبيت نفوذها في العراق أو بالأحرى تثبيت نفوذ ملاليها في العراق . إيران هي الطرف الأكثر مصلحة مع سوريا والزرقاوي والبعث الصدامي في قيام حرب أهلية بالعراق تحصد الأخضر واليابس وهذا الأمر لايحتاج للغة مجاملة والمرء يرى أبناء الشعب العراقي وخصوصا الشيعي يدفعون ثمنا من دمائهم لمصالح لاتمت إليهم وإلى عراق حضاري مدني بصلة , كما أكدت أن من يمنع قائمة الإئتلاف من ذبح الجميع هم الأمريكان وهذا أمر كتبته أكثر من مرة , كما أن الأمريكان هم من يمنعون الإرهاب الزرقاوي من ذبح الشيعة أيضا . إنها نفس الثقافة الأصولية ليست إيران دولة ديمقراطية مدنية لا تؤمن في العنف وتحريك النزاعات من كل الأشكال كي تصدر نموذجها الفقهي الخاص ولن أقول النموذج الإسلامي لأن النموذج الفقهي الإيراني في السياسة لا علاقة له بالنص القرآني ؟ وأعتقد أنه نصا أقرب ما يكون للنص الكاثوليكي في اختيار البابا , وليس النص الكاثوليكي المعاصر , بل هو النص الأقرب لتجربة حكم الكنيسة في القرون الوسطى الأوروبية عندما كان البابا حاكما فعليا دينيا ودنيويا !! وهذه التي تلتقي فيها أيضا مع الفكر الجهادي / البن لادني وخلافه .. الولاية الدينية السياسية .. وهي نقطة لم تعالج بشكل كاف أو لازال مسكوت عنها , ولن ننسى أن الفكر الجهادي لم ينتعش إلا مع الخمينية بعد الثورة الإيرانية .مراجعة لحركية نشوء الفكر الجهادي في المنطقة أواخر السبعينيات بداية الثمانينيات لن يجد المرء كبير عناء لاكتشاف هذه العلاقة الصميمية . وليس نموذج حزب الله نموذجا خاصا في الحركات الجهادية .. وهذا موضوع شائك علينا قراءته من كافة جوانبه وداخل فضاء نشوء هذا الفكر وتطوره وتحوله إلى أحزاب سياسية , كما أنه يحتاج لأكثر من قراءة متواضعة كقراءتنا هذه . بالتوازي مع هذا الأمر يدرك هذا النموذج / غير التاريخي راهنية ومعاصرة أنه يمشي بوجه التاريخ تماما كشقيقه السلفي في الشق السني للقراءة الإسلامية . وهذا ما يجعله نزاعا لهذه العنفية في مواجهة التاريخ بمقومات ما قبل تاريخية .
بالعودة للعراق وما يحدث في ندوة مصغرة عقدت قبل أشهر قلت أن الخطر الحقيقي على قيام نموذج عراق ديمقراطي مدني سيكون النظام الإيراني بالدرجة الأولى وهذا استراتيجيا , وأمريكا باتت تدرك ذلك أكثر من غيرها , وليست الممانعة العربية في قيام عراق ديمقراطي مدني هي ممانعة قادرة على الصمود والاستمرار كممانعة النظام الإيراني وامتداداته العراقية . لأن الممانعة العربية ممانعة ليست أيديولوجية بل هي ممانعة ارتجالية لسلطات باتت بغالبيتها ارتجالية سياسيا ومؤسساتيا وتلفظ أنفاسها الأخيرة . بينما هذا الأمر غير موجود لدى سلطة الملالي في إيران والتي هي سلطة لازالت قوية وتمتلك درجة من المشروعية المؤسساتية في المستوى الإيراني دستوريا وشعبيا لجملة من الأسباب ليس مجال ذكرها الآن . وإن التغلغل الإيراني الذي كان قائما على قدم وساق ولازال في العراق ساهم في تقدمه سلميا غباء ودموية ما يعرف الآن بالمقاومة العراقية / السنية . وهذا ما سيدفع الشعب العراقي ثمنه لفترات طويلة . على شكل حروب أهلية مبطنة ومعلنة وانتشارا مستمرا للمليشيات والسلاح والمرجعيات الدينية / آيات وخلافه . وليست الفترة بعيدة تلك التي ستحمل المواجهة المباشرة بين الأمريكان والإيرانيين على أرض العراق .. والملف النووي الإيراني ليس سوى بوابة من قبل الطرفين للدخول الجدي في هذا النزاع , لأن الأمريكان والبريطانيون ومعهم أوروبا كلها يدركون أن قيام نظام ديني على الشاكلة الإيرانية في العراق أو على الأقل في جنوبه سيخسرون كل شيء حتى النفط . وما ساعد في ذلك هو تدمير الدولة العراقية من قبل تواطئ المعارضة العراقية المتداخلة المرجعيات و الأهداف والقوات الأمريكية أثناء الدخول على العراق وسيدفع الشعب العراقي الثمن لا بل هو يدفعه يوميا ولكن القادم أعظم عندما تتحسس إيران أنها غير قادرة على تحويل هذا النفوذ إلى أشكال مؤسساتية وقيام نظام إقليمي على كافة الصعد يتيح لإيران تثبيت هذا النفوذ . لكن الإرهاب الزرقاوي والبعثي والمدعوم من قبل / غض البصر والتواطئ الرسمي العربي سيجعل إيران تجني الأرباح ويخسر الشعب العراقي مستقبله الآمن .. وخصوصا الذبح الذي يقوم به هذا التيار نتيجة لفشله في إحداث خللا في التواجد الغربي يتجه للانتقام بطائفية مقيتة من أبناء العراق الشيعة .
لكن من الجهة المقابلة هنالك ذعرا لدى سلطة الملالي من قيام عراق مدني ديمقراطي موحد يجعل هذه السلطة أحيانا تفقد الهدوء .. واكثر ما يخيف في الحقيقة على مستقبل العراق هو :
إحساس الملالي بأن سلطتهم باتت مهددة بفعل الحد التاريخي للبشرية والذي يعاندونه حتى هذه اللحظة , وليس الحد التاريخي هو وجود القوات الأمريكية في العراق بل هو :
الضرورة التاريخية في قيام مجتمعات طبيعية في المنطقة وغير مستنفرة , وهذا هو العدو رقم واحد للسلطة في إيران . ولازال الثمن في بدايته الذي يمكن أن تدفعه شعوب المنطقة في إيران والعراق ولبنان وسوريا ما لم يتم التعاطي مع هذا الملف بحذر وحسم وقوة ..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة
- في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد ثمة أسئلة كثيرة
- إلى مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق غدا
- النظام السوري يزيد من عدد الممنوعين من السفر
- فوز حماس ..نقطة نظام
- الجولان ينتظر
- القوى اللبنانية والملف السوري
- حداثة بلا نهاية ..عولمة بلا حدود
- أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟
- تصدير الخوف
- التغيير الرئاسي السوري
- الطائفية والإرهاب تدافع عن آخر مواقعها والعراقيون يدفعون الث ...
- بوش والديمقراطية في الشرق الأوسط
- صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟
- المساعدة المالية الأمريكية للمعارضة السورية
- الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟
- ولازالت المداهمات مستمرة في سوريا
- النظم الفاسدة النظام السوري نموذجا
- عودة للمسألة اليهودية في السياق الدنماركي
- السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - ملالي طهران والدور المذعور