أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - الإسلام وتاريخ أوروبا














المزيد.....


الإسلام وتاريخ أوروبا


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5814 - 2018 / 3 / 13 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان موضوع الحداثة والديمقراطية في سياق المقالة الأخيرة قد طرح مسألة ذات أهمية خاصة بالنسبة للعالم العربي، إذ ألمحنا إلى أن ثنائية الحداثة والديمقراطية اتسمت بكونها لصيقة بالغرب، وإذ نقرر ذلك، فإننا نعلم أن الثنائية المذكورة تكتب الآن حالة مأساوية بالنسبة للعالم، العالم العربي. لكن القضية هنا غدت أكثر خطورة وتعقيداً، إذ تحول الغرب (مصدر الحداثة والديمقراطية) إلى أكثر من وجه لكلتا المسألتين؛ إلى موضوع قديم جديد بالنسبة لهذا العالم، وقد عادت فيه صراعات الأديان والأعراق.

وإذا أردنا ضبط الجغرافيا العرقية، خصوصاً في العالم العربي، واجهْنا هجمة آخذة في التمادي ضمن هذا العالم تحديداً، وهذا ما انتبه إليه وزير الخارجية الروسي في تصريح له مؤخراً حين أعلن أن الروس سوف يخسرون في العالم العربي إذا تعاظم التيار السنّي وتراجع التأثير الشيعي الآخذ في التعاظم، وذلك ضمن الصراع القائم حالياً.



ويزيد ذلك التوجه وضوحاً مع ما أعلنه روحاني من ضرورة «الأسْلمة الشيعية»، ومن ثم فالبحث أو الحديث عن الإسلام وعن المذاهب المنطلقة منه، أصبح ذا بُعد «طائفي» واضح وطاغي، مع وجود نهج يسوِّق لمسار ديني شيعي مؤدلج.
سنتعرض لذلك من موقعين اثنين، أحدهما يعود لمسار الإسلام في التاريخ الأوروبي الوسيط، والآخر يتصل بموضوع الحداثة والديمقراطية الذي بدأنا به في المقالة السابقة. أما ما يتصل بالمسار الأوروبي للإسلام، فنسوق ما كتبه «مونتكفو مري وان» في العديد من كتبه ومقالاته، ومنه ما يلي: «لقد أعطى الإسلام أوروبا الغربية ليس فقط نتائج مادية واكتشافات تقنية دفعتها إلى الأمام.. إنه أعطى أوروبا ليس فقط إثارات عقلية في حقل العلوم الطبيعية والفلسفية.. لقد قدّم إليها حافزاً لإنتاج صورة جديدة عن ذاتها، إذ دافعت عن نفسها بالتراث اليوناني الروماني. وهكذا، فنحن الأوروبيين الغربيين، ونحن على عتبة عصر العالم الواحد، نجد أنفسنا أمام واجب الاعتراف الصريح بفضل العرب والإسلام علينا. لذلك فنحن مدينون للعرب وللعالم الإسلامي بالكثير».

ذلك ما قدمه باحث مرموق من الباحثين الأوروبيين على صعيد الاعتراف بفضل الإسلام على الغرب، مما لا يسمح بإسقاط الاعتقاد بأن تاريخ العرب والمسلمين كان فاعلاً بعمق في الحضارة الأوروبية الحديثة. لكن هذا الاعتراف يضعنا أمام إشكالية ضبط غياب التأثر العميق على صعيدي الحداثة والديمقراطية. وهنا يبرز العامل المركب الذي كمن وراء الاستزادة من عناصر الانحطاط الذي دخلت فيه التحولات الأوروبية ومن ثم العربية، إنه نشأة الاستعمار الأوروبي في العصر الحديث، والذي لم يقف في وجه التطور العربي فحسب، بل تسبب في تفكيك التطورات المحتملة في العالم غير الغربي كله، مما أنتج الاستعمار والإمبريالية وتأثيراتهما في العالم كله.

لقد نشأت حالات وضوابط وأفكار جديدة، كان مآلها غالباً إلى الفشل، وإلى فتح أبواب التدخل الخارجي في شؤون العالم العربي، وعوالم أخرى في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

ومن هنا تم تصنيف البلدان التي استمرت في وجودها «بلدانا متخلفة» أو «عالم ثالثية»، قل أن تُترك تعيش موتها، إلا ما حاول النظام الحديث فعله ثمناً لتدخل يمارسه أحد بلدان المنظومة المهيمنة.

ويتضح لنا أن الفكر الغربي الليبرالي الذي حاز على القيادة السياسية، لم يعش بعد فترة «العودة إلى الضمير»، بحيث يقدم مساعداته لبلدان التخلف والتخليف تلك، فذلك «الضمير» لم يرتق إلى درجة التضامن الوجودي مع هذه البلدان التي لم تحظ بلحظة الخروج من ثنائية «التخلف والتخليف»، بقدر ما أخفقت في الشروع بمرحلة التأسيس مجدداً لتحقيق لحظة ليبرالية (قومية) نهضوية محفزة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا عصية على التقسيم
- أوهام الاستعمار والصهيونية
- حلف الفضول ومنظومة التسامح
- ثورة عالمية ضد الإرهاب
- «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي
- الديموقراطية والتنوير والحداثة
- «الكفر» في حلب!
- العولمة وتفكيكات العصر
- العولمة في حلب!
- جدل الهوية والتاريخ
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف
- مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - الإسلام وتاريخ أوروبا