|
حياة الشاعر بدر شاكر السياب
زيد آل علي
الحوار المتمدن-العدد: 5807 - 2018 / 3 / 6 - 21:55
المحور:
المساعدة و المقترحات
وُلد بدر شاكر السيّاب في [[قرية]] [[جيكور]]، وهي قرية صغيرة تابعة لقضاء [[أبي الخصيب]] في [[محافظة البصرة]]، ولا يزيد عدد سكانها آنذاك على (500) نسمة، واسمها مأخوذ في الأصل من [[لغة فارسية|الفارسية]] من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعمى)، وتُحدّثنا كتب [[التاريخ]] على أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج الحصينة، و[[بيت|بيوتها]] بسيطة مبنية من [[طابوق]] اللبن، وهو الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك (آل السياب - "أسرة سنية المذهب من [[قبيلة]] ربيعة" بدر شاكر السياب ، عبد الحسين شعبان ، بيروت ، 1999 ، ص65 . ) وفيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها [[نهر|أنهار]] صغيرة تأخذ مياهها من [[شط العرب]]، وحين يرتفع المد تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور وارفة الظلال تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها، مرتعاً وملعباًـ وكان جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه التي ظلت حتى أخريات حياته تمدّ شعره بالحياة والحيوية والتفجر (لقد كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم. ويسجل بعض اجزائها وقصائده ملأى بهذه الصور الطفولية) كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة: الشاعر محمد علي إسماعيل. إن هذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي أسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، أبرزها معركة الزنج وما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) الشاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الأديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين قرية صغيرة في جنوب البصرة في سنة [[1926]]. لقد فَقَد السياب والدته عندما كان عمره ست سنوات[بدر شاكر السيّاب: دراسة في حياته وشعره، د.إحسان عباس، ص 19.]، وكان لوفاة أمّه أعمق الأثر في حياته. وبعد إذ أتمّ دروسه الابتدائية في [[مدرسة]] (باب سليمان) التي كانت تتكون من أربعة صفوف وتبعد حوالي 10 كيلو متر عن منزله بعد انتهاء الصف الرابع انتقل إلى [[مدرسة]] (المحمودية) وتبعد عن (باب سليمان) 3 كيلومترات اضافية وبعدها انتقل إلى مدينة البصرة وتابع فيها دروسه الثانوية، ثم انتقل إلى العاصمة [[بغداد]] حيث التحق ب[[دار المعلمين العالية]]، واختار لنفسه تخصص [[لغة عربية|اللغة العربيّة]] وقضى سنتين في تعلم الأدب العربي تتبّع ذوق وتحليل واستقصاء؛ ولكن تغيّر في سنة [[1945]] من الأدب إلى متخصص في [[لغة إنكليزية|اللغة الإنكليزية]]. لقد تخرّج السيّاب من الجامعة عام [[1948]]، وفي تلك الأثناء عُرف بميوله السياسية اليسارية كما عُرف بنضاله الوطني في سبيل تحرير [[العراق]] من الاحتلال الإنكليزي، وفي سبيل القضية الفلسطينية. وبعد أن أُسندت إليه وظيفة التعليم للغة الإنكليزية في [[الرمادي]]، وبعد أن مارسها عدة أشهر فُصل منها بسبب ميوله السياسية وأودع [[السجن]]. ولمّا رُدّت إليه حريته اتجه نحو العمل الحر ما بين البصرة وبغداد كما عمل في بعض الوظائف الثانوية، وفي سنة [[1952]] اضطُر إلى مغادرة بلاده والتوّجه إلى [[إيران]] فإلى [[الكويت]]، وذلك عقب مظاهرات اشترك فيها. [[ملف:Sayab6.jpg|تصغير |يمين| في مدينة [[أبو الخصيب|أبي الخصيب]]؛ على ضفاف [[شط العرب]]، حيث وُلد السياب.]] وفي سنة [[1954]] رجع الشاعر إلى [[بغداد]] ووّزع وقته ما بين العمل الصحافي والوظيفة في مديرية الاستيراد والتصدير.
#زيد_آل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
نداء الى الرفيق شادي الشماوي
/ الصوت الشيوعي
-
أسئلة وأجوبة متعلقة باليات العمل والنشر في الحوار المتمدن.
/ الحوار المتمدن
-
الإسلام والمحرفون الكلم
/ صلاح كمال
المزيد.....
|