احبار العراق
العدد: 213 التاريخ: الاربعاء 5/3/2003
العوجة اصبحت مدينة اشباح
الاعدام الفوري لكل ضابط يخالف التعليمات
رسائل محافظات الوطن حملت الينا الاخبار التالية :
رسالة بغداد
1- أصدرت مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ومديرية الامن العسكري اوامرها الى ضباط الاستخبارات والامن العسكري في الوحدات والفرق باختيار عناصر يعتمد عليهم وتشكيل فرق اعدام منهم ، مهمتها اعدام اي ضابط او آمر وحدة او تشكيل يرفض الرمي على المدن اواي امر اخر يوجه له. ولضابط الاستخبارات الحق في اعدامه فوراً دون الرجوع الى احد.
2- منعت سلطات النظام العراقي عوائل العاملين في المنشآت النفطية العسكرية ومعامل وزارة الصناعة ومصانع الادوية والذين يسكنون في مجمعات سكنية حكومية جوار هذه المنشآت والمعامل والمصانع، منعتهم من الرحيل من مقر سكناهم حالياً واثناء الضربة العسكرية المحتملة وعليهم ملازمة دورهم الحكومية، ومن يترك بيته هارباً الى مناطق آمنة من القصف سيطرد من الوظيفة ومن السكن المخصص له. علماً ان العديد من هذه العوائل انتقلت الى اماكن آمنة لكنها اجبرت على العودة الى دورها، لكن هذا لا ينطبق على اهالي تكريت والعوجة (مسقط رأس الدكتاتور) والدور.
وتشير الاخبار الى ان العوجة اصبحت مدينة اشباح بعد ان تركها سكانها الى اماكن آمنة في داخل العراق وخارجه، وفعل الشيء نفسه اهالي تكريت والدور.
3- حجبت الاجازات عن منتسبي الدوائر الامنية والحرس الخاص والحرس الجمهوري ووحدات عسكرية اخرى من الجيش واعلنت حالة انذار قصوى فيها ، وخاصة وحدات الدفاع الجوي والقوة الجوية والتموين والنقل ووحدات القوات الخاصة والمنظمات الحزبية- فروع وشعب حزبية وافواج طوارئ الحزب الحاكم وافواج طوارئ المحافظات وفدائيي صدام.
4- تكليف عناصر حزب السلطة خصوصاً اعضاء الشعب والفروع بالذهاب الى شيوخ العشائر والنقاش معهم وحثهم للوقوف مع النظام في حال حدوث الضربة العسكرية. كما قام صدام بتوزيع مبالغ على شيوخ العشائر ورؤساء الافخاذ. ونظمت السلطة ندوات واجتماعات اسبوعية على اقل تقدير لشيوخ العشائر في مبنى كل محافظة او مبنى فرع للحزب.
5- صدرت تعليمات للتطوع في (اشبال صدام) من عمر 12 الى 16 سنة وعلى ملاك فدائيي صدام. وفي كل محافظة توجد (دائرة فدائيي صدام). ويقوم هؤلاء الاشبال بالتدريب لمدة 15 يوماً ويكونون متطوعين على الملاك الدائم ويخصص لهم راتب شهري (عشرون الف دينار) يستلم المبلغ كل شهر . ويتم استدعاؤهم عند الضرورة واغلبية(الأشبال) من عوائل فقيرة وطلاب مدارس.
6- ترك العديد من الطلبة العرب الذين يدرسون في الجامعات العراقية مقاعدهم منذ عيد الفطر الماضي ويلاحظ الازدحام على دائرة الجوازات في السعدون ،الخاصة بالبلدان العربية ، في الدوام الصباحي و المسائي الذي استحدث مؤخرا لهذه الدائرة والتي تقع بجوار مديرية الحسابات العسكرية للمقر العام . والمغادرة لا تقتصر على الطلبة بل تشمل العوائل العربية والاجنبية المتواجدة في العراق حيث الازدحام على اشده بانتظار حافلات النقل الدولي في العلاوي – بغداد . ويذكر العديد من الطلبة العرب ان اهاليهم يتصلون بهم تلفونياً ويطلبون منهم مغادرة العراق والعودة اليهم فوراً . وكان العديد من العرب الذين تظاهروا في بغداد تأييداً لصدام يستعدون للسفر وينتظرون تاشيرة الخروج واجبروا على التظاهر مقابل الحصول عليها.
رسالة البصرة
1-تتولى دوائر الاستخبارات العسكرية في وحدات الجيش جمع المنشورات التي ترميها الطائرات الامريكية وتوصي الجنود والمراتب بعدم التقاط اي منشور منها لان هذه مهمة الاستخبارات. وفي المدن تتولى الدوائر الامنية متابعة هذه المنشورات وحصرها قدر المستطاع وتمنع اقتراب المواطنين منها او التقاطها، والاجهزة الامنية في حال استنفار لاستقبال هذه المنشورات.
2-نشطت الفروع الحزبية الخمسة في محافظة البصرة لاستدعاء شيوخ العشائر كل ضمن منطقتها الجغرافية، وقام مسؤول كل فرع لحزب السلطة ومعه مدير الامن في القضاء بشرح ما يريده النظام من شيوخ العشائر في هذا الظرف بالذات. واستعمل المسؤولون الحزبيون ومعهم مدراء الامن التهديد والوعيد، حيث عقد اجتماع موسع لشيوخ العشائر مع "يحي عبدالله العبودي" مسؤول تنظيمات البصرة لاعداد وثيقة عهد يوقع عليها شيوخ العشائر وترفع مع برقية الى "القائد المؤمن" وان يكون اعداد الوثيقة من قبل (المكتب الثقافي في تنظيمات الجنوب) ويحق ابداء الملاحظات على مسودة الوثيقة، واختار بنفسه "لجنة اعداد وثيقة العهد" ومن هؤلاء الشيوخ:-
1- صباح محسن مرعش/ عشائر بني مالك وعضو فرع قائد العرب لحزب السلطة في القرنة.
