أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - تحديث وتطوير التفكير الاصلاحي واعادة صياغة المواطن















المزيد.....

تحديث وتطوير التفكير الاصلاحي واعادة صياغة المواطن


عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1485 - 2006 / 3 / 10 - 11:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ انطلاقة مسيرة التطوير والتحديث التي اشاعها القائد الشاب الدكتور بشار الاسد في ثنايا خطاب القسم من عام 2000 والناس تتحدث عن التطوير والتغيير والتحديث والعصرنة وزيادة الرواتب والاجور واحداث معاهد الادارة وتأسيس المصارف الخاصة والجامعات الخاصة وتشجيع القطاع الخاص وغير ذلك
لكن الا كثرية العريضة من المواطنين تنظر للتحديث والتطوير على انه تحسين للوضع المعيشي وارتفاع للاجور وحصولها على خدمات اكثر بما تتقاضاه من اموال وبالتالي ان الكثير من خيارات الناس مرتبط بهذا الامر ويفكر الناس من هذا الجانب ويقيمون عمل الدولة من هذا المنظار أي تفكير احادي وقد ساهمت الدولة ببناء هذه العقلية من خلال اعتبار نفسها المسؤول الاول عن الارزاق وانها اب للجميع عبر العقود الاربعة التي مضت من عمر دولتنا الحبيبة سورية
المطلوب فهم جديد للمشاركة
المطلوب اليوم نظرة جديدة تقوي مفهوم المشاركة والتشاركية في اتخاذ القرار وفي انتاج القيمة المضافة وفي خلق وتمويل المشاريع الجديدة كالتي تمولها هيئة مكافحة البطالة السورية الامر الذي يخفف من عبء المسؤولية الملقاة على الدولة وحدها ويزيد اشراك المواطن بتطوير النشاط الاقتصادي والاجتماعي والاعلامي والانتاجي وغيره مما يخلق حراك اجتماعي واقتصادي واداري في البلد يحول البلد فعلا الى ورشة عمل كبيرة لا يتكل فيها احد على احد
انموذج الاقتصاد والادارة اليابانية
ففي اليابان مثلا التي لا تمتلك ثروات وموارد طبيعية استطاعت ان تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد الاقتصاد الامريكي ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود للانسان ذاته وطريقة تفكيره وتصرفاته وعاداته التي تقدس العمل الحر وتقدس الوقت واتقان العمل واحترام الزبون حيث نمت عنده نزعة المسؤولية بحيث صار كل مواطن يعتقد انه المسؤول عن نجاح او فشل الاقتصاد الياباني ولعل التجربة الماليزية ايضا نموذج اخر مهم جدا الاستفادة منه والاقتداء به حيث وجد ما يسمى بظاهرة مهاتير محمد حيث كان الارتباط بين ماهو شعبي وما هو حكومي واضح بالمشاركة المتبادلة وفي كل التجارب الناجحة كان الهدف واضحا والادوات جاهزة ونمط التفكير عصري والمشاركة الشعبية مرتفعة المستوى
مسيرة التطوير بطيئة
يجب ان نعترف ان مسيرة التطوير والتحديث تسير نحو اهدافها بخطا بطيئة واستمرا ر البط ء خطر كبير جدا على المشروع الاصلاحي التطويري ولا مجال للانتظار ويجب البحث عن مكمن الخلل :
هل هو في الادوات ؟؟؟
هل هو في السياسات ؟؟؟
هل هو في الافكار ؟؟؟
هل هو في الانسان ؟؟؟
هل هو في البنى والاجهزة والمؤسسات ؟؟؟
هل هو في المسؤولين وزراء ومدراء ؟؟؟
وانا اعتقد ان اكثر الا مور تم بحثها وتناولها الا مسألة مهمة من وجهة نظري وهي نمط تفكير الفرد المواطن والموظف والمسؤول وعضو القيادة :
- نظريا نتقدم على التعليمات التنفيذية أي هناك اشكالية في التطبيق وبالتالي فان التحديث والتطوير والتحسين يعاني من ضعف الادوات اللازمة ولا سيما الادوات البشرية منها حيث ان القوانين والمراسيم والقرارت تقف عند حدود تفكير المنفذين لها ويتعلق تنفيذها بطرائق فهمهم لها وهي طرائق ليست عصرية وليست مؤسسة على مبادئ الادارة الحديثة
- ان فكر التطوير والتحديث والعصرنة والتغيير ما زال الى حد كبير هو فكر نخبوي يستغل من قبل غير الراغبين به الى ابعد حد ويدل على ذلك ان كل المسؤولين والمديرين والوزراء واصحاب القرار يتحدثون عن التطوير والتحديث والعصرنة اذا اين الخلل ؟؟؟؟!!!!!
- الامر الذي يدل على عدم فهم كثير من اصحاب القرا ر لمعنى التطوير والتحديث او عدم رغبتهم تنفيذ التطوير لان ذلك يضر بما يحصلون عليه من مكاسب وامتيازات ومنافع وعدم ادراك خطورة التوقف او التباطؤ واعتباره شعار للاستهلاك الوطني وينمو هذا التيار في غياب المعايير الحقيقية للتطوير والتحديث والعصرنة وعدم تفعيل اجهزة المساءلة والمراقبة والمحاسبة لذا لابد هنا من تحديد صوابية الفعل التطويري وفق معايير مدروسة تضعها جهة ذات وثوقية مرتبطة برئاسة الجمهورية وتحدد هذا الجهة وجود او انعدام الرؤية التطويرية لهذا المدير او ذاك او لهذا الوزير او ذاك الوزير
- هنا نقول ان جوهر التطوير والتحديث والاصلاح لا سيما الاداري منه قائم على تحديث انماط التفكير واليات العمل وفق معايير محددة اهمها :
- خدمة الناس
- انفاق الموازنة كاملة في مكانها الصحيح
- عدم تبديل فرش المكتب كل ستة اشهر
- عدم استخدام السيارات في غير دواعي العمل
- التركيز على التدريب والتاهيل
- تحقيق نتائج مهمة
- الربح في الشركة
- تفعيل المعلوماتية
- تطوير الانتاج وتحسينه وتخفيض تكاليفه
- الاكتفاء الذاتي
- جذب الاستثمارات
- زيادة عدد السياح
- تخريج شباب قادرين على العمل وفق متطلبات سوق العمل
- الابتعاد عن التحديث الشكلي والمعالجات التقليدية
- شعبنة التحديث أي نشر فكر التحديث شعبيا وافقيا
- تشريع انظمة وقوانين للاستفادة من الكوادر الشابة الجديدة التي تفرزها وتخرجها معاهد الادارة
- مسابقات موضوعية مؤتمتة للانتقاء والترفيع في اطار الوظيفة العامة
- اعادة صناعة المواطن
- معايير اخرى وطنية وعالمية يمكن ضبطها

