أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - حميد كشكولي - إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم














المزيد.....

إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:23
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


ما الذي يسيل على صدرك ، يا العراق؟
متى سيهب على ضفائر الفراتين نسيم الأرواح ؟
لم َ خطى الشوق يجرفها هذا الطوفان؟
لم َ كل ّ هذا الارتعاش في عكازة المساء؟
لم َ امتلأت عيون النمور بالدخان؟
فيا أرض الورود التي مزقها الرصاص ، ويا أصصا خالية!
ويا سماء الشمعدانات الفارغة، والشموع الخامدة !
لا تحزني !
إنني أسمع طرقاتٍ خفيفةً من يد الفجر على باب الظلمة،
ستقبّل الشمس كل الأشجار المتعَبة ،
سيسطع نور الحياة على أجنحة الغدران،
ستخضر أيدي الأمهات ، و ستتدفق كهوف الدكنة عن ياسمين البدايات .
هلا تعرفون
أنّ ذاك نداء فتيات يدوي ّ في كل واد ٍ وقطعة سماء ، يتدفق من الأفئدة والعيون،
أترون في الأفق مشاعل في أيدي أولادك تلاحق الظلام ؟

نساء العراق يشكلن أكثر من نصف المجتمع العراقي بعد كوارث الدكتاتورية والحروب والطغيان ، لكنهن يعشن في الظل، و يشكلن أكثرية الجماهير التي تعاني الفقر و البؤس والحرمان والأمية والاضطهاد.
لكنهن متعطشات لليوم الذي يتمتعن فيه وأولادهن وأزواجهن وأخوتهن بالسعادة و الكرامة و العيش الرغيد ، يوم لا أثر فيه للتقاليد الرجعية المتخلفة المعادية لحقوقهن ، ولا وجود لسلطات القوم والعشيرة و أمراء الحرب . التقاليد التي على أساسها يقتلن ويذبحن و يجعل منهن جواري ورقيقا.

أصواتهم مخنوقة اليوم ،و قلوبهن دامية ، لكنهن صامدات في وجه من ينتقص من قيمة المرأة الإنسانية وكرامتها ، و يوما بعد يوم يشتد غضبهن ، و يزددن وعيا بحقوقهن و جرأة وشجاعة في كفاحهن المجيد في إقامة مجتمع العدل والمساواة والرفاه .
فرغم طغيان سلطات الظلم والظلام، تعجز التقاليد الطائفية والرجعية على السطو على قلوبهن ، ولا يسمحن لليأس أن ينال من عزيمتهن ، وقد حطمن جدران الخوف والصمت .
إنهن اليوم حبلى بالنور و الجمال ، و إنهن مصدر الحياة و الخير .

إن ّ نهاية تاريخ العبودية والذل ستكون بأيديهن ، وستستحيل السماء الزرقاء بفعل أناملهن ملاءة كل إنسان ، تغدو الأرض بأنفاسهن خضراء وزاهية وجنة َ في كل بيت .

إنهن يردن أن تلتئم جراح البشر ، وأن تتحول السجون إلى مروج ، و ينطلق السجناء أحرار وأسيادا على وسائل العيش و الحياة.
إنهن يتطلعن إلى أن يكون الإنسان إنسانا في مجتمع تسود فيه العدالة والمساواة في العمل والإبداع.
قلوبهن وبيوتهن تتفتق عن بسمات وأعياد و رقص وورود.

ففي هذا اليوم لا يسعني إلا أن أحيي منظمة حرية المرأة في العراق والتي تنشط دائبة ، وتحقق نجاحات يومية في ربط نضال المرأة في سبيل حقوقها و تحرير العراق من الاحتلال و سلطات المرتبطين به من أمراء الحرب و المهربين و المنحرفين والمجرمين.
لقد وقع العراق بعد سقوط النظام البعثي في قبضة أمراء الظلام الذين يسعون جهارا و علانية إلى إعادة عجلة التاريخ إلى وراء بالقتل والنهب وسفك الدماء .

فحكام العراق بمختلف أشكالهم وألو انهم اليوم ببركات المحتلين هاجس حرية المرأة يقض مضاجعهم ، ويؤرقهم ، و إن ّ أخشى ما يخشون هو حرية المرأة ، لأنها تعني نهاية سلطاتهم التي لا يمكن لها أن تدوم يوما بدون اضطهاد المرأة و استغلال الجماهير الكادحة . فحرية الإنسان تعني موتهم الزؤام .

