أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - حياتي و 11 من سبتمبر














المزيد.....

حياتي و 11 من سبتمبر


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتبر العراق إحدى أكثر الدول تعقيدا في الشرق الأوسط ـ إن لم يكن في العالم ـ و هذا البلد منذ تشكله الحديث عام 1920 م و هو يعيش تركيبا غير طبيعي ، فقد تعاقبت عليه أنظمة حكم تختلف في انتمائها المذهبي عن أغلبيته الشيعية ، فبعد النهاية المأساوية لحكم الإمام علي و تراجيديا الإمام الحسين في كربلاء ، حكم العراق الأمويون و العباسيون و العثمانيون ، ثم حدث عقب دخول الجيوش البريطانية إلى العراق أن ارتكبت الأغلبية الشيعية أكبر غلطة لها في التاريخ حينما دخلت في مواجهة مع ما أسماه العراقيون آنذاك "الاحتلال البريطاني" بينما انخرطت الأقلية السنية ، التي كانت قد فقدت امتيازات كبيرة عند سقوط الدولة العثمانية ، في السلطة مهمشة الأغلبية الشيعية و التي استجابت للتهميش بمزيد من الانزواء .
أدى هذا الأمر إلى خلق دولة ديمقراطية ، مشوهة و ممسوخة ، فكانت الأقلية السنية تبحث لنفسها عن الأعذار للاستحواذ على مزيد من السلطة ، لكن نسبيا كان العراق دولة ديمقراطية من 1920 إلى 1958 م حينما قام مجموعة من العسكريين بانقلاب أطاح بالنظام الملكي و كرر مأساة شبيهة بمأساة الحسين ، حيث قتل الملك الشاب "فيصل 2" هو و عدد من أفراد الأسرة المالكة بشكل بشع ، رحب الشيوعيون و القوميون ((بعربهم و أكرادهم)) بهذا الانقلاب و أطلقوا عليه اسم "الثورة" كعادتهم في وصف كل انقلاب ، لكن مجيء قائد عسكري وطني مثل "عــبد الكريم قاسم" لم يرضي الأطراف القومية العربية أو الكردية ، فكلا الطرفين كان يطمح إلى إثارة و تأجيج المشاعر القومية أكثر فأكثر ، بينما كان مراجع الشيعة غارقين في عزلتهم و أوهام "الوحدة الإسلامية" و غيرها من الخرافات التي لا حظ لها من التطبيق .
كان النظام الجمهوري الذي جاء عبر انقلاب عسكري قد فتح الباب على مصراعيه أمام القوى القومية و الشيوعية للتنافس على السلطة و السيطرة ، و نشبت في عدد من المدن العراقية مثل "الموصل" و "كركوك" صراعات عنيفة و وحشية بين هذه القوى حيث بلغ العنف درجة من البشاعة أن جثثا بشرية علقت عارية في محلات بيع اللحوم و كانت المدن "السنية" تشهد اقتحامات لبيوت الأغنياء و يذبح ساكنوها بعد سحلهم في الشوارع ، و من يقرأ تاريخ "الإسلام السنّي" لا يستغرب من هذه الثقافة الوحشية و التي تعمل الآن الجرائم ذاتها ، و كانت للسلطات أو بعض النافذين فيها أيضا دور في إثارة هذه الأحقاد و المذابح ، تعرض الرئيس العراقي "عبد الكريم قاسم" في بداية حكمه إلى محاولة اغتيال فاشلة على يد مجموعة من "حزب البعث" و كان الرئيس العراقي المخلوع "صدام" من بينهم ، ثم في العام 1963 م نجح "حزب البعث" في القيام بانقلاب أدى إلى محاكمة عبد الكريم قاسم محاكمة "صورية" كانت أقرب إلى المهزلة منها للمحكمة ."10"
لكن مجموعة من القوميين الذين كانوا بالضد من "حزب البعث" قاموا بما يشبه بالانقلاب المضاد و نصبوا "عبد السلام عــارف" ـ و هو من الأقلية العربية السنية ـ رئيسا ، و حدث أن توفي الرئيس عارف في حادث سقوط طائرة الهلوكبتر الخاصة ، و بعد أن تولى شقيقه الهزيل "عبد الرحمن عارف" الرئاسة ، أزاحه البعثيون عبر انقلاب أبيض ، و شكلت عودة البعثيين عام 1967 م و استفرادهم بالسلطة ، بداية مرحلة طويلة من العذاب و الحروب التي ذاق وبالها العراقيون.
