أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - عرب فرس ترك دين سياسة














المزيد.....

عرب فرس ترك دين سياسة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5794 - 2018 / 2 / 21 - 17:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك على الجانب الفارسي تناقض رموز: القومي في مجابهة الديني, فالحضارة الفارسية الضاربة في أعماق التاريخ فوجئت بعدو (قومي عربي بدوي) يتغلب عليها في غفلة من أغلب العوامل التي تفترض أن يكون لها تأثير في تحديد هوية الغالب, اما النصر الذي حققه (بدو القادسية) فلم يتحقق بالنتيجة بمعزل عن محاولة إستلاب الهوية الفارسية (القومية) المتحضرة.
إن ما حصل بعد ذلك, أن دينا كان قد إنتصر, لكن (قومية) بهوية حضارية عريقة قد إنكسرت, اي ان دينا هزم قومية. ويوم إنسحب (السيف) العربي تاركا في بلاد فارس (القرآن) فقد كانت هناك محاولة لترويض (=هداية) (أمة) مكسورة لصالح امة منصورة تحت رايات الدين الإسلامي, اي ان ما حصل في النهاية هو إنتصار دين على قومية لكن لصالح قومية اخرى هي (سياسيا) "صاحبة" هذا الدين.
في مساحة التكوين والتقويض القومي نمت العلاقة الفارسية العربية بشكل يتخذ على السطح نشر الدعوة السماوية لكنه يخفي تحتها مباشرة كل مقومات الصراع القومي بين أمة منصورة واخرى مقهورة, وفي المساحة الأخيرة طلب من الدين ان يروض الإنكسار القومي الفارسي ويهدئه لصالح الإنتصار القومي العربي.
وفي الحقيقة فإن النصر العسكري الذي تحقق في معركة القادسية لم يحسم الأمر نهائيا, فما أن إنتهى الصراع بالسيف حتى بدأ صراع الحضارات بين أمتين, واحدة تتكون وأخرى ترفض الزوال, ومع الأولى كان الجانب الحضاري مشبعا بقيم البداوة الصحرائية التي حاول الإسلام أن يلطف جانبا منها.
لكن هل كان بمقدور الدين الواحد أن يزيل حقيقة أن الأمة الفارسية تشعر إنها سياسيا قد تعرضت بالنتيجة إلى غزو من أقوام (بدوية متخلفة), وأن فارس التي كانت تتقاسم العالم مع الرومان قد اصبحت بكاملها تحت هيمنة الغزاة العرب !. وهل كان ممكنا للدين, مهما قيل عن عظمته الروحية أن يقنع الفارسي أن عليه ان يستسلم, تاريخا وحضارة وامة, لغزاة جاءوا من عمق الصحارى وهم مسلحين بكل فنون القتال والإستباحة. حتى كأني أسمع فارسيا يقول إذا كان الإسلام بالنسبة للعرب قد جَبَّ ما قبله, فلأنهم قبل الإسلام لم يكونوا يملكون ما يخسرون في مقابل تاريخ جديد صنعه لهم الإسلام, اما مع الفرس فإن عملية (الجَّب) هذه قد ألغت امة بتاريخ حضاري طويل وعريض, والنتيجة بحساب السياسة لا شك كانت أن الفرس خسروا كثيرا من عملية الجَّب الديني هذه وتحولوا, سياسيا, من اسياد إلى تابعين, في ساحة رتبها الدين بإتجاه, وسيدخل عليها المذهب لكي يعيد ترتيبها من جديد.
هنا يكمن جذر المشكلة الحقيقي. إيران التي اصبحت جزء من أمة إسلامية لم ترفع راية الإستسلام التاريخي للعرب بل كانت تبحث عن مخرج حقيقي يعيد لها تفوقها القومي فصارت تسعى لتحقيق أمرين اساسيين, أولها الحفاظ على الهوية القومية وثانيهما إعادة التفوق السيادي تحت راية الدين الجديد نفسه, وكان صفي الدين الأردبيلي ووريثه السياسي إسماعيل ذكيين بما فيه الكفاية لكي يدركا أن بإمكان إيران ان تجد نفسها من جديد, وحتى أن تعيد تفوقها السياسي والقومي من خلال الدين الإسلامي وليس بالخروج عليه, حتى كأنها تقول هذه بضاعتكم وقد ردت عليكم. وليس من حق احد, لا العثمانيين ولا العرب, أن يدعوا مشروعية سياسية قومية تحت غطاء الدين وبإسمه في وقت يسقطون فيه حق الفرس في ذلك, فالدين طالما كان غطاء للسياسة واساس لتأسيس الدول والإمبراطوريات فإن من حق هذه الدول أن تكيفه سياسيا بما يخدم مصالحها القومية. وقصة التشيع الصفوي واهدافه معروفة, فهنا الإسلام الفارسي مقابل الإسلام العثماني, وهنا كلاهما مقابل الإسلام العربي.
ودائما دائما علينا الوقوف أمام المشهد الذي ما زال يحرك التاريخ طالما دخل الإسلام السياسي ليضبط من جديد حركة التاريخ ويعيد مرة أخرى كتابة فصولها. الفرس من جانبهم إنكسروا قوميا بالإسلام لكنهم يعودون من جديد تحت راية المذهب. الإتراك يسعون من جانبهم لإعادة تنشيط تمثيلهم للسنة ولا مانع للطرفين من تقاسم النفوذ والثروات بشكل عادل, أما العرب الذين زحفوا على غيرهم بالإسلام فقد صار قدرهم أن يتوزعوا على غيرهم بالمذاهب, حتى كأن البادئ كان أظلم !.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*
- ثلاثة إسلامات ..
- في بيتنا فريال الكليدار
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟
- أخا وطن
- وضّاح اليمن
- أمريكا أولا أم إسرائيل
- تهويد القدس أمريكيا
- وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
- ربحوا الله وخسروا القدس
- محاربة الفساد في العراق أم محاربة داعش .. أيهما الأصعب
- عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس
- الحريري .. خرج ولم يعد
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - عرب فرس ترك دين سياسة