|
الأممية الرابعة والنضال لأجل تحرر النساء
الأممية الرابعة
الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:24
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
فصل من - الثورة الاشتراكية ونضال تحرر النساء - وهو نص برنامجي صادق عليه المؤتمر العالمي الحادي عشر للأممية الرابعة - 1979 .ويضم الفصل ثلاثة أجزاء هي : 1- توجهنا: 2-مطالبنا: 3- مناهج نضالنا
========= 1- توجهنا: **** 1/ تحيي الأممية الرابعة وتدعم صعود موجة جديدة من نضالات النساء لأجل إنهاء اضطهادهن الذي دام قرونا. أننا بنضالنا في الصف الأول نثبت قدرة الحزب العالمي للثورة الإشتراكية على تقديم قيادة تستطيع خوض نضال تحرر النساء حتى النهاية. وهدفنا هو كسب ثقة قيادة جماهير النساء بالبرهنة على أن برنامجنا وتوجهاتنا المرتكزة على النضال الطبقي ستؤدي إلى إلغاء اضطهاد النساء بنهج طريق الثورة البروليتاريا الظافرة وإعادة البناء الإشتراكي للمجتمع.
2/ يندرج توجه الأممية الرابعة هذا في إطار التقليد العريق للماركسية الثورية. وهو يستند على الإعتبارات التالية:
أ- ظهر اضطهاد النساء في مرحلة الإنتقال من المجتمع اللا طبقي إلى المجتمع الطبقي. وهو لازم للحفاظ على المجتمع الطبقي بوجه عام وعلى الرأسمالية بوجه خاص. لذا يمثل نضال جماهير النساء ضد اضطهادهن إحدى أوجه النضال ضد السيطرة الطبقية الرأسمالية.
ب- تشكل النساء في نفس الوقت مكونا هاما للطبقة العاملة وحليفا كامنا قويا للطبقة العاملة في النضال لإطاحة الرأسمالية. ولا يمكن أن ترسي النساء الشروط المسبقة لتحررهن دون الثورة الإشتراكية. ويتعذر على الطبقة العاملة أن تنجز مهامها التاريخية دون تعبئة جماهير النساء في النضال لأجل تحررهن الخاص.
إن تدمير الدولة البورجوازية، و إجتثات الملكية الرأسمالية، وتحويل القواعد والأسبقيات الإقتصادية للمجتمع، وتوطيد سلطة دولة جديدة مرتكزة على التنظيم الذاتي للطبقة العاملة وحلفائها، والنضال الدائم لإلغاء كل أشكال الإضطهاد في العلاقات الإجتماعية الموروثة عن المجتمع الطبقي، كل هذا لا يمكن تحقيقه، في آخر المطاف، دون مشاركة وقيادة واعيتين من قبل حركة مستقلة لتحرر النساء.
لذا فإن دعمنا لبناء حركة مستقلة لتحرر النساء جزء لا ينتقص من استراتيجية الحزب العمالي الثوري. وهو نابع مباشرة من طابع إضطهاد النساء نفسه، ومن التقسيمات الإجتماعية التي خلقتها الرأسمالية نفسها وطريقة استعمالها لبت الشقاق في الطبقة العاملة وحلفائها وإضعافهما في النضال لأجل إلغاء المجتمع الطبقي.
ج. كل النساء مضطهدات بصفتهن نساء. ولا محالة تتسم النضالات حول أوجه خاصة لإضطهاد النساء بمشاركة نساء مختلف الطبقات والفئات الإجتماعية. وحتى بعض النساء البورجوازيات، بتمردهن ضد إضطهادهن بما هن نساء، قد يقطعن مع طبقتهن ويتم كسبهن لمعسكر الحركة العمالية الثورية الذي يجسد طريق تحررهن.
وكما أكد لينين في نقاشاته مع كلارا زيتكيين، يتيح النضال حول أوجه اضطهاد النساء إمكان إصابة صلب العدو الطبقي و"إثارة وتأجيج الإستياء والمخاوف والتناقضات والصراعات داخل البورجوازية وأصدقائها الإصلاحيين... وكل إضعاف للعدو هو تعزيز لمعسكرنا." وثمة عنصر أكثر أهمية من وجهة نظر الحزب الماركسي الثوري: فكثيرا ما قد يمثل التمرد ضد اضطهادهن بما هن نساء نقطة إنطلاق تجذر فئات هامة من نساء البورجوازية الصغيرة التي يجب على الطبقة العاملة أن تظفر بدعمها.
د. كل النساء مضطهدات لكن تتباين آثار هذا الإضطهاد عند النساء حسب طبقتهن. فاللائي يتعرضن لأكبر استغلال إقتصادي هن على العموم من يعانين أيضا بشدة من اضطهادهن بما هن نساء. هكذا تمهد حركة تحرر النساء الطريق لتعبئة العديد من النساء ضمن الأكثر عرضة للإضطهاد و الإستغلال والتي قد لا نصل إليها بنفس السرعة عبر نضالات الطبقة العاملة.
هـ. إن كانت كل النساء عرضة للإضطهاد بصفتهن نساء، فإن حركة تحرر النساء الجماهيرية التي نصبو إلى بنائها يجب أن تكون بروليتارية أساسا في تركيبها وفي توجهها وفي قيادتها. فوحدها حركة من هذا القبيل منغرسة في فئات نساء الطبقة العاملة الأكثر عرضة للإستغلال، ستكون قادرة على خوض المعركة لأجل تحرر النساء حتى النهاية ودون شبهات، بالتحالف مع القوى الإجتماعية التي توازي مصالحها الطبقية مصالح النساء أو تلتقي معها. ووحدها حركة من هذا القبيل ستستطيع القيام بدور تقدمي في شروط تفاقم الصراع الطبقي.
و. ضمن هذا المنظور بعيد المدى، تكتسي نضالات النساء في النقابات وفي العمل أهمية خاصة لأنها تعبر عن العلاقات الحيوية بين حركة النساء والحركة العمالية وتفاعلهما. وينعكس هذا في التجذر المتنامي لنساء الطبقة العاملة حاليا، وفي إدراك قوى حركة تحرر النساء المتزايد لضرورة توجهها نحو نضالات العاملات، وفي عزم بعض قطاعات البيروقراطية النقابية في بلدان عديدة على الشروع في اتخاذ مبادرات تخص مطالب النساء. تشير كل هذه العناصر إلى طابع حركة تحرر النساء وتركيبها المستقبليين وكذا الطبيعة الطبقية للقوى التي ستقودها.
ز. نضالات النساء ضد اضطهادهن بما هن جنس وثيقة الإرتباط بنضالات العمال بصفتهم طبقة، لكن دون أن تكون تابعة لها كليا ودون أن تتماهى معها. لا يمكن أن تظفر النساء بتحررهن إلا بالتحالف مع القوة المنظمة للطبقة العاملة. لكن هذه الضرورة التاريخية لا تعني بتاتا أن على النساء الإنتظار لخوض نضالاتهن، كيفما كانت، حتى تستبدل البيروقراطية العمالية القائمة بقيادة ثورية تعيد رفع لواء تحرر النساء. كما لا يتحتم على النساء انتظار أن تخلق الثورة الإشتراكية القواعد المادية اللازمة لإنهاء إضطهادهن. على العكس ليس للنساء المناضلات لأجل تحررهن أن ينتظرن من أحد أن يدلهن على الطريق. عليهن أن يكن في طليعة شن النضالات والدفع بها. وهكذا سيضطلعن بدور قيادي داخل مجموع الحركة العمالية وسيساهمن في خلق طراز القيادة ذي التوجه النضالي الطبقي اللازم للتقدم على كل الجبهات.
