|
حطمي قيودك أيتها المخلوقة الرائعة
شاكر عبد اللطيف
استاذ جامعي
(Shaker Abdulatif)
الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:20
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
قبل أكثر من 70 عاماً نشرت أبيات من الشعرالتى تدعم تحرر المرأة من القيود الاجتماعية . وكان أبرز ما كتب في هذا المجال للشاعر جميل صدقى الزهاوي ، كما هو الحال بالنسبة للشاعر معروف الرصافي وجاء منها : اسفري فالحجاب يبنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم لقد أدرك الشاعر أهمية تحرر المرأة ودورها المهم في بناء المجتمع المتدمن ، وأنصفها على ماقدمته للانسانية على مر العصور ، ودعاها للتحرر من القديم . لم تكون هذه الابيات مصدر خطر على حياة الشاعر حيث لم يفجر بالمفخخات أو يهدد تحت فوهات البنادق والرشاشات من قبل أجهزة الدولة أو من جهات مناقضة لهذه التطلعات ، بل تم دراسة هذا الادب في المقررات الدراسية مع مجموعة من شعر التحرر في عصر النهضة . لم تكن هذه الكلمات غريبة عن الشارع ، فقد تحررت المرأة فعلاً من الحجاب وتوابعه مع تحرر الرجل من خطاء الرأس . فغطاء الرأس عند الرجل والمرأة متلازمان . هدد وئد البنات في الجاهلية التوازن الطبيعي للمجتمع البشرى والانسانية ، رغم أن الرجل كان يربى إناث الحيوانات لإشباع حاجاته وتوسيع ثرواته ومستخدماً لحم الذكور للأكل . وتجاوزاً للخطر الناتج من خلل التوازن بين الجنسين ، حُرِمَ شرعاً وئد البنات ، فبرزت الشاعرات والفارسات وأعلام من الامهات الباسلات . ولكن بقى الرجل ذو العضلات القوية هو المسيطر في المجتمع وهوالآمر الناهي والقوام على الاناث بصورة مستمرة . فهل يعطي الرجل حرية المرأة ، أم أنها تنتزعه من المجتمع بوعيها وعلمها ؟ بالتأكيد الانتزاع بالقناعة والضغط على الرجال هو السبيل للحصول على حقوقها وحريتها الكاملة غير المنقوصة . تركت المرأة حقب زمنية طويلة في القبور البيتية المظلمة دون التعرف على النور ، حتى جاءت المدارس كالنوافذ تُدخلْ أشعة الشمس الى ظلمات الحجر الموصدة . فيرى الرجعيون بقاء المرأة جاهلة بعيدة عن العمل النافع ومحرومة من أبسط الحريات الشخصية هو السبيل للحفاظ على التقاليد ، بينما ينسى الرجال بأن تحجيم دور المرأة في المجتمع هو تحجيم لتقدم البلاد عموماً . في الوقت الذى تعرضت المرأة الى قهر الرجل ، تعرضت أيضاً الى اضرار كبيرة من جراء الحروب المدمرة ، فوقفت بشكل عاطفي ضد هذه الحروب ، وهي أول مخلوق يفضل السلام على الحروب . فتعليم الفتاة مع الولد في جميع المراحل يعطيها القوة في تكوين شخصيتها وفهمها للحياة وتحديد دورها في المجتمع ، علاوة على تحررها الاقتصادي من عبودية الرجل، ومساهمتها الفعالة في الحياة السياسية والنشاط المهني لتكون من صناع القرار وليس من منفذى الاوامر فقط . لقد حصلت المرأة بعد نضال طويل على بعض الحقوق وبما تسمح وتتفق معه حاجات المجتمع في تلك الفترة أو ذلك المكان ، برهنت فيه المرأة على قدراتها الخلاقة في مجالات عديدة فهي من ضمن خيرة المدرسين والاطباء والمفكرين والادباء والفنانين والعاملين في الحرف الدقيقة . أحرزت المرأة كل هذا التفوق رغم قصر فترة تحررها المحدود من تبعيتها للرجل ، فتغنى لها الشعراء على حسن تأديتها لمهامها الوظيفية فوصف الشاعر الممرضة في الثلاثينيات من القرن المنصرم بالكمات التالية : بيض الحمائم حسبهن اني أسبح حمدهن أين اختفى لسان العرفان لجميلها ، وكيف تشتت الصوت المنادي لتحررها وحصولها على حقوقها الدستورية الكاملة باعتبارها نصف المجتمع . فتجمع هذه الاصوات وتنظيمها في روابط وجمعيات المرأة والنضال المستمر هو الكفيل في إيقاف فعل الالتفاف على ما أحرزت بنضالها الطويل من حقوق محدودة ابرزها التعليم والعمل والتحرر الاقتصادى بالاضافة الى بعض القوانين المدنية . فنضال المرأة في سبيل حقوقها هو جزء من تحرر الامة. فمن تكون المرأة بالنسبة للرجل ، ألام ؟ المربية ؟ الكادحة للعيش مع الرجل ؟ الحبيبة الجميلة ؟ ........ على الرجل أن يختار تسلسل الترتيب لهذه الكلمات بعد رفع غطاء الرأس والاستماع لقولهن وعلمهن ، سيدرك التسلسل المنطقي بأنها الجميلة الحييبة والام المربية والكادحة معه في الحياة ، وصدق من قال : ألام مدرسة أن أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق
#شاكر_عبد_اللطيف (هاشتاغ)
Shaker_Abdulatif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرق بين أهل العلم وأهل السياسة
-
النقيض لرأس المال الذى يحتل المنطقة
-
انصياع الحكومة العراقية للضغوط النيولبرالية
-
العصور الوسطى ، التنوير ، الرومانسية ، الحكومة العراقية
-
وحشية الملاك المدجج بالسلاح
-
حرية الوطن وسعادة الكادحين
-
عاشوراء ،.... ولكن في العصر الحديث
-
يبقى - فائض القيمة - مناراً في الماركسية
-
ما جرى ويجرى في العراق
-
كل الى التجدد ماض فلماذا هذا القديم
-
في الاتحاد قوة
-
متى يتحول الكفاح المسلح الى اعمال ارهابية
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|