|
ازدواجية موقف العبادي ازاء الحشد و البيشمركَة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 15:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من منا لم يتذكر من كلمة العبادي بعد اعلانه عن انتهاء حرب داعش ( رغم عدم انتهاءه لحد اليوم) و من سلسلة فلتاته كان عدم ذكر اسم البيشمركَة في خطابه و لم يشكرهم رغم تقديم التضحيات الجسام و اكثر من الف و ستمئة من الشهداء و حوالي عشرة الاف جريح. الا انه مدح بملء فمه الحشد الشعبي لا بل اقترب من ذكرهم من انهم المنقذين الوحيدين للعراق، ناسيا او متناسيا حقا من انه ذكر خروقات انسانية لهم و ما شابت تحركاتهم بصراعات طائفية لا صلة لها بداعش و تحركاتهم و كل ما ادلى به كان من منظور مصلحته الشخصية و من اجل ما يضف اليه من الشعبية فقط، لان الحشد كان ول ايزال تحت تاثير غريمه المالكي فقط. و فيما خص البيشمركَة تلقى رد فعل كثيرا و لكنه لم يعلم كيف يرقع خطاه و ترجاع قليلا فيما بعد بحركة و حاول تغطية ما اقدم عليه، و الملاحظ انه كان لا يكل و لا يمل في محاولاته المتتالية كلما لقي اية فرصة اراد بها ان يخرج الحشد من ايدي غريمه المالكي، كي يستطيع ان يميلهم اليه قوة او صوتا انتخابيا و من ثم ينهي بهم توازن القوة السياسية بينه و بين سلفه، و حتى في تحالفه مع القوى المنضوية في الحشد و البدر للانتخبات المقبلة كان الهدف منه هو تمرير ما يريد و تثبيت احقيته و امالة القوة الى اعادته الى كرسي الرئاسة، و لكن انسحاب الحشد و القوى القريبة من ايران من تحالفه كان ضربة قوية اليه، ولم يخرج من الاحراج الذي وقع فيه، بحيث ذهب كما يقول المثل العراق(ليكحلها عماها) خسر الحليف التقليدي المناويء للمالكي مقتدى الصدر عند تحالفه مع الحشد و بعد انسحابهم لم يتمكن من كسب السيد ايضا، اي خسر و تراجع شعبيته و خسر قدرته و كذلك لحيته بين الحانة و المانة . اراد من خلال وقوفه ضد تطلعات الكورد و تعصبه و تطرفه في التعامل مع نتائج الاستفتاء ان يكسب الشارع العربي الذي اثروا هو و امثاله عليه في وقوفه ضد طموحات الكورد بسياساتهم و عدم توازنهم، في الوقت الذي تمكن فيه اقليم كوردستان لمدة معينة التقدم خطوات، و بدلا من التنافس اتجهوا الى التصارع و الحيل عليه مع الفساد الموجود فيه هو و عدم نزاهة قيادته من اجل وضع العراقيل امامه لمنعه من تحقيق اهدافه. و اراد العبادي ان يعيد شعبيته خلال هذه المدة من وقوفه ضد الكورد و اراد ان يقلد الاخرين الذين حصلوا على اصوات كبيرة في الانتخابات نتيجة عدائهم للكورد!!! و فعل بكل ما تمكن باسم الدستور و القانون و هو يخرق الكثير من بنوده في قراراته التنفيذية. و عليه، بعد ما تغيرت المعادلات كثيرا عند انسحاب الحشد الشعبي من تحالفه( ربما كانت هذه الحركة لعبة سياسية قوية من ايران كي تضعه في موقعه الصحيح) اصبح العبادي تحت رحمة المواقع الاقليمية و الداخلية الكثيرة و تخربط في اللعبة التي لم يتقنها كثيرا مع المعسكرين الاقليميين الذي سار عليها لمدة ليست بقليلة. لقد خضع العبادي للامر الواقع و توجه للحركات الشعبوية كلما اقترب اكثر من الانتخابات و على حساب الشعب بجميع مكوناته، بعدما خدع من قبل قادة الحشد و تلقى ضربة قوية منهم كما قلنا سابقا سواء كان ذلك من صلب فعلهم الذاتي او باوامر متبنيهم من الاقليم، فاثروا كثيرا على مسيرة العبادي و اعادوه الى موقعه و وزنه بعدما اغترى بانتهاء معركة داعش و لم يكن هو و الجيش الا جانبا منها على الرغم من محاولته سرقة جهود الاخرين. لقد راوغ العبادي بين امريكا و معسكرها و ايران و التابعين لها عراقيا لكي يبقى على مساحة ارضاء الجانبين، لحين تراجع الحشد من تحالفه، فاقترب و لازال يحاول من السعودية و الدول المقابلة لايران محاولة منه للمناورة الا انه لم يستطع ان يدوم للنهاية، فان هناك محطات تكشف نواياه، و يفرض تحديد مساره اما مع هذا الجانب او ذاك و لا ثالث بينهما. و الانتخابات النيابية هي اخر المطاف لما يمكن ان تحسم نتائجه ما يكون