أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الانفجار السكاني أخطر من داعش!















المزيد.....

الانفجار السكاني أخطر من داعش!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الصديق باسم محمد مصطفى يوم أمس منشورا حول موضوع "كثرة الإنجاب" المؤدية إلى ما يسمى "الانفجار السكاني" معتبرا أنَّ (كثرة الإنجاب مشكلة، وأنَّ من يؤيد كثرة الإنجاب يساهم في عملية التصحر وإبادة الأشجار، وهو عدو للطبيعة). وقد علقتُ أنا وبعض الأصدقاء على موضوعه بعدد من الملاحظات أدرجها هنا على أمل كتابة منشور أكثر تفصيلا وتوثيقا حول الموضوع:
* الانفجار السكاني هو الأخطر من داعش وليس زهرة النيل! هذا الموضوع يشغل بالي منذ زمن بعيد، وأتابعه وأتابع معه إحصائيات النمو في العالم وهي مخيفة جدا. في آخر زيارة لي إلى مدينتي الشطرة بعد غياب عنها لأكثر من ثلاثين عاما، فوجئت بأنني في مدينة غريبة بكل معنى الكلمة، من حيث الزحام والفوضى واتساع المدينة الأفقي والفوضوي. وهذا هو واقع الحال في جميع المدن العراقية. وعلى الصعيد المعلوماتي، وبخصوص الاحصائيات حول النمو السكاني، فوجئت تماما بالحقائق التالية لدى مراجعتي لأوليات الموضوع:
فقد كنت أظن أن مصر من البلدان ذات المعدلات العالية في النمو والتكاثر ولكن ترتيبها في إحصائيات سنة 2005 هو 71 والعراق أكثر منها نموا وترتيبه 64، أما في إحصائيات سنة 2013 فترتيب مصر 64 أي أن النمو ارتفع قليلا، والعراق ترتيبه ارتفع بشكل حاد وأصبح 42. أي انه صار من الدول ذات النمو المرتفع جدا. ومع ذلك فإن الدول كثيرة السكان أصلا كمصر، يظهر فيها معدل النمو أكبر من حيث مجموع السكان الكلي. وهذا غير صحيح من حيث نسب النمو، ولكن الزيادة تبدو للمتابع أكبر بسبب كبر عدد السكان الأصلي. معنى ذلك أن معدل النمو حتى إذا كان منخفضا وبحدود 1% في الدول ذات العديد السكاني الكبير أصلا كمصر يكون أكبر وأكثر وضوحا منه في الدول ذات معدلات النمو العالية والذي يصل الى 4% إذا كان عديدها السكاني صغيرا كلبنان وهي الدولة الأعلى نموا سكانيا في العالم كله سنة 2013.
الوضع في العراق خطير جدا في موضوع الانفجار السكاني وهو يهدد كل شيء بالانفلات والضياع أكثر مما هو منفلت وضائع الآن فمعدل النمو فيه يتصاعد بشكل حاد وانفجاري وخطير وهو يقترب من الحالة التي كانت عليها مصر في السبعينات وما بعدها حيث تضاعف عدد السكان وقفز خلال ثلاثين سنة وزاد عدد السكان أكثر من 46 مليون نسمة.
*إن هؤلاء الذين يقللون من خطر الانفجار السكاني في بلدان الجنوب، توقفوا وتجمدوا عقليا عند نقد ماركس لنظرية توماس مالثوس (14 شباط -فبراير 1766 - 23 كانون الأول -ديسمبر 1834) حول الانفجار السكاني. وماركس كان محقا بعض الشيء في نقده آنذاك منتصف القرن التاسع عشر، أي قبل أكثر من قرن ونصف، حين كان النمو السكاني منخفضا أو طبيعيا في جميع أنحاء العالم، ويتلاءم مع مصادر الغذاء والثروات الطبيعية. وكانت المجتمعات الأوروبية قامت بما يسمى "ثورتها السكانية" ولكن في البلدان التي اجتاحتها وأبادت سكانها الأصليين كالقارتين الأميركيتين وأستراليا...الخ، أما اليوم فالوضع مختلف جذريا وينذر بكارثة حقيقية بدأت وليس ستبدأ!
*في الصين والهند مثلا، تم التقليل من خطر ظاهرة الانفجار السكاني بقرارات فوقية. ولم يكن للدين من تأثير مضاد لتلك القرارات هناك وقد سجلت ممارسات فوقية قمعية في زمن أنديرا غاندي التي اتهمت أطراف دولية ومحلية حكومتها باستعمال التعقيم الإجباري للذكور، ولكن في مصر حيث العامل الديني قوي جدا تم اتخاذ تدابير مهمة كما يظهر وبذكاء وبعيدا عن الإعلام، وكانت النتيجة هي تقليل ملموس في معدلات النمو ولكنه لم يكن العامل الوحيد غير أن الوضع ما يزال خطيرا و يحتاج الى جهود أكبر وأكثر حزما وعلمية .
ما ذكره الأخ صلاح أحمد صحيح أيضا بخصوص أمرين: علاقة ارتفاع المستوى التعليمي بالانخفاض التلقائي للإنجاب، وبخصوص درجة الانخفاض الطبيعي في الإنجاب بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية. والسبب الأخير يمكن فهمه كالاتي: تدفع الظروف المعاشية الصعبة والغلاء العوائل إلى الإقلال من الإنجاب رغم رغبتها بكثرة الانجاب. وهذا سبب يمكن أخذه بنظر الاعتبار. وفي مصر يشتغل هذا العامل الاجتماقتصادي بقوة. ويبدو ان السلطات المصرية اختارت التعويل على هذا العامل وعلى عوامل وقرارات أخرى بعيدا عن الإعلام حتى لا تثير العامل الديني. وقد حدث ذلك في عهد السادات و مبارك حين حاولا القيام بإجراءات قوية للحيلولة دون الانفجار السكاني ثم تراجعا بسرعة بعد رد فعل المؤسسة الدينية والجمهور الديني الذي راح يعارض تلك الإجراءات بقوة من منطلقات سلفيةوقد دفعت مصر الثمن حيث قفز عدد سكانها بشكل هائل لا يتناسب مع مصادرها الغذائية وثرواتها الطبيعية حيث تجاوز في العام الماضي 104 ملايين نسمة . وأشار تقرير رسمي إلى أنه خلال 30 سنة زاد عدد السكان في مصر 46.5 مليون نسمة بنسبة زيادة 96.5%.. وقد وجه الرئيس المصري الحالي قبل أشهر بتشكيل "لجنة عليا"، من الحكومة وأساتذة الجامعات والمتخصصين في كافة المجالات، لدراسة نتائج تعداد السكان والمنشآت في مصر التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر السكاني.
في مصر، على الأقل هناك احصائيات ومراجع ودراسات وأرقام يستطيع المرء ان يعرف من خلالها حجم الخطر أما في العراق فلا أحد يعرف ما يحدث وقد عطلت خلافات الأطراف السياسية الطائفية والعرقية حتى إجراء إحصاء رسمي للسكان منذ سنة 2003 وحتى اليوم!
أما في إيران فثمة ظاهرة لافتة أخرى في هذا المجال وهي تبين لنا التأثير الإيجابي لارتفاع مستوى التعليم العام والمستوى الثقافي العام لأي شعب، وكونه كفيلا بتنبيه الناس الى خطورة ظاهرة الانفجار السكاني. ففي حالة إيران، ورغم أن النظام فيها ديني ورغم كون رجال الدين ومؤسساتهم يشجعون الإنجاب، ولكن ما نلاحظه من خلال الإحصائيات الدولية هو أن مستوى النمو السكاني في إيران مستقر وبشكل ممتاز بين ترتيب 96 و 98 خلال أكثر من عشرة أعوام ونسبة النمو في إيران تتراوح بين 1.24 و 1.35 بالمائة، في حين أن نسبة النمو في العراق أعلى بكثير من ذلك وهي تترواح بين 1.84 و 2.23 وهذا معدل نمو مرتفع جدا!
فهل سنفيق بعد سنوات قليلة لنجد أن عدد السكان في العراق تجاوز مصر؟!
كلُّ خرابٍ جديد متوقَع ومنتظَر في عراق المحاصصة الطائفية اللصوصية والحكم التابع للأجنبي.
*عبارة " زهرة النيل" هي إشارة الى القولة المنسوبة الى وزير الموارد المائية حسن الجنابي والتي مفادها "إن زهرة النيل أخطر على العراق من داعش" وزهرة النيل نبات طفيلي مائي انتشر في أنهار العراق وقامت الوزارة بحملة لمكافحته ويبدو انها انتهت بنجاح وفي زمن قياسي وبجهود معظمها من متطوعين، إذْ غابت أخبارها لاحقا وبشكل تام.