فنظام "البعث" أخذ يُحجم من حرية الصحافة و حرية التعبير ، ليسيطر على الإعلام و الصحافة و كل شيء رأي واحد و نظرية "البعث القومي" على كل شيء ، كما تم إلغاء كل مفاهيم حقوق الإنسان و الفرد ، بل و حتى الانتماء "الوطني" للعراق ، بمعنى أن هذا الحزب كان يسعى إلى حكم جميع الدول العربية من الخليج و حتى شمــال أفريقيا ، و طبعا كان هناك أيضا حزب البعث الحاكم في ســوريا و الذي كان على خلاف مع "البعث" العراقي لا في البرامج الآيدولوجية و لكن في اقتسام الغنائم ، و في هذه الفترة بدأ شيعة العراق وعيهم و نشاطهم السياسي و المواجهة مع النظام الحاكم ، و لم يقصر النظام في قمع التنظيمات الشيعية إلى درجة أن القلم يعجز عن وصف فظاعة الجرائم التي ارتكبها النظام ، و بجوار العراق كان الفكر السياسي الشيعي يتجه نحو التطرف في إيران ."12"
و معلوم أن دولة ، شديدة التعقيد كالعراق ، تسير بهذا الاتجاه لا بد أن يكون مصيرها قاتما و غير مضمون ، و لم تكد تحل نهاية السبعينيات حتى كان هناك نوعان من التطرف يحكم البلدين المتجاورين ، العراق ـ حيث يحكم حزب البعث العربي الاشتراكي المؤمن بالقومية العربية و ذي المضمون السني ـ و إيران ـ حيث قامت ثورة أطاحت بالشاه "الملك" و أطاحت معه باللبراليين ليحل محلهم مجموعة من الملاية المتعصبين ، و هكذا استعدت المنطقة لانفجار البركان ، و فعلا و بحلول الثمانينات بدأت الحرب العراقية ـ الإيرانية و التي ذهب ضحيتها و ضحية تعصب النظامين مئات الآلاف من القتلى ، هذا عدى الجرحى و المعوقين و مئات المليارات من الدولارات
و تزامنا مع هذا الوضع كانت حياتنا تنتقل من سيء إلى أسوا ، و أخذت القيمة الشرائية للدينار العراقي تهبط ، بعد أن كانت قيمة الدينار الواحد ، عند استيلاء البعث على السلطة ، تعادل ثلاث دولارات و نصف ، و كان منزلنا ، حيث نسكن ، ملكا لشخص آخر نسكنه كمؤجرين ، لكن الرجل و الحق يقال لم يكن بالطمع الذي نشاهده الآن لدى كثير من المؤجرين .



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتي و 11 من سبتمبر
- القلم -يذبح- أحيانا..!!
- كوميديا -العقل العراقي-!!
- كاريكاتير العالم -الإسلامي-!!
- هل أصبح -العراقيون- غرباء في بلدهم ؟!!
- ترشيح الجعفري .. خطوة ديمقراطية -
- وزارة التقوى و تبديد المال العراقي
- حكومة جديدة !! أم حديقة -عشائر-؟!!.
- من يعاقب العالم -الظلامي-!!
- كاتب قومجي و موقع طائفي !!
- محاكمة -صدام- تحت المجهر..
- ماذا سيحدث .. لو انتصر -الإرهاب-؟!!.
- أوهام السيد قادر .. من صنعها !!
- ماذا يريد -الرئيس-!! .. الطالباني ؟!!
- مهزلة العقل الإيراني
- ماذا بعد .. الانتخابات !!
- الأمة العراقية .. المشروع الحقيقي للبناء
- طريق الحُرية .. من العراق إلى لبنان
- هل تنكر الحكومة الإيرانية غدا .. مأساة الطّف !!
- مؤتمر الوفاق الوطني العراقي .. الضّحايا و الجلاّدون !!


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - حياتي و 11 من سبتمبر