أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - قانون الكنيست الإسرائيلي بشأن سحب هويات العرب بذرائع أمنية محطة في سياق تراكمي لتهويد القدس















المزيد.....

قانون الكنيست الإسرائيلي بشأن سحب هويات العرب بذرائع أمنية محطة في سياق تراكمي لتهويد القدس


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 01:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


قانون الكنيست الإسرائيلي بشأن سحب هويات العرب بذرائع أمنية محطة في سياق تراكمي لتهويد القدس
بقلم : عليان عليان
مشروع قرار البرلمان الإسرائيلي" الكنيست" الذي جرى تمريره بالقراءتين الثانية والثالثة، والذي ينص على سحب الهويات من المقدسيين بدواعي الأمن والأمان وشطب جميع الحقوق المترتبة على سحبها، جاء في ظروف معينة سهلت مهمة العدو الصهيوني في ممارسة التفريغ الديمغرافي للأهل في القدس.
واللافت للنظر أن هذا القانون جاء بعد تراجع نسبي في سحب الهويات من العرب المقدسيين ، إذ أن مجموع الهويات المسحوبة منذ عام 2012 وحتى نهاية عام 2017 لم يتجاوز 422 هوية حيث بلغ مجموع الهويات المسحوبة منذ احتلال القدس عام 1967 ( 14506)هوية.
ويمكن تلمس التراجع النسبي في سحب الهويات بالمقارنة مع الفترات السابقة حيث بلغ عدد الهويات المسحوبة في الفترة ما بين 2006- 2008 (4000) هوية حسب إحصاءات الاتحاد الأوروبي ، وهذا التراجع النسبي يرجعه المراقبون إلى الضغوطات الدولية بهذا الشأن ، وإلى خشية الكيان الصهيوني من تفجر الأوضاع في القدس، وانشغاله بشكل كبير جداً في مصادرة الأرض والاستيطان في القدس ومحيطها.
القانون الإسرائيلي العنصري ألإجلائي الجديد، تم في ظروف ميسرة للعدو الصهيوني تمكنه من تجاوز العقبات سالفة الذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني / مشروع صفقة القرن الأمريكي الذي طرحه جاريد كاشنر بالتنسيق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية/ تسارع مفاصل عديدة من النظام العربي الرسمي للتطبيع المذل مع الكيان الصهيوني، وعدم اكتفائها بذلك ، حيث تعمل على نقل التطبيع إلى حالة من التحالف مع العدو في مواجهة إيران وحزب الله وعموم محور المقاومة.
وهذا القانون العنصري الجديد ينطوي على أخطار كبيرة من الزوايا التالية :
أولاً : أن هذا القانون يستهدف تقويض الوجود العربي في القدس وإحداث خلل في المعادلة الديمغرافية لمصلحة اليهود.
وعلى سبيل التذكير نشير إلى مسألة أن اللجنة الوزارية المصغرة التي جرى تشكيلها بعد احتلال القدس عام 1967 لبحث الخطوات اللازمة لتغيير المعادلة الديمغرافية مستقبلاً لصالح المستوطنين اليهود ، حيث اتخذت إستراتيجية عنوانها أن تصبح نسبة المستوطنين اليهود في القدس بشطريها (76) في المائة مقابل (24) في المائة.
هذه الإستراتيجية بآلياتها المختلفة ممثلةً " بالاستيطان ، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل ، وسحب الهويات بذرائع استعمارية مختلفة مثل (سياسة مركز الحياة والعمل التي بموجبها يفقد المقدسيون إقاماتهم ، وعقاب المتّهمين بتنفيذ عمليات مقاومة ضد أهداف إسرائيلية ) هذه الإستراتيجية فشلت حتى اللحظة في إحداث التغيير الديمغرافي المطلوب، فالعرب الذين يقطنون القدس حتى نهاية عام 2017 يشكلون- حسب آخر الإحصاءات - حوالي 40 في المائة من عدد سكان القدس بشطريها ، ما قض مضاجع العدو ودفعه للبحث عن أساليب جديدة لتغيير المعادلة الديمغرافية لصالح اليهود.
ثانياً : قطع الطريق على أي إمكانية للتفاوض حول إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
ثالثاً : تنفيذ مبد أ يهودية الدولة من بوابة القدس ، لتشكل بروفة لتنفيذه في مناطق 1948 ضد المواطنين العرب في الجليل والمثلث والنقب وفي مدن الساحل الفلسطيني.
ويأتي هذا القانون العنصري ألإجلائي في إطار إستراتيجية العدو الشاملة لتهويد القدس التي بدأ بتطبيقها منذ اللحظة الأولى، التي تم فيها احتلال القدس والتي تضمنت ما يلي:
أولاً: ضم القدس الشرقية وسن التشريعات والإجراءات اللازمة.
ثانيًا: الاستيطان في القدس ومحيطها.
ثالثًا: تغيير التركيبة الديمغرافية للقدس.
رابعاً : التهويد الثقافي للمدينة.
ولاحقا ً تم توظيف الاتفاقات والمعاهدات الموقعة مع بعض الدول العربية في مسار تهويد القدس.
لقد قطع العدو الصهيوني شوطاً كبيراً في تهويد القدس وخلق واقع استيطاني ، حيث يحيط بالقدس غلافين استيطانيين بواقع 34 مستوطنة ، إضافة إلى 18 نقطة استيطانية في طريقها للتحول إلى مستوطنات كبيرة ، ناهيك أن العدو قطع شوطاً كبيراً لإقامة القدس الكبرى " القدس متروبوليتان " التي تبلغ مساحتها 600 كيلو متر مربع- 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية- وتمتد من قرية سنجل قضاء رام الله شمالاً وحتى بلدة بيت فجار قضاء الخليل جنوباً، ومن مستوطنة معالية أدوميم شرقاً وحتىى بلدة بيت شيمش " قرية عرتوف " غرباً.