رابط حول الإحصائيات الخاصة بالنمو السكاني في جميع دول العالم لعدة سنوات:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84_%D8%AD%D8%B3%D8%A8_%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%8A

*ورابط لتقرير حول الوضع السكاني المتفاقم في مصر
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-41453757

*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة الانتخابية بين 6% فقط من آلاف المرشحين و94% ترشحوا لي ...
- بروفيسور إسرائيلي للمسلمين:كلكم دواعش! تصفيق على الفيسبوك
- فضيحة الانتخابات العراقي: المنافسة بين 6% من المرشحين و94% ن ...
- الوزير الجنابي رفض تدويل مشكلة مياه الرافدين، لماذا؟
- حلال على البابا فرانسيس وحرام على مقتدى الصدر!
- مأساة الرافدين:هل يمكن للعراق اللجوء الى المحكمة الجنائية؟
- لماذا يرفض الوزير حسن الجنابي يرفض خيار التدويل للدفاع عن مي ...
- تركيا وقت اتفاقية مياه مع سوريا في 1987 ورفضت ذلك مع العراق، ...
- هل يمكن مقاضاة تركيا وإيران في محكمة العدل الدولية حول مياه ...
- الوزير حسن الجنابي يثير الذعر بكلامه ويتهم الآخرين بإثارته!
- حظر الأحزاب الطائفية هو الحل!
- عن الفرق بين تحالفي - تقدم مع الآلوسي- و -مستمرون مع الصدر-
- تجارب عالمية وعربية في تغيير الدستور بعد الحرب الأهلية
- تركيا ستقطع نصف دجلة، فماذا قال الوزير العراقي للمياه؟
- القانون الدولي ومأساة دجلة والفرات وسد أليسو
- -النفط مقابل مياه الرافدين- شعار تفريطي وخياني
- متصهينو الخليج يستشهدون بالقرآن لدعم الدولة الصهيونية
- الحركة الشيوعية في العراق وقضية فلسطين
- الصراع بين الحزبين الأميركي والإيراني في العراق
- تحريم -الموطا- وتزويج ذات التسع سنوات عند اليعقوبي ! 2 من 2


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الانفجار السكاني أخطر من داعش!