2- سلام محسن مرعش/ عشائر بني مالك وعضو شعبة في حزب السلطة ضمن تنظيمات فرع قائد العرب لحزب السلطة.
3- مزاحم مصطفى الكنعان/ عشائر بني تميم عميد عسكري متقاعد وعضو فرقة في حزب السلطة.
4- جياد الامارة /عشائر الامارة في قضاء المدينة ، وهو عم المدعو اُياد السويلم عضو فرع في تنظيمات حزب السلطة "فرع قائد العرب".
وبعد ان اعدت هذه اللجنة الوثيقة، تقرر تشكيل لجنة فرعية تأخذ على عاتقها الاتصال بشيوخ عشائر البصرة واختار يحى العبودي ، مسؤول حزب السلطة بالبصرة اعضاءها وهم:-
1- جمال صبري السعدون من عشائر السعدون وعضو فرع في تنظيمات فرع الزبير بن العوام لحزب السلطة في قضاء الزبير.
2- مجيد محي العذبي / عشيرة الغانم في قضاء ابي الخصيب وهو عم شهاب احمد الجاسم مسؤول فرع البصرة لحزب السلطة السابق.
3- كاظم صالح شيخ /عشيرة العبودي وهو من عمومة يحيى عبدالله العبودي ، مسؤول تنظيمات البصرة.
وتحركت هذه اللجنة على شيوخ العشائر في القرنة والمدينة والزبير والفاو وابي الخصيب وترشح عن العديد من شيوخ العشائر وافراد عشائرهم انه كان لدى اغلب الشيوخ ملاحظات بصدد ما جاء بالوثيقة وخاصة بنودها:-
1- وضع شيوخ العشائر لافراد عشائرهم تحت امرة حزب السلطة.
2- هدر دم ابناء العشائر الذين لهم مواقف سياسية رافضة للنظام الدكتاتوري.
3- مقاتلة العشائر لكل فرد او عشيرة تخرج عن ما جاء في الوثيقة.
وهنا جاء دور الضغط والتهديد والترغيب ، وحضر" علي كيمياوي" الى البصرة وعقد اجتماعاً موسعاً لرؤساء العشائر في المركز الثقافي النفطي بحضور المحافظ الفريق الركن وليد حميد التكريتي ويحي العبودي ومسؤولي الفروع الحزبية في البصرة... وعبر "كيمياوي" عن انزعاجه الشديد لان هناك من بين شيوخ البصرة من لديه وجهات نظر عن الوثيقة رغم انه "لا يرى منها شئ مخالف للعرف"، وذكرَّ الشيوخ بالمكارم السخية وينتظر منهم الان رد الموقف وابداء التلاحم . ونقل لهم خبرآً ساراً بتقديم مبلغ مليون دينار لكل شيخ عشيرة، وفي هذه اللحظة "طرح" يحيى العبودي وثيقة العهد وهمس في اذن "على كيمياوي" الذي بادر الى دعوة شيوخ العشائر للتوقيع عليها ، وتقدم الشيوخ وهم يدركون ان الذي لا يوقع سيدفع حياته ثمناً لامتناعه.
رسالة العمارة
قام النظام باعادة حشد قواته في مناطق الاهوار وتدعيمها بقوات اضافية وكذلك زيادة افراد السيطرات الحزبية والاستخباراتية التي تتحكم بمداخل ومخارج مناطق اهوار محافظة ميسان. كما قام النظام بتنشيط قوات الطوارئ وتنفيذ تطويق العديد من المناطق قرب الاهوار بحثاً عن السلاح والعتاد والعناصر الوطنية المعارضة للنظام . وفي ذات الاتجاه عمل النظام الدكتاتوري علـى نشر وحدات مغاوير تابعة للواء (624) في مناطق (الكسارة ولسان عجيردة ومناطق السدة). اما وحدات الفرقة (41) فقد تم اعادة توزيعها على طريق البصرة- العمارة باتجاه مناطق الاهوار التابعة لناحية العزيز . واعيد تجميع ونشر قوات المغاوير التابعة لقيادة الفيلق الرابع في مناطق الميمونة وهور فاطمة وناحية السلام وكذلك في مناطق الترابة وابو غرب.
وتم تعزيزتلك الوحدات العسكرية بكتائب من الدبابات ومنها كتيبة دبابات" سيف القائد" وكتيبة "دبابات القدس ". كما ان العديد من سرايا الفدائيين بدأت بمساندة القوات العسكرية في هذه المناطق.
وقامت الاجهزة الامنية في العمارة باستدعاء بعض العوائل وحققت معها واجبرتها على توقيع تعهدات بعدم ايواء ابنائها سراً او تقديم العون لهم وفي عكس ذلك سوف (يعدم افراد العائلة جميعاً).
و رغم خوف اجهزة السلطة من الهجوم الامريكي المحتمل الا ان الخوف الاكبر يأتي من ابناء الشعب، لذا تمت احاطة العديد من مقرات الفرق والشعب الحزبية بالاسلاك الشائكة والسواتر المصنوعة من اكياس الرمل.