أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - مجرد تساؤلات في ضوء المحنة اليمنية!














المزيد.....

مجرد تساؤلات في ضوء المحنة اليمنية!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 20:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لنتخيل ، بأثر رجعي، أنَّ السيد عبده ربه منصور هادي ، وعقب صعوده مباشرة إلى السلطة في عام 2012 ، تَجنَّب الدعوة لعقد مؤتمر الحوار وأنفاق عشرات الملايين من الدولارات على مجموعة من الشخصيات المتنافرة ، وإهدار الوقت في مهاترات عبثية لا معنى لها ، في ظل مناخِ عاصف ، كان الوطن خلال يحترق، و طلبَ ، بدلاً من ذلك ، من المشترك ، والمؤتمر الشعبي وجماعة أنصار الله والحراك الجنوبي صياغة مشاريع دستورية جديدة، أو تقديم آراء لصياغة مشروع مشترك، تعكس المناخ الثوري، والمتطلبات الفعلية للشعب ، خلال فترة لا تتعدى ستة أشهر ، يتم بعدها أنزال تلك المشاريع أو المشروع إلى الشعب والسماح للأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية أنْ تقوم بالترويج لمشاريعها الدستورية عبر وسائل الإعلام المختلفة لمدة شهرين ، ويتم بعدها الاستفتاء ، referendum،على تلك المشاريع الدستورية وإقرار إحداها كدستور دائم لليمن، إذا حظي بالأغلبية المطلقة من قبل الشعب ، ومن ثم توجيه الدعوة للشعب لكي يقوم بانتخابات البرلمانية والرئاسية ، وفقاً للدستور الجديد ، قبل نهاية 2012، والعمل بموجبه ، والتوجه لتطبيع الأوضاع وإعادة بناء اليمن على أسس عصرية. ولكن هذا لم يحدث ، وترتب على طول مدة الحوار، والمماطلة العبثية أن خَمَد وهج ثورة 11 فبراير ، و تمكَّنتِ القوى القديمة من استعادة أنفاسها المنهكة والبدء بتفريخ مشاريعها المضادة للثورة.
والآن نتخيل ، وبأثر رجعي أيضاً ، أنَّ مشروع الْدستور ، الذي أُقرَّ على ضوء "مؤتمر الحوار الوطني"، قد رُفض من قبل أنصار الله " الحوثيون" ، كما حاصل ، تحت حجة أنَّ الدستور الجديد سيمزق الوطن وأنَّ "مؤتمر الحوار الوطني" لا يمثل ،بحق، الأحزاب السياسية ، ولا مجموع القوى السياسية ، فضلاً عن أنه لا يمثل الشعب اليمني. وهنا يمكنك أنَّ تغمض عينيك وتبتسم ، و تتخيل أيضاً أن الحوثيين كانوا وطنيين وعقلاء ولم يقوموا بانقلابهم البائس في 21 سبتمبر2014، تحت ذريعة مواجهة " الجرعة" ، كما زعموا ومن ثم تجريع الشعب اليمني السموم القاتلة، يداً بيد، مع العدوان السعودي والإماراتي والقطري والسوداني والمغربي وعملائهم. مرة أخرى، تخيل أن ذلك لم يحدث، وإنما عوضاً عن ذلك ، أنزلوا دستوراً جديداً ، مع غيرهم من القوى السياسية، المعترضة على دستور "مؤتمر الحوار الوطني" ، واقترحوا عرضه على الشعب اليمني ، مع غيره من الدساتير المقترحة من الأطراف السياسية الأخرى، التي لم تقبل بمشروع دستور مؤتمر الحوار، ليقول الشعب رأيه النهائي في مضمون تلك الدساتير، على اعتبار أن الشعب، هو مصدر السلطات.
ولنفترض ، بعد ذلك ، أنَّ الشعب اليمني، ومن خلال استفتاء شعبي واسع النطاق ، وافق على أحد تلك الدساتير المقترحة ، وجرتْ انتخابات برلمانية ، ورئاسية على ضوءه ، وفقاً لضوابط ديمقراطية سليمة، وشارك فيها أنصار الله، و المؤتمر و المشترك و الحراك الجنوبي و الحراك الشمالي ، و الحراك التهامي ، و غيرها ، وفازت أحزاب اللقاء المشترك في تلك الانتخابات.
ترى ماذا كان سيجري؟ كانت جماعة أنصار الله ستبقى كقوة سياسية معتبرة ، مثلها ، مثل حزب الله في لبنان ، ولكن بدون سلاح مواز للدولة ، وهو أمر ينبغي على كل الأحزاب، و ستحظى جماعة أنصار الله ، حينها، باحترام الشعب، كونها قبلت بالمبادئ الديمقراطية ، وأسهمت في الاستقرار السياسي، وتصرفت بمسؤولية، ولم تعرض الوطن لمخاطر خارجية. بل لنفترض أنَّ أنصار الله ، هم الذين فازوا في الانتخابات وتبوءوا موقع المسؤولية وشكلوا حكومة ديمقراطية، تعكس الإرادة الشعبية ، وتمثلُ المصالح المشتركة لعموم الشعب اليمني. هل كانت السعودية، عندئذ، ستجرؤ على شن "عاصفة الحزم " على اليمن؟ وهل كان المجتمع الدولي سيقبل بالعدوان على الشعب اليمني، وعلى دولة شرعية ، و مستقلة ذات سيادة ؟ وهل كان سيترتب على تلك العملية الديمقراطية السليمة، انقسام وطني حاد تجاه العدوان، كما هو حاصل اليوم ؟ وهل كان سيجرؤ أحد الأطراف السياسية، أو الأحزاب السياسية على دعم العدوان الخارجي ضد الشعب اليمني؟ وهل كان سيضطر أنصار الله أنْ يواجهوا العدوان الخارجي بمفردهم دون بقية أبناء الشعب اليمني ؟ وهل كان سيقوم أنصار الله بإرسال قذيفة لقتل جندي سعودي في نجران اليمنية، وإرسال قذيفة أخرى ، في ذات الوقت، لقتل ناشطة يمنية ملهمة ومسالمة ، مثل رهام البدر في قلب مدينة تعز؟ وهل كانت الأوضاع السياسية في اليمن ستسمح للدول الإقليمية، كإيران والسعودية والإمارات وقطر وتركيا في اختطاف قطاع واسع من اليمنيين وشرائهم وتشجيعهم على قتل بعضهم البعض من أجل سرقة وطنهم وتوظيفه في المشاريع الإستراتيجية الكبرى في المنطقة. هذه مجرد تساؤلات حزينة في ضوء المحنة القائمة التي تعصف بوطننا العظيم ، الذي نوشك أن نفقده!
الآن يمكنك أيها القارئ العزيز، أن تفتح عينيك وتكف عن الابتسام والخيال ، وتتأمل الأوضاع التي وصلنا إليها جرا الحماقة والمغامرات السياسية الصبيانية التي لا تحكمها معاير وطنية أو عقلانية ، وتنظر [ام عينيك إلى الهوان الذي يمر به الوطن.
أين نحن اليوم؟
نحن اليوم بين فكي كماشة: فمن جهة هناك السلطة الشرعية العميلة، الغائبة فعلياً ، التي ليس لها من وظيفة سوى التبرير الغبي للعدوان الخارجي السعودي والإماراتي، ومن جهة أخرى هناك السلطة الرذيلة ، القائمة فعلياً، التي تستمد قوتها من إيران ، والتي ليس لها من وظيفة سوى تعميق سيطرتها واستعداء الخارج لمشاركتها في قتل الشعب اليمني.
ولذلك فأنَّ السؤال الأهم اليوم ، هو كيف يمكن لنا ، كشعب، أن نتجاوز المحنة القائمة ، ونخرج من بين فكي الكماشة القاتلة، ونهزم العدوان بشقيه الداخلي والخارجي، ونصون وطننا من الضياع، ونحمي شعبنا من الموت؟



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن وعلي سالم البيض وحكم التاريخ!
- تأملات في دلالات الأحداث الأخيرة في اليمن !
- جار الله عُمر سيبقى مشرقاً كالحقيقة!
- اليمن الوضع القائم والاختيارات الممكنة
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (2)
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (1)
- أضوء على العلمانية
- الضمير الإنساني والموقف السياسي!
- أي وطن هذا الذي نحلم به؟
- ما الوطن ؟
- حتى لا نفقد البوصلة تحت وقع المحنة!
- كيف نتجاوز التخلف؟
- الأميرُ الغِرُّ يغدو ملكاً!
- نداء عاجل: اليمن والطاعون القادم!
- اليمن والمخرج من المأزق القائم!
- آفاق الحرب والسلام في اليمن
- الورطة اليمنية والاستثمار في الموت!
- اليمن في خطر!
- مأزق شالري شابلن و ورطة الرئيس اليمني!
- اليمن من عبور المضيق إلى المتاهة !


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - مجرد تساؤلات في ضوء المحنة اليمنية!