سامي عبدالقادر ريكاني
الحوار المتمدن-العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 00:17
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
ان العوامل الاقتصادية وادارتها كان الهدف والسبب الرئيسي وراء تشكل أي تجمع انساني ابتداء بالاسرة ومرورا بالتجمعات الزراعية الاولى ووصولا الى تشكل عصر الامبراطوريات وانتهاء بالدول الحديثة.
والاوضاع السياسية والثقافية والدينية والمجتمعية بكل صورها، دائما كانت تعبيرا عن انعكاس الحالة الاقتصادية لاي من تلكم التجمعات البشرية، فاذا صلح الاقتصاد صلح كل شيء واذا فسد فسد كل شيء،
واذا كنتم تريدون حفظ تجمعاتكم واصلاح اوضاعكم وتحرير اوطانكم فليس عليكم الا ان تقوموا بإصلاح اقتصادكم.
ولن يصلح اقتصادكم الا بإصلاح ادارتها ولن يصلح ادارتها الا بتنظيفها من الجهات والاشخاص الفاسدين ولن ينظف من الفاسدين الا بتحرير مؤسستي الاقتصاد والعسكر من نفوذ الاشخاص والاحزاب وجماعات الضغط الاخرى، ولن يكون ذلك الا بحراك مجتمعي على جميع الاصعدة وبتصويب ذلك الحراك صوب تحرير تلكم النقطتين الجوهريتين، وبخلاف ذلك لا تترقبوا أي حلول للأوضاع.
فكل ما سمعتموه او ما ستسمعونه من خطوات حول حلحلة الاوضاع بين الاطراف الكوردستانية داخل اقليم كوردستان او بينهم وبين بغداد، ليست سوى مسكنات وقتية، وليست سوى تعبير عن تنازلات تجري بين مهندسي الفساد على المستوى العراقي يتفاوضون فيما بينهم خلف الشعارات القومية والوطنية والدينية، مستغلين قوة وضعف بعضهم البعض، للحصول على تنازلات مالية او سياسية او عسكرية عبر تسجيل نقطة هنا او كسب ورقة تفاوضية هناك، لعلهم يستفيدون منها في الحصول على موطيء قدم قد يساعدهم لمعركة قادمة ربما سيخوضوها من اجل الحفاظ او الإبقاء على ديمومة امبراطورياتهم وسطواتهم العسكرية ومكتسباتهم المالية، ولن يستفيد منها الشعب العراقي بعربه وكرده بشيعته وسنته وببقية مكوناته.
فاذا كنتم تريدون الاصلاح الجذري فليس عليكم سوى تحرير الاقتصاد... الاقتصاد... الاقتصاد، وحينها سترون المعجزات.
والانتخابات التشريعية على مستوى العراق وبعدها على مستوى الاقليم والتي ستجري في الاشهر القادمة هي احدى فرصكم للانطلاق نحو الحرية وذلك التحرر، فلا تفوتوها كسابقاتها، ولا تصغروا من شانها، فاليوم ليست كالبارحة، ولن تكون كغد، فاختاروا لصوتكم من ترونه شخصا مناسبا ومؤهلا لهذه المهمة.
فتغيير المنظومة العقلية عبر صحوة الوعي الشعبي حول فهم معضلة السياسة بان اساسها سوء في الادارة الاقتصادية وفي سوء اختيارنا للجهات والاشخاص المؤهلين للقيام بهذه المهمة، سيكون لها دورها البارز في تغيير الاوضاع في المرحلة القادمة خاصة بالنسبة لوضع اقليم كوردستان، سواء على مستوى العراق او على مستوى الاقليم، فلا تخذلوا انفسكم وتركضوا وراء الشعارات الجوفاء والاصلاحات العقيمة والمعايير الخادعة، وبخلاف ذلك فليس لكم ان تلوموا احد سوى انفسكم .
#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