ح. يمثل التمييز على أساس الجنس إحدى أقوى الأسلحة المستعملة من طرف الطبقة المسيطرة لتقسيم الحركة العمالية وإضعافها. لكنه لا يكتفي بالتقسيم ومعارضة الرجال بالنساء بل ينغرس في طابع المجتمع الطبقي نفسه وفي الكيفيات العديدة التي تلقن بها الأيديولوجية البورجوازية لكل فرد منذ ولادته. يواجه أرباب العمل كل قطاع من الطبقة العاملة بالقطاعات الأخرى. ويشجعون فكرة أن مساواة النساء لا يمكن أن تكون إلا على حساب الرجال، بانتزاع مناصب الشغل منهم وبخفض أجورهم وحرمانهم من الرفاه المنزلي. كما تلعب البيروقراطية الإصلاحية للحركة العمالية هي أيضا على هذه التقسيمات لتحافظ على تحكمها. إنه كابح يثقل كاهل النساء والرجال على حد سواء متجاوزا الإنقسام على أساس الجنس. إن تربية جماهير العمال، رجالا ونساء، عبر الدعاوة والتحريض والعمل حول حاجات النساء تمثل قسما أساسيا من النضال لتخليص الطبقة العاملة من سيطرة الأيديولوجية البورجوازية الرجعية. إنها عنصر لا غنى عنه لتسييس الحركة العمالية وتربيتها أساس الجنس. إن تربية جماهير العمال، رجالا ونساء، عبر الدعاوة والتحريض والعمل حول حاجات النساء تمثل قسما أساسيا من النضال لتخليص الطبقة العاملة من سيطرة الأيديولوجية البورجوازية الرجعية. إنها عنصر لا غنى لتسييس الحركة العمالية وتربيتها الثورية
ط. لن تبلغ الطبقة العاملة كامل قوتها و قدرتها ووحدتها إلا إذا شرعت الحركة العمالية في تجاوز انقساماتها الداخلية. ولا يمكن تحقيق هذه النتيجة إلا بوصول العمال إلى إدراك أن المزايا المادية النسبية لوجود بعضهم في قمة سلم الأجور ليست ناتجة عن كون آخرين عرضة لأشكال التمييز ومضطهدين على نحو خاص. بل على العكس أرباب العمل هم المستفيدون من هذه الترتيبات وهذه الإنقسامات. إن المصالح الطبقية لكافة العمال هي نفسها التي تعبر عنها مطالب وحاجات أكثر فئات الطبقة عرضة للإضطهاد و للاستغلال: النساء والقوميات المضطهدة والعمال المهاجرين والشباب وغير المنظمين والعاطلين. وتحوز حركة النساء دورا بالغ الأهمية لتربية الطبقة العاملة و إفهامها هذه الحقيقة.
ي. يندرج النضال لاقتياد الحركة العمالية إلى تبني مطالب النساء في إطار النضال لجذب الطبقة العاملة إلى التفكير من زاوية نظر طبقية والنضال سياسيا. إنه محور مركزي في معركة تحويل النقابات إلى أدوات نضال ثوري تخدم مصالح الطبقة العاملة برمتها. إننا بمحاربة جهود أرباب العمل الرامية إلى الحفاظ على التقسيم داخل الطبقة العاملة، نبذل قصارانا لكسب قاعدة النقابات. لاسيما العمال الشباب الأكثر كفاحية. وبقدر إستطاعتنا الإنتصار في هذه المعركة، بقدر ما سنرى البيروقراطية تنقسم. وشيئا فشيئا ينزاح الذين يرفضون الدفاع عن مصالح الغالبية الأشد عرضة للإضطهاد وللإستغلال.
لا ينفصل نضال الحزب الثوري للظفر بالهيمنة داخل الطبقة العاملة عن النضال لإقناع الطبقة العاملة ومنظماتها بالإعتراف بنضالات النساء ودعمها بما هي جزء من نضالاتها الخاصة.
ك. ليس النضال ضد إضطهاد النساء مسألة ثانوية أو هامشية. إنها مشكل حيوي للحركة العمالية لاسيما في مرحلة احتداد التقاطب الطبقي.
بفعل ما تولده مكانة المرأة في المجتمع الطبقي من كثرة القلق والمخاوف العميقة جدا، ونظرا إلى أن الإيديولوجيا المرسخة لدونية النساء تحافظ على سطوة قوية لاسيما خارج الطبقة العاملة، تظل النساء هدفا مفضلا لكل المنظمات الدينية والرجعية والفاشية. وسواء تعلق الأمر بالديموقراطيين المسيحيين أو الكتيبة la Phalange أو أعداء حق الإجهاض، تتوخى الرجعية بالخصوص دعم النساء زاعمة التوجه إلى حاجتهن الخاصة ومستفيدة من تبعيتهن الإقتصادية في ظل الرأسمالية وواعدة بتخليص النساء مما يتحملن من عبء أشد وقعا في كل مراحل الأزمة الإجتماعية.
منذ شعار الحركة النازية "kinder-kirche-kuche" (الأطفال والكنيسة والمطبخ) حتى تعبئة النساء البورجوازيات من قبل الديموقراطيين المسيحيين في الشيلي خلال مظاهرات الطنجرات casseroles الفارغة في 1971، أتبث التاريخ مرارا عديدة أن الخرافة الرجعية حول الأمومة والعائلة هي إحدى أقوى أسلحة البورجوازية لخدمة الرجعية.
مرة أخرى أتبث الشيلي، على نحو مأساوي، أنه إذا فشلت الحركة العمالية في تقديم برنامج وتوجه ثوريين مستجيبان لحاجات جماهير النساء والدفاع عنها، فإن عددا من نساء البورجوازية الصغيرة أو حتى الطبقة العاملة سيتجند في معسكر الرجعية أو يجري تحييده بما هو سند محتمل للبروليتاريا.
تتضاءل حظوظ انتصار الرجعية بفعل التغيرات الموضوعية في دور النساء الاقتصادي و الإجتماعي و التجذر الجديد للنساء مع ما يستتبع من تبدل العقليات والمواقف. ويمثل هذا مصدرا جديدا للتفاؤل الثوري لدى الطبقة العاملة. كما أن الطابع الجماهيري لبروز الوعي النسائي في إسبانيا، والذي يمثل إحدى أهم مكونات صعود النضال الطبقي بعد وفات فرانكو، يدل على السرعة المحتملة لتفكك السطوة الأيديولوجية للكنيسة والدولة في حقبة اختمار ثوري، وهذا حتى في قطاعات السكان التي كانت مرتعا لها.
ل. بإمكان الثورة البروليتارية أن تنشئ القواعد المادية لتشريك العمل المنزلي وتضع قواعد المساواة الإقتصادية و الإجتماعية الشاملة للنساء، لكن إعادة البناء الإشتراكي للمجتمع هذه، التي سترسي كل العلاقات الإنسانية على أسس جديدة، لن تتم فورا وآليا.
سيتواصل النضال خلال مرحلة الإنتقال نحو الإشتراكية لأجل اقتلاع كل أشكال الإضطهاد الموروثة عن المجتمع الطبقي. فالتقسيم الإجتماعي للعمل على أساس الجنس، مثلا، يجب إلغاؤه في كل دوائر النشاط إنطلاقا من الحياة اليومية إلى المنشئات. وسيجب اتخاذ قرارات متعلقة بتوزيع الموارد غير الكافية. وسيجب وضع خطة إقتصادية تراعي حاجات النساء الإجتماعية وتساهم في تشريك متسارع للمهام المنزلية. سيكون الحفاظ على تنظيم النساء المستقل شرطا مسبقا للوصول ديموقراطيا إلى قرارات إقتصادية و إجتماعية صائبة. هكذا ستقوم الحركة المستقلة للنساء، حتى بعد الثورة بدور لا غنى عنه بصفتها ضامنة لقدرة الطبقة العاملة برمتها، رجالا ونساء، على إنجاح التحويل الإجتماعي.
إن لإستراتيجية نضالنا ضد اضطهاد النساء، المرتكزة على النضال الطبقي، ولإجابتنا على سؤال تعبئة الطبقة العاملة والنساء جنبا إلى جنب، ثلاثة أوجه: مطالبنا السياسية وأساليب نضالنا واستقلالنا الطبقي. =========== 2- مطالبنا: **** من خلال مجموع مطالبنا المتعلقة بكل المسائل، بدءا بحرية التنظيم السياسي حتى البطالة والتضخم، مرورا بالإجهاض والتكلف بالأطفال والرقابة العمالية وتسليح البروليتاريا، نسعى إلى ربط الحاجات و النضالات والمستوى الحالي لوعي جماهير العمال مع ذروة الثورة الإشتراكية. ونقدم مطالب مستجيبة للإضطهاد الخاص بالنساء بصفتها جزءا من هذا البرنامج الإنتقالي.
يتوجه برنامجنا شطر المسائل التي قد تدفع النساء للنضال لأجل كسر نير اضطهادهن ورفض امتيازات البورجوازية. ويراعى كل مظاهر اضطهاد النساء: القانوني و الإقتصادي و الإجتماعي والجنسي ويقدم إجابات حول كل هذه المشاكل.
