يوميات أستاذ في الجنوب المنسي

محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 21:57
المحور: سيرة ذاتية

مأساة التعليم في مدينة جنوب المغرب الشرقي
تعيش المنظومة التربوية بمدينة (ط)، القابعة في الجنوب الشرقي للبلاد مأساة حقيقية متعددة الأوجه، وهنا في هذه المقالات المتتالية سأحاول بقلم ساخر أن أرسم أوجه الخلل متتبعا بعض ما عاينته خلال أربع سنوات من العمل بإحدى ثانوياتها.
كيف تصير مديرا من دون أهلية ؟
شذرات:
قال لينين: قوة الحركة في قوة القاعدة وضعف الحركة من ضعف القيادة
وقال عبد الرحمان المجذوب:
ترونت ولا بغات تصفى ولعب خزها فوق ماها---رياس بغير مرتبة هم سبب خلاها
وإنه إن كان مما يؤسف له أن يتولى الإدارة من لا تتوفر فيه شروط الأهلية، فما بالك بإسناد إدارة مؤسسة تعليمية لواحد من أسوء الفاشلين؟
الواقع:
سأتتبع حياة "رجل" انتقل من إنسان معارض لمصالح الوطن، منبوذ فاشل، مر مباشرة من مجاز معطل إلى أستاذ دون تكوين إلى مدير مؤسسة تعليمية دمرها تدميرا، سُلَّمُه كان ولا يزال التملق والحظ والقبلية والنسب وغير ذلك مما سأجرده تباعا.
وحتى نكون واقعيين أكثر، فإن تصنيف هذا الرجل يعتمد على مؤشرات و معايير لا يختلف حولها الكثير من الناس، ومنها وهو مثال كاف وشاف أنه تسلم إدارة الثانوية في العام الذي بلغت فيه المرتبة الأولى جهويا وإقليميا نتيجة مجهود المدير السابق، وبعد أربع سنوات إلى اليوم الذي أكتب فيه هذه الكلمات تجاوزت رتبتها عتبة المؤسسات التعليمية الفاشلة بدرجة واحدة فقط.
الجبهة:
ربما ليس من السهل أن تتعرف هوايات الناس، ولكني ومن أول مرة رأيته، حدست من شاربه أنه من هواة أفلام رعاة البقر، وتأكدت أنه ما ربى شاربيه تمثلا بسكان الغرب الأمريكي ولكن تشبها بالقطط التي تستأسد في منازلهم.
ومن شدة تعلقه بهذه الأفلام وعقليته الحيوانية، فقد تشبه بالبقر أكثر، ولاسيما بقوة البقر، فمارس هواية النطاح جهارا، إذ شاهدناه باندهاش كيف نطح أستاذا إلى أن كسرت زجاجات نظارته.
والحق أني من أول لقاء لنا معه لما تسلم سلطة إدارة المؤسسة، قلت لزملائي إن رئيسنا من مواليد برج الثور؛ فقد نطحنا بجبهته "القاسحة" الصلبة نطحة ثور لم نفق بعد من أثرها، فقد وعدنا وعد عرقوب بأننا ما إن نعود بعد العطلة البينية حتى نجد بابا ثانويا يحفظ بعض الكرامة للأساتذة، فلا يضطرون إلى التزاحم مع التلاميذ دخولا وخروجا من باب لا يفتح كله كأنه يخبئ رغبة جامحة لإحراج الأساتذة إذ يشنفون بشتى الألفاظ الساقطة التي يتبادلها التلاميذ.
يتبع.

#محمد_شودان (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات