أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المهدي احميد - القنوات الفضائية وإعلامنا التضليلي














المزيد.....

القنوات الفضائية وإعلامنا التضليلي


المهدي احميد

الحوار المتمدن-العدد: 5813 - 2018 / 3 / 12 - 12:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


القنوات الفضائية المحلية والعربية ما هي الإ شعارات براقة ، تبصر الأنظار و تأخذ بعقول متابعيها وأفئدتهم نحو الأخبار الساخنة ، والتحليلات العميقة والمشبوه في محاولة للتأثير على هذه العقول والتحكم بها ، وذلك لتصدير بضاعة فكرية معلبة. فمن يبحث عن الحقيقة في بعض وسائل الإعلام العربية العامة أو الخاصة ، والتي تديرها الحكومات أو أشباه الحكومات ، كمن يبحث عن إبرة وسط أمواج متلاطمة تسير بسرعة كبيرة ، كما الأحداث التي شهدتها عواصف الربيع العربي بالمنطقة العربية تتلاطم فيما بينها ، ووسائل الإعلام مثل " قناة الجزيرة والعربية " تقوم بصنع الأزمات وتأجيجها بدل التهدئة وسط صراع المصالح والكل يتسابق حول السبق الصحافي والخبر العاجل ، صادقاً كان أم كاذباً حقيقياً أم ملفقاً ، حتى تصنع واقعاً كما تراه هي لا كما تراه الشعوب العربية . فالأحداث والوقائع الإخبارية إن كانت في صالح الدولة الداعمة للقناة ، قامت الدولة بتقديم كل إمكانياتها للقناة لخدمة هذا الحدث ، والسياسي المحترف المحنك التابع لهذه الدولة لا يتحدث عن التضليل الإعلامي ويكتفي بعبارة " الأداء الإعلامي غير المنصف " ، وإن كان الحدث فيه صراع ضد سياستها الإعلامية وسياسة الدولة الداعمة لها عندها تقوم على التطنيش والتعتيم والتمييع والإهمال وقص ﺍﻟﻜﻼﻡ وحذفه ﻭﻓﺒﺮﻛﺘﻪ ﺿﻤﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍلإﻋﻼﻣﻲ ﻭﺍلكذب والافتراء والإشاعات ، وهو وإن دل على شيء فإنما يدل على خبث الدول الداعمة لهذه الفضائيات ، وعدم احترامها للجمهور المتلقي. إن الحيادية والموضوعية والنزاهة أصبحت في متحف التاريخ ، وبين طيات الكتب الصفراء ، فلا الإعلام أصبح حراً ، ولا الكلمة أصبحت حقيقة ، إنما هي خطاب مؤدلج لمصالح متعددة ، بل والأنكى من ذلك أن إعلامنا التضليلي أصبح يقلد الإعلام الغربي المضلل هو الآخر بمصطلحاته المنقولة إلينا كالإرهاب والمتطرفين الإسلاميين حتى صارت الصورة النمطية عند الغربي بأن المسلم المقاوم هو الإرهابي الذي ينبغي أن يذهب إلى غوانتنامو. فالتضليل أصبح في انتقاء كلمات بعينها وتكرارها كثيراً على مسامع الجمهور، لكي تصبغ بصورة معينة تقوم على استبعاد الأحداث الجارية ، وهذه الأساليب أصبحت سياسة عامة عند معظم الفضائيات على قول القائل (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) ، فمِن نفخِ وتضخيمِ الأحداث إلى سياسة الاستبعاد والإقصاء أو التجريد من السياق ، حتى أصبح الجمهور في نظر القائمين على هذه الفضائيات مستهلكين وليسوا مشاركين في محاولة لتفريغ الإعلام من محتواه الاجتماعي التفاعلي ، وهذا يناقض ديمقراطية الاتصال التي نادى بها البعض في مشاركة الجمهور بصنع السياسة الإعلامية، وانتقل بعد ذلك التضليل الإعلامي إلى مستوى متطور عبر مخاطبة الوعي العقلي عند المتلقي العادي بطريقة خبيثة تجعله يصدق كل ما يقال أمامه. لذلك علينا تنمية وعي المتلقين بسلاح العلم والمعرفة والثقافة ، لكي يخرجوا من التخدير الإعلامي الذي يقعون فيه. ولا بد من الوسطية في الطرح الإعلامي؛ فالوسطية لا تكون في الإسلام فقط ، بل في الإعلام ، والوعي الإعلامي ينبغي أن يكون السائد عند المتلقي ، فالإعلام سلاح ذو حدين ينشط عند الأزمات والحروب والنزاعات للتأثير على الجمهور المتلقي عبر تضليله وفق المصالح السياسية بأسلوب هادئ ناعم دون رقيب أو حسيب ، لذلك نحتاج إلى صحوة الضمير الإعلامي لطريقة تغطية النزاعات والأزمات.
أخيراً فإن التضليل الإعلامي أصبح ظاهرة تستحق الدراسة العلمية البحثية من قبل الجامعات ومراكز الأبحاث ، ودراستها بعقل واع ناقد .
وختاماً يبقي التساؤل دائماً مطروحا إلي متي حجم اليأس القابع في صدورنا وما أقبح شاشاتنا اليوم إلا الانكسارات والانهزامات ، والتي سال الدم على رأسها وطفح







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الفاشلة


المزيد.....




- مسؤولو الصحة في غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين بطريقهم لموقع تو ...
- ترامب يشيد بفوز -حليفه- بالانتخابات في بولندا
- كيف تدفع السكوترات الكهربائية الصين لتطوير بطاريات الملح؟
- المشتبه به في حادث المولوتوف في كولورادو يمثل أمام القضاء وق ...
- 24 قتيلا بنيران إسرائيلية ضد منتظري المساعدات في رفح
- اكتشاف ظروف نشوء الشكل البركاني غير العادي على كوكب الزهرة
- -العوامل الخفية- لتغير مناخ الأرض
- محاولة إعادة تكوين أول كائن حي عاش على الأرض في تجربة فريدة ...
- -أكسيوس-: أنصار ترامب يدينون هجوم كييف الإرهابي على مطارات ر ...
- انسحاب أم إعادة تموضع ذكية؟.. ماذا يحدث بدير الزور في سوريا؟ ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المهدي احميد - القنوات الفضائية وإعلامنا التضليلي