أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - لندعم نضالات النساء في إيران ضد الإرتداء الإجباري للحجاب !















المزيد.....

لندعم نضالات النساء في إيران ضد الإرتداء الإجباري للحجاب !


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5809 - 2018 / 3 / 8 - 20:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لندعم نضالات النساء في إيران ضد الإرتداء الإجباري للحجاب !
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان )- 8 مارس 2018
يقترف منّا 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة الذى يأتي هذه السنة في سياق التمرّد الشعبي ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة و المشاركة القويّة و الملهمة للنساء فيه و قد أبرزهذا التمرّد أكثر من أي زمن مضى الحماس في النضال و الوحدة و التضامن و التصميم لدى جماهير الذين ليس لهم ما يخسرونه . و عن صواب أشارت الجماهير ، لا سيما منها الشباب ، إلى كامل النظام على أنّه هو السبب الأساسي للفقر و البطالة و النوم في الشوارع و المقابر و البغاء و الإدمان على المخدّرات و الإضطهاد الجندري و القومي و الطبقي إلخ . و يبيّن إستمرار النضالات أنّ الجماهير و خاصة منها تلك التي تتعرّض أكثر من غيرها إلى الإخضاع و الحرمان ، لن تكفّ عن النضال رغم الهرسلة و التخويف و إيقاف الآلاف و تنفيذ حكم الإعدام ضد بعض الشباب .
إنّنا نقترب من اليوم العالمي للمرأة ، و في سياق 39 سنة من المقاومة و النضال النسويّ ضد الإرتداء الإجباري للحجاب إشتعلت موجة جديدة من معارضة النساء دفعت بهنّ إلى مسرح الصراع فى الشوارع . و بالضبط في موقع القلب من هذا التمرّد ، كان الإحتجاج الرمزي لفيدا مفاهد ( إذ نزعت على الملأ غطاء رأسها و رفعته على عصا ) ، في شارع إسمه شارع الثورة ، تعبيرا صغيرا لكن فعّالا عن الغضب المكبوت لحوالي أربعة عقود . الواحدة تلو الأخرى ، تحدّت النساء اللاتى جرى سجنهنّ لما يناهز الأربعين سنة في سجن جوّال سُمّي الحجاب ، علاقات السلطة البطرياركيّة ( النظام الأبوي الذكوري ) الإسلاميّة . و أضحى الإحتجاج المقدام لهذه النساء نضالا ملهما لنساء أخريات و حتّى لرجال عبر المجتمع . و قد تحدّت بجدّية رمز و راية النظام الإسلامي منذ إفتكاك ذلك النظام للسلطة ، الذى فرض على أجساد النساء بالقمع و القوّة و الخناجر ومادة الآسيد و الإيقافات و السجن و التعذيب و التهديدات و الشتائم .
قبل زهاء أربعين عاما ، بنى الخميني أساسا من أهمّ أسس هذه " الثوة الإسلاميّة " على حجاب النساء و جعل منه رمزا و راية إيديولوجيّ لنظامهم . و بصورة خاصة منذ رأى الخميني و حلفاؤه المعادين للنساء في مساهمة آلاف النساء في النضال ضد نظام الشاه تهديدا لنظامهم و رغبوا في إعادة هذا المارد إلى قمقمه . و بإعلان إجباريّة الحجاب ، أعلن النظام الإسلامي عن إرسائه علاقات غير متساوية كقاعدة لسيادته و أنّ النظام كان قائما على القمع و التمييز و إستشراء العنف و إستعباد النساء . و عقب إجباريّة الحجاب ، مرّروا كافة العقوبات الإسلاميّة و القوانين المناهضة للمساواة ضد النساء و فرضوا ذلك عليهنّ بقوّة السلاح . و سعى النظام إلى إجبار النساء على التعوّد على الخضوع و القبول بالشتيمة وهكذا أراد تحويلهنّ إلى مغتربات عن هويّتهنّ و إنسانيّتهنّ . و إلى جانب إجباريّة ارتداء الحجاب ، شجّع هذا النظام على التشديد على الثقافة البطرياركيّة في المجتمع بأسره و أعطى للرجال مكانة ذات إمتيازات أكبر ، مكانة خاصة في كلّ من القانون و الثقافة والتقاليد أكثر من ذي قبل حتّى جعل من النساء جزء من ملكيّتهم الخاصة . و يعكس عمق و إنتشار هذا العنف ضد النساء في المجتمع و فيه نصفه يتحكّم في النصف الآخر ، العلاقات البطرياركيّة التي ترتبط مباشرة بعلاقات الإنتاج المهيمنة في المجتمع .
معلنة وقوفها ضد نظام الإرتداء الإجباري للحجاب و حرب النظام الجديد ضد النساء ، نزلت عشرات آلاف النسوة إلى الشوارع في 8 مارس 1979 و صرخن " لم نقم بثورة لنعود إلى الوراء ! " و " الحرّية لا شرقيّة و لا غربيّة ، الحرّية عالميّة ! " و " حرّية النساء معيار حرّية المجتمع " و ما إلى ذلك ، فوضعت هذه النساء الجسورات و التقدّميّات أسس الحركة النسويّة الجديدة. و مثّلت الأيّام الخمسة من إحتجاجات النساء ضد الإرتداء الإجباري للحجاب أوّل حملة جماهيريّة و جسورة في الصدام مع الحكومة الإسلاميّة .
