أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد القوي - نصوص القرءان التي تختص بالتشريعات














المزيد.....


نصوص القرءان التي تختص بالتشريعات


محمد عبد القوي

الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 19:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد أغلب المتثقفين وأشباه العوام أن نصوص القرءان التي تختص بالتشريعات ، لا يجوز أن يتم إخراجها عن إطار زمانها ومكانها بإعتبارها نصوصا تاريخية ولكن في الحقيقة هناك خلط كبير يحدث لأن نصوص القرءان التي تتعامل مع التشريعات هي علي وجهين وليس وجهة واحدة وسأذكرهم بإختصار شديد كالآتي ...

أولا النص القرءاني الذي شرع في موقف معين للنبي والمسلمين حينها هو نصا فاعلا في مثيل هذا الموقف الذي شرع لأجله فقط ، بمعني أن النص هنا ليس تاريخي لا يخرج عن زمنه بل هو معطل فقط إلي حين مرور المسلم بموقف شبيه بالموقف الذي شرع لأجله النص ، كمثال علي ذلك آيات السلم والحرب فهي آيات فاعلة لكن في مواضعها الصحيحة ومواقفها الشبيهة بالمواقف التي شرعت لأجلها

ثانيا النص القرءاني الذي شرع في موقف معين للنبي والمسلمين حينها هو نصا تاريخيا لا يخرج عن إطار زمنه وكمثال علي ذلك آيات الرق ... نصوص هذه الآيات هي نصوص تاريخية لا تخرج عن إطارها الذي شرعت من أجله وذلك لوجود العبودية حينها ، فما كان من القرءان إلا أن تعامل معها تنظيميا كأفضل تعامل حينها فقد شرعت هذه الآيات من أجمل حماية الرقيق فبدلا من أن يهانون ويحقرون ويستعملون كآلة جنسية ، أصبحوا فجأة أزواجا ، بل الزوجة الأمة كان قدرها عند زوجها بمثابة الحرة لأن التشريع يقول ذلك ، النص يقول { إلا علي أزواجهم ((أو)) ما ملكت أيمانهم } فالزوج له حق في زوجته الحرة أو ما ملكت يمينه نتيجة شراءه إياها ولكن قدرها بقدر الزوجة ومكانتها بمكانة الحرة كزوجة أي لها كامل الحقوق ((بعكس ما فهم التراثيون)) ... وبالطبع جميع آيات القرءان التي تتحدث عن هذا الأمر تقرر هذا المعني

قد يقول البعض ، لماذا شرع الله تشريعا سينتهي بعد ذلك وهو يعلم ذلك - يعلم أن هذا الأمر المشرع له سوف ينتهي ؟!

ببساطة لأن حياة إنسان واحد عند الله هي بمثابة حياة البشرية كلها مجتمعة وهو الأمر الذي يتأكد بتصريح الله نفسه عندما تحدث إلي بني إسرائيل { من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا } وتنظيم حياة الرقيق وحمايتهم وجعلهم يعيشون حياة آدمية هي عند الله بقدر البشرية مجتمعة ... ولو واحد فقط هو عند الله بقدر البشرية مجتمعة فما بالكم بعشرات الألوف من الرقيق في البلد الواحد فقط ، فكان من الطبيعي أن يتم تشريع هذه التشريعات حماية لهم وتحقيقا لعدل الله وإتساقا مع مجموع آيات القرءان وروح الدين بصفة عامة

الأمر الثاني أن الدين في طبيعته يعني ويهتم بتهذيب الإنسان ويقنن له تشريعاته لأن الله يعلم أن نضج الإنسان يكون بالتطور والترقي لهذا لم يرسل نبيا واحدا وإنما كان يرسل نبيا وراء نبيا علي مدار وجود البشرية حتي بلغ من الإنسان نضجه فأرسل له آخر النبوات لتكون الختم الأخير ، لنعرف ونتيقن ويكون هذا الختم هو إعلانا بصريح العبارة ((أنتم كبرتم ونضجتم وبلغتم رشدكم بهذا الختم الأخير ، هيا إستخدموا عقلكم ...هيا)) وهو ما حدث بالفعل فإستخدم الإنسان عقله ليضع تشريعاته ويهذب نفسه حتي لغي العبودية ، وظل يطور من نفسه ومازال ، يعني هنا قوانين العقل هي نتيجة لمراد الله أيضا ، ولو كانت نصوص الدين التي تختص بالتشريعات صالحة لكل زمان ومكان لإنتفت أهمية العقل وصفة وجوده من الأساس وبالتالي ينتفي وجود الفكر والتأمل والنظر والبحث فما فائدة الفكر والعقل إذن بوجود كل شيء والتمامية في كل شيء مضمن في كتاب واحد يصلح لكل زمان ومكان ؟! وما فائدة التكليف من الأساس حينها ؟! لهذا كان التكليف ووجود العقل هو دليل علي تغير التشريعات وتبدلها بتطور هذا العقل وتطور المجتمع ومنظومة القيم والحضارة بصفة عامة

هذه مجرد قبسة لتوضيح الخلط الكبير الذي يحدث عند التعامل مع نصوص القرءان التي تختص بالتشريعات ... والخلط الذي يحدث لبعض الناس أيضا من جراء ذلك .



#محمد_عبد_القوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أتي لفظ الجلالة (الله) في القرءان مذكر ولم يأتي مؤنث { ...
- الموضوع ليس إيمان أو عدم إيمان
- أنا أفكِّر إذاً أنا أكون (موجود) ...هل (ديكارت) مصيباً ؟!
- لماذا أحب الكتابة ؟!
- هل يُمكِنْ أن يكون للقمر - قمرٌ آخر تابع ؟!
- كلمة لرجال الدين
- لماذا يجب الفصل بين الدين والعلم ؟!
- ما فائدة التعرُّض للشمس ؟!
- القرءان الكريم ليس كتاباً علمياً
- الحب - محور حياة الإنسان
- سطورا من التراث الفلبيني لها حكمة بليغة
- نظرة فاحصة للتراث الشيعي
- إنتقام قريش من الإسلام ونبي الإسلام
- الكهنوت والدين ...مختصر علاقة متضادة
- متي نكون متقدمون ؟!
- إحذر من مقولة (السلف الصالح)
- قصة علم الغدد الصمَّاء
- السؤال ...سر التحضُّر
- معجزة - إسمها - الجسم البشري
- ماذا لو عرف العرب الفرق الجوهري بين الفكر والشخص ؟!


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد القوي - نصوص القرءان التي تختص بالتشريعات