تتوجه هذه المطالب إلى المسؤولين عن الظروف الإقتصادية و الإجتماعية التي ينغرس فيها اضطهاد النساء: البورجوازية وحكومتها ووكلائها. ونرسم لحركة تحرر النساء أهدافا واضحة. ونقدم مطالبنا و دعاوتنا على نحو يبين كيف أن مجتمعا غير مبني على الملكية الخاصة و الإستغلال والإضطهاد سيغير جذريا حياة النساء في كل المجالات.
يحتوي مجموع المهام والشعارات هذا على مطالب آنية وديموقراطية وانتقالية. بعضها يمكن انتزاعه من البورجوازية خلال النضال الذي سيفضي إلى الثورة الإشتراكية. وتمثل هكذا انتصارات مصدر استحياء وثقة متنامية واستقلال. وستكون مطالب أخرى محققة جزئيا. وستواجه المطالب الأساسية مقاومة حتى النهاية من طرف الماسكين بالملكية والثروة، ولن تتم تلبيتها سوى بالظفر بالسلطة والبناء الإشتراكي للمجتمع.
ستصل جماهير النساء إلى إدراك الروابط بين الإضطهاد والسيطرة الطبقية التي تعانين منها من خلال النضال لأجل هذه المطالب، سواء التي تقدم حلولا للإضطهاد الخاص بالنساء أو التي تستجيب لحاجات القوميات المضطهدة والطبقة العاملة برمتها
تتمحور مطالبنا الموجهة لإلغاء الإضطهاد الخاص بالنساء حول النقاط التالية:
1. مساواة كاملة، قانونية وسياسية واجتماعية لصالح النساء
لا تمييز على أساس الجنس. وحق كل النساء في الإقتراع و الانخراط في نشاط عمومي، وتكوين منظمات سياسية أو الانضمام إليها، والحياة والسفر حيث يحلو لهن، والقيام بكل نشاط من اختيارهن. وإلغاء كل القوانين والأنظمة التي تؤدي إلى أشكال تمييز إزاء النساء. وتمديد كل الحقوق الديموقراطية التي انتزعها الرجال لتشمل النساء.
2. حق تحكم النساء في أجسادهن
للمرأة وحدها دون غيرها حق اختيار تفادي أو وقف حملها. ويستتبع هذا رفض خطط التحكم في السكان التي هي أدوات للعنصرية أو للمسبقات الطبقية الرامية إلى إلقاء مسؤولية شرور المجتمع الطبقي على جماهير العمال والفلاحين.
أ. إلغاء كل التقليصات الحكومية في مجال الإجهاض ومنع الحمل، بما فيه للقاصرين والعاملات المهاجرات وكل المحرومات من الحقوق المدنية.
ب. حرية الإجهاض ومجانيته: لا تعقيم إجباري، ولا أي تدخل حكومي في حق إختيار النساء سواء في الإنجاب أو توقيته. حق المرأة في كل وسيلة إجهاض أو منع حمل يقع عليها اختيارها.
ج. مجانية منع الحمل وأوسع إعلام. مراكز لمنع الحمل والتربية الجنسية تمولها الدولة في المدارس والأحياء والمستشفيات والمنشآت.
د. الأسبقية في البحث الطبي لتطوير موانع الحمل للرجال وللنساء، فعالة ودون أخطار. وإلغاء كل تجريب طبي وصيدلي على نساء دون موافقتهن ودون إعلامهن الكامل. وتأميم صناعة الأدوية.
3. إلغاء القوانين العائلية البورجوازية والإقطاعية، المنافقة والمهينة
أ. فصل الكنيسة عن الدولة.
ب. إلغاء كل الزيجات الإجبارية وبيع وشراء النساء. وإلغاء كل القوانين ضد الخيانة الزوجية. إلغاء القوانين المانحة للرجال "حقوقا زوجية" على النساء. إلغاء كل القوانين البائدة أو الدينية التي تنص على معاقبة النساء أو ممارسة العنف ضدهن أو حتى قتلهن بما هن زوجات وأخوات وبنات متهمات بجرائم مزعومة ضد "شرف الذكور".
ج. إلغاء كل القوانين التي تمنع زواج رجال ونساء من أعراق أو ديانات أو قوميات مختلفة.
د. الزواج بالموافقة الحرة وبالتسجيل المدني.
هـ. الحق الأوتوماتيكي في الطلاق بطلب من أحد الزوجين. إعانة من الدولة وتكوين مهني للنساء المطلقات وبدون موارد.
و. إلغاء مفهوم "اللاشرعية". وإلغاء كل تمييز إزاء الأمهات العازبات وأبنائهن. وإلغاء النظام الشبيه بالسجون في المراكز المخصصة للأمهات العازبات وللنساء اللواتي لا ملجأ لهن.
ز. التحمل المادي للأطفال وتربيتهم يجب أن يؤول إلى المجتمع بدل الوالدين. إلغاء كل القوانين التي تمنح الوالدين حقوقا ورقابة كاملة على الأبناء. إصدار قوانين ضد إساءة معاملة الأبناء وتطبيقها بصرامة.
ح. إلغاء كل القوانين التي تعاقب البغايا، وإلغاء كل القوانين التي تعزز التمييز رجال-نساء في مجال الجنس وإلغاء كل القوانين التي تعاقب الشباب بسبب أنشطة جنسية.
ط.إلغاء كل أشكال جدع النساء عبر ممارسات التعقيم والختان (استئصال البظر).
ي. إلغاء كل القوانين ضد المثليين جنسيا، وإلغاء كل تمييز ضد المثليين جنسيا في مجال التشغيل والسكن وحضانة الأطفال، وإلغاء كل تصوير ساخر (كاريكاتور) للمثليين جنسيا في الكتب ووسائل الإعلام وعرض العلاقات المثلية الجنسية على أنها انحراف مضاد للطبيعة.
ك. أشكال العنف ضد النساء –المكرسة غالبا بقوانين العائلة الرجعية- هي واقع يومي تعيشه كل النساء بشكل أو بآخر. إن لم يبلغ أقصى أشكاله، الإغتصاب أو الضرب، فثمة دوما تهديد بالاعتداء الجنسي الضمني من خلال الترويج الواسع جدا لأدب الخلاعة و الملاحظات والحركات المخلة بالحياء التي تتعرض لها النساء دوما في الشارع وفي العمل.
نطالب بإلغاء القوانين المستندة على افتراض أن النساء ضحايا الإغتصاب هن مذنبات. ونطالب بفتح مراكز مستقلة عن البوليس والعدالة لإيواء وإرشاد ومساعدة النساء ضحايا الضرب و الإغتصاب وباقي النساء ضحايا العنف الجنسي، وتحسين النقل العمومي وإنارة الشوارع، وغيرها من الخدمات الإجتماعية من أجل أمان أفضل للنساء اللواتي يخرجن لوحدهن.
أشكال العنف ضد النساء هي نتاج مسموم لظروف المجتمع الطبقي العامة الإقتصادية و الإجتماعية. وهي تتكاثر حتما في فترات الأزمة الإجتماعية. لكننا نحاول أن نلقن الرجال والنساء أنه لا يمكن اقتلاع العنف الجنسي دون تغيير الأسس التي يستند عليها تدهور مكانة النساء الإقتصادية و الإجتماعية والجنسية. ونندد باستعمال القوانين ضد الإغتصاب على نحو عنصري ومعادي للعمال يضرب رجال القوميات المضطهدة. ونستبعد المطالب التي ترفعها بعض النسوانيات الرامية إلى إنزال عقوبات قاسية بالمحكوم عليهم بفعل الإغتصاب أو تعزيز الجهاز القمعي للدولة، التي تشتهر شرطتها بكونها أشد عنفا ضد النساء.
نعارض كل رقابة أدبية حتى ولو اتخذت النضال ضد الخلاعة ذريعة.
4. استقلال النساء الإقتصادي التام
أ.ضمان الشغل مع الأجرة بالتعريفة النقابية لكل النساء التي ترغبن في العمل مع ربط ذلك بسلم متحرك لساعات العمل وللأجور لأجل محاربة التضخم والبطالة لدى الرجال والنساء. وتخفيض مدة العمل للجميع.
ب. إلغاء القوانين التمييزية التي تحرم النساء من حق تلقي أجورهن الخاصة وأملاكهن الفردية والتصرف بها.
