أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فتحى سيد فرج - السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 3 / 4















المزيد.....

السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 3 / 4


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 10:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أما الاقتصاد البنيوي الجديد فيعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر بالنسبة للدول النامية مصدرا أفضل لرأس المال لأنه يتوجه إلى الصناعات المتسقة مع الميزة النسبية للبلد. وهو أيضا أقل تعرضا للتقلبات المفاجأة أثناء حالات الذعر المالي من القروض المصرفية، والتمويل بالدين، والاستثمار في المحفظة المالية، أضف إلى ذلك أنه عموما يجلب التكنولوجيا، والإدارة، والنفاذ إلى الأسواق، والشبكات الاجتماعية، التي غالبا تفتقر إليها الدول النامية ولكنها ضرورية للتنمية الصناعية .
أثر التعليم على التنمية : اختلف هذا الأثر على نطاق كبير بين الدول، لثلاثة أسباب : الأول، البيئة المؤسسية وبيئة الحكم أصبحت معاكسة للتراكم في رأس المال التعليمي وخفض النمو الاقتصادي. الثاني، أن العوائد الحدية للتعليم يمكن أن تكون قد انخفضت بسرعة حيث ازداد عرض العمل المتعلم بينما ظل الطلب عليه راكدا. والثالث، أن نوعية التعليم ربما كانت منخفضة لدرجة أن سنوات الدراسة لم تخلق رأسمالا بشريا كبيرأ .
الفصل السابع يقدم دليلا عمليا لصناع السياسات لتطبيق الاقتصاد البنيوي الجديد، باليركز على مسارين: تحديد النمو، وتيسير النمو. إن تحدي الانتقال من "لماذا" إلى "كيف" يبين أن الانتقال من التحديد إلى تيسير النمو أصعب للحكومات، والسبب هو أن الدول عند المستويات المختلفة من التنمية عليها أن تختار حزم سياسات مختلفة، كما إنه من المهم لصناع السياسات أن يتفهموا ظروف بلدانهم، وأن يقبضوا على الفرص المتاحة لهم في عالم معولم، وهذا الإطار يتضمن ست خطوات أساسية .
الخطوة الأولى : اختيار الهدف الصحيح، الثانية : إزالة القيود المكبلة، الثالثة : إغراء وجذب المستثمرين العالميين بالدروس بألاستفادة من دروس الدول الآسيوية الناجحة، الخطوة الرابعة: توسيع نطاق الاكتشافات الذاتية، الخامسة: إدراك قوة وسحر التجمعات الصناعية، السادسة: تقديم حوافز محدودة للصناعات المناسبة .
الفصل الثامن يركز على القضايا التي واجهت اقتصادات التحول في سعيها لنمو مستدام بعد عقود من الاشتراكية. وفى الدول النامية، التي أصيبت بالتشوهات كميراث للإستراتيجيات البنيوية القائمة على بدائل الواردات والمتحدية للميزة النسبية، فالحكومات التى اتبعت إستراتيجية تشجع قيام صناعة ثقيلة متقدمة، غير متسقة مع بنى مؤهلات هذه الدول، فقد أدت إستراتيجيات تحدي الميزة النسبية إلى تشوهات وعدم كفاءة مشابهة –ولكن ربما أكثر خطورة- لتلك التي أصابت مناطق أخرى من العالم طبقت إستراتيجيات بدائل الواردات البنيوية القديمة .
هناك إستراتيجية مختلفة وأكثر فعالية للتحول الاقتصادي يوصي بها الاقتصاد البنيوي الجديد، وهي منهج تدريجي وبراجماتي ومزدوج المسار يدرك المكونات الداخلية للتشوهات وقضية قدرة المشروعات على البقاء في القطاعات ذات الأولوية. وهي توصي بأن تقدم الحكومة بعض الحماية الانتقالية للمشروعات غير القادرة على البقاء في القطاع ذي الأولوية للمحافظة على استقرارها أثناء التحول، ولكن مع تحرير المشروعات الخاصة والاستثمار الأجنبي المباشر وتيسير دخولها إلى القطاعات التي تملك فيها الدولة ميزات تنافسية من أجل أن تحسن من تخصيص الموارد، وتستفيد من ميزة التأخر، وتحقق نموا ديناميكيا.
إن التراكم الرأسمالي الناتج عن النمو السريع في القطاعات الجديدة سوف يجعل مشروعات كثيرة في الصناعات المفضلة القديمة قادرة على البقاء. والنمو الديناميكي سوف يوجد أيضا الشروط الضرورية، بما فيها الموارد المالية وفرص العمل لإزالة التشوهات، أن تغير السياسات سوف يزيد من الرفاهة الاجتماعية الإجمالية، وأن يعوضو الخاسرون عن خسائرهم، وبهذه الطريقة يمكن تقليل مقاومة سياسات الإصلاح إلى أدنى حد .
الخلاصة: التنمية الاقتصادية ليست معادلة صفرية تتنافس فيها الدول ضد بعضها البعض ويخسر البعض لأن الآخرين يكسبون. إنها عملية مستمرة من الاكتشاف، التطوير الصناعي والتكنولوجي هما المحرك الرئيسي فيها، ويحدها فقط الخيال والإبداع الإنساني. وهكذا، فإن هناك ما يدعونا لأن نأمل في استمرار تحسن مستويات المعيشة لكل البشر.

