|
لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتشريعياً سوى المرأة ..؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 09:10
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
بعد نضال طويل مرير استطاعت المرأة أن تقتحم ميدان الرجال بعد أن رفعت عن كاهلها وصاية تاريخية ظالمة ولتتحرر من هيمنة العقلية الذكورية ، ولتثبت بجدارة انها إنسانة مثلها مثل الرجال ، وانها ليست ناقصة عقل ودين وليست عنصراً ضعيفاً ، وان كثيرات من النساء يفقن صنوهن من الذكور عقلاً وتفكيراً نيراً ( بعض النساء لهن عقل ألف رجل – على حد تعبير ابن حزم الأندلسي) وقد توغلن بجدارة في كافة المجالات الفكرية والجسدية وبرعن فيها ونلن الشهادات الجامعية العالية في الطب والهندسة والتعليم والثقافتين العلمية والأدبية والعلوم الأخرى ولمعن في ميدان السياسة ، مستشارة دولة عظمى –ميركل- ورئيسة الفلبين ووزيرة أقوى دولة في العالم –رايس- وهذا غيض من فيض وخاضت المهن الشاقة ، سائقة قطار وطائرة وربانة سفن وفي أصعب المهن وأدقها ، كما احتلت بجدارة في دعم الاقتصاد المنزلي مادياً بالإضافة إلى راعية في الأسرة من المقام الأول ، وبذلك أثبتت انها نصف المجتمع الفاعل عموماً ، وأن سياسة الدولة تؤثر بها اقتصادياً واجتماعياً ، ولما كانت البرلمانات هي ممثل أكيد لشرائح المجتمع والتي من مهامها الرئيسية صياغة القوانين المؤثرة في إصدار القرارات .. أي أن غالبية أصوات المجتمع هو من يشرّع لصالح المجتمع ككل ، وعليه ووفقاً لمباديء الديمقراطية ، فإن نصف المجتمع يكاد يكون مغيباً بالكامل في المجالس النيابية بسبب التخلف وسلطوية الذكورة ، كيف تكون المرأة نصف المجتمع ولا يمثلها في المجالس التشريعية سوى قلّة قليلة من النساء ، حيث أن الرجل هو الذي يستولي على مقاعد الأناث والعدالة تحتم طالما أن نصف المجتمع من النساء وبالمقابل فإن عدد أعضاء البرلمانيات يجب أن يكون بذات النسبة لتتمكن من أن ترفع صوتها وتدلي بآرائها بحرية وديمقراطية ، لأنها خير من يفهم ويفسر معاناة المرأة ومشاكلها ومحاولة إيجاد حلول عادلة لمشاكلها الاجتماعية ، وأن حق التمثيل المذكور مغيب عن المرأة حتى في البرلمانات الأوربية التي تدعي التقدم وتتغنى بالديمقراطية ، ونجد أن نسبة الرجال تفوق كثيراً النساء في مجالسها النيابية ومابالك في مجتمعاتنا التي لازالت تسير في خانة التخلف المريع وترجع كل يوم خطوات إلى الوراء بل تحاول العودة بمئات الأعوام إلى عصر الظلام والتسلط الفردي والعبودية وإلى سوق الرقيق والنخاسة وسوق الجواري عليه ولما تقدم وكما يقول المثل الشعبي ( الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء ) وأن خير من يمثل المرأة ومعاناتها وإبراز مشاكلها وإيجاد الحلول التشريعية العادلة التي تنصفها هي الأنثى وليس الرجل فإن زمن ( المرأة من البيت إلى القبر ) قد صار في ذمة التاريخ ، والعلم والثقافة هو زادها وسلاحها للتقدم والتحرر من الهيمنة الذكورية ، ومع ذلك وللأسف فإن نساءً تعلمن ونلن الشهادات العالية بقين خاضعات لعقلية الرجال المتحجرة السلفية وساهمت ثقافتهن الروحية في زيادة تخلف مجتمهعاتهن وخضوعهن لهيمنات خرافية ، وبالتالي فقدن حتى أصواتهن في البرلمانات وحتى أن من تصل منهن إلى تلك المجالس فإنها لسان ببغاوي لمنابر التخلف حتى أنهن لم يستطعن أن يعرضن على رجالهن مسألة تنظيم النسل الذي يعتبر أخطر المشاكل في عصرنا الحاضر وفي الدولة الحديثة وانه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ، فالطفل بحاجة إلى رعاية صحية واجتماعية وثقافية ولمال وفير ، ولما كان دخل الأسرة وبتكاتف وارد الزوجين في غالبية المجتمعات هو دون الوسط ، وبالكاد أن يؤمن الرعاية الجيدة لأكثر من طفل أوطفلين ، وان الاتكالية السلفية لاتقدم أكثر من الخبز وفي أكثر الدول الافريقية حتى ذلك الرغيف لايتوفر ، وان في زيادة أفراد الأسرة عبء مادي وتربوي وصحي وثقافي لاتستطيع أسرة كثيرة العدد توفيرها لأبنائها و في الحد الأدنى منها ، ولا تملك قدرة الاشراف على أبنائها مما يدفع أفرادها تحت ضغط الحاجة إلى الانحراف ، دخل متدنٍ منـزل صغير لايتسع لأفراد كثر ، الأم تعمل في البيت وخارجه والأب يجهد طوال يومه ليؤمن بالكاد القوت الضروري ، الشارع يجذب الصغار الذين يتثقفون بثقافة الشارع والتوجه إلى زوايا المنحرفين ..؟ فالأسرة الواعية المثقفة من المرأة والرجل ينظمان أسرتهما وفق الواقع العملي ولكل ماتقدم فإن مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في إصدار القوانين وإصدار القرارات مطلب أساسي في مجتمع حضاري معاصر ووجه تقدمي لعملية التمثيل البرلماني وبوجه ديمقراطي ولمستقبل مشرق
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التسونامي
-
الحضارة والديموقراطية
-
قيود الابداع والرمز ...؟
-
الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|