بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 16:22
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
إن صحت الأنباء التي تقول؛ بأن "القوات الكردية بدأت اﻻنسحاب من بعض قرى دير الزور لتلتحق بمقاومة عفرين في وجه الغزو التركي .. وتركت الجنود اﻻمريكيين في العراء لوحدهم في مواجهة داعش"، فإن ذاك يعني تغييراً جذرياً في الإستراتيجية الأمريكية بخصوص سوريا والمنطقة عموماً وبأن الأمريكان سوف يتمددون لغربي الفرات أيضاً ولن يكتفوا فقط بشرقي الفرات وذلك بموجب الميثاق أوإتفاقية الخمسة لإجتماع ڤيينا، بل وبقناعتي ستكون بداية مواقف حاسمة باتجاه الحكومة التركية وتحجيمها وذلك بعد محاولات أردوغان في تجاوز بعض الخطوط الحمراء وشراء منظومة الدفاع الروسية اس-400 رغم التحذير الأمريكي.
إن قراءتنا هذه تعتمد على نقطة جوهرية؛ ألا وهي أن القوات الكردية ما كان بإمكانها "ترك ديرالزور والتحرك نحو عفرين"، لولا وجود ضوء أخضر أمريكي وذلك كما تحركت القوات التركية بضوء أخضر روسي للإعتداء على عفرين حيث من يقدم لك الغطاء والحماية هو قادر على تحريك قواتك وتوجيهها بما يخدم إستراتيجياته العامة، طبعاً هذا لا يعني إلغاءً للدور والفاعلية الكردية، بل تعتبر نجاحاً باهراً للديبلوماسية الكردية في إقناع الأمريكيين، بأن الكرد كحليف سياسي _وليس فقط قوات عسكرية_ يمكن أن يكونوا بديلاً عن تركيا التي بدأت تزعج، بل تضر بمصالح الأوربيين والأمريكيين في المنطقة.
وبالتالي حان الوقت لتفتيتها كأي دولة مارقة أخرى والتي كانت بدايات إنهيارها عندما تتجاوز بعض الخطوط الحمر الأمريكية وربما خطاب بوتين الأخير وهو يهدد بضربات نووية ضد من يعتدي على حلفائها جزء من الصفقة التركية الروسية، لكن رب ضارةً نافعة وتزيد من التخوف الأمريكي من ذاك التقارب الروسي التركي وتسرّع من نهاية الدولة التركية الفاشية.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