بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5795 - 2018 / 2 / 22 - 03:37
المحور:
الادب والفن
استيقظت الوزيرة من نومها متثاقلة ، تطلعت إلى الساعة الجدارية ، المذهبة ، كانت
تشير تقريبـا إلى العاشرة والنصف صباحـا ، كانت مرهقة من حفلة ليلة رأس السنـة
الميلادية ، أيقظت كلبهـا الكـانيش الأسود ، النـاعس بجنبهـا على السريـر ، داعـبـتـه
وأمطرت فمه بالقبلات ، نزلت من السرير، مشت حافية ، فتحت نافذة الغرفة المطلة
على الجنة ، أجالت النظر في أرجاء الجنة ، تمطت ، شعر إبطيها ليس حليقا ، ربمـا
أيضـا شعر عـانتهـا ، اغتسلت وارتدت روبـا ورديـا ، وقـفـت أمـام المرآة ، مشطـت
شعرهـا القصيـر ، وضعت نظـارة شمسية على عينيهـا ، فتحت البـاب ونزلـت السلـم
الرخـامي إلى الجنة ، يتبعهـا كلبهـا ، جلست إلى المـائدة ، تحت نخلـة ، قرب المسبح
أحضرت الخـادمة السوداء فطور الصباح ، صحف الصباح ، وعلبة السجائر، شربت
نصف كـأس من عصير البرتقـال بدون سكـر ، وضعت ملعقتين صغيرتين من عسـل
النحـل في فنجـان قهوتهـا السوداء ، أخذت قطعـة خبز أبيض سـاخن ، دهنتـه بالجبنـة
البيضـاء ، الذائبـة ، قضمت قضمتين وأعـادت القطعـة إلى الصحـن الأبيض ، رشفت
رشفـة من قهوتهـا ، ثم أعـادت الفنجـان إلى مكـانـه ، أشعلـت سيجـارة ، أخذت نفسين
عميقين ، وضعـت السيجـارة في المرمدة ، تصفحت جريدة le matin ، ثم وضعتهـا
على المائدة ، رأت بستاني الجنة الأسود الأصم ، الأبكم ، المفتول العضلات ينزل إلى
المسبح ، لينظفـه من أوراق الشجـر ، نهضت ومشت حول المسبح ، يتبعها كلبهـا وهو
يبصبص ، خرج البستـاني من المسبح ، قضيبـه الطويـل يظهـر جليـا من خلف التـبـان
الأبيض ، اشتهتـه ، تقدمت نحوه ، جرته من يده اليمنى ، وصعدت به إلى غرفـة النوم
يتبعها كلبها الكانيش .
بويعلاوي عبد الرحمان ( بويا رحمان )
وجدا - المغرب
20 - 2 - 2018
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