بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 01:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بير رستم (أحمد مصطفى)
إن قضية التمثيل بالجثث والسحل والتي رأيناها مؤخراً بحق عدد من مقاتلي ومقاتلات الكرد مثل "بارين كوباني" و"أحمد محمد حنان" والذي تم تصويره في مدينة إعزاز وتحت مرأى ومسمع جيش الاحتلال التركي هو ليس بالأمر الجديد على ثقافة هؤلاء الحثالة من البشر التي تدعي (الفكر الجهادي)، بل وللأسف فإنها "متأصلة" في ثقافة هؤلاء الهمج حيث ولو عدنا للتاريخين الحديث والقديم، فإننا سوف نقف على عدد من الجرائم والفظائع بحق الأسرى والمعتقلين؛ إن كانوا مدنيين أو مجنديين، أمراء أو فقراء حيث في التاريخ القديم هناك ومنذ زمن ما يسمى بالرسالة المحمدية عشرات، بل مئات الأمثلة على هكذا جرائم.
وذلك بدءً من حادثة "أم قرفة الفزارية" والتي تم ربطها إلى بعيرين وشقت شقاً مروراً بقتل كل من "عبدالرحمن بن ملجم"، بأن قطع أطرافه ولسانه وقلع عينيه وكذلك قتل الشاعر "بشار بن برد" الذي هجا "المهدي" فأمر الأخير بضربه بالسوط إلا أن مات، وصولاً لمجازر العباسيين بحق الأمويين حيث كان أول فرمان للدولة العباسية؛ قتل كل الأمراء المتبقين من الدولة الأموية وفعلاً جمع كل هؤلاء في وليمة ثم أمر العباس رجاله بأن يقتل الجميع بالعصي وقضبان الحديد، بل حتى أخرج من كان منهم بالمقابر وبأمر بحرق عظامهم.. وأيضاً لو عدنا للتاريخ الحديث لوجدنا عشرات الشخصيات الثقافية والسياسية تم قتلها وسحلها في الشوارع مثل الرئيس العراقي الأسبق "عبدالكريم قاسم" الذي سحل في شوارع بغداد.
وهكذا فإن ثقافة القتل والنحر والغزوات والسبي _وللأسف_ هي جزء من ثقافتهم البدوية الرعوية وما زالوا يحملونها عبر الأجيال كجزء من موروث ثقافي مجتمعي وبالتالي فإننا لم نستغرب عندما رأينا تلك المشاهد رغم فظاعتها؛ كونها وكما أشرنا جزء من شخصيتهم التاريخية، مما يستدعي من قوى المجتمع _"المدنية والديمقراطية"_ التحرك داخل هذه البيئات الاجتماعية والتأسيس لثقافة وطنية ديمقراطية تقبل بالآخر المختلف وترفع هذه البيئات الاجتماعية من حالة البداوة والهمجية المتوحشة لتدخل مرحلة المدينة والمدنية وإن هذا سيشكل عبئاً إضافياً على سوريا القادمة للخروج من مجموع أزماتها ومشكلاتها السياسية والثقافية، ناهيكم عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التنموية.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