أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - معتز حيسو - الأكراد بعد عفرين














المزيد.....


الأكراد بعد عفرين


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5795 - 2018 / 2 / 22 - 09:55
المحور: القضية الكردية
    



إنَّ جانباً من الإجحاف الذي تعرّض له السوريون، عرباً وأكراداً، يعود إلى أيام السلطنة العثمانية، وأيضاً إلى مقررات سايكس ــ بيكو التي فرضت تقسيمات جيو سياسية ما زلنا نعاني من تداعياتها حتى اللحظة. كذلك، فإن حلم الأكراد بتأسيس وطن قومي، استناداً إلى مخرجات معاهدة سيفر عام 1920، حطمته نتائج معاهدة لوزان 1923، فاستمر وجودهم موزعاً في غير دولة.

رغم ذلك، استمرت مراهنة الأحزاب الكردية، وتحديداً القومية منها، على دعم دول كبرى لتأسيس دولتهم الخاصة، وخاصة في لحظات مفصلية كالتي تمر بها مجتمعاتنا حالياً، ما يثير جملة من التساؤلات حول طبيعة دولتهم المتخيّلة وبنيتها، ومدى انسجامها مع الميل التطوري إلى نموذج الدولة الحديثة التي تجاوزت بأشكالها الراهنة ومستوى تطورها الأبعاد الإثنية والعرقية، وحول طبيعة علاقتها مع محيطها الجيو سياسي، علماً بأن ربط الأكراد مصيرهم السياسي بالأوضاع والتوازنات الدولية يحوّلهم إلى وقود لمشاريع دولية، ويعزز دورهم الوظيفي، ويسهم أيضاً في ارتفاع وتيرة اضطراب أوضاعهم وتردّيها، ويفاقم تصدّع علاقاتهم مع مكونات المجتمع المحلي.
في السياق نفسه، إن لفشل أنظمة الدول الوطنية الشمولية الكليانية، بنسختها العربية، في تحقيق الاستقرار الاجتماعي لمكونات المجتمع، وتزامنه حالياً مع صراعات تحمل أبعاداً إقليمية ودولية في غير دولة عربية وتحديداً سوريا، دوراً في تحريض الذاكرة الكردية، وارتماء أحزابها القومية في أحضان دول كبرى بغية إقامة دولتهم الخاصة.
استمرت مراهنة
الأحزاب الكردية على دعم دول كبرى لتأسيس دولتهم الخاصة

من جانب آخر، نشير إلى أن مفهوم الهوية بتجلياته المتعددة والمختلفة، يخضع على نحو ملحوظ لتأثيرات الميول العولمية المضطربة والمتباينة، علماً بأن الميل العولمي إلى تشكيل هوية تستغرق الهويات القومية والوطنية والإثنية يتعثر أمام تحولات العولمة النيو ليبرالية والاحتكارية المتناقضة مع المعايير الديمقراطية، لكنه يسهم في بلداننا خاصة في إعادة إنتاج تلك الهويات، وأيضاً البنى السلطوية من منظور يفاقم من التمحور حول الذات الإثنية الطائفية والمذهبية سياسياً. ويتزامن ذلك مع تجذّر ظاهرة صراع الثقافات، ما يؤسّس في اللحظة العربية الراهنة لخروجنا عن السياق العام لتطور الدولة بمعانيها ومدلولاتها وتجلياتها الحديثة.
إن ما تتعرض له مدينة عفرين من غزو تهدد أنقرة بتوسيعه إلى مناطق أخرى هدفه كما تدّعي حماية أمنها القومي من التمدد الكردي، ومنع القوات الكردية المدعومة أميركياً من الانتشار على الشريط الحدودي بينها وبين سوريا. ولذلك علاقة مباشرة بمخاوفها من قيام دولة كردية على حدودها. ورغم غياب المؤشرات الدولية والإقليمية الكافية على إقامة دولة كردية، فإن مصالح واشنطن في تثبيت وجودها العسكري في سوريا، إضافة إلى تقاطع مصالحها مع أكراد سوريا، يمكن أن تشكل مدخلاً إلى إقامة كيان كردي شرق الفرات. ومن المرجّح أن يسهم ذلك في تقويض علاقة واشنطن بغير دولة، وبشكل خاص تركيا وروسيا، ما يعني ارتفاع وتيرة الاضطرابات الإقليمية، وإعادة إنتاج تحالفات دولية وإقليمية جديدة تستند إلى معايير مختلفة.
تأسيساً على ما عرضناه، نشير إلى أن ضمان الأكراد حقوقهم السياسية والثقافية والمدنية يستوجب وضعها في سياق وطني ديموقراطي، ما يعني التنسيق مع القوى السياسية السورية ومكوّنات المجتمع السوري لتشكيل رؤية سياسية وطنية ديموقراطية تقود إلى تمكين دولة المواطنة، وتؤسّس لنموذج حكم برلماني لا مركزي يعزز تداول السلطة والتشاركية السياسية والفصل بين السلطات، ويحافظ على تماسك كيانية الدولة السورية والاستقرار والتماسك المجتمعي، أي تخطّي إشكالية تسييس التمثيل الأقلوي الإثني الطائفي والمذهبي في سياق بناء هوية سورية جامعة، وإلا فسنكون جميعاً أمام مخاطر كارثية لن تنحصر في موجات من التدخلات والاحتلالات الخارجية.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة الشمولية وإشكالية التماثل البنيوي؟!
- إلى «سوتشي» دُر؟!
- معتز حيسو - باحث وكاتب وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح مع ا ...
- على أنقاض «جنيف 8»: في إشكالية التمثيل السياسي السوري
- بخصوص أعداء دولة المواطنة؟.
- الهوية وعلاقتها بالاستعصاء الديموقراطي
- عن أوضاع النساء السوريات في ظل الحرب اكتب
- عن أوضاع النساء السوريات
- سوريا الآن: سباقات من نوع مختلف
- استعصاء المشروع الديمقراطي في سوريا
- في أوضاع الصحافة العربية الرائجة
- ماذا عن مركزية الدولة السورية
- متلازمة العمى العصبوي
- تآكل خيار علمانية الدولة السورية
- في لغة الحوار السائدة بين الرأسماليات
- عن التهالك «الداعشي»
- العولمة بكونها سبباً للنكوص إلى عصر القوميات؟
- هل تجاوزنا نحن السوريين عتبة الخوف؟!
- البلدان العربية وإشكالية المشروع التنموي
- محددات انتقاد الدولة الوطنية؟.


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - معتز حيسو - الأكراد بعد عفرين