في تلك السنوات ، خاضت النساء ، لا سيما الشابات منهنّ ، بأشكال متباينة ، عن طواعيّة ، فرديّا أو جماعيّا ، و عن وعي أو عفويّا ، هذه الحرب اللامتساوية و الإحاديّة الجانب ضد إجباريّة إرتداء الحجاب و غيره من أصناف الإضطهاد و العنف المستشرى ضد النساء . و كانت النساء في السجون و تحت التعذيب الوحشي و في الشوارع و في وجه شرطة الأخلاق و في مراكز الشغل و المعاهد و الجامعات ، و في محاكم الطلاق و السجن ، تنهض ضد القوانين الجندريّة العنصريّة ؛ و داخل الأسر كذلك ، قاومت النساء جميع ضروب القمع و التسلّط المباشر و غير المباشر ، و طوال كافة هذه السنوات ، رفضن الإرتداء الإجباري للحجاب الذى يعدّ من أبرز مجالات تحدّى سلطة الحاكم . و بالتالى ، لا يمكن لزخم هذه المقاومة و هذا النضال التاريخي أن يقلّص إلى مجرّد فترة أو شخص .
و اليوم ، في سياق هذا المشهد المضطرب حيث جميع القوى الطبقيّة من الإمبرياليين الأمريكان – و على رأسهم نظام ترامب / بانس- إلى الإمبرياليين البطرياركيين في أوروبا و روسيا يبحثون من جهتهم عن مصالحهم القريبة المدى و البعيدة المدى فى إيران ، من الضروري أن نتحلّى باليقظة و الوعي و نناضل في سبيل تحرير النساء و المساواة . لقد شاهدنا الإدعاءات الفارغة الشعبويّة و الإنتهازيّة إلى درجة عالية التي أطلقتها هذه الدول الإمبرياليّة بخصوص نضالات الشعب و دور النساء فيها و هي تعكس جعيّتها ( الدول ) و سعيها المحموم لإستغلالها نضالات الشعوب و خاصة النساء . فحكومات تلك الدول من العوامل الأساسيّة في النظام الإمبريالي العالمي للهيمنة الذكوريّة القائمة على اللامساواة و اللامساواة الجندريّة عامود من أعمدته ، و مع ذلك لا تخجل هذه الدول من أن تقدّم نفسها الآن على أنّها " من أنصار " تمرّد الشعب و في إيران . و يشدّد هذا الجوّ المسموم و تشدّد هذه الإنتهازيّة المستشرية بوضوح على مسؤوليّة و دور المنظّمات الثوريّة و كافة النساء المقاتلات في سبيل المساواة و التحرّر . و إنّه لأمر حيوي ّأن يتمّ بإستمرار فضح الأجندات و الخطط التي تشكّل مستقبل الشعب لا سيما النساء و تحدّد كيف يتمّ التقدّم بالنضال .
حضور النساء في التمرّد الحديث الأخير و في النضالات الطلاّبيّة و العمّاليّة و أما السجون للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين و مقاومة و نضال السجينات و الإحتجاجات الشجاعة لبنات شارع الثورة ، جميها مكتسبات هذه المرحلة عليها نشيّد التقدّم بالحركة النسوية . و بوجه خاص ، كأحد أكثر حقوق النساء جوهريّة ، موضوع النضال ضد الإرتداء الإجباري للحجاب في مواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة و تصاعد النضال السياسي الواعي على الملأ حتّى و إن كان من قبل أفراد ، أثناء المقاومة و النضال خلال الحياة اليوميّة ، يجب أن يعدّ مكسبا من مكاسب الحركة النسويّة في وقتنا الراهن . بيد أنّ حاجة النساء ملحّة للتقدّم السريع و الجدّي بخطط مدروسة كي لا يتمّ التفريط في هذا المكسب . و اليوم ، أكثر من أي زمن مضى ، تشكّل وضع فيه الجيل الشاب أكثر ، الطلبة ... و كلّ النساء اللواتى لسنوات عدّة أبرزنا معارضتهنّ للإرتداء الإجباري للحجاب في روتنهنّ اليومي ، لم تتجرّأ على نزع الحجاب في إبّان الإحتجاجات الجماهيريّة فحسب ، في المدن و الأرياف ، و في الشوارع و خلال الإحتجاجات و النضالات لأجل الفرض العملي للحقّ في اللباس ، بل كذلك تجرّأت على حرق الحجاب كرمز للتحكّم في أجساد النساء في الحكم الإسلامي مبرزة غضبهنّ و كرههنّ للنظام التيوقراطي الذى فرض العنف الأكثر وحشيّة ومنهجيّة ضد النساء طوال الأربعين سنة الماضية .
في الوضع الراهن الذى لا نزال نشاهد فيه الحضور الجماهيري للنساء المتمرّدات اللاتى تحدّين نظام جمهوريّة إيران الإسلاميّة برمّته ، نجد من الضروري أن نمدّ الحركة النسويّة الجديدة بالعشرين عاما من جهودنا و تجربتنا للمساهمة في قطع خطوات متقدّمة مستقبلا ، اليد في اليد . لا ينبغي أن ننسى أنّه دون منظّمات نسائيّة ثوريّة يكون هدفها تحرير النساء و المساواة خدمة لتحرّر الشعب بأكمله من الإضطهاد و الإستغلال اللذان دمّرا حياة الملايين ، ليس بوسع مجتمع جديد أن ينشأ عقب الإطاحة بنظام الجمهوريّة الإسلاميّة . لقد حان الوقت لتتّحد النساء و تتنظّم و لتكون في مقدّمة ثورة لا تطيح بنظام الجمهوريّة الإسلاميّة و حسب و إنّما تساعد أيضا فى بناء مجتمع جديد يكون خطوة أولى في مسار تحرير النساء و المجتمع من الإضطهاد و الإستغلال .
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان )- 8 مارس 2018
http://www.8mars.com
[email protected]
https://facebook.com/8Mars.org



