معطيات رسمية سرية تؤكد حدوث مقاطعة شعبية ساحقة لانتخابات مجلس الشعب - سوريا

أخبار الشرق

الحوار المتمدن-العدد: 419 - 2003 / 3 / 8 - 05:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

دمشق - أخبار الشرق (خاص)

كشفت مصادر موثوقة في العاصمة السورية دمشق لأخبار الشرق أن المعطيات الرسمية السرية تشير إلى مقاطعة شبه شاملة لانتخابات مجلس الشعب السوري؛ وأن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم الذي ينظر قادته بقلق إلى ما جرى هذا الأسبوع قرر بحث المسألة في لجانه الداخلية.

وأضافت المصادر تقول إن الأرقام التي أعلنتها جهات معارضة على مدى الأيام القليلة الماضية تقترب من الواقع، إذ حسب سجلات محافظة دمشق (989 مركزاً انتخابياً) فإن معدل الإقبال على مراكز الاقتراع لم يتجاوز 7 في المائة، علماً بأن دائرة محافظة دمشق هي الأكبر في البلاد، ويمثلها في مجلس الشعب 29 نائباً.

وأوضحت أن أرقام وزارة الداخلية نفسها تشير إلى تصويت 6.5 في المائة فقط من مجموع الناخبين البالغ عددهم حسب قيود السجلات المدنية 10 ملايين و817 ألفاً و821 ناخباً شاركوا في الانتخابات في أنحاء البلاد، ما يعني مقاطعة 93.5 في المائة تقريباً من الذين يحق لهم الاقتراع، وذلك في انتخابات قاطعتها أحزاب المعارضة الرئيسية "ترشيحاً وتصويتاً".

وتقول وزارة الداخلية السورية إنه لا يمكن احتساب عدد المشاركين في الانتخابات نسبة إلى العدد الكلي للناخبين، الذي يشمل الناخبين المقيمين خارج سورية ممن لم يتمكنوا من الحضور للادلاء باصواتهم، وكذلك رجال الجيش ورجال الشرطة الموقوف عنهم حق الانتخاب بموجب قانون الانتخابات العامة، إضافة إلى الناخبين المحرومين من حق الانتخاب بسبب صدور أحكام تمنعهم من ممارسة هذا الحق. وتقدر الوزارة عدد هؤلاء الناخبين بحدود مليوني ناخب، وعليه يكون العدد الفعلي لمن يحق له الانتخاب والمتواجد على أراضي الجمهورية العربية السورية حوالي 8 ملايين و800 ألف ناخب.

وبناء على هذه الأرقام أعلنت الوزارة أن الذين صوتوا في الانتخابات بلغت نسبتهم 63.45 في المائة، وهي تعني بذلك 4 ملايين و556 ألفاً و475 ناخباً، من أصل من حصلوا على البطاقة الانتخابية وهم 7 ملايين و181 ألفاً و206 ناخبين. وبحساب المصوّتين من أصل الناخبين حسب السجلات المدنية؛ فإن نسبة التصويت لا تزيد في الحقيقة عن 42.12 في المائة، أي أقل من النصف.

من ناحية ثانية؛ ذكرت مصادر في دمشق لأخبار الشرق أن المرشحين الذين خسروا الانتخابات في بعض المحافظات أعلنوا لناخبيهم أن نسبة التصويت كانت ضئيلة جداً، وعرض بعضهم صوراً عن الأرقام الحقيقية، يتم تداولها على نطاق واسع في بعض الأوساط السورية. وقد أكد بعض المشرفين على مراكز انتخابية أن عدد البطاقات في بعض المراكز لم يزد على 40 بطاقة، وفي بعضها الآخر لم يزد على 100 بطاقة، رغم إعلان السلطات عن "إقبال كبير" على التصويت يعكس "أهمية مجلس الشعب".

هذا وأكدت مصادر مقربة جداً من رجل الأعمال محمد حمشو، الذي فاز بعضوية مجلس الشعب عن دمشق ضمن قائمة اعتُبرت مقربة من مسئولين كبار في الدولة؛ أن حمشو أنفق على حملته الانتخابية 4 ملايين دولار، وهو رقم "فلكي" بالمعايير السورية (أكثر من 200 مليون ليرة سورية).

وذكرت مصادر أخرى أن رجل الأعمال المرشح بديع فلاحة على سبيل المثال، المعروف في دمشق باستقامته؛ لم يفز في الانتخابات، في ما أعاد إلى ذاكرة الدمشقيين النائب السابق المعتقل حالياً محمد مأمون الحمصي الذي كان كفلاحة من رجال الأعمال المتبرعين بكثافة للجمعيات الخيرية. وحسب المصادر، فإن فلاحة قام العام الماضي بترميم أكثر من 10 مساجد على نفقته الشخصية، ودفع للجمعيات الخيرية نحو 20 مليون ليرة سورية.

وتشير الأرقام التي حصلت عليها أخبار الشرق إلى أن بعض النواب الجدد فازوا بأصوات لا تزيد على 37 ألف صوت، بينما كان من المستحيل في الدورة الانتخابية الماضية فوز أحد بهذا العدد من الأصوات، إذ خسر تلك الانتخابات مرشحون حصد بعضهم 80 ألف صوت.

 

 

#أخبار_الشرق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات