أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - مهزلة عقائدية ، أن - الرحمة للمسلمين فقط -















المزيد.....

مهزلة عقائدية ، أن - الرحمة للمسلمين فقط -


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مهزلة عقائدية ، أن " الرحمة للمسلمين فقط "

النص :
علقت المطربة " أحلام " بتغريدة على " تويتر " ، نشر في موقع ( هن ) بتاريخ 2.3.2018 ، حول وفاة الفنانة الهندية سرديفي كابور في 26.2.2018 بدبي : أثارت الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي الجدل من جديد ، بسبب تعليقها على وفاة الممثلة الهندية سرديفي كابور عبر حسابها على موقع التغريدات الصغيرة / تويتر ، وكتبت " الشامسي " : " رحمها الله .. أستغفر الله " والتي ترى أنه لا يجوز عليها الرحمة ، لأنها بوذية " ، مستشهدة بآيات من سورة " الغاشية " . وموقع عربي 21 ، أضاف بهذا الصدد ( بدورها ، قالت الإعلامية والكاتبة الكويتية دلع المفتي : " نحمد الله أن الرحمة بيد الله وليست بيد أحلام وغيرها من البشر . بوذية ، سيخية ، بهائية ، سنية ، شيعية ، كاثوليكية ، بروتستانية ، يهودية ، زرادشتية ، لا دينية... رحمة الله عليها .". وردت عليها المطربة الإماراتية : " مساكين تصعبون علي الله يعينكم ، ديننا صريح وواضح لا يجوز الرحمة على غير المسلم ، يعني المسلم لا يدعو بالرحمة إلا للمسلم فقط فقط فقط ، مطربة رقاصة ممثلة...... هي بالنهاية مسلمة تجوز عليها الرحمة، بس الكافر لاااااااا". ) .
ورد الباحث الشرعي الشيخ الدكتور أحمد الغامدي في موقع العربية نت ، في 3.3.2018 ، على الجدل الذي أثير حول تعليق الفنانة أحلام على وفاة الممثلة الهندية سريديفي كابور ، وأنه لا يجوز الترحم عليها لكونها تنتمي إلى غير دين الإسلام ، قائلا ( إن التراشق بالاتهامات ، بالتساهل أو التشدد ، بسبب قضية الترحم على أموات غير المسلمين ، فيه الكثير من التجاوز ، وتتصاعد وتيرة الاختلاف بينهم وتصل إلى اتهام من يترحم على مثل هؤلاء بالقدح في إيمانه ، والذي أرجحه في هذه المسألة أن البر بالأحياء من غير المسلمين المسالمين أمر جائز بنص القرآن ، والبر بأمواتهم هو كذلك ، لقوله تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم ) ، وبين وجود فرق بين الترحم والأستغفار ، وقال ( أنه هناك فرقاً بين الاستغفار والترحم عليه ، فالاستغفار يستلزم طلب غفران عام ، وفيه ما لم يأذن الله بغفرانه ، كالشرك ، ومقتضاه طلب الجنة للمستغفر له ، وليس الترحم كذلك ، فيمكن أن يرحم الله العبد وإن لم يدخله الجنة ، كأن يخفف عنه العذاب مثلا ، فالرحمة أعم من الغفران .. ) .
أن ما ذكر من قبل الشيخ الغامدي هي مجرد تأويلات وترجيحات ، وهذا ديدن الشيوخ عندما تضيق بهم السبل ! .

الرحمة وفق العقيدة الأسلامية :
1 . عقائديا ، الرحمة محصورة فقط للمسلمين ، وهذا مؤكد مثلا في سورة التوبة ، ووفق بعض أحاديث الرسول ، فقد جاء في موقع / مركز أسلام ويب - بهذا الصدد التالي : فالترحم على أموات الكفار لا يجوز ، سواء كانوا من اليهود والنصارى ، أو كانوا من غيرهم ، لقوله تعالى : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ { سورة التوبة 113 } . ولقول الرسول في الحديث ( والذي نفسي بيده ؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم وغيره ) .
2 . وليس هناك في مفردة الكافر / المشرك ، أي تفريق ، بين لو كان المشرك من ذوي القربى أم لا ، فقد جاء في كتاب " الرسالة " لابن أبي زيد القيرواني المالكي : (( وَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِأَبَوَيْهِ الْمُؤْمِنَيْنِ )) ، هكذا بتقييد الاستغفار للمؤمنين ، قال شارح " الرسالة " الشيخ النفراوي في كتابه " الفواكه الدواني " : (( وَمَفْهُومُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الِاسْتِغْفَارُ لِلْأَبَوَيْنِ الْكَافِرَيْنِ بَلْ يَحْرُمُ عَلَيْهِ )) لِآيَةِ : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى } . أي أنه حتى أبويك لا يجوز لهما الأستغفار أذا كان غير مؤمنين بالأسلام ، بل غير مؤمنين بالرسول ، وهذه أشكالية أجتماعية أسرية بالوقت ذاته ، لأنها تفرق الأسرة – أصغر وحدات المجتمع ! ، فالأسلام والرسول وضعا كيانهما في مكان أعلى وأرفع حتى من ذوي الأرحام ! .

الفنانين والأفتاء :
ومهزلة المهازل ، أن المطربة أحلام ، تفتي بالحلال والحرام !! ، أما تدري أحلام ، أن عقائديا عملها في المجال الفني حرام ! ، ولكم الملايين تغلق الأفواه وتحجر على العقول . وهل احلام خريجة شريعة وفقه ونحن لا نعلم ! . أن أحلام أصلا مطربة ، تفتقر الى الخلفية الفنية الرصينة ، مع أفتقادها الى الأسلوب الراقي للتعامل مع الأخرين ، وأدمانها في خلق المشاكل ، حتى مع الدول / لبنان على سبيل المثال عندما أستهزأت بوضع المزابل فيه ! ، ولكن العتب يقع على من أعطى لهكذا نماذج أهمية في البرامج الفنية ، والكارثة أنها تلقب نفسها بالملكة ! فأذا كانت أحلام ملكة ! أذن ماذا يجب أن نلقب كوكب الشرق أم كلثوم ، هذا من جهة ، وكيف احلام ملكة وجارة القمر فيروز على سطح الكوكب .. هذا من جهة ثانية ، أن هذه المطربة أخذت أكثر من حجمها الحقيقي بكثير ، والأمر من مسؤولية المؤسسات الفنية والأعلامية والتلفزيونية ! .

القراءة :
1 . العالم يسير قدما في أطوار وقفزات من الأختراعات الفضائية والطبية والميكانيكية والعلمية عامة ، والمسلمين جل وقتهم ، منصب حول ، من يدخل الجنة من عدمه ! ، ومن تستوجب الرحمة عليه ! ، ومن يستحق الأستغفار ! ، وكأن المسلمين / علماءا و شيوخا وفقهاءا ودعاة ، وكلاء ونواب الله على الأرض ! .
2 . المشكلة الكارثية ، أنه لو كانت الجنة للمسلمين فقط ، فأنها ستحتاج الى خدمات ومنتجات من الكفار ، لغرض توفير الراحة للمسلمين ، والسؤال هنا ، كيف سيتم التعامل مع الكفار لو أستوجب دخولهم للجنة لأجراء الخدمات ، وماذا سيحصل لو رفض الكفار هذه المهمات / لأنهم غير مشمولين لا بالرحمة ولا حتى الأستغفار ! .
3. هناك مشكلة أخرى ، تتعلق بالوضع المكاني للكفار ، الذي هو جهنم ! ، والسؤال هنا ، كيف سيتم أنتقال الكفار للجنة لأداء مهامهم الخدمية والتقنية للمسلمين ! ، وهم في سعير نار جهنم ! .
4 . أن علماء المسلمين في موقف حرج ، من النص القرأني ، فكيف لله أن يتعامل بهذه التفرقة والتمايز والفوقية بين عباده ، المسلمين في كنف رحمته ، وفي منتهى عفوه وغفرانه ، وفي جناته وفي نعيمه ! والباقي في النار مخلدون . أرى أن العلماء يدركون وجود مشكلة في النص القرأني ، ولكن من يستطيع الأفصاح عن الحقيقة ! .
5 . والسؤال هنا ، لم أنزل الله الرسول متأخرا ، لم لم ينزله الله أول الأنبياء والرسل ! ، لكان الكثير من الخلاف والأختلاف أنتهي للأبد ! حيث كان الكل مسلمون !! .
6 . لكن كل هذا يقودنا الى مشكلة أكثر تعقيدا ، وأصعب فهما ، وبقت بلا أجابة ، لحد الأن ، من غير ما ذكر في كل ما سبق ، وهو ليس كل المسلمون ناجون من جهنم ! ، فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ قَالَ : ( أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَامَ فِينَا فَقَالَ : أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ) رواه أبو داود ( 4597 ) وغيره وصححه الحاكم ( 1 / 128 ) .
أي أن 21 مليون مسلم في الجنة من مجموع الكلي للمسلمين البالغ 1.6 مليار نسمة ! ، والباقي في جهنم ! مع الكفار والمشركين ! ، فكيف يعالج شيوخ وفقهاء المسلمين هذه الأشكالية في الموروث الأسلامي ! وهذا تساؤلي الأخير !! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أية - أن الدين عند الله الأسلام -
- قراءة حداثوية .. لقصة زواج الرسول من زينب بنت جحش
- قراءة في - تغيير النصوص القرأنية خلال مدة أكتمال القرأن -
- قراءة عقلانية للأيات القرأنية
- قراءة في أزمة فهم النص القرأني
- الأسلام و المسلمين والعبودية الدينية
- هجوم كنيسة مار مينا .. صلب للأقباط قبل الميلاد
- قرءة في فقه الأولين و - فقه المرحلة -
- قراءة بين نصين .. الأول للمسيح والثاني لمحمد
- قراءة نقدية لتقنين - الحج والعمرة - مع أستطراد لثروة أل سعود
- زواج الرسول من خديجة .. والبحث عن الحقيقة
- قراءة .. في مشروع - السيف - و العقلية الأسلامية
- قراءة في .. هل القرأن المثبت في - اللوح المحفوظ - يطابق قرأن ...
- السعودية ثورة حبلى بأنقلابات .. - رؤية -
- قراءة في حديث.. ( هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان حرب )
- كشف المستور عن موضوعة - الاعجاز القرأني - للزنداني / مع الأش ...
- ولي العهد السعودي بين مطرقتي التغيير والوهابية
- قراءة في النص القرأني وأغترابه عن الواقع مع أستطراد لك ...
- قراءة في - رفع المصاحف على أسنة الرماح - مع أستطراد لمبدأ - ...
- مؤسسة الأزهر .. وقتل القساوسة


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - مهزلة عقائدية ، أن - الرحمة للمسلمين فقط -