عليه او كيف يكون موقعه. و من هذا المنظور تعامل مع البيشمركَة و مستحقاته على الرغم من انه لم يكن يتمكن من داعش لولا التضحيات التي قدمتها و التعاون الجاد لاقليم كوردستان في هذا الامر، و لم يف لهم، بل حنث عهده بعدم ذكرهم في خطابه تعنتا و حقدا لازال وصمة في جبينه لاخر يوم في حياته السياسية و حتى الشخصية، لانه كان لهم موقفا ذهبت ضحيته دماء شباب الكورد و يُتّم كثير من الاطفال على ايدي من اراد ان يقضي على مضاجع العبادي او ارقه كثيرا و لم ينقذه الا هذه القوى جميعهم. و كان هذا الجواب الذي كان المقيّمين العقلانيين لا يختلفون فيه لتلقيه من العبادي و امثاله المتربين في كنف من تربى على الوقوف ضد طموحات و تطلعات الاخر من اجل الذات، و قد اكد اصله و يعود اليه و يعرف به القاصي و الداني و في مقدمتهم ايران المؤثرة على حال العراق. اليوم و نرى كيف يتعامل العبادي مع البيشمركَة و نظرته اليهم و موقفه من مستحقاتهم التي هي حقهم و دفعوا من اجلها دمائهم، و يقطع عنهم قوتهم هم و عائلاتهم من اجل حفنة من الاصوات من المتعصبين العرب الذين تربوا على سياسات و مواقف امثاله و منهم التفلاوي و الصيادي وغيرهم و اكثريتهم المعروف عنهم التعصب العرقي القومي الغاشم. اليوم ايضا نرا العبادي بعد ان لم يلقى الاذن الصاغية من اطراف، قد دمج رسميا الحشد لصفوف الجيش و ساوى مستحقاتهم بالقوات العسكرية العراقية بلا اي جدل او نقاش ، و نحن هنا لا نهتم و لا ننتقص من قدرة الحشد و ما يستحقه، و لكن كلامنا على التساوي في الرؤية على الاقل لكل من دافع عن الانسانية من خلال محاربة داعش، فهل يصح ان تسايس بتناقض ازاء كل من ضحى بدماءه امام داعش الذي لم يفرق بين عرق و مذهب و مكون و اخر. هذه الخطوات تدلنا على مدى ضيق فكر و نظرة العبادي الذي انتظر الجميع منه الخير بعد ازاحة سلفه، و لم ينجح في اقتناع المكونات و الفئات العراقية، و عليه يحاول بكل اتجاهات من فرض مجموعة من الاوتاد لينجح استنادا عليها في تثبيت نفسه باحداها على الاقل للحصول على الدورة الجديدة لرئاسته، و لا يعلم احد بانه ربما يخسر الجميع و تنقلع الاوتاد جميعا بعاصفة مابعد الانتخابات و ما تفرضه المصالح الاقليمية و العالمية الكثيرة التي تحدد المسار دائما. عندما ترى بان اهمال ما يهم البيشمركَة لا يؤثر على موقعك، و يكون على حساب الشعب الكوردي و تضحياته، و عندما تضطر و تخضع للامر الواقع لما تفرضه مصالحك ازاء الحشد و تنفذ ما يفرضون، و تريد ان تكون النتائج التي يمكن ان تحصل عليها على حساب فئة معينة، فهذا لا يدعمك بل سوف تلقى ضربة قوية و سدا منيعا لتواصلك، ونتائج الانتخابات القادمة و المعادلات هي التي ستكون دليل لما نتكلم به هنا ، و في حينه لا يفيد الندم كما لم يفد لمن كان قبلك.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البديل الواقعي المناسب للنظام العراقي
-
الكورد و اسرائيل و تلفيقات العنصريين العرب
-
وجود القائد المرحلي و ليس التاريخي هو مشكلة العراق
-
يغطون فساد العراق بتحرشهم بكوردستان
-
هل عملیة الاستفتاء هي التی فتحت ابواب ضغوطات بغد
...
-
نستدل ما تحمل امريكا من دقائق تعاملها مع قضايا منطقتنا
-
العبادي سهل اجراء الاستفتاء من اجل اهدافه
-
ان كان الحكم هو الخصم
-
عندما ندينهم من افواههم
-
المحكمة الاتحادية نطقت بما كان معلوما من قبل
-
اليس من حقي ان اعيش حياتي و لا اجدها في العراق اليوم ؟
-
الاستقلال قرار الاغلبية المطلقة للشعب الكوردستاني و ليس من ص
...
-
لماذا قاسم سليماني متنفذ في السليمانية ؟
-
مواقف بغداد تثبت صحة الاسباب الموجبة للاستفتاء
-
تاكدنا من نظرة العراقيين بكافة مشاربهم الى توجهات الكورد
-
هل العبادي احجن حقا
-
انه الاحتلال بذاته
-
اخبث المواقف ازاء استفتاء كوردستان من بريطانيا قبل الاخرين
-
رسمت عملية الاستفتاء حدود جمهورية كوردستان السياسية
-
لا يعلم العبادي بانه سيسقط من القمة
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|