صياغة المواطن من جديد
للاسف مواطننا اليوم ليس فاعلا ومساهما بايجابية في بناء بلده وكشف الفساد والفاسدين بل هو يمارس ممارسات خاطئة واذا طلبت منه المساهمة في كشف حالة فساد لا يستجيب وهذا حصل معي عندما طلبت من احد المواطنين ان يذهب للصحافة وللاجهزة الرقابية لان احد موظفي المصارف اخذ منه رشوة غير قانونية ولم يسهل له صرف قرض حتى دوخه واخيرا اخذمنه الرشوة
لذا اقول ان المواطن بحاجة الى اعادة صناعة وصياغة من جديد لان المواطن غير المشارك بالشان العام والذي لا يتجرا على الشكوى من موظف فاسد ومرتشي هو مواطن مهمل لامبالي لايقوم بدوره ولايجسد مفهوم ومعنى المواطنة الحقيقية لانه من وجهة نظري هناك مواطنة سياسية ومواطنة اقتصادية ومواطنة رقابية ومثل هذا المواطن المشارك في الشان العام والمتابع لكل ما يجري في البلد من امور وهموم وشجون هو الذي يساهم في تقدم وبناء البلد
ومن اجل صناعة المواطن الجديد الجريء المشارك الذي يملك تفكير نقدي عصري يجب ان نبدا من المدخل وهو التعليم الجدي الذي عنوانه الاصلاح والتفكير النقدي الجديد عبر مناهج وطرائق تدريس جديدة تحليلية عصرية تستخدم الحاسوب والامتحانات المتطورة المؤتمتة والتخصصات العلمية الجديدة التي تواكب الاتمتة والتقانة والعلوم المالية والمصرفية والادارية والانترنت المصرفية يجب الابعاد عن السياسات التقليدية التي تخرج سنويا المئات من كليات التاريخ والجغرافيا والفلسفة وعلم الاجتماع لماذا نحن لسنا بحاجة الى هذه الاعداد نحن بحاجة الى خريجين ماهرين في علوم العصر وعلوم التقانة وهذا المواطن الذي يحمل هذا التاهيل يجد العمل ويمارسه ويحقق المواطنة بدل ان ينضم الى جيوش البطالة ويشتم الدولة وظروفه واحواله ؟؟؟؟!!!!!!
• ان المواطن والموظف بحاجة الى اعادة صياغة وصناعة وتربية جديدة :
• صياغة في فكره وتفكيره
• صياغة في ممارساته
• صياغة في رؤاه
• صياغة في تعاملاته وعمله
• صياغة في الية تعامله مع الاعلام
• كل هذه الامور تحتاج الى وقفات طويلةوحوارات كثيرة
• صياغة علاقة المواطن بالدولة من جديد
• اعادة الثقة الى المواطن بان الحكومة تعمل له ومن اجله وليس لها فقط
• انهاء مرحلة طرح الشعارات وتنفيذ الوعود والكلام والخطط تحت طائلة المحاسبة
• تشريع قوانين تحاسب المسؤول اذا اخل بوعده امام الموظفين والمواطنين

