أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - حول مشاريع انقاذ غزة














المزيد.....


حول مشاريع انقاذ غزة


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 5799 - 2018 / 2 / 26 - 14:37
المحور: القضية الفلسطينية
    



تردد في اوساط سياسية ومجتمعية واعلامية مؤخراً في غزة مقترحات وآراء تدعو إلى تشكيل مجلس لإدارة شؤون المواطنين بالقطاع ذو طبيعة انسانية خدماتية اغاثية وتنموية ، وذلك بسبب تدهور الاوضاع المعيشية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة خاصة بين صفوف الخريجين وكذلك بسبب استمرار حالة الحصار وبطئ عمليتي الاعمار والمصالحة .
ومع احترامنا وتقديرات للشخصيات التي تقف وراء هذه المقترحات وهي بلا شك نابعة من دوافع وطنية وغيورة وحريصة على مصلحة المواطنين من ابناء القطاع الذين ما زالوا يعيشوا في ظروف مأساوية وغير انسانية ، إلا أن البعد الانساني يجب ان لا يتقدم بأي حال من الاحوال عن البعد الوطني العام ، فقطاع غزة هو جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بما في ذلك القدس ، وبالتالي فإن البحث في خيارات غزة يجب ان يترابط مع الخيارات الوطنية العامة والشاملة وذلك على قاعدة رافضة للمخططات الاسرائيلية الرامية إلى تفتيت وتجزئة الاراضي الفلسطينية إلى بانتوستانات ومعازل بعيداً عن الترابط في اطار منظومة سياسية ومؤسساتية واحدة ، الأمر الذي يدفع كل جزء او معزل بالتفكير بخياراته الذاتية والفردية بعيداً عن وحدة الارض والوطن والهوية والمؤسسة التمثيلية الجامعة .
من حق ابناء قطاع غزة ان يفكروا بظروفهم الخاصة ولكن بما يتشابك ويترابط مع البعد الوطني الأشمل ، خاصة إذا ادركنا ان كل المحاولات منذ اللحظات الاولى من بدء الحصار أي قبل أكثر من 10 اعوام إلى الآن لم تساهم والحالة هذه باخراج القطاع من ازماته بل تعمقت هذه الازمات بفعل عدة عوامل ومؤثرات ابرزها الحصار والعدوان وكذلك الانقسام .
إن معرفة اسباب الازمة يقود بالضرورة إلى معالجتها حيث من الهام العمل على انهاء حالة الانقسام واستعادة وحدة المؤسسة الواحدة والنظام السياسي عل قاعدة تشاركية بعيداً عن الاقصاء والهيمنة والتفرد وبما يساهم بفاعلية في ترتيب البيت الداخلي والانطلاق للعمل باتجاه تعزيز برنامج الصمود والكفاح الشعبي والسياسي والقانوني والدبلوماسي في مواجهة الاحتلال ومن اجل نيل حقوقنا بالحرية والاستقلال .
فكرة انقاذ غزة وتشكيل ادارة لغزة ربما سيدفع اجزاء ومناطق بالضفة بالتفكير بذات الخيارات الأمر الذي سيساهم في تفتيت وحدة الارض والجغرافيا وتقويض مقومات الهوية المشتركة ، وتصبح والحالة هذه قريبة جداً من فكرة الامارات السبعة أو الادارات المحلية للسكان دون الارض بما يدفع لوضع الاولوية المعيشية والاقتصادية في المقدمة بدلاً من الهوية الوطنية بوصفنا نمر في مرحلة تحرر وطني .
هناك ظلم واجحاف كبير يقع على كاهل المواطنين بالقطاع ولكن المخرج يكمن في الوحدة وتصويب السياسات التنموية والمالية والاقتصادية ومقاومة الحصار الذي يشكل عقاباً جماعياً وتعزيز آليات الصمود .
وعليه فإن انقاذ قطاع غزة والقدس والتي تمر في مرحلة تطهير عرقي شرس تقوم به دولة الاحتلال بحق السكان عبر سحب الهويات وهدم المنازل ومصادرة الراضي بصورة تسابق الزمن وكذلك انقاذ مناطق الضفة الغربية من سياسة المعازل والاستيطان ، وانقاذ فلسطيني الشتات من خطر التوطين ، يكمن فقط في اعادة بناء م.ت.ف على قاعدة وحدوية وديمقراطية تشاركية وفق برنامج وطني تحرري وديمقراطي .
مدخل الانقاذ يكمن في البنى المؤسسية الجامعة وخاصة المنظمة بما اننا نمر في مرحلة تحرر وطني وبالتالي فالمطالبة باحيائها واعادة تفعيلها و دمقرطتها وتنشيط مؤسساتها الشعبية والنقابية والتمثيلية وليس من خلال الحلول الفردية لكل منطقة جغرافية بعيداً عن الاخرى لتبحث عن خياراتها الذاتية وتحسين مستوى معيشة ابنائها بعيداً عن الترابط في منظومة سياسية واقتصادية وتنموية موحدة .
خططت اسرائيل منذ زمن إلى تجزئة وتفتيت الأراضي المحتلة ، وذلك بهدف منع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وربما تحقيق كيان او كيانات معزولة عن بعضها البعض ممكن تسمية اكبرها وهو بهذه الحالة " قطاع غزة " دولة وهو ما يترابط مع مخططات الصفقة الكبرى الرامية إلى تصفية القضية واخراج ملفات القدس واللاجئين من المفاوضات واقامة كيانات فلسطينية تستند إلى المشاريع الاقتصادية وترمي إلى تحسين مستوى المعيشة ولكن في اطار التبعية الكاملة لدولة الاحتلال بما يقوض من طموحات شعبنا بالحرية والاستقلال .
الحلقة المركزية بالصراع تكمن في افشال الترتيبات الامريكية الاسرائيلية لتصفية القضية ولعل ابجديات ذلك تكمن في وحدة الارض والشعب والهوية والمؤسسة .
انتهى



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الفلسطيني بين الاقوال والافعال
- في ذكرى تأسيس حزب الشعب الفلسطيني المراجعة النقدية المطلوبة
- عن الفاعليات الاحتجاجية في غزة
- قراءة في تطورات الموقف الاوروبي بعد قرارات الرئيس ترامب
- المصالحة والتنمية المطلوبة
- في ماهية الحاضنة المجتمعية
- المصالحة والانتخابات
- المصالحة ومهمات المجتمع المدني
- في الذكرى العاشرة لوفاة د. حيدر عبد الشافي كم نحن بحاجة إلى ...
- في شروط نجاح المصالحة الوطنية
- دور المنظمات الأهلية في تعزيز مقومات الصمود الوطني
- المشروع الوطني الفلسطيني من منظور المجتمع المدني
- من اجل تجاوز المأزق الفلسطيني
- في مخاطر تأثيرات الاحتلال الدولية على الحالة الوطنية والتنمو ...
- خمسون عام على الاحتلال خمسون عام من الكفاح الوطني بالأراضي ا ...
- في المتطلبات الرسمية لاسناد اضراب الاسرى
- ثر الشيكات الراجعة على الحالة الاقتصادية في قطاع غزة
- الاسرى يصوبون البوصلة
- في الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس
- حملة المقاطعة BDS بين التحديات والفرص


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - حول مشاريع انقاذ غزة