لقد عبر عن سياسة الأمر الواقع الاستيطانية، مبكراً وبوضوح، وبدون أدنى مواربة بخصوص تهويد القدس بعد احتلالها عام 1967 ، الصهيوني ابراهيم كاحيلا، الذي أشرف على بداية مشروع الاستيطان في القدس والتغيير الديمغرافي، عندما كان تيدي كوليك، رئيساً لما يسمى بلدية القدس الموحدة، حين قال " انه مع انجاز المخطط الاستيطاني الديمغرافي، سيستحيل على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، أن تقول، أن القدس الشرقية عاصمة للكيان الفلسطيني، لان انجاز هذا المخطط، سيجعل تقسيم القدس أمراً مستحيلا ".
كما أن العدو الصهيوني مستمر في سياسة هدم المنازل ومصادرة الأراضي في القدس بذرائع مختلفة إدارية وقضائية وعسكرية ولإقامة المرافق العامة والمناطق الخضراء..ألخ ناهيك أنه يبذل قصارى جهده لتهويد القدس ثقافياً عبر تغيير أسماء الشوارع وأسماء الأماكن المقدسة بأسماء ومصطلحات عبرية ، وعبر تغيير المناهج المدرسية .
إن العدو الصهيوني بإصراره على مصادرة مساحات واسعة من الضفة الغربية وتهويد القدس، وسلب ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، إنما يطبق بدقة إستراتيجية الحركة الصهيونية، القائمة على ثلاثية الأمن( القوة المسلحة) والاستيطان، والهجرة، حيث يحتل الاستيطان ومعادلة التغيير الديمغرافي، موقعاً رئيسياً في هذه الإستراتيجية، وخاصة في القدس.
واذا كان الاستيطان هو التطبيق العملي للصهيونية، أو الصهيونية في الممارسة، واذا كانت الصهيونية، تحيا وتموت مع قضية القوة المسلحة- حسب تعبير الزعيم الصهيوني جابوتنسكي- فان هذه المقولات الاستيطانية، تأخذ أبعاداً إجرائية ملموسة، عندما يتعلق الأمر بالقدس.
وهوس التهويد الديمغرافي والاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يمكن تلمسه في حديث مؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون لحكومة العدو، حين حثها على استثمار الزمن في بناء المستوطنات ، وفي القدس على وجه التحديد ، حيث قال:" مهما كان الثمن يجب جلب اليهود إلى شرق القدس، حتى وإن سكنوا أكواخ، ولا داعي لانتظار بناء أحياء منظمة، المهم أن يكون فيها يهود ".
وأخيراً يبقى السؤال .. ما العمل في مواجهة إجراءات تهويد القدس وفي مواجهة قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني؟
الإجابة على هذا السؤال يحتاج إلى مساحة أخرى ، لكن على سبيل العناوين مطلوب دعم صمود أهل القدس على غير صعيد، ودعم الانتفاضة الراهنة وتوفير سبل إدامتها ، وتفعيل المقاومة بكل أشكالها ، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية على قاعدة برنامج المقاومة ونبذ اتفاقات التسوية والمفاوضات العبثية.
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار مجلس الأمن محطة تكتيكية في الصراع المحتدم بين محور المق ...
- إسقاط طائرة ف 16 الإسرائيلية بصاروخ سوري يعيد الاعتبار للصرا ...
- مؤتمر سوتشي محطة رئيسية لحل الأزمة السورية رغم العراقيل الأم ...
- في مئوية جمال عبد الناصر –واقع مصر والأمة العربية قبل وبعد ر ...
- قيادة السلطة الفلسطينية لم تغادر خياراتها رغم قراري ترامب وا ...
- الانتفاضة الفلسطينية تتطور بقوة دفع ذاتي دون دعم من سلطة أوس ...
- الانتفاضة الفلسطينية الراهنة تستدعي مغادرة النزعة الفصائلية ...
- الشعب اليمني يسقط الرهانات السعودية والرجعية لخلق فتنة في ال ...
- في ذكرى قرار تقسيم فلسطين : لا مجدداً للقرار وفق حيثيات محدد ...
- سعد الحريري يكرر معزوفة -النأي بالنفس- تنفيذا لإملاءات سعودي ...
- الحوار الفلسطيني الشامل في القاهرة لم يستجب لتحديات المرحلة ...
- محطات العلاقة بين الحكم السعودي والحركة الصهيونية
- مئوية وعد بلفور : نحو مقاربات مع الأوضاع الإقليمية والدولية ...
- موسكو وطهران لدغتا من جحر أردوغان مرتين... ودمشق تدفع الثمن
- انسحاب أمريكا من اليونسكو يحررها من الضغوط الصهيو أمريكية
- في الذكرى 17 لانتفاضة الأقصى ...قيادة المنظمة أكثر إصراراً ع ...
- البرزاني في شمال العراق وصالح مسلم في شمال سورية في رحلة الص ...
- لقاء المصالحة في القاهرة :الشيطان يكمن في تفاصيل أي اتفاق بي ...
- بتفعيل المقاومة ونبذ خيار التسوية يكون الانتصار لدماء شهداء ...
- إذعان غربي ورجعي مذل لحقائق ميدان القتال في سورية


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - قانون الكنيست الإسرائيلي بشأن سحب هويات العرب بذرائع أمنية محطة في سياق تراكمي لتهويد القدس