هذه بعض الامور والمقترحات التي اراها مهمة ومفيدة لتحديث وتطوير التفكير الاصلاحي الذي نحن بحاجة ماسة له اليوم ليوكب الاجراءات الاصلاحية الاخرى ويجب ان لا يكون هذا الكلام شعارا بل يجب ان يوضع بشكل علمي مدروس موضوعي في اطار الخطط التربوية والتنموية والاعلامية وانا اطمح هنا في هذا المقال السريع المقتضب ان انبه الى اهمية هذا الامر الهام المستبعد من حياتنا العامة ومن خططنا التنموية ومن الية تفكيرنا حيث تولت الاغلبية الى حالة سلبية جدا فلاحد يشاغرك لا في ندوة ولا في محاضرة في المركز الثقافي ولا يستمع للاعلام المحلي
لذا اؤكد هنا ان العامل المفقود الاكثر تاثيرا في العملية التطويرية الاصلاحية يتعلق بمجال تحديث وتطوير التفكير وان اهمال هذا العنصر على المستوى الاجتماعي وعلى المستوى الشعبي هو احد اسباب تأخر وتباطؤ عملية التطوير والتحديث
وبعيدا عن التجني وظلم الجميع وجلد الذات توجد جهود هنا وهناك لكنها ليست كافية لان الامر يحتاج الى خطة ممنهجة وادوات مختصة با لتنمية الفكرية والروحية للانسان على المستوى الوطني
علما انه توجد بعض الاضاءات في هذا المجال لاسيما المؤسسات التي تهتم بكيفية استثمار الانسان لقدراته النفسية والفكرية لاسيما المعهد الوطني للادارة العامة الذي وضع في مناهج تدريب طلابه علم البرمجة اللغوية العصبية وعلم هندسة التفكير وهي علوم ومباحث جديدة في سورية وهي من العلوم الاساسية اليوم وفي المستقبل لان الانسان اليوم في زمن المتغيرات العاصفة يحتاج لبنية عقلية ونفسية ومعرفية جديدة تتصف بالقوة والمرونة والجراة والتنافسية لفهم تدفق المعطيات الكثيرة اليوم ان نختار منها المناسب والافضل والاحسن لان الخطأ في الاختيار اليوم يكون له عواقب من الصعب اصلاحها
واليوم تمر سورية بمرحلة عصيبة وحساسة فعلى الجميع التفكير والعمل لا ن المتتبع لمجريات التاريخ البشري يدرك ان كثيرا من الجماعات البشرية ابيدت او ذابت نتجة عدم قدرتها على التكيف الفكري فيما صمدت الجماعات التي طورت وحدثت نمط تفكير ابنائها وقادتها
جانب هام من مسيرة اصلاح وتطوير وتحديث سورية نرجو ان يلقى الاهتمام وتصل اليه ايادي الاصلاح والتطوير من اجل سورية جديدة متطورة مزدهرة عصرية
عبد الرحمن تيشوري
092575464 دارس في المعهد الوطني للادارة العامة



#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهمية مشاركة المرأة في السياسة والقانون
- اهمية الاتصال في الادارة الحديثة
- مهارات البرمجة اللغوية العصبية
- مدير القرن الحادي والعشرين وادارة المستقبل
- عسكرة الاقتصاد بين الانفاق العسكري والانفاق التنموي
- متى نشهد سلك للمديرين في سورية ؟؟؟؟
- هل يستطيع العالم العربي والاسلامي الاعتماد على نفسه ؟؟؟
- مكافحة البطالة في اطار الخطة التنموية العاشرة السورية
- كيف تنجح في اقامة مشروعك الخاص وتطوره ؟؟؟
- الهندرة - اعادة هندسة وتصميم نظم العمل وادارة الاعمال
- هل نستطيع تفعيل الحوار مع الاوربيين على خلفية الاستهداف الام ...
- وجهات نظر عالمية في تجاوز ازمة البطالة
- الامم المتحدة والقوى الكبرى
- مشكلة الوقت او انت المشكلة ؟؟؟
- عقد الزواج في قانون الاحوال الشخصية السوري
- تطبيق اتفاقية حقوق الطفل في سورية
- الادارة الاسترتيجية للاصلاح الاداري
- كيف تستفيد ايها الشاب السوري من خدمات برنامج مكافحة البطالة ...
- ادارة الاداء واهدافه ومعاييره
- قراءة تحليلية في النظام الاساسي للمحكمة الدولية


المزيد.....




- كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل مستقبل التجارة الدولية؟
- أبرز 7 دول و7 شركات عربية تصنع الدواء وتصدره للعالم
- في يوم استقلال لبنان: حضرت الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة، ...
- دعوى في هولندا لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
- هنغاريا: العقوبات على -غازبروم بنك- ستخلق صعوبات لدول أوروبا ...
- أردوغان: نجحنا بنسبة كبيرة في التخلص من التبعية الخارجية في ...
- بلومبيرغ: تعليق الطيران العالمي يترك إسرائيل في عزلة تجارية ...
- موسكو: سوق النفط متوازنة بفضل -أوبك+-
- سيل الغاز الروسي يبلغ شواطئ شنغهاي جنوب شرقي الصين
- بيسكوف العقوبات الأمريكية على -غازبروم بنك- محاولة لعرقلة إم ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - تحديث وتطوير التفكير الاصلاحي واعادة صياغة المواطن