و في هذه المناسبة العظيمة أتقدم بتهانيّ القلبية للنساء التحرريات و حركتهن المنتصرة في سبيل الحرية لكل إنسان و للمجتمع.

لقد اشتدت قوة الحركة النسائية التحررية في العراق في الفترة الأخيرة ، وأمست أكثر راديكالية ، و إصرارا على تحقيق أهدافها التي صارت أيضا أكثر وضوحا وصراحة .
فهذه الحركة الراديكالية لنساء العراق لا تعرف المساومة والنفاق ، ولن تتنازل قيد شعرة عن حقوق المرأة و المجتمع في الحرية و المساواة، وتؤكد دوما على هوية المرأة التقدمية والإنسانية ، واضعة تحت الأقدام كل القيم البالية الرجعية من قومية وطائفية ...
إنها تقف بمنتهى الشجاعة في وجه الحركات والأفكار الرجعية الداعية إلى التمييز الجنسي والتفرقة العنصرية.
فقافلة التحرر ستنطلق ساحة الفردوس في بغداد الحبيبة حيث تبشر تجمعات النساء المناضلات بالحرية و الخير . هنا نرى أن روزا لوكسمبورغ ورفيقاتها خالدات مناضلات يواصلن الكفاح ، متجسدات في المناضلات ينار و ليلى و هوزان محمود و أعظم جم جويان ومينا أحدي و أخريات .
وقد ارتبطت هذه الحركة جدليا بحركة الكفاح ضد الاحتلال و الرجعية وقوى الظلام المرتبطة به.

ومن تقاليد الحركة النسائية التحررية الوقوف بوجه العسكرتاريا والدكتاتورية ، وأنها تفضح الدور التخريبي للصراع الدائر بين قطبي الإرهاب في العالم ، الإرهاب الإسلامي السياسي السلفي والإمبريالي في سبيل النفوذ والسيطرة على العالم و استثمار الشعوب واضطهادها ، واستغلال طاقاتها وقدراتها .

ولنساء العراق اليوم حضورهن المؤثر في هذا الجبهة ، منتصرات . يؤكدن يوما بعد يوم أن حرية المرأة مقياس لحرية المجتمع وتقدمه .
هذا اليوم أصبح أمميا و يحتفل به في العالم بفضل تضحيات الشيوعيات والشيوعيين والمناضلات والمناضلين في سبيل الاشتراكية و سعادة الإنسان وتقدمه.
أنه يوم يحفز على تصعيد الكفاح في سبيل تحقيق الأهداف التي ضحت في سبيلها الشيوعيات ألأوّلات ،وفي سبيل قبر كل القوانين المجحفة بحق المرأة و إنهاء الاحتلال و سلطات أمراء الحرب .
فإن كانت المظالم التي تمارس بحق المرأة في عصر العولمة والنظام العالمي الجديد الأمريكي وجها للحقيقة التي تتجلى في رواج المتاجرة بالرقيق الأبيض ، و تصاعد وتيرة قتل الشرف و انتحار النساء و معاناتهن من الجوع والحرمان ، فأن الوجه الآخر لهذه الحقيقة يكمن في تصاعد كفاح المرأة المرير ومعها كل الأحرار في سبيل تحررها و تحرر البشرية .

إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار ديمقراطية بوش ورامسفيلد في العراق
- البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات ...
- حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل
- القوى اليمينية العنصرية والظلامية ضد مكاسب البشرية
- ثلاث خفقات
- ناظم حكمت في مستوصف السجن
- مغزى وصول اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية
- لنؤمنْ بوقع خطى فصل الجحيم
- باول تسيلان يسمع أن الفأس قد أزهر
- هرات تهوي في خريف المؤودات
- فنُّ - هارولد بينتر- لتحرير الإنسان من الظلم والاضطهاد
- أقولها وأموت : 1- مهزلة التوحيد تراجيديا كُردية
- ومضى عهد الراحة
- قصيدتا - أكتوبر - و - الأمل- لناظم حكمت
- ولاية الفقيه رغم أنف الديمقراطية
- من غابرييل غارسيا ماركيز إلى غيفارا
- صوت اللقاء وقصائد أخرى لسهراب سبهري
- من أغاني الفنّان الخالد -فيكتور خارا - لجي غيفارا و ماريّا
- في ذكرى الفنان المناضل فيكتور خارا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - حميد كشكولي - إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم