أسامة فاخوري
الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 15:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما يقوم به الشيوخ والكهنة هو التجارة بإسم الدين والضحك على الناس بالغيبيات الخرافية باستخدام أسلوب غريزة الخوف من المجهول كالموت وعذاب القبر لدى الناس. وهذه هي أسوأ أنواع التجارة في الكون، فمن يقوم بها يغطيها بإسم الدين وبإسم حكم الله عز وجل (ابن خلدون: الفتن التي تختفي وراء قناع الدين تجارة رائجة جدا في عصور التراجع الفكري للمجتمعات) وهذا كذب وتدليس وكلام عاري من الصحة تماما.
هذه التجارة الفاسدة في الأصل تجارة مدرة للمال للكهنوت والكهنة ولها تأثير كبير على وضع الأولويات المعيشية عند الناس فيتم استعباد عقولهم وترسيخ سياسة القطيع في ذهنهم وهذا ما يبحث عنه السلاطين والكهنة.
أصبحنا نرى الناس تحاول وبشتى الطرق إرضاء رجل الدين والشيخ والمرجع فصاعدا، فيتحول الدين من كونه رحمة للناس إلى معبود يحتاج للخدمة الأبدية من الإنسان سالبا منه حياته وعمره وصحته لتضيع سدى. وبما أن الشيوخ اليوم يتخذون أئمة الضلال (السلف) كمرجع معصوم، لذلك الشيوخ يريدون تخويفك وترهيبك في بعض الأمور بالقول أن هذا رأي الدين وإن خالفته فقد كفرت وأنت من أصحاب النار والغالبية تصدق هذا لكن من له عقل ووعي فإنه يعلم أن هذا ليس رأي الدين وإنما هذا اجتهاد لفقيه (بشر) ورأيه وليس رأي الدين، يستحيل أن تجد الفقهاء أجمعوا على شيء أو اتفقوا (اتفقوا في الأصول فقط) بل بالعكس تجد كل واحد منهم ذهب في طريق مختلف عن الآخرين حتى وجدنا أغلبهم صنع شرعا وفقها يخالف التنزيل الحكيم (تحليل زواج الأب بابنته من الزنا ضاربا بآية تحريم زواج الشخص من ابنته بعرض الحائط ... الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري 4/239+64) ويريد سدنة المعبد أن نتبعهم ونؤمن بما آمنوا به ولو كانوا مخطئين.
أسامة فاخوري
باحث إسلامي
#أسامة_فاخوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