أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بثينة مراد الزبيدي - عراقية ؟ أم طائفية ؟














المزيد.....

عراقية ؟ أم طائفية ؟


بثينة مراد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:32
المحور: حقوق الانسان
    


ينفر المجتمع الحديث إلى الإعلام باعتباره وسيلة أساسية من وسائل الترويج للفكر الحديث . فلقد أدى التطور التكنولوجي ، وهو سمة العصر الحديث ، إلى ابتكار وسائل معاصرة لنقل المعلومة ، جعلت من العالم قرية صغيرة ووفرت للبشرية فرصة أكبر للاطلاع على حضارات مختلفة ومتنوعة .
ولا يخفى على أحدٍ أنّ النظام السابق استخدم الإعلام كوسيلة من وسائل تمجيد الرمز الواحد ، الذي ينوب عن أمة متنوعة ، وروّج لفكرٍ واحد في بلدٍ نشأت فيه أول الحضارات وتمازجت ، وربما تصارعت فيه الأفكار المختلفة .
وليس جديداً ، على المتتبع لمسار المجتمع العراقي خلال الثلاثين سنة الماضية ، عندما يسمع أنّ الإعلام استخدم لنشر ثقافة التشتيت وتنمية ( الوعي ) العراقي في هذه المتاهات ، التي أوصلت الإنسان العراقي ( الذي كان في طليعة شعوب المنطقة ) إلى مستوى لا يستطيع فيه أكثر الناس التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح .
وبسقوط نظام الرمز وهبوب رياح الديمقراطية تطلعت أنظار العراقيين باحثة عن قناة تلفزيونية تعبر عن روح المرحلة ، وذلك بعد غياب مديد اضطر فيه العراقيون على تجرع مصيبة متواصلة اسمها قناة تلفزيونية لا تختلف عن أكثر الفضائيات الناطقة بالعربية ، من حيث تحديها لمشاعر العراقيين وتوخيها تجاهل مشاعرهم ومصائبهم ولا يلهمها غير المصلحة الذاتية في نقل المعلومة . ظهرت ( العراقية ) ، التي كانت محدودة التأثير في بداياتها ، لأنها ولدت في ظروف صعبة حلّتن فيها أكثر مؤسسات الدولة ، ومنها المؤسسة الإعلامية .
وبعد ما يقارب السنة أو أكثر بقليل ، بدأت ( العراقية ) تعبّر فعلاً عن روح المرحلة بما فيه التذكير بالأغاني الوطنية والشعبية الرفيعة الذوق ، والتي عبرت عن الروح الأصيلة للمواطن العراقي .
إلاّ أنّ ( العراقية ) تحولت فجأة عن مسارها المحايد ، إلى مسار يبدو أنه انعكاس لنفس الطائفي ، الذي تمخض عن ظهور حكومة المحاصصة الطائفية .
وإذا افترضنا أنّ السياسة الإعلامية هذه انعكاس لمعاناة طويلة في ظلّ النظام السابق ، فذلك يعني أننا ما زلنا نعيش في نطاق التجربة السابقة وآثارها السلبية. وهذا يتناقض مع روح الديمقراطية ، التي لا يمكن أن تقترن قطعـاً بالطائفية .
وإذا كانت هذه سياسة مقصودة لاستقطاب رأي الأغلبية فها يعني أـنّ حكومتنا بدأت تميل إلى تفضيل المصلحة الذاتية على مصلحة الوطن وتلك بادرة لا تبشر بخير
أمّـا إذا قلنا أن عراقيين ، وخصوصاً أولئك الذين عاشوا سنوات عديدة في أحضان ( المجتمعات ) الديمقراطية الغربية ، قد عادوا إلينا وهم غير فاهمين لأساسيات الديمقراطية ، فتلك مصيبة أكبر ، لأن ذلك يعني أن ألعقل العراقي تأخر عن استيعاب المثل الحضارية الحديثة ، ولا يمكنه تجاوز إطاره الفكري القديم ؛ وبعقلية كهذه لا يمكن أن نقود مرحلة يفترض بها أن تكون مثالاً للتنوع الفكري والقومي ، الذي هو انعكاس لتنوع المجتمع العراقي .
كما أننا ، في ظروفنا ، نحتاج إلى سياسة محايدة تتجنب استفزاز المشاعر لطائفية ، التي تنعكس نتائجها السلبية المباشرة على الناس الأبرياء البسطاء ، وبدلاً من أن نقمع الإرهاب نمنح المتهرطقين به فرصة لشرعنة أفكارهم المريضة .
وختاماً ، فإننا نأمل بـ ( عراقية ) تكون مرآة تنعكس من خلالها الألوان الزاهية ، التي امتزجت لتكون صورة العراق الواحد .

* نشرة ( حقوق الإنسان ) إصدار الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان في العراق / فرع ديالى



#بثينة_مراد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عشرات الآلاف يتظاهرون في باكستان تضامنا مع فلسطين وتنديدا با ...
- أهالي الأسرى يتظاهرون أمام منزل ديرمر و-عرائض العصيان- تصل ا ...
- اتهامات لنتنياهو بتقويض مفاوضات الأسرى
- المغرب.. عشرات الآلاف يتظاهرون تحت الأمطار تضامنا مع الشعب ا ...
- نائبة بريطانية تتبرأ من مذكرة اعتقال بحقها في بنغلاديش
- منظمات إغاثة تدين هجوم قوات الدعم السريع على مخيم للنازحين ف ...
- فلسطين تترأس جلسة انتخاب أعضاء لجنة الميثاق العربي لحقوق الإ ...
- بين القانون الجنائي الدولي وقانون الغاب.. المحكمة الجنائية ا ...
- نائب حاكم الشارقة بالإمارات يزور مخيم ماركا للاجئين الفلسطين ...
- الإمارات تدين بشدة الهجمات على مخيمات النازحين وفرق الإغاثة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بثينة مراد الزبيدي - عراقية ؟ أم طائفية ؟