|
آلية اختيار المرشحين
هوشنك فرزنده هركي
الحوار المتمدن-العدد: 5796 - 2018 / 2 / 23 - 16:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر عملية انتقاء المرشحين من قبل الأحزاب السياسية للدخول الى معترك العملية الإنتخابية، من المسائل الشاقة والتي تحتاج الى دراسات متعددة من قبل الأحزاب من أجل إنجاح العملية الديمقراطية الهادفة الى تطوير مستقبل الحزب السياسي على الخارطة السياسية للبلد من جهة و تسيير امور الدولة بشكل نموذجي كهدف اساسي من جهة اخرى. عند التطرق الى هذا الموضوع نرى ان ما يحدث في السنوات العشر الاخيرة خاصة في العراق و أقليم كوردستان يختلف عما كان يحدث في السنوات السابقة. لقد كانت الأحزاب السياسية لها معايير تلجأ اليها من أجل اختيار المرشحين، وهذه المعايير هي: 1- الدرجة الحزبية: تدعم الأحزاب كوادرها المخلصين وتدفع بهم الى سباق الإنتخابات من أجل رفع روح التحدي لدى افرادها ممن كانوا يحملون الفكر الحزبي السياسي والايدلوجية الحزبية، وكذلك من أجل ارساء مبادئ هذا الحزب ونشرها بصورة نموذجية من خلال هذا المرشح والرهان على ما سوف يقدمه في المستقبل لدائرته الإنتخابية و ووطنه من عمل يرفع له افراد حزبه القبعة. 2- الكفاءة والخبرة: تعتبر الكفاءة والخبرة من الامور المهمة التي كانت الأحزاب تبحث عنها في كوادرها او غير كوادرها من أجل إدخالهم الى معترك الإنتخابات والمراهنة على خبراتهم من أجل رفع مستوى الحزب والدولة. 3- السمعة الحسنة: إن الأحزاب السياسية لها دور كبير في كل ما يدور في العراق السياسي الحالي، من فساد وخسائر في خزينة الدولة، وذلك بسبب عدم اختيار المرشحين حسني السمعة ممن يملكون النزاهة ووضع المصلحة العامة نصب اعينهم. 4- العمر: يعتبر المرشح الأقل عمرا" مع خبرة متوسطة افضل من المرشح الذي عبر عمره الستين سنة ومصاب بعدد من الأمراض المزمنة مع خبرة تملأ أوراق سيرته الذاتية. وذلك لأن المرشح الشاب يكون اكثر فعالية ونشاط في دوره الرقابي وكذلك في متابعة احوال الناس في مدينته اولا والمدن الاخرى. 5- أن يتم مناقشة ماهية برنامج المرشح السياسي وهل يوافق هذا البرنامج مع مبادئ وافكار الحزب الذي سيقوم بترشيحه، وهل سيقدم فوزه بمقعد نيابي الخير للشعب؟ هذه المعايير المذكوره اعلاه تعتبر هي المعايير المتداولة في الاحزاب السياسية في اغلب الدول المتقدمة، اما ما نراه يحصل هذه الايام من خلال اختيار الأحزاب لمرشحيهم، فإنه يدل على تخبط هذه المعايير وانتهائها بحد كبير. حيث اصبح هدف الحزب هو الحصول على اكبر عدد من الاصوات من خلال مرشحيهم سواء كان هذا المرشح مؤمن بمبادئ هذا الحزب او لا، وسواء كان له درجة حزبية عاليه ام لا. ودون ان ينظر الحزب في ان هذا المرشح سوف يقدم ما هو خير لمستقبل الحزب والدولة؟ هل لديه خبره سياسية ؟ تشريعية؟ قانونية؟ تركت الاحزاب كل هذه الاسئلة واتجهت نحو ترشيح الاشخاص الذين سوف يأتون بالأصوات بغض النظر عن كفائتهم وميولهم الحزبية وخبرتهم. فأختارت معايير أخرى جديدة تتمثل بما يأتي: المعيار العشائري: لكل قبيلة كبيرة مرشح، بغض النظر عن اخلاصه في عمله وسمعته وخبرته. فنرى ان كثير من الاحزاب تتجه الى شيوخ القبائل سواء العربية او الكوردية من أجل كسب أصوات أفراد قبيلة هذا المرشح والذين يكون اغلبهم عاطفيين الى حد كبير لرئيس القبيلة اكثر من نظرتهم لمصلحة البلد والحزب. وهنا يثار تساؤل، هل يستطيع هذا المرشح الذي من المؤكد انه سوف يفوز في الانتخابات من التجرد من الضغط القبلي وان يعمل لشعب بلده كافة دون تمييز؟ ام أنه سيظل حبيس هذه العشيرة؟ المعيار الديني: اتجهت بعض الأحزاب الى كسب ود بعض رجال الدين من أجل زجهم في نزال الإنتخابات وذلك من أجل كسب أصوات مؤيدي هذا الرجل الديني والذي بالطبع يكون له أثر كبير على الناخبين ذوي الامكانيات الثقافية والعلمية البسيطة، ونسبة هؤلاء الناخبين كبيرة في العراق بما يقارب من 35 – 45% من مجموع الناخبين و25 الى 30% من الناخبين في كوردستان. المعيار الأجتماعي: يتجه البعض من الأحزاب الى الإعلاميين و الفنانين و الرياضيين من أجل ضمهم الى قائمتهم الإنتخابية والهدف واحد كما سبق هو كسب اكبر عدد من الأصوات من خلال هؤلاء المشاهير. ولكن هنا يطرح السؤال ، هل عمل هؤلاء المرشحين والذين اغلبهم اصبحوا اعضاء للبرلمان سواء في بغداد او اربيل يرضي هذه الأحزاب التي اتت بهم؟ هل قدموا شيئا جيدا" لمدنهم وبلدهم؟ هل سيعرف الفنان مع احتراماتنا للجميع ان دور البرلمان هو تشريع القوانين و كذلك له دور رقابي على عمل الحكومة من خلال سؤال واستجواب الوزراء ورئيس مجلسهم؟ كم هو عدد مقترحات القوانين التي قدمها نوابنا الكورد في بغداد في الدورات السابقة ؟ للبرلماني حق السؤال والإستجواب، فكم من برلماني كوردي قدم استجواب لأعضاء مجلس الوزارة سواء في بغداد او اربيل؟ ونحن نعلم انه من الممكن طرح الثقة بالوزير او الحكومة من خلال هذه السلطة الممنوحة للنائب. ختاما، ندعو الأحزاب السياسية الى: 1- الدمج بين هذه المعايير فليس عيبا" اختيار ابن العشيرة ولكن العيب ان يكون غير كفوء وبدون خبرة. 2- التفكير بمستقبلها ومستقبل الوطن الذي تمارس فيه عملها، وعدم التوجه فقط الى كسب الأصوات والمقاعد دون التفكير بالشعب والخدمات التي تقدم له. فكل ما وصل اليه العراق و الأقليم من ظروف اقتصادية وامنية سيئة وفساد مستشري ما هو الا نتيجة عدم تطبيق المعايير السليمة لإختيار مرشحي المجالس النيابية و وضع الرجال غير المناسبين في المناصب المؤثرة على حياة الناس.
د. هوشنك فرزندة هركي جامعة نوروز / كوردستان العراق
#هوشنك_فرزنده_هركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|