محمد عبد القوي
الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 21:59
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
هناك نوعية من الناس وصل بها البؤس الشديد وشعورها بالنقص المذري فذهبت تعوِّض ذلك بالتغني بالماضي وأننا فراعنة وجدودنا فراعنة، برغم أن مصر شهدت عصور كثيرة جداً قبل الحضارة الفرعونية (إسمها العلمي - المصرية القديمة أو حضارة الأسرات) وشهدت أيضاً عصور كثيرة بعد هذه الحضارة
ولقد كان كل عصر من هذه العصور يتأثَّر بأرض مصر ونيلها، وأحفاده يتمصَّرون تماماً ويصيرون أبناء لهذه الأرض ومصريون حتي النخاع، ولكن مع ذلك لا يتغني أحد الآن بأيٍّ من هذه العصور إلا بعصور الأسرات، والسبب بسيط وهو الإنجازات البارزة التي حققتها تلك الأسرات، ولأن هؤلاء يعلمون أنهم في قاع حضيض الأمم، وأنهم غارقون في قاع بحر الظلمات (وبدلاً من تحقيق شيء فعلي أو حتي المحاولة) ذهبوا ليعوِّضوا ذلك بالتغني بالماضي وبالقبور وبالمعابد وكيف أننا أسسنا مفاهيم هامة وأفكار جميلة كالماعت (العدالة) وما إلي ذلك
وأنا أسأل هؤلاء سؤالاً (سيوضح ما تقدم جيداً) ...هل أنتم الآن مصريون ولا من تايوان ؟!
أعتقد أن أحفادكم من المفكرين بهذه العقلية سينسوكم تماماً (كما سينسوا العصور العديدة الأخري تماماً مثلكم) وسيرددون أيضاً نفس كلامكم ...نفس كلام المكسَّحين العاجزين عن فعل أي شيء مفيد حقيقي سوي إستدعاء الماضي والمقابر للواقع والحاضر الذين غادرهما منذ أن إكتشف منهج التفكير العلمي
أنصح هؤلاء بأن يتوقفوا عن هذا الترديد والتغنِّي، وأن يحاولوا أن يفعلوا شيء مفيد، ينفع الوطن وينفع المجتمع حتي يساهموا ولو بأقل مجهود في الحضارة وحتي يكون لوجودهم فائدة، ويذكرهم الناس بفخر في المستقبل كحضارة من ضمن إنجازات مصر العظيمة علي مدار تاريخها المشرف .
#محمد_عبد_القوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