ج. أجرة متساوية لعمل متساو وحد أدنى وطني للأجور بناء على شبكة النقابات.
د. لا تمييز ضد النساء في المهن وفئات العمل والتعليم ودورات التكوين.
هـ.إجراءات تفضيلية فيما يخص التشغيل والتكوين والترقية وحتى الأقدمية لفائدة النساء وغيرهن من فئات العمال ضحايا فرط الإستغلال بهدف إلغاء التمييز الممنهج ضدهن منذ قرن. ولا لأي إجراءات تفضيلية لفائدة الرجال في قطاعات التجارة والصناعة المعروفة بطابعها الذكري.
و. عطل أمومة مؤدى عنها للأب والأم دون فقد العمل ولا الأقدمية.
ز. منح لرجال، كما النساء، عطل مؤدى عنها لعلاج الأطفال المرضى.
ح. تمديد التشريع الذي يحمي النساء ويعطيهن شروط عمل خاصة وأكثر فائدة ليشمل الرجال قصد تحسين شروط عمل الرجال والنساء في نفس الوقت ومنع استعمال هذا التشريع على نحو تمييزي ضد النساء.
ي.تساوي سن التقاعد لدى الرجال والنساء، مع حرية كل واحد في التقاعد أو مواصلة العمل.
ك.منح الرجال والنساء العاملين جزئيا نفس أجرة الساعة ونفس المزايا التي للعاملين كامل الوقت.
ل. تعويض حسب التعريفة النقابية عن كامل مدة البطالة للرجال والنساء بما فيهم الشباب الذين لم يندمجوا في سوق العمل، دون اعتبار الحالة الزوجية والوضع المهني السابق.وضمان تعويضات البطالة بوجه التضخم عبر الزيادات الأتوماتيكية.
5) تساوي الولوج إلى التعليم
أ. قبول حر ومجاني لكل النساء في كافة المؤسسات الدراسية وفروع التكوين بما فيها التكوين الدائم. وإجراءات تفضيلية لقبول النساء في بعض الفروع قصد تشجيع ولوجهن إلى قطاعات ظلت عادة للذكور وولوجهن إلى أنواع من التكوين والمهن أقصين منها لحد الآن.
ب. إلغاء كل أشكال ضغط على النساء ترمي إلى حثهن على الإستعداد لـ"عمل نسوي" كالبيت والسكرتارية أو مهنة التمريض والتدريس.
ج.دورات إعادة تكوين خاصة لمساعدة النساء على الإندماج ثانية في سوق الشغل.
د. إلغاء إبراز النساء في الكتب ووسائل الإعلام كأشياء جنسية ومخلوقات بليدة وعاطفية ودون دفاع. تدريس التاريخ الحقيقي لنضالات النساء ضد اضطهادهن. ودروس في التربية البدنية لتعليم النساء إنماء قوتهن وتأكيد قدرتهن البدنية.
هـ. إلغاء طرد الطالبات الحوامل أو الأمهات العازبات وإلغاء التمييز داخل المراكز الخاصة.
6) إعادة تنظيم المجتمع لإنهاء عبودية النساء المنزلية.
لا يمكن "إلغاء" العائلة بما هي خلية إقتصادية بواسطة مرسوم. لا يمكن إستبدالها في النهاية. وهدف الثورة الإشتراكية هو خلق بدائل إقتصادية و إجتماعية أرقى من المؤسسة العائلية الحالية وأكبر قدرة على الإستجابة للحاجات التي تلبيها العائلة حاليا بشكل رديء، و ذلك كي تنبع العلاقات الشخصية من اختيار حر وليس من إكراه اقتصادي. نعارض الدعاوة اليسارية المتطرفة حول "إلغاء" العائلة بما يلي:
一. مدارس ورياض مفتوحة 24 ساعة على 24، مجانية و تمولها الحكومة، تكون في موقع جيد وسهل الولوج، ومفتوحة في وجه جميع الأطفال منذ نعومة الأظافر حتى بداية المراهقة، بإشراف أطر من الجنسين مكونة لهذا الغرض، دون اعتبار دخل الآباء ووضعهم المهني أو الحالة الزوجية. وإلغاء كافة الممارسات التربوية المنطوية على تمييز على أساس الجنس، ورقابة الأهل على العناية التي تمنح للأطفال.
二. علاجات طبية مجانية للجميع وتجهيزات استقبال مخصصة للأطفال المرضى.
ج. تطوير منهجي لخدمات إجتماعية رخيصة وجيدة كالمقاهي والمطاعم وإمكانيات أغذية جاهزة للأخذ متاحة للجميع ومغاسل جماعية، ومنشآت للعمل المنزلي وللتنظيف.
د. برامج تموله الحكومة لبناء متسارع لمساكن صحية وواسعة للجميع. وكراء لا يفوق 10% من الدخل. وإلغاء كل تمييز إزاء النساء العازبات واللواتي لديهن أبناء.
تبين هذه المطالب نوع المشاكل التي ستتبوأ مركز نضال النساء من أجل تحررهن، وتبرز تداخل هذا النضال مع المطالب التي تقدمها شرائح إجتماعية أخرى مضطهدة ومع حاجات مجموع الطبقة العاملة. وبنضالها في هذا الميدان ستتربى الطبقة العاملة على فهم التمييز على أساس الجنس ومحاربة كل أشكاله ومظاهره
تثير حركة تحرر النساء مشاكل عديدة. وقد سبق أن برهن تطور الحركة على أن كل المسائل لن تكتسي دوما نفس الأهمية. ما هي المطالب الواجبة في لحظة معينة من النضال، وما هي أفضل الطرق لصياغة مطالب خاصة لجعلها في متناول الجماهير وتعبئة هذه، وفي أي لحظة يجب تقديم مطلب آخر لدفع النضال إلى الأمام؟ الإجابة على هذه المشاكل من اختصاص الحزب الثوري، وهو جوهر السياسة.
========== 3- مناهج نضالنا: ****
1. نستعمل مناهج التعبئة والعمل البروليتارية لتحقيق هذه المطالب. وتقوم طريقتنا على اقتياد الجماهير إلى التحرك وخوض النضال مهما كان مستوى وعيها في البداية. فالجماهير لا تستخلص الدروس من فضيلة خطاب وحده أو من نضال نموذجي خاضه آخرون. وحدها المشاركة المباشرة ستطور وعي الجماهير السياسي وتنميه وتحوله. ووحدها التجربة الخاصة بملايين النساء ستضمهن إلى المعركة الثورية وتفهمهن ضرورة إلغاء لنظام إقتصادي مبني على الإستغلال.
هدفنا هو تعليم الجماهير الإعتماد على قواها الذاتية الموحدة. ونستعمل الإنتخابات وباقي مؤسسات الديموقراطية البورجوازية لنقدم برنامجنا على نحو واضح لأكبر عدد ممكن من العمل. لكننا نعارض بالعمل الجماهيري خارج البرلمان –مظاهرات وتجمعات وإضرابات و إعتصامات- الثقة في الإنتخابات وجماعات الضغط والبرلمانات والمؤسسات و الساسة البورجوازيين والبورجوازيين الصغار الذين يمضون فيها وقتهم.
تهدف طرائقنا في النضال الطبقي إلى استثارة مبادرة السواد الأعظم من النساء وتجميعهن وفك عزلتهن المنزلية، ومحاربة ضعف الثقة في قدراتهن الخاصة وفي ذكائهن واستقلالهن وقوتهن. إننا بالنضال إلى جانبهن نسعى إلى إبراز أن الإستغلال الطبقي هو مصدر اضطهاد النساء وأن إلغاء هذا الإستغلال هو الطريق الوحيد لتحررهن.
ومثلما نبذل قصارانا لتطوير الوعي الطبقي لحركة تحرر النساء نكد لتتولى الحركة العمالية النضال ضد كل أوجه اضطهاد النساء.
نسعى في كل النضالات إلى ارتقاء النساء إلى وعي التفاوت الطبقي الذي يفاقم اضطهاد الأكثر عرضة للإستغلال. ونحاول اقتياد الحركة للتوجه أولا وقبل كل شيء نحو تعبئة نساء الطبقة العاملة والقوميات المضطهدة. ومن خلال منظومة المطالب التي نقدمها و الدعاوة التي نطورها نعمل لتوجيه النضال في اتجاه معاد للرأسمالية. ونوضح المستتبعات الطبقية للمطالب ونندد بمنطق الربح وظروف المجتمع الطبقي التي تحد من قدرة البورجوازية على تجسيد واحترام التنازلات نفسها التي انتزعت منها بالنضال.
2. يمثل اضطهاد النساء بما هن جنس القاعدة الموضوعية لتعبئة النساء المناضلات في إطار منظماتهن الخاصة. لذا تقدم الأممية الرابعة دعمها وتساهم في بناء حركة تحرر النساء. نعني بحركة النساء كل أشكال تنظيم النساء، على أي مستوى كان، ضد الإضطهاد الذي يفرضه المجتمع: مجموعات نساء ومجموعات توعية ومجموعات أحياء ومجموعات طلابية ومجموعات من المنشئات ولجان نقابية ومجموعات نساء الأقليات المضطهدة ومجموعات النساء السحاقيات وهيئات تنسيق الحملات حول المطالب الخاصة. تتميز حركة النساء بتنوعها وبأثرها على كافة شرائح المجتمع وبكونها غير مرتبطة بمنظمة سياسية بعينها مع أن تيارات عديدة تبرز داخلها. ومن جهة أخرى يجري فتح بعض المجموعات واللجان الوحدوية في وجه الرجال أيضا، رغم قيادتها ودعمها من طرف النساء، كالمنظمة القومية للنساء بالولايات المتحدة الأمريكية (NOW) والحملة القومية من أجل الإجهاض في بريطانيا(NAC). في حين أن أغلب مجموعات النساء ظهرت في البداية على هامش المنظمات الجماهيرية للطبقة العاملة، أدى التجذر المتنامي لنساء الطبقة العاملة بعدد متزايد منهن إلى التنظيم داخل منظماتهن الطبقية. ففي إسبانيا إنضمت نساء عديدات إلى اللجان العمالية، مما حفز تنشيط اللجان النسائية لهذه النقابة. وفي فرنسا تشارك حاليا آلاف النساء في اللجان النسائية النقابية وفي مجموعات تنظيم الأسرة وكذا في مجموعات النساء عامة. وفي بوليفيا شكلت نساء عمال المناجم لجانا لربات البيوت منخرطة في الإتحاد النقابي لبوليفيا. لكن هذا كله جزء من هذا الواقع المتحرك وضعيف البناء الذي يدعى حركة النساء المستقلة.
لا يعني الإستقلال بالنسبة لنا أن حركة النساء مستقلة عن النضال الطبقي أو عن متطلبات الطبقة العاملة. على العكس وحده انصهار أهداف حركة النساء ومطالبها مع نضالات الطبقة العاملة سيتيح تجميع القوى الضرورية لبلوغ أهداف النساء.
نعني بالإستقلال أن تنظيم الحركة وقيادتها يؤولان إلى نساء، وأن الحركة تعتبر النضال من أجل حقوق النساء ومطالبهن أسبقية مطلقة، وأنها ترفض إخضاع هذا النضال لمصالح أخرى مهما كانت. وأن الحركة غير خاضعة لقرارات أو توجيه أي تيار سياسي أو أي مجموعة إجتماعية، وأنها مصرة على خوض النضال حتى النهاية بكافة الوسائل وبكل القوى التي ستقتضيها الحال. طبعا لا يستوفي مجموع الحركة هذه الشروط بنفس الدرجة لكن هذه هي طبيعة حركة النساء التي نسعى إلى بناءها.
3. تمثل المجموعات غير المختلطة مظهرا حاسما للشكل التنظيمي السائد في حركة النساء. ظهرت هذه المجموعات عمليا في كل المجالات من المدارس والكنائس حتى المعامل و النقابات. وتعبر هذه الظاهرة عن عزم النساء على قيادة منظماتهن الخاصة حيث يمكنهن التعلم والقيام بدور قيادي دون خشية تحقير أو سوق الرجال لهن أو منافستهم منذ البداية.
قبل أن تتأتى للنساء قيادة الآخرين يلزمهن التخلص من مشاعر الدونية ومن الميل إلى بخس قدراتهن الذاتية. يتوجب عليهن تعلم قيادة أنفسهن.
إن المجموعات النسوانية التي ترفض بوعي وإصرار دمج الرجال تساعد بعض النساء على القيام بالخطوات الأولى لأجل التخلص من عقلية العبد لديهن ولأجل اكتساب الثقة و الإعتزاز وجرأة العمل ككائنات سياسية. كما أن "مجموعات التوعية" الصغيرة التي ظهرت في كل مكان بصفتها أحد الأشكال الذائعة للتجذر الجديد تساعد نساء عديدات على إدراك أن مشاكلهن لا تنبع من نقص شخصي بل هي نتائج إجتماعية مشتركة مع نساء أخريات.
إذا اشتغلت المجموعات غير المختلطة في دائرة مغلقة، وانحصرت في النقاش الداخلي بديلا عن مباشرة العمل إلى جانب الآخرين، فقد تصبح عقبة في وجه التقدم السياسي لمن يشارك فيها من نساء.
لكنها غالبا ما تمنح النساء أول إمكانية لكسر العزلة واكتساب الثقة والانخراط في العمل.
يقف عزم النساء على الإنتظام في مجموعات غير مختلطة على طرف نقيض من ممارسة أحزاب جماهيرية ستالينية تنشئ منظمات شباب منفصلة للرجال وللنساء بهدف قمع النشاط الجنسي وتعزيز المواقف و السلوكات النمطية حسب الجنس، أي بعبارة أخرى دونية النساء. تمثل المجموعات غير المختلطة والمستقلة تعبيرا جزئيا عن حذر عدد من النساء من المنظمات الإصلاحية الجماهيرية للطبقة العاملة، التي فشلت فشلا ذريعا في النضال من أجل مطالبهن.
إن دعمنا وعملنا لأجل بناء منظمة مستقلة لتحرر النساء يميزان اليوم الأممية الرابعة عن مجموعات عصبوية عديدة تدعي التمسك بالأرتودكسية الماركسية كما تبدو في تأويلاتها لمقررات المؤتمرات الأربع الأولى للأممية الثالثة. ترفض هكذا مجموعات بناء أي منظمة نساء سوى تلك المرتبطة مباشرة بالحزب والخاضعة لتحكمه السياسي.
نحن ندعم ونبني مجموعات لتحرر النساء غير مختلطة. أما "الماركسيون" الذين يزعمون أن المنظمات و الإجتماعات غير المختلطة تقسم الطبقة العاملة حسب الجنس فنجيبهم بأن من يناضل ضد اضطهاده ليس مسؤولا على خلق التقسيمات أو الحفاظ عليها. تقسم الرأسمالية الطبقة العاملة حسب العرق والجنس والعمر والقومية والتأهيل وكافة الوسائل الممكنة. ومهمتنا تكمن في تنظيم ودعم نضالات الشرائح الأكثر عرضة للإضطهاد و الإستغلال التي تقدم مطالب معبرة عن مصالح الطبقة برمتها والمدعوة لتبوء صدارة النضال من أجل الإشتراكية. إن الأكثر معاناة من النظام القديم هم من سيحارب ببأس أشد من أجل عالم جديد.
4) قد تتبدل أشكال تدخلنا حسب وضع منظماتنا الملموس. وتكتيكنا يمليه هدفنا الإستراتيجي المتمثل في تربية وتحريك قوى أوسع منا، لا سيما قوى حاسمة من الطبقة العاملة، والمساهمة في بناء حركة نساء جماهيرية وتعزيز جناح "النضال الطبقي" في حركة النساء واستقطاب أفضل الأطر إلى الحزب الثوري.
يدخل في عداد العوامل الواجب مراعاتها نطاق قوانا الخاصة، وحجم وطبيعة تيارات تحرر النساء ومستواها السياسي، وقوة التيارات الليبرالية و الإشتراكية الديموقراطية و الستالينية والوسطية التي تلزمنا مجابهتها، والسياق السياسي العام الذي نتدخل فيه. ويمثل اختيار تنظيم مجموعات تحرر نسائية على قاعدة برنامج اشتراكي واسع، أو التدخل في منظمات تحرر النساء القائمة، أو بناء اتحادات واسعة حول مواضيع خاصة أو التدخل بأشكال في اللجان النقابية أو أي منظمة جماهيرية أخرى، أو تركيب العديد من هذه التدخلات، أو التدخل بأشكال مغايرة كليا، مسائل ذات طبيعة تكتيكية. وكيفما كان الشكل التنظيمي الذي نعتمده، تظل المسألة الأساسية هي ذاتها: ما هي المواضيع والمطالب الواجبة إثارتها في الوضع المعين قصد تعبئة النساء وحلفائهن في النضال تعبئة فائقة الفعالية؟
5) لا تناقض بين دعم وبناء منظمات غير مختلطة للنضال لأجل تحرر النساء ولأجل مطالب خاصة باضطهاد النساء من جهة وبناء لجان جماهيرية وحدوية تضم الرجال والنساء في النضال من أجل نفس المطالب من جهة ثانية. وقد أعطت الحملات من أجل حق الإجهاض مثلا جيدا عن ذلك. ستشكل النساء العمود الفقري لهكذا حملات، لكن بما أن النضال يخاض لأجل مصالح الجماهير العمالية، فإن توجهنا يقوم على أن نكسب للحركة دعم كل منظمات الطبقة العاملة والمضطهدين.
6) إن توجهنا الذي يروم تعبئة جماهير النساء من خلال نشاطها، قد يتجسد غالبا في المرحلة الراهنة على أحسن وجه في حملات حول مطالب ملموسة تثير أوسع دعم ممكن بناء على سياسة جبهة وحيدة. يصح هذا أكثر بقدر ما نراعي الضعف النسبي لفروع الأممية الرابعة والقوة النسبية لليبراليين ولخصومنا الإصلاحيين الذين يمارسون سياسة تعاون طبقي. وقد مثلت المشاركة في أنشطة من هذا النوع أول خطوة لدى نساء ورجال نحو دعم الأهداف السياسية لحركة تحرر النساء. وتعطي الحملات الوحدوية لأجل الإجهاض في بلدان عديدة مثالا عن طراز التدخل هذا. من خلال هذه التداخلات وفق سياسة الجبهة الوحيدة يمكن الضغط بأقصى قوة على الحكومات الرأسمالية وجعل النساء والطبقة العاملة يعون قوتهم الذاتية. وبقدر ما يرفض الليبراليون "أصدقاء" النساء و الستالينيون والإشتراكيون الديموقراطيون، و البيروقراطيون النقابيون مساندة هذه الحملات الموحدة المستجيبة لحاجات النساء بقدر ما يعزلهم ويفضحهم إحجامهم أو معارضتهم أو سعيهم لإخضاع متطلبات النساء لبحثهم عن التحالف مع قطاعات البورجوازية المسماة "تقدمية". وإذا أجبرهم ضغط الجماهير على دعم هذه التحركات، سيتسع صدى تلك الحملات بين الجماهير وتتفاقم التناقضات داخل المنظمات الليبرالية والإصلاحية.
كما رأينا بوضوح بصدد مسألة الإجهاض، تقوم هذه الحملات بدور فائق الأهمية في توطيد الروابط بين الحركة النسائية المستقلة والحركة العمالية لأنها الأكثر ضغطا لإجبار البيروقراطية العمالية على رد الفعل.
7) بما أن توجهنا يتمثل في بناء حركة نسائية على قواعد عمالية، سواء من حيث تركيبها أو قيادتها، وبالنظر إلى تداخل نضال تحرر النساء مع تحويل النقابات إلى أداة دفاع حقيقي عن مصالح الطبقة برمتها، فإننا نولي أهمية خاصة لنضالات النساء في النقابات وفي العمل. وهدفنا هو اقتياد النساء نحو مشاركة فاعلة في النقابات كما في حركة تحرر النساء. ها هنا، كما في باقي المجتمع الرأسمالي، تخضع النساء لسيطرة الذكور وللتمييز بصفتهن جنسا أدنى تجاوز "دوره الطبيعي". لكن العدد المتنامي للنساء ضمن قوة العمل وانتشار الوعي جماهيريا بالإضطهاد المزدوج قد أحدثا تبدلات هامة في مواقف النساء معززا لديهن إرادة التنظيم و الإنضمام إلى النقابات والدفاع عن حقوقهن.
تشارك النساء العاملات في نضالات عديدة حول مطالب عامة تتعلق بحاجات كافة العمال الإقتصادية وظروف عملهن. كما تثرن غالبا الحاجات الخاصة بالنساء العاملات كالمساواة في الأجور وإعانات الأمومة والحضانات والأسبقية في التشغيل والتكوين. وهاذان النوعان من المطالب حاسمان في النضال من أجل تحرر النساء وكذا الطبقة العاملة عامة. وسيتعاظم وزن هذه النضالات والمطالب الصادرة عن النساء العاملات مع تعمق الصراع الطبقي بفعل الأزمة الإقتصادية. وسيكون لها أثر متعاظم باستمرار على حركة تحرر النساء.
أغلب النساء المشاركات في هذه النضالات لا يحسبن أنفسهن نسوانيات في البداية. إنما يعتقدن ببساطة أن لهن حق في أجرة متساوية عندما ينجزن نفس عمل الرجل، أو حق العمل في قطاع جرت "العادة" على اعتباره حكرا على الذكور. وهن بالأحرى يبدين في هذا الطور ميلا إلى رفض قاطع لنعث النسوانية.
تواجه النساء العاملات المضطرات لخوض نضالات في المنشأة نفس المشاكل والظروف التي أثارت بزوغ حركة النساء المستقلة. وغالبا ما يتعرضن لإعتداءات وتعسفات من قبل رؤسائهن في العمل قائمة على تمييز على أساس الجنس. وحتى عندما تصدر هذه الإعتداءات عن رفاقهن في العمل، فمرد ذلك غالبا إلى بيئة (محيط) يرعاها رب العمل. أحيانا تواجه النساء مهمة صعبة تتمثل في النضال لإقناع النقابة بالدفاع عنهن بوجه ما يتعرضن لها من اعتداءات من إدارة المستخدمين. ويتوجب عليهن إقناع رفاق العمل بأن مضايقتهم لإمرأة في مكان العمل، إنما تصب الماء في طاحونة رب العمل وتسهل سياسة "فرق تسد".
عندما تشرع النساء في القيام بدور نشيط وتقلد مسؤوليات القيادة، و يتبثن لأنفسهن وللآخرين قدراتهن القيادية، ويكسبن رباطة الجأش، ويقمن بدور مستقل، فإنهن يرتقين في إدراك أهداف نضال حركة تحرر النساء. يمثل تقديم الحركة النسائية الصائب لمطالب وأهداف واضحة وملموسة أمرا لازما لكسب اهتمام ومشاركة ملايين النساء العاملات التي يبدأ وعيهن السياسي عندما يحاولن مواجهة مشاكلهن بما هن نساء يلزمهن العمل لأجل العيش.
8) يمارس وزن و دور النساء المتناميان في الحركة العمالية أثرا هاما على وعي عمال عديدين يشرعون في اعتبار النساء شريكات متساويات في النضال وليس كائنات ضعيفة تستوجب التدليل والحماية.
وفي هذا الإطار تكتسي المطالب بأسبقية النساء في التشغيل، والتكوين والترقية المهنية في قطاعات الإقتصاد المخصصة عادة للذكور، أهمية خاصة.
أ. فهي تعيد النظر في تقسيم الطبقة العاملة حسب الجنس، هذا التقسيم الذي يحافظ عليه أرباب العمل ويغذونه لإضعاف الطبقة العاملة وضمان مستوى منخفض في أجور وظروف عمل الطبقة برمتها.
ب. تساهم في تعليم العمال والعاملات سوية تقدير النتائج المادية لأشكال التمييز ضد النساء وضرورة إجراءات لإبطال مفعول قرون من الإخضاع القسري.
ج. عندما تشرع النساء في محاربة التقسيم التقليدي للعمل على أساس الجنس، وفرض تساوي الحق في العمل وقدرتهن على إنجاز الأعمال "الذكرية" مثل الرجال، فإنهن ينسفن المسبقات والمواقف القائمة على أساس الجنس داخل الطبقة العاملة ويعترضن على التقسيم الإجتماعي للعمل في كل المجالات.
إن النضالات التي تتيح للنساء ولوج قطاعات التعليم والمهن ومراكز القيادة التي كانت حتى ساعتها تحت سيطرة الذكور، تطرح بوضوح لا يضاهى مشكلة الوضع الدوني للنساء وإلغائه. كما أن لها مفعول تربوي قوي في الطبقة العاملة عند موازاتها للمطالب التي تثير مشكلة الحقوق الديموقراطية الأولية وتلك التي تتجه نحو تشريك العمل المنزلي الذي تقوم به النساء كتوسيع وتحسين الحضانات لها.
9) كما أن لهذه المطالب أهمية خاصة، لأنها جزء من نضال تحويل النقابات إلى أدوات ثورية للنضال الطبقي ولأنها تعيد النظر في ميل البيروقراطية العمالية إلى ممارسة الميز على أساس الجنس. فالبيروقراطية النقابية تستند على الشرائح العمالية ذات الإمتيازات والتي عادة ما ترى في المطالب التفضيلية تهديدا لإمتيازاتها المباشرة. هكذا فإن عناصر البيروقراطية الأكثر وعيا تصر على معارضة مطالب القطاعات الأكثر عرضة للإضطهاد و الإستغلال الرامية إلى إزالة التقسيمات العميقة داخل الطبقة. تتمثل أحد المظاهر الأساسية لتوجهنا الإستراتيجي لأجل تطوير جناح يساري للنضال الطبقي داخل الحركة العمالية في استعمال الوزن المتنامي لقوى مثل حركة تحرر النساء لطرح المشاكل الإجتماعية والسياسية الأساسية التي يجب أن تقوم فيها الحركة العمالية بدور محرك. وبقدر ما تساند القاعدة النقابية نضالات من هذا القبيل، بقدر ما تصبح سياسة البيروقراطية المعادية لنضال النساء، ومن ثمة المعادية للعمال، جلية وتبرز قوى جديدة بصفتها قيادة بديلة.
10) ينطوي تنظيم النساء العاملات على مصاعب كثيرة. فاضطهادهن بصفتهن نساء هو بالضبط ما يجعلهن أقل قابلية للتنظيم النقابي أو الإرتقاء إلى وعي طبقي صلب. وغالبا ما تكون مشاركتهن في قوة العمل مؤقتة. وتشكل مسؤولياتهن والأشغال المنزلية المرهقة عبئا مضاعفا ينهكهن ويستنفد وقتهن، مبقيا طاقة أقل لأجل النشاط السياسي والنقابي. كما أن النقص المهول في الحضانات يجعل مشاركتهن في الإجتماعات صعبة للغاية. لذا فإن النضال لإقناع النقابات بأخذ مطالب النساء الخاصة على عاتقها ملازم للنضال لأجل الديموقراطية النقابية لا تتضمن الديموقراطية النقابية مسائل مثل حق المنظمين نقابيا في اتخاذ القرار في كل المشاكل، وانتخاب كافة الهيئات القيادية والمداومين، وحق تكوين الإتجاهات وحسب، بل أيضا إجراءات خاصة تتيح للنساء مشاركة كاملة: حضانات تنظمها النقابة خلال الإجتماعات، ولجان نقابية تعالج على نحو خاص حاجات النساء، وحق تنظيم اجتماعات غير مختلطة إن اقتضت الضرورة وطرائق خاصة للإجتماع خلال أوقات العمل، وإجراءات لضمان تمثيل مناسب للنساء في كل الهيئات القيادية. تمثل إعادة النظر في مواقف وممارسات التمييز على أساس الجنس داخل الحركة العمالية جزءا من النضال لأجل الديموقراطية النقابية والتضامن الطبقي.
11) إذا كنا نولي أهمية خاصة لنضال النساء العاملات فنحن لا نتغاضى عما تقاسيه ربات البيوت من اضطهاد. إننا على العكس نقدم برنامجا يستجيب للمشاكل العويصة التي تواجه ربات البيوت، هاته التي ينتمي سوادهن الأعظم إلى نساء الطبقة العاملة اللائي ستمضين جزئا من حياتهن في سوق الشغل علاوة على تحمل مسؤوليات المنزل. نقدم لهن إمكانية التخلص من عبودية عمل المنزل المرهق وما يفرضه من عزلة على كل امرأة بمفردها ومن تبعية نساء المنزل الإقتصادية مع ما تسبب من خوف وانعدام الأمان. نقترح برنامجنا لتشريك العمل المنزلي وإدماج النساء بشكل متساو في قوة العمل الإنتاجية كبديل عن الحلول التي تقدمها الرجعية: تمجيد العمل المنزلي والأمومة واقتراحات تعويض النساء عن استعبادهن المنزلي بواسطة أجرة منزلية ومشاريع شبيهة تبدو مغرية للوهلة الأولى.
بينما الرأسمالية المتأزمة تتملص أكثر فأكثر من الأعباء الإقتصادية لتلقيها على عاتق الخلية العائلية، غالبا ما تكون ربات البيوت هن اللواتي يتصرفن بدخل العائلة بكل ما أوتين من مهارة لمواجهة ضرورات الحياة. إنهن أول من ينزل إلى الشارع للإحتجاج ضد نقص المواد الغذائية أو التضخم الزاحف. وقد تمثل حركات من هذا القبيل خطوة أولى نحو الوعي السياسي والعمل الجماعي لدى آلاف النساء. وتسائل حركات الاحتجاج هذه الحركة العمالية وتعطيها إمكانية الإنضمام إليها ومنحها قيادة وآفاقا، وقد تنتشر كالنار في الهشيم. كما أن المطالبة بلجان مراقبة الأسعار مكونة من العمال والمستهلكين تمنح مجالا للنضال المشترك بين الحركة العمالية وربات البيوت المناضلات ومستهلكين آخرين.
لكن النساء العاملات، بخلاف ربات البيوت، منظمات جزئيا بواسطة سوق العمل. وتضعهن مكانتهن في الطبقة العاملة وفي الحركة العمالية ووضعهن الإقتصادي في موقع القيام بدور قيادي ومحوري في نضالات النساء ومجموع الطبقة العاملة.
12) ليس ثمة تناقض بين بناء حركة مستقلة للنساء وبناء نقابات وبناء حزب ماركسي ثوري للرجال والنساء.
إن النضال لأجل الإشتراكية يستلزم وجود الثلاثة سوية. إنها تؤدي وظائف مختلفة. فحركة النساء الجماهيرية تعبئ النساء في النضال لأجل مطالبهن في إطار منظماتهن الخاصة. والنقابات منظمات أولية للدفاع الإقتصادي عن مجموع الطبقة العاملة. والحزب الماركسي الثوري يقدم من خلال برنامجه وممارسته قيادة للطبقة العاملة وحلفائها بما فيهم النساء ويوجه بلا هوادة كل جبهات النضال الطبقي نحو عمل مركب يروم إقامة حكومة عمالية وإلغاء الرأسمالية.
ليس ثمة أساس موضوعي لوجود منظمة منفصلة من نساء ماركسيات ثوريات. فقط في حال تساوي حقوق ومسؤوليات الرجال والنساء في صفوف وقيادة حزب يطور مواقف وممارسة سياسية تمثل مصالح كل المضطهدين وكل المستغلين يمكن للحزب أن يقود الطبقة العاملة نحو إنجاز مهامها التاريخية.
نؤكد أنه لا توجد مشاكل تعني النساء حصرا. فكل المسائل نعني نصف البشرية المؤنث هي أيضا مشاكل إجتماعية أوسع لها أهمية حيوية للطبقة العاملة برمتها. إذا تقدمنا بمطالب تهم الإضطهاد الخاص بالنساء فليس لنا برنامج منفصل لتحرر النساء. ومطالبنا جزء من برنامجنا الإنتقالي لأجل الثورة الإشتراكية.
13) يقوم برنامج الحزب الثوري بتأليف دروس النضالات ضد كل أشكال الإستغلال والإضطهاد الإقتصادي و الإجتماعي. يعبر الحزب عن مصالح البروليتاريا التاريخية عبر برنامجه وممارسته. هكذا لا يستخلص الدروس من مشاركة مناضلاته في حركة تحرر النساء فحسب بل له دور هام. إننا بعملنا لبناء حركة النساء نعمق فهم الحزب لإضطهاد النساء وللنضال ضده. كما نكافح أيضا لكسب قوى أوسع لاستراتيجية فعالة لتحرر النساء أي لمنظور نضال طبقي.
إننا لا نعتبر الموافقة على برنامجنا شرطا مسبقا لبناء حركة نساء مستقلة. على العكس، إن حركة قائمة على قواعد واسعة قد تضم طيف تجارب شخصية وتيارات سياسية متواجهة في إطار نقاشات ديموقراطية، لا يمكن إلا أن تعزز رباطة جأش الحركة و كفاحيتها السياسية، وهي تنمي إمكانية صياغة توجيه صائب.
بيد أننا لا نناضل لأجل الوحدة العضوية لكافة مكونات حركة النساء بأي ثمن. نكافح من أجل أوسع وحدة في النضال بناء على مطالب وممارسات معبرة بالفعل عن حاجات النساء الموضوعية. هذا هو البرنامج الذي يستجيب لمصالح الطبقة العاملة.
نسعى داخل حركة تحرر النساء إلى تجميع النساء اللواتي يشاطرن توجهنا القائم على النضال الطبقي في تيار عريض قدر الإمكان. يستلزم النضال الحازم ضد كل أشكال الإضطهاد محاربة واضحة للغاية لكل محاولات حرف نضالات النساء نحو المآزق الإصلاحية وإدارة التقشف أو نحو سبل الحلول الفردية. وسنبذل قصارانا لإستقطاب الأكثر وعيا والأكثر كفاحية إلى الحزب الثوري.
هدفنا هو كسب قيادة حركة تحرر النساء وذلك بأن نثبت للنساء عبر ممارستنا أن لدينا البرنامج والتوجه القادران على تحررهن. ليس هذا موقفا عصبويا. كما لا يتعلق الأمر بمحاولة مناورة قصد السيطرة على الحركة الجماهيرية أو التحكم بها. على العكس يعبر هذا عن قناعتنا أن النضال ضد اضطهاد النساء لن يكون ظافرا إلا بسير الحركة النسائية في اتجاه معاد للرأسمالية. وليس تطور من هذا القبيل آليا، إذ يتوقف على ما نقدم من مطالب وعلى الطبيعة الطبقية للقوى التي تتجه إليها الحركة النسائية وعلى أشكال عملها. إن التدخل الواعي للحزب الثوري، وقدرته على كسب ثقة وقيادة النساء المناضلات من أجل تحررهن، وحدهما يقدمان ضمانات لإنتصار نضال النساء في النهاية.
14) نحن نهتم بكل مظاهر اضطهاد النساء. لكننا، بصفتنا حزبا ثوريا يستند على برنامج يمثل المصالح التاريخية للطبقة العاملة وكل المضطهدين، نرى أن مهمتنا الأولى تكمن في المساهمة في توجيه حركة النساء نحو عمل سياسي قادر فعلا على إطاحة الملكية الخاصة حيث ينغرس الإضطهاد. نسعى إنطلاقا من كل مظهر من مظاهر اضطهاد النساء إلى صياغة مطالب وتنظيم أعمال تعيد النظر في السياسة الإقتصادية و الإجتماعية للبورجوازية، وتبين الحلول الممكنة عندما يكف هدف تحقيق أقصى الأرباح عن تحديد السياسة الإجتماعية.
غالبا ما يضعنا تصورنا هذا لنضال تحرر النساء، بما هو مسألة سياسية للغاية، في صراع مع التيارات النسوية الراديكالية البورجوازية الصغيرة التي تقدم تطور "أنماط الحياة" الفردية الجديدة بديلا عن العمل السياسي الموجه ضد الدولة. إنها تهاجم الرجال بدل الرأسمالية. ويقدم تربية الرجال، بصفتهم أفراد، للتقليل من سلوكهم المميز على أساس الجنس، بدلا عن التنظيم ضد الحكومة البورجوازية التي تدافع عن مؤسسات المجتمع الطبقي المسؤولة عن سيطرة الذكور واضطهاد النساء. وغالبا ما تحاول بناء "مؤسسات مضادة" طوباوية داخل المجتمع الطبقي.
بصفتنا ثوريين نقر بأن المشاكل التي تحاول عدة نساء حلها بهذه الطريقة هي مشاكل فعلية وجدية. وليس نقدنا موجها ضد من يحاول من الأفراد إيجاد حل شخصي بمواجهة ضغوط المجتمع الرأسمالي التي لا تطاق. لكن نؤكد أنه ما من حل "فردي" بالنسبة لجماهير العمال. يتوجب على العمال، قبل أن يشهد "نمط حياتهم" تبدلات هامة، ان يناضلوا جماعيا لتغيير المجتمع. وفي آخر المطاف ليس ثمة من أجل حل فردي صرف لأي منا. محاولات الخلاص الفردي شكل من اليوطوبيا التي لا تؤدي سوى إلى الإحباط وتشتيت القوى الثورية.
استقلالنا الطبقي
1) الإستقلال السياسي هو ثالث مظاهر من استراتيجيتنا القائمة على النضال الطبقي لأجل النضال ضد اضطهاد النساء. لا نؤجل أي مطلب أو عمل أو نضال نسائي ولا نخضعه لنتكيف مع المتطلبات أو المصالح السياسية للقوى السياسية البورجوازية أو الإصلاحية ومسرحها البرلماني ومناوراتها الإنتخابية.
2) نناضل للحفاظ على استقلال منظمات النساء ونضالات تحررهن إزاء القوى والأحزاب البورجوازية. ونقف ضد محاولات حرف نضالات النساء نحو بناء لجان نساء داخل الأحزاب الرأسمالية أو موجهة نحو السياسة البورجوازية، كما كان الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا. نحن ضد تكوين حزب سياسي خاص بالنساء كالذي ظهر في بلجيكا وكالذي تدعوا إليه بعض المجموعات النسائية في إسبانيا وغيرها. إن كان انتخاب مزيد من النساء إلى مناصب المسؤولية العمومية على قاعدة برنامج ليبرالي بورجوازي أو بورجوازي صغير راديكالي معبرا عن تبدل المواقف، فإنه عاجز عن السير قدما بمصالح النساء.
تحرر النساء جزء من النضال التاريخي للطبقة العاملة ضد الرأسمالية. نسعى لجعل النساء والطبقة العاملة تدركان هذا الإرتباط. لكننا لا نرفض دعم شخصيات أو ساسة بورجوازيين يعبرون على موافقتهم على إحدى مطالبنا أو إحدى أهدافنا. إنهم بذلك يدعمون معسكرنا وليس معسكرهم. وهذا تناقضهم وليس تناقضنا.
3) نسعى لخلق وحدة في العمل حول بعض المطالب أو الحملات الخاصة مع أوسع قوى ممكنة خاصة مع الأحزاب الجماهيرية للطبقة العاملة. لكننا نرفض التوجه السياسي للأحزاب الستالينية و الإشتراكية الديموقراطية. تقوم سياسة ومواقف هذين التيارين داخل الطبقة العاملة على الحفاظ على مؤسسات النظام الرأسمالي بما فيها العائلة، حتى وإن حدث أن أيدا شفويا نضالات النساء ضد اضطهادهن. وكلاهما مستعد لإخضاع متطلبات النساء لأي تفاوض لأجل تعاون طبقي في لحظة ما، سواء مع الملكية في إسبانيا، أو الديموقراطيين المسيحيين في إيطاليا، أو الأحزاب البورجوازية المعارضة في ألمانيا الغربية أو بريطانيا. لا يكل الستالينيون أبدا في تكرار مخاطبة النساء بقول إن طريق السعادة يمر عبر "الديموقراطية المتقدمة" أو "التحالف المناهض للإحتكارات". وينصحون النساء بعدم المطالبة بأكثر مما يمكن أن تمنحه "الديموقراطية" (أي الرأسمالية). ولا يتأخر الإشتراكيون الديموقراطيون أبدا، لاسيما إن كانوا يديرون خطط "تقشف" لفائدة البورجوازية، عن تطبيق تقليصات من نفقات الخدمات الإجتماعية وفق ما تطلب البورجوازية، وهي إجراءات غالبا ما تكون أشد وقعا على النساء.
4) لا يمكن للطبقة العاملة وحلفائها، بما فيهم النساء المناضلات لأجل تحررهن، أن يتعبؤوا لتكوين قوة جبارة كاملة الثقة بالنفس وقادرة على إيصال الثورة الإشتراكية إلى نهايتها إلا عبر قطيعة برنامجية وتنظيمية صارمة مع البورجوازية وكل أشكال التعاون الطبقي. وتكمن مهمة الحزب الماركسي الثوري في تقديم قيادة لتربية الجماهير بما فيها حركة النساء، عبر العمل و الدعاوة وفق منظور النضال الطبقي هذا.
يمكن الرجوع الى النص الكامل للمقرر على موقع جريدة المناضل-ة http://http://www.al-mounadhil-a.info/article.php3?id_article=51&artsuite=0#sommaire_1
#الأممية_الرابعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|