فى الفصل العاشر والأخير يختتم "جاستين بيفولين" كتابه بعدد قليل من الأفكار حول الأهمية التي تستهدف التنمية طويلة المدى، خاصة في أعقاب الأزمة العالمية الأخيرة، وقد لخص الاقتصاد البنيوي الجديد، واستخلص دروسا من خبرات الاقتصاديات الناجحة من خلال تقارير البنك الدولى عن المعجزة الشرق آسيوية لعام (1993)، والنمو الاقتصادي في تسعينيات القرن العشرين (2005)، وتقرير النمو (2008)، والتى أسفرت عن حقائق تطبيقية مفيدة لتحديد النجاح أو الفشل في التنمية الاقتصادية .
إن المنهج الجديد المقترح في هذا الكتاب يواصل هذه الجهود. وهو ليس محاولة لإحلال إطار سياسات مؤسس إيديولوجياً آخر محل تلك الأطر التي هيمنت على الفكر التنموي في العقود الماضية بينما تتجاهل إلى حد كبير الحقائق التطبيقية للدول فرادى. ولكنه بدلا من ذلك يوجه الانتباه إلى بنية المؤهلات ومستوى التنمية في كل دولة، مقترحا طريقا تجاه بحوث عن الدولة، دقيقة وابتكارية وذات صلة بسياسات التنمية. هذا الإطار يؤكد على الحاجة إلى فهم أفضل لتأثيرات الاختلافات الهيكلية في المراحل المختلفة من تنمية الدولة، وخاصة المؤسسات والسياسات المناسبة، والقيود والحوافز بالنسبة للقطاع الخاص أثناء عملية التغير الهيكلي.
الحقيقة المحزنة هي أن كل الحكومات في العالم النامي حاولت، عند مرحلة أن تلعب نفس الدور الميسر، ولكن أغلبها فشل. وفي هذا الكتاب، ادعيت أن هذه الإخفاقات تعزى لعدم قدرة الحكومات على أن تتوصل إلى معايير جيدة لتحديد الصناعات المناسبة لبنية مؤهلات الدولة ومستوى التنمية فيها. إن نزوع الحكومات لأن تستهدف صناعات طموحة جدا وغير متماشية مع الميزات النسبية لبلادها يفسر إلى حد كبير السبب في أن هذه المحاولات للكسب أسفرت عن خسائر. ومن أجل حماية الوظائف، قد تكون الحكومات في كل من الدول المتقدمة والنامية أيضا قامت بدعم صناعات قديمة متراجعة فقدت بلادها الميزات التنافسية فيها. وهذه السياسات كذلك كانت مكلفة.
على النقيض، الحكومات في الدول النامية الناجحة استهدفت صناعات قديمة في دول متنامية بديناميكية لها بنى مؤهلات مشابهة للبنى التي لديها وفي مستويات من التنمية ليست متقدمة عنها بكثير، فالدرس الرئيسي من تاريخ التنمية يجب أن يكون مرتكزا على صناعات ذات ميزة نسبية كامنة حتى تستطيع تلك الصناعات أن تصبح بسرعة تنافسية محليا وعالميا، وذلك بمجرد أن يتم تجاوز مشكلات التنسيق والعوامل الخارجية ويتم تأسيس صناعات جديدة.
إن الوصفة السرية للنجاح الاقتصادي في الدول النامية هى التي يكون لاقتصاداتها ميزات نسبية كامنة (ما الذي تستطيع أن تحسن فعله)، ومؤسسة على بنى مؤهلاتها (ما الذي لديها)، وتزيل القيود المكبلة لكي تيسر على المشروعات الخاصة أن تدخل في تلك الصناعات وتشغلها. فالبرازيل والصين وفنلندا وإندونيسيا وأيرلندا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وموريشيوس وسنغافورة وفيتنام سجلت نموا سريعا في النصف الثاني من القرن العشرين. فصناع السياسات في تلك البلدان صمموا وطبقوا بنجاح عملية تصنيع حولت بسرعة اقتصاداتهم القائمة على زراعة الكفاف وأخرجت مئات الملايين من البشر من الفقر في مسافة جيل واحد.



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 2 / 4
- السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 4 /1
- تطور اللغة المصرية فى العصر المسيحى إلى - اللغة القبطية -
- محمود طاهر لاشين -رائد القصة القصيرة- تناساه النقاد وتغافلت ...
- التخازل العربى فى مواجهة العنف الامريكى
- عرض الكتاب الحائز على أفضل أصدار فى عام 2017 -تشريح الهزيمة- ...
- عرض الكتاب الحائز على أفضل أصدار فى عام 2017 -تشريح الهزيمة- ...
- محمود طاهر لاشين رائد القصة القصيره المنسى 2/2
- محمود طاهر لاشين : رائد القصة القصيرة المنسى 1/2
- هل تقديس التراث سبب تخلف المسلمون ؟
- الحداثة والتحديث الناقص
- فى ذكرى الغزو العثمانى لمصر
- معوقات تحقيق العدالة الإنتقالية
- 500عاما على الغزو العثمانى لمصر
- مستقبل العقل
- عرض كتابان عن النمو الاقتصادى
- التقاليد العثمانية فى دولة الخلافة
- اسرانا حتى لا ننسى
- أسلوب عقيم يساهم فى تفاقم ظاهرة الأرهاب باسم الدين
- الوجه الآخر للخلافة الإسلامية 5 من 5


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فتحى سيد فرج - السعي إلى الرخاء .. كيف تنطلق الاقتصادات النامية 3 / 4