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- – الماركسية و النسويّة - الفصل الأوّل من الكتاب 30 – لشهرزاد ...
- حول - الإمبراطوريّة - : الشيوعية الثوريّة أم - الشيوعية - دو ...
- لا يزال - بيان الحزب الشيوعي - صحيحا و خطيرا و أمل الذين لا ...
- مقدّمة الكتاب 29 - دفاعا عن الشيوعية الثوريّة و تطويرها - ضد ...
- رفع التحدّى أم التنكّر للثورة ؟ – مقتطف من - الديمقراطية : أ ...
- النموذج الإنتخابيّ البرجوازيّ مقابل قيادة الجماهير لإعادة صي ...
- المركزيّة الديمقراطيّة و صراع الخطّين و الحفاظ على الطليعة ع ...
- إن لم تكن الطليعة هي التى تقود فمن سيقود ؟– مقتطف من - الديم ...
- أيّ نوع من الحزب ، أيّ نوع من الثورة ؟ – مقتطف من - الديمقرا ...
- تصفية التحليل الطبقيّ بإسم معارضة - الإختزاليّة الطبقيّة -– ...
- المركزيّة و اللامركزيّة و إضمحلال الدولة : – مقتطف من - الدي ...
- الصراع الطبقيّ فى ظلّ الإشتراكيّة و أشكال الحكم الجماهيريّ – ...
- مشكلة البيروقراطيّة و دور الحزب و هياكل الدولة فى ظلّ الإشتر ...
- أفق كمونة باريس : الثورتان البلشفيّة و الصينيّة كإمتداد و تع ...
- ممارسة السلطة فى المجتمع الإشتراكيّ : القيادة و الجماهير و د ...
- الحزب الشيوعي الإيراني الحزب ( الماركسي – اللينيني – الماوي ...
- المواجهة الإيديولوجيّة للنظرة البرجوازيّة إلى العالم – مقتطف ...
- تقييم أحداث الكتلة السوفياتية و الصين 1989-1991 – مقتطف من - ...
- البناء الإشتراكيّ فى الإطار العالميّ : – مقتطف من كتاب - مات ...
- مسألة قوى الإنتاج و تقدّم الثورة العالميّة و تعزيزها – مقتطف ...


المزيد.....




- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...
- القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس ...
- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...
- في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
- مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - لندعم نضالات النساء في إيران ضد الإرتداء الإجباري للحجاب !