أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - ميشال شماس - أحبّته .. فطلقها














المزيد.....

أحبّته .. فطلقها


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:53
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


تعرفت عليه عندما كنت أزور بيت جدي، وكان يبدو في منتهى اللطف، سحرني جماله وتهذيبه، وجدت فيه فارس الأحلام، فتعلقت به كثيراً وشجعته على التقدم لخطبتي، ثم تزوجته بالرغم من تحذيرات أهلي وعدم موافقتهم عليه.
وبعد مضي فترة قصيرة على زواجنا تغيرت معاملة زوجي لي، حيث اخذ يعاملني باحتقار ومنعني من الخروج وحتى الاتصال بالهاتف، ومنع أهلي من زيارتي، ولما سألته عن سبب تغير معاملته لي، أجابني بنزق روحي اسألي والدتك التي تشتمني وتسبني، لقد سجلت لك مكالماتك مع والدتك، وأنا لا أريد أن أرى أحداً من اهلك في بيتي بعد اليوم.
ورغم تأكيدي له عدم موافقتي على تصرف والدتي، ورغم قيام والدتي بالاعتذار منه، إلا أنه استمر بمعاملته القاسية والمهينة لي، وأخذ يضريني عا الطالعة والنازلة، حتى تحول المنزل الزوجي إلى سجن حقيقي. وكان لايسمح بزيارة أحد من أهلي وأقربائي إلا بحضوره شخصياً لأنه يريد أن يسمع الكلام الذي يدور بيننا.
وبعد مضي تسعة أشهر على زواجنا، أنجبت ولداً، سمح لي بالذهاب إلى منزل أهلي من أجل الاعتناء بالطفل وقد بقيت هناك مدة ثلاثون يوماً، ثم جاء وأخذني إلى البيت الزوجي، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة، واستمر الحال هكذا حوالي شهرين إلى أن طلبت منه بإصرار إنني أريد الذهاب إلى منزل أهلي، وفعلاً قام بإيصالي وطفلي إلى هناك، ومضى شهر ولم يأت إلى منزل أهلي، حتى أنه لم يكلف نفسه الاتصال بالهاتف ليطمئن حتى على ولده، إلى أن فوجئت بمحضر المحكمة يبلغني دعوى الطلاق .
تعرفت على هذه القصة الواقعية من خلال لقائي بالزوجة عند أحد الأصدقاء، حيث حدثتني عن قصتها مع زوجها ومعاملته غير الإنسانية لها، فقلت لها: قصتك هذه ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة في هذا المجتمع المتخلف. ومع كل الذي حدث معك تريدين الرجوع إليه، مع أن أهلك لن يتخلوا عنك كما فهمت وأبدو استعدادهم لاحتضانك ورعايتك مع طفلك. فأجابتني والدموع تنهمر على وجنتيها: ( يا أستاذ منذ نشأتي في منزل أهلي، والتضييق مستمر علي وعلى أخوتي، شو ماعملنا وكيف ماتحركنا، كان أهلي يقولون: ( اوعا.. عيب، حتى اللعب بالشارع ممنوع ، واستمر الأمر على هذا الحال حتى كبرت وصرت روح عا المدرسة، ثم إلى المعهد، وأنا ما بعرف غير خالي وعمي وبيت جدي، ومرة كنت عند بيت جدي شاهدت شاباً وسيماً برفقة عمي، فأحببته من أول نظرة، ثم أصبح زوجي فيما بعد.. وأضافت قائلة: يا استاذ ما بدي أرجع عيش متل ماكنت قبل الزواج، وإذا طلقني كيف أهلي بدون يعاملوني ؟ دخيلك ساعدني أرجع لعند زوجي الذي أحببته بصدق بالرغم مما فعله بي، هيك أحسن لي وللولد) !
وبعد محاولات مضنية مع الزوج لثنيه عن رأيه، إلا أنه أصر على الطلاق رغم الاعتذار المتكرر للأهل وتعهدهم بعدم التدخل في حياتهما الزوجية، ورغم المساعي التي بذلها أهل الخير، إلا أنه في النهاية لم يترك مجالاً للصلح مطلقاً من خلال إصراره الأرعن على موقفه غير المبرر، وحدث الطلاق ، وعادت الزوجة مجدداً مكسورة الخاطر إلى منزل أهلها برفقة وليدها، وهي تندب حظها السيئ. وللعلم فإن الزوجة تحمل شهادة معهد تجاري، والزوج اكتفى بشهادة صف التاسع وهو يمتهن الأعمال الحرة.
هذه القصة ليست الوحيدة التي نسمع بحدوثها، بل هناك الكثير من القصص التي تحدث هنا وهناك، وتكفي نظرة إلى دواوين المحاكم حتى يجد المرء نفسه أمام عدد كبير من الملفات والقضايا المشابهة لقصتنا، هذا عدا عن القصص التي مازالت طي الكتمان.
ومما لاشك فيه أن أسباباًً كثيرة وراء تلك القصص والقضايا يأتي في مقدمتها ضعف الوعي وانتشار التخلف والفقر والفساد، ونظرة المجتمع الدنيوية إلى المرأة على أنها أدنى مستوى من الرجل الذي يجب أن يبقى قيماً عليها مدى الحياة. إضافة إلى ضعف القدرة على تربية الأولاد وتنشئتهم بشكل صحيح، وكثرة الممنوعات والمحظورات خاصة على الفتاة التي تتعرض لكثير من القيود لاحصر لها منذ نشأتها وحتى بعد بلوغها، مما يجعلها فريسة سهلة للوقوع في الخطأ عند أول تجربة لها على أرض الواقع، بسبب ضعف الخيارات المتاحة أمامها. وضعف ثقتها بنفسها، إضافة إلى القوانين التي تميل لصالح الرجل وخاصة القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية.
وهذا يدفعنا إلى القول بأن ظروف المرأة في البلاد العربية وفي بلادنا ايضاً مازالت دون المستوى المطلوب، وأن النهوض بأحوالها وإزالة جميع أنواع الظلم والحيف عنها، أصبح مطلباً ملحاً، وإن حل مشاكل الأسرة لن يتم إلا في إطار إصلاح شامل سياسي واقتصادي وإداري وقضائي وتربوي،بما يؤدي إلى احترام حقوق الناس وحرياتهم وإعادة صياغة القوانين وتحديثها وضبط وتبسيط الإجراءات القانونية والقضائية. إصلاح تتجند له كل الإرادات الشريفة لأبناء هذا البلد بجميع توجهاتهم في إطار ميثاق يوحد الجميع على أرضية العهود والمواثيق الدولية وخاصة العهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأن يترافق كل ذلك مع تربية حقيقية على احترام الآخر، تربية تحيي القلوب وتعلمنا النظر للعلاقات مع الأخر في بعدها الإنساني، وتنشئ المجتمع على احترام المرأة وتقديرها وإكبار دورها فيه، وتعرفيها بحقوقها وواجباتها وضرورة التوازن بين الواجبات والحقوق.
فالتربية الحقيقية لا تتحقق بالقانون وإنما يأتي هذا الأخير لدعم المكتسبات الأخلاقية والروحية التي تغرسها التربية المبنية على المثل ومكارم الخلاق في النفوس وترعاها.



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكمٌ عربي يطلبُ الصفحَ من شعبه
- عيون المدينة
- من أين يأتينا الفرح ؟
- نحو تفعيل قانون الكسب غير المشروع
- خليك عالخط
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - ميشال شماس - أحبّته .. فطلقها