علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 15:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعب ينتظر (اللّدغة) الرابعة ..!
استفادت شعوب العالم قاطبةّ من دلالة المثل العربي الشهير (لايلدغ المرء من جحر مرتين)، واعتمدته قاعدة قياس وتمييز بين الصالح والطالح في برامجها لاعادة بناء الانسان والاوطان، لتحقق النجاحات الباهرة في كل الميادين، فيما استخدمه العرب في سجالاتهم الخطابية العقيمة فقط، دون تفعيله في ميادين الحياة .
ان نتائج الانتخابات العراقية المتعاقبة خلال السنوات الماضية خير مثال على ذلك، فقد اعاد الناخبون لثلاث مرات نفس الوجوه والاحزاب والكتل التي ذاقوا منها المرارة والخراب، وفقدوا بسببها اعز الابناء في حروب طائفية عبثية، دمرت النفوس والنسيج الاجتماعي والوطني، وبددت الثروات وعرقلت اعادة البناء، وابعدت احلام العراقيين بالحياة اللائقة والآمنة اجيالاّ وأجيال .
لقد فشلت طواقم النواب في الدورات الثلاثة الماضية في تنفيذ واجباتها الدستورية تجاه ناخبيها وعموم الشعب، ودلالات هذا الفشل لاتعد ولاتحصى، ليس أقلها تعطيل اصدار مجموعة قوانين اساسية حددها الدستور، لازالت مركونة على رفوف البرلمان بالاتفاق بين الكتل، لانها لاتخدم مصالحها، بينما انجزت مبكراّ جميع القوانين والتعليمات الخاصة بالامتيازات غير المسبوقة عالمياً لنوابها .
بعد اسابيع يبدء (اللدّاغون) جولاتهم في المحافظات لتهيئة الناخبين نفسياً لقبول (اللّدغة) الرابعة، معتمدين على ادواتهم واساليبهم السابقة في شراء الذمم والارهاب الفكري، مع الترويج لبضاعة جديدة هذا العام، تتمثل بالشكوى من خطر (الالحاد) وخطورة فوز (العلمانيين)، وهو مؤشر واضح على قلق حيتان الفساد والطائفية من مؤشرات ملموسة على تغيّيرمزاج الناخب العراقي في الانتخابات القادمة .
لم نسمع اشارة او استخدام لهذا المثل العربي المهم في خطب عرابي الفساد والطائفية طوال السنوات الماضية، على الرغم من التطابق التام لدلالاته مع الواقع العراقي في الانتخابات تحديداً، لانهم يتخوفون من تاثيراته على الناخبين الذين ادمنوا (اللّدغ) كل أربعة أعوام ..! .
أن هذا المثل البليغ( لايلدغ المرء من جحر مرتين)، هو أحد أهم الشعارات الفعالة والمناسبة في الانتخابات العراقية القادمة، لانه يستفز ويعري قوى الارهاب والفساد والطائفية، ويدعم القوى الوطنية الساعية لانقاذ العراق من قبضتها الظلامية والدموية .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