فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 17:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
کلما تتعقد الازمات و المشاکل التي تعاني منها دولا في المنطقة و يصعب حلها، يزداد مع ذلك تعاظم دور و نفوذ النظام الايراني، مما يلفت النظر أکثر الى الاهداف و الغايات التي يرمي إليها هذا النظام و يسعى الى تحقيقها.
النظام الايراني، الذي يشاغل المنطقة و العالم بمجموعة من المشاکل و القضايا المختلفة و يدفعهم لصرف کل إهتمامهم على تلك الامور، نجح لحد الان في البقاء بعيدا عن المسائلة و عن جعله تحت دائرة الضوء ليدفع ثمن کل هذه المشاکل و الازمات التي يخرج من تحت عبائات الملالي، خصوصا التطرف الديني و الارهاب الذي يتمرس هذا النظام بصناعتهما و طرق و اساليب تصديرهما الى الدول الاخرى من أجل تهديد أمنها و استقرارها و بالتالي تحقيق أهداف مريبة محددة يهدف إليها من وراء ذلك.
الدعوات المتعددة التي إنطلقت من جانب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بشأن التحذير من التطرف الديني الذي يقوم النظام الايراني على الدوام بتصديره الى دول المنطقة، و ضرورة تشکيل جبهة لمواجهة التطرف الديني هذا و مقاومته، أثبتت الاحداث في العراق و سوريا و اليمن و البحرين ولبنان، واقعية و مصداقية هذه الدعوات و کونها تهدف الى المحافظة على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و على مصالح الشعوب بوجه هذا الوباء الذي ينشره النظام الايراني.
رفض ظاهرة التطرف الديني و الدعوة لمواجهتها و إجتثاثها من الجذور، ليست مسألة تطالب بها المقاومة الايرانية و شعوب المنطقة فقط وإنما الشعب الايراني أيضا و بإلحاح ذلك إنه المتضرر الاکبر من هذه الظاهرة الرجعية المعادية للتقدم و الانسانية، ويکفي أن نشير الى إن المرأة الايرانية قد دفعت و تدفع ضريبة باهضة جدا من وراء هذه الظاهرة المقيتة التي تلقي بظلالها السوداء على إيران منذ 39، عاما وإن الانتفاضة الاخيرة قد جسدت هذه الحقيقة عندما أعلن الشعب المنتفض و بکل وضوح رفضه للدولة الدينية و مطالبته بدولة مدنية تؤمن بمبادئ حقوق الانسان و بحرية المرأة و مساواتها بالرجل.
التطرف الديني الذي برز منذ تأسيس نظام الملالي في إيران و إستقوى من خلال إستمراره حتى صار ظاهرة خطيرة تهدد ليس شعوب المنطقة وانما الانسانية جمعاء لما تبثه من أفکار و مفاهيم شريرة تدعو للکراهية و رفض الاخر و القتل و الفرقة و الانقسام، وإن طي هذه الصفحة السوداء التي تم فتحها منذ ذلك التأسيس لن يکون إلا بتکاتف الجهود الاقليمية و الدولية معا في موقف حدي و جدي بوجه هذه الظاهرة و مکافحتها على مختلف الاصعدة بحيث يضيق الخناق عليها حتى لاتجد متنفسا لها فتنتهي و تتخلص وتنجو الانسانية منها.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