يتطور الوضع في الأزمة العراقية نحو الأسوأ بشكل ينذر بتهديد جدي ليس لأهلنا العراق فقط وإنما لشعوب مناطق تتعدى حتى منطقة الشرق الأوسط تحت حجج كثيرة، أهمها الادعاء الأمريكي الدفاع عن حقوق الانسان العراقي بتخليصه من حكم صدام حسين0علما أن الحشد العسكري الأمريكي يتنامى ويتسارع طردا مع كل الاحتجاجات وجهود السلام التي تظهرها رموز الدين الإسلامي ممثلة بالمؤتمر الإسلامي والدين المسيحي ممثلة بالبابا والعديد من حكومات دول العالم وشعوبها التي خرجت في تظاهرات حاشدة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ زمن بعيد وخاصة في الدول التي تؤيد حكوماتها الولايات المتحدة الأمريكية في هذا العدوان ، بريطانيا ، إيطاليا وإسبانيا0
إن الشعب العراقي يعاني من حرب أمريكا على العراق عام 1991 وما تلاها من حصار يستمر حتى الآن، وهذه المعاناة معروفة للجميع من تجويع ونقص في المؤن والأدوية وأخيرا الآثار التي تركتها الأسلحة الأمريكية من يورانيوم منضب وغيره من الأسلحة السامة الخطرة والمحرمة دوليا ، وتستمر معاناة هذا الشعب منذرة بأمور أسوأ يجلبها معه إجراء الحكومة الأمريكية إسقاط النظام العراقي بالقوة 0 ولا يخفى على أحد بأن من عانى من الحصار الأمريكي من عام 1991 لم يكن النظام العراقي وإنما كان الانسان العراقي الذي سحقه الحصار اقتصاديا،اجتماعيا ،وحتى سياسيا0
إننا في جمعية حقوق الانسان في سورية نؤكد بأن الشر الأصغر لا يدفع بالشر الأكبر وبأن مصالح دولة لا يمكن أن تؤمن على حساب آلام وحياة شعوب أخرى وبأن النزاعات الإقليمية والمشاكل الدولية يجب أن تحل على أساس الشرعة الدولية ومبادئ التعامل الأخلاقي بين الدول وليس على أساس أحادية القطب وهيمنة القوة على العالم0
يتعامل العالم عامة وأمريكا بشكل خاص مع أزمة شبيهة بالأزمة العراقية من حيث اقتناء أسلحة الدمار الشامل والنظام الاستبدادي بشكل مختلف تماما عما يتم التعامل فيه مع الأزمة العراقية،إذ تسود الحكمة والمبادرات السلمية في حل أزمة كوريا الشمالية وهو الأمر الصحيح والذي نطالب أن يسود في حل الأزمة العراقية0
إننا مع كل ذوي الإرادة الطيبة في العالم نطالب بإعطاء الأمم المتحدة والمبادرات الدولية السلمية المجال لحل الأزمة العراقية بما يسمح بالمحافظة على حقوق الشعب العراقي وشعوب المنطقة الأخرى0