أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - مزرعة الخنازير














المزيد.....

مزرعة الخنازير


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5811 - 2018 / 3 / 10 - 16:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



عراقيا باتت موضوعة الديمقراطية بحاجة إلى ملاحقة تداعياتها وإسقاطاتها بالإتجاه الذي بدأ يضغط للعودة إلى تعريفاتها الأولية البسيطة بعد أن بدأنا بإصدار أحكام على حالة قد لا يكون لها وجود أصلا. هذه العودة قد تتكفل بالإجابة على تساؤلات بدأت تطرح نفسها بجدية حول ما إذا كان من الضروري المشاركة في الإنتخابات القادمة إنطلاقا من إيمان يفترض ان العملية السياسية الحالية قادرة على أن تتطور ذاتيا بإتجاهات سيكون لها قدرة حسم الإشكالات التي تواجهها في كل مرحلة.
إن عددا لا يستهان به من العراقيين الطيبين لا يزالون يعيشون هذا الحلم الوردي, ذلك ان دكتاتورية النظام السابق التي كانت قد إنتهت إلى حكم الفرد المطلق, وحتى إلى تأليهه, مع كل ما أدت إليه من حروب وكوارث مرافقة قد وضعت الشعب العراقي امام خيارالديمقراطية وهيأته لإستقبالها وكأنها الكلمة السحرية التي ستفتح له طريق المستقبل الموعود, مع توقع ان تنتج تلك الديمقراطية حالة تقدمية متحضرة بنفس السياق الذي سارت عليه أختها في الغرب الأوروبي.
ولسنا نعترض على ذلك مطلقا, بل لعلنا من ناحية المبدأ نتقاسم نفس النوايا الطيبة, إذ لا يوجد بيننا والحالة هذه من لا يحب الديمقراطية ويتمناها, وربما رضينا بهذا الرأي بضغط من خوف إتهامنا بالولاء لمفاهيم الدكتاتورية التي كانت اضرارها أنذاك ساخنة جدا.
أما الآن, وبعد أن جلس العراق على الحديدة بفعل الأيادي البيضاء التي جاءت بمعية بريمر ! أو تلك التي كانت بإنتظاره في الداخل وكأنه الموعود المنتظر, فقد صرنا بحاجة ماسة إلى إعادة تعريف ما أصطلح على تسميته بالديمقراطية .
واقع الحال أننا كنا حصلنا في عام 2003 على الديمقراطية الإسم, ولم نحصل على الديمقراطية الروح والجسم.
وأجزم أن هذه كانت مشكلة العراق الجديدة, ففي أعقاب الإحتلال جاء السيد بريمر ووهو يسوق خلفه خنزيرا أمريكيا ألبسه جناحيْ دجاجة ثم طلب من العراقيين أن يفطروا على فضلات خروجه بعد أن أقنعهم أن بإمكان الخنزير أن يقذف بيضا.
أما العراقيون الكومبارس الذين جاءوا بمعيته فقد طَلَب منهم ان يقنعوا شعبهم العراقي ان بإمكان الخنزير أن يطعمهم وجبة بيض شهية.
هكذا بدأت الخديعة يوم أرادت إدارة بوش أن تكون الديمقراطية المفردة غطاء لتمرير برنامج الإحتلال السياسي والإجتماعي القائم على تكريس معادلات التخلف والفرقة الإجتماعية والطائفية بما يكفل التهيئة لمحو كل أثر للوطن العراقي الموحد.
ويوم كان هناك عراقي يتجرأ بالقول أن الصهيونية تقف أيضا وراء ذلك فقد كان يُتهم سريعا بأنه واقع تحت تأثير وَهْم نظرية المؤامرة.
ولقد كان من سيئات الدكتاتورية الصدامية وما رافقها من حروب كارثية أنها ساهمت بدورها في تهيئة العراقيين لإستقبال الخنزير الأمريكي وكأنه الدجاجة التي ستطعمهم بيضا, ويوم جلس هؤلاء إلى مائدة الإفطار دعاهم المحتل لتناول لحم الخنزير بوصفه بيض مائدة, فلا هم إستطاعوا تناول اللحم ولا هم حصلوا على البيض التي طال إنتظاره.
وخلال عقد من الزمن إستطاع خنزير بريمر أن يتناسل مع مجموعة من أناث الخنازير العراقية, أما العراقيون الجوعى فما زال هناك من يحاول إقناعهم بالفرج القادم من مؤخرة الخنازير.
أيها الأخوة الطيبون, لا تطلبوا من محبيكم التوجه إلى صناديق الإنتخابات على أمل ان تبيض الخنازير, بل إطلبوا منهم التوجه إلى ساحة التحرير.
هناك .. هناك, ستجدون الدجاج العراقي الذي يبيض.
ولو قدر لذلك ان يحدث بعد حين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية البدائل المجحفة
- ثلاثة قرود
- عرب فرس ترك دين سياسة
- ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*
- ثلاثة إسلامات ..
- في بيتنا فريال الكليدار
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟
- أخا وطن
- وضّاح اليمن
- أمريكا أولا أم إسرائيل
- تهويد القدس أمريكيا
- وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
- ربحوا الله وخسروا القدس
- محاربة الفساد في العراق أم محاربة داعش .. أيهما الأصعب
- عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس
- الحريري .. خرج ولم يعد
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - مزرعة الخنازير