فاضل الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 09:27
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
يحدد تحرر المرأة ودورها في أي مجتمع كان, تحرر ودرجة تطور هذا المجتمع.
لأن قضية المرأة لا تخص المرأة وحدها, ولا تخص الرجل وحده, بل هي قضية الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى!
هي قضية الرجل والطفل والأم ... هي قضية الاقتصاد والسياسة ... هي قضية كل شيء مرتبط بوجود الإنسان في المجتمع, والتعامل مع قضية المرأة يجب أن يكون جزءً من التعامل مع كل المجتمع!
حقوق المرأة هي نفسها حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية ....
إنسانية المرأة لا يمكن أن تخضع للمساومة السياسية والاجتماعية والدينية والقانونية ....
لا يجوز أن تخضع للمساومة لأن الانتقاص من إنسانية المرأة, هو انتقاص من إنسانية كل المجتمع!
المرأة أساس الأسرة وبدونها لا تقوم قائمة للأسرة والتي هي أساس المجتمع,
المرأة المربية الأساسية للأفراد والموجهة الأساسية لسلوكهم,
والمرأة كإنسان تشكل جوهر المجتمع وجوهر الإنسانية في كل زمان ومكان!
وتقليل دور المرأة وتحجيم إنسانيتها, هو تقليل وتحجيم للإنسانية.
ومن في رأسه عقل, وفي وجهه نظر .... يدرك أن المرأة ليست بأي شكل من الأشكال دون مستوى الرجل وكفاءة الرجل, وآلاف الأمثلة في العالم تثبت ذلك وتثبت تفوق المرأة في كثير من الأحيان,
المرأة ليست عورة يجب حجبها عن الرجال كي لا تسبب الفتنة!!
وإذا نظرنا إلى واقع المرأة في البلدان الإسلامية, ومثلها في دول أخرى, لوجدنا المرأة في المجتمعات الإسلامية هي الأكثر اضطهاداً, سواءً في حقوقها المدنية أو في العلاقات الاجتماعية!
وتستغل الأنظمة الاستبدادية ورجال الدين تفسيرات وفتاوى الدين ذاته لاضطهاد المرأة وهضم حقوقها في كل المجالات.
إذا كان الإسلام دين الرحمة ودين الحق والعدل, فكيف لنا أن لا نتساءل عن هذه "الرحمة" وهذا "العدل" الذي يكرّس دونية المرأة أمام الرجل!
إن الإسلام يحتاج إلى التطهير والتطوير والتنوير!
يجب عليه التخلي عن الخزعبلات والتخدير,
عن الخرافات والتفسير,
عليه النزول عن ظهر البعير ...
وعليه ترك النساء لتقرر المصير!
إن الدونية التي تعيشها المرأة في المجتمعات الإسلامية, إحدى أهم أسباب تخلف هذه المجتمعات, والتي تعتبر ذلك ـ مع الأسف ـ أنه قرار الله, من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية الإلهية!!
ورغم كل ما يعرفه العالم ونعرفه نحن أنفسنا عن واقع المرأة ـ رغم كل ذلك ـ هناك من يتحدث عما أنجزه الإسلام بحق المرأة, والادعاء أن الإسلام هو الذي منح المرأة حقوقها وكرامتها!!!
ويكفي المقارنة بين حق ودور ومكانة المرأة والرجل, في الزواج والطلاق والشهادة والميراث وتربية الأطفال والحجاب و......
وأي عدل ورحمة التي تقول "الرجال قوّامون على النساء ...... لأن الذكر ليس كالأنثى"
الأحاديث النبوية حول النساء ـ إن كانت صحيحة ـ تطرح ألف سؤال وسؤال عن حكمة الله وراء خلق المرأة!
إذا كانت "من تسع وتسعين امرأة واحدة في الجنة, وبقيتهن في النار!"
"النار خلقت للسفهاء وهن النساء"
مسكين هذا الإله الذي لم يستطع تقويم سفاهة النساء, ولهذا اضطر إلى إحداث مملكة النار!
"هلكت الرجال حين أطاعت النساء"
"ما تزال الرجال بخير ما لم يطيعوا النساء"
وتأكيد على ذلك هلاك الإنكليز , بعد أن أطاعوا تاتشر أكثر من عشر سنوات, وسبب مرض ووفاة البابا يوحنا الثاني لها علاقة ببركاته للأم تريزيا! ........
لكن الحمد لله, أن رئيسنا السوري وقبله أبوه والتابعين لم يأخذوا بجدية آراء وزيراتهم, ولهذا نعيش بخير وعن الهلاك بعيدين!
وقد يكون فشل وزيراتنا في الحكومة السورية هو سبب تخلفنا!!!
"لولا المرأة لدخل الرجل الجنة"
ومن يملك أربع نساء وخادمات وجواري وسبايا .... إلى أين يدخل؟ أخشى أن تبقى فارغة ـ إمرأة واحدة تمنع دخول الجنة, فكيف إذاً الأربعة أو العشرة ....
وحتى في الصلاة أمام الله فهي دونية بالنسبة للرجل, ولم يعدل لها إلهها في عبادتها, لأن إلهها هو "ذكرها" وهو"أول مضطهديها", واتفق الرجل مع إلهه على استعباد المرأة في الدنيا وفي الآخرة!
"ثلاث يفسدن الصلاة: المرأة والكلب والحمار"
قد تحتج جمعيات الرفق بالحمير والكلاب والخرفان على هذا الحديث,
أما جمعيات الرفق بالنساء .... فأقل ما يمكن أن تقوله بلا حياء .... أو السكوت لأنه كلام أولياء!
بعد ذلك نجد الكثير من النساء تزيد الصلاة مع ازدياد احتقارها من إلهها!!
"المرأة دابة سوء"
لكن النساء الأربع أو الإحدى عشر أو ... والجواري الملاح, وذكورة المؤمنين وفحولتهم ومضاجعاتهم الجنسية "حرث لكم" عندها يتذكر مؤمني الله ورسوله الدواب .... وماذا عن حوريات الجنة؟
إنسانية ما بعدها إنسانية! ورحمة ما بعدها رحمة!
"الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والبيت"
على ظهر الفرس "الشؤم" تم احتلال أصقاع الدنيا, ومن أجل فرج المرأة "حرثوا" كل ما ملكت يمين وشمال, ومن أجل البيت نصلي ونحوه نركع وإليه نحج! أو المقصود بيت خيام الشعر والإبل!!
"للمرأة ستران القبر والزوج, قيل: فأيهما أفضل؟ قال: القبر"
منتهى الرحمة والمحبة!
على النساء أن تحسد الخنازير التي تلطف الباري عز وجل بلطفه ورحمته وعدله!
لماذا خلق هذا الإله المرأة إذا كانت بكل هذه الخصال؟
ماذا تقول أمهات الأنبياء عن هذا الاحترام وعن هذه المكانة التي تحسدهن عليها نساء الغرب الكافر!
ويقول الفقهاء الجهلاء, أن الإسلام منح المرأة كل خير وصانها عن كل شر!!
ونعم الخير! ونعم العدل والبر!
والمؤلم حقاً, أن أكثر النساء في المجتمعات الإسلامية تؤمن أنها ناقصة عقل ودين ... وتؤمن أنها عشر عورات .... ويحكم الرجل المسلم المرأة من خلال مبررات وشروحات دينية لا أساس علمي أو إنساني لها,
أنا لا أستطيع أن أؤمن بإله هو العدل المطلق والحكمة المطلقة والعقل المطلق, ويتصرف بنصف عدل وبنصف حكمة وبنصف عقل!!
إمّا أنها عنصرية إلهية وهذا يتنافى مع العدل والحكمة والعقل, أو هي ابتكارات عقل الرجل "الذكر" الذي يحكم ويقتل ويزني ويغزو ويسرق باسم الله ليبرر كل هذه الكبائر, ويكون مشجب الله هو الذي يعلق عليه كل هذه الدناءات!!
وسؤال يطرح نفسه: إذا كانت المرأة بكل هذه الدنية التي يصورها وكلاء الله, فلماذا خلقها بالأساس؟ أو هي خطيئة إلهية!
المرأة التي تلد الأنبياء "أنبياء الله", والمرأة التي تقدم المتعة كزوجة أو جارية أو حورية أو من السبايا أو التي يشتهيها هذا النبي ,أو ذاك الراشد والزاهد, لماذا لم يخلقها بأحسن تقويم؟ وهو رب العالمين!
المرأة المسلمة مغسولة الدماغ منذ ولادتها, وهي تؤمن وبقناعة بأن منزلتها في الحياة ودونيتها هي إرادة ربانية!
وهناك البعض من النساء المسلمات اللاتي يعرفن هذا الظلم والعنصرية, لكنهن راضيات بهذا الذل خوفاً!!
كما يعشش الظلم في قصور عدل ومحاكم سوريا والدول العربية الأخرى والدول الإسلامية, فإن الظلم يعشش في كتب الجهلة ووكلاء الله وخزعبلاتهم, وكنتيجة لذلك يعشش الظلم في جماجم مئات الملايين من الرجال الذين أعطاهم الله هذا "الحق والعدل والرحمة", وفي جماجم مئات الملايين من النساء اللاتي يعتقدن بإيمان هذا القدر وهذا العدل حتى يوم الحشر!
استنتاج أخير: أكاد أجزم أنه عند بداية الخلق
لم يكن بين الملائكة ولا طبيب نفساني ... ولا مستشار عقلاني ... ولا رجل بنصف عقل حيواني ... ورغم أن أبن أبونا آدم كان أول زاني ... ومن يعقل يبدّل سكان جهنم بالجنان ... لأن في البدء كان الطوفان ... وفي سكرة رب الزمان ... بدّل الرجال بالنسوان ... والملائكة بالشيطان ... والدواء ببول البعير والضان ... لأننا لا نتغير منذ الخليقة وحتى نهاية الزمان ... وعهداً لقائد الأوطان ...
وطاعة لإله الخرفان ... وبالروح والدم نفدي الأسدان ...! سنظل في تخلفنا هذا حتى تتحرر النسوان ... وأعوذ بالله من الشيطان ... والمجد لرب الزمان ... وعقدة هذه الرجال النسوان والنسوان!!!
بودابست 7 / 3 / 2006
#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