أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - معاقبة العمال المضربين ماليا، سابقة جديدة في العراق!














المزيد.....

معاقبة العمال المضربين ماليا، سابقة جديدة في العراق!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 00:18
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


اصدرت بحق السيد ابراهيم راضي عقوبة بغرامة مالية قدرها 34 مليون دينار بامر قضائي في اوائل الشهر الحالي، نتيجة وعقوبة له على قيامه مع عمال اخرين بتظاهرة ادت لايقاف عمل مصفى البصرة وتوقف الانتاج قبل احدى عشر عاما حين كان حسين الشهرستاني وزيرا للنفط. وقد جرى قبل ذلك تغريم مجموعة اخرى من العمال بمبلغ قدره (74) مليون دينار. وكان قرار المحكمة "قطعيا" اي غير قابل للاستئناف. ان السبب الذي ساقه القضاء لعقوبة ابراهيم راضي هو ان عملهم قد ادى الى تسبيب خسائر نتيجة لايقاف عمل المصفى.
ان معاقبة العمال بدفع غرامات مالية نتيجة الاضرار التي سببوها لهي سابقة جديدة في العراق! حيث ان الفكرة في الاضراب هي توقف العمال عن العمل، الامر الذي سيسبب، كتحصيل حاصل، بخسائر مالية للجهة المعترض عليها والتي ينظم الاضراب ضدها، وكذلك للعديد من الجهات ذات الصلة. فـ"الخسائر المالية" التي ترتبت على قيام عمال القطارات في لندن في شهر شباط من العام الماضي بايقافهم للعمل لمدة لا تزيد عن ليلة ويوم واحد وصلت الى 500 مليون جنية استرليني، لم يبتدع اي احد فكرة ان يقوم العمال المضربون بدفع خسائر قدرها 500 مليون باوند!
لقد كثر الحديث في الاوساط العمالية عن حق الاضراب في القطاع العام، وان هذا حق يجب ضمانه كما هو مضمون للعمال في القطاع الخاص، حين تكون الدولة هي الطبقة الرأسمالية التي تستثمر عمل العامل جنبا الى جنب الشركات الاجنبية التي هي قطاع خاص متعاقد مع الدولة، يجب ان يتوفر حق الاضراب كظل مرافق لحق العمل. فحيث يوجد العمال يعملون لصالح الطبقة المالكة يجب ان يكون حق الاضراب مكفولا لهم، للمحافظة على حقوقهم في ظل العلاقة بين رب العمل والعامل. ليس من حق الرأسمالي امتصاص جهود العمال، وكم افواه العمال في نفس الوقت، انه ليس زمن العبودية. ان تحميل عبء الاضراب على عاتق افراد انما يراد به ردع العمال عن ان يقوموا باية اعتراضات او اية اضرابات، واخراس العمال عن المطالبة باي حق من حقوقهم. وقد جربت تلك الادارات وارباب العمل سياساتها المعادية للعمال بمعاقبتهم بالتسريح من العمل، او نقلهم الى مناطق اخرى كما حدث لعمال النفط في السنوات المنصرمة.
ليست قليلة الامثلة التي يهدد فيها العمال بمعاقبتهم بتطبيق قانون 4 ارهاب اذا ما قاموا باضراب عن العمل. الامر الذي يهدف الى خلق اوضاعا من الخوف والتردد لدى العمال من ممارسة حق من حقوقهم الطبيعية في ظل اقتصاد برجوازي ليبرالي وديمقراطي!! خاصة وان العمال عادة لا يقومون باضرابات الا بعد ان يكونوا قد عجزوا عن الوصول الى مطالبهم عبر التفاوض والمطالبات مع الادارات، ولم يتبقى لهم سبيل اخر غير الاضراب، من اجل اسماع مطالباتهم وارغام تلك الادارات على الاستجابة الى مطالبهم.
الا ان" ديمقراطية" الاحزاب الحاكمة وقوانينها الجائرة، اصرت على ادامة نفس السياسات السابقة للنظام، علما ان الاضرابات كانت تحدث هنا وهناك في العراق دون ان يغرم العمال لخسائر تسببوا بها بسبب اضرابهم. الا ان فساد الحكومة واحزابها وقضاءها، تفتق عن ممارسات جديدة لقمع العمال وحرمانهم من حق اولي اقرته الاتفاقيات الدولية والتي وقعها العراق. ولكن كما هو الامر عليه، بقي حبر على ورق.
وكما هو الحال مع قضية الناشط المدني باسم خشان الذي اعتقل وعوقب بالسجن نتيجة لكشفه اعمال الفساد في محافظة المثنى، وترك الفاسدون الحقيقيون يتمادون في فسادهم دون ان تلتفت اليهم المحاكم ودون ان يقدم احد شكوى ضدهم، كذلك الامر في معاقبة عمال النفط المضربين، الذين تفرض عليهم الغرامات لانهم "تسببوا في احداث خسائر"، علما ان الشهرستاني، ووزراء النفط، وكامل طواقم الحكومات التي جاءت بعد 2003 قد سببت خسائر كارثية للمجتمع في العراق دون ان يقدمها احد للمحاكمة.

ان قضائهم هو اداة سياسية، وليست جهة قضائية محايدة، لتنفيذ سياسات ومصالح طبقتهم اللصوصية ناهبة الثروات. ان النضال ضد هذه المحاكم وعقوباتها بحق المعاقبين يجب ان تواجه بالاعتراض والسخط من اجل الغاء تلك العقوبات، كما يجب وبنفس الطريقة تكثيف الجهود من اجل اطلاق سراح باسم خشان اي كانت قرارات المحكمة، ان تلك المحاكم هي محاكم طبقية سياسية، وليست محاكم قضائية مستقلة. خاصة وان عمال النفط هم خالقو ثروات المجتمع في العراق. وكما عبر عمال النفط عن حق اكثر من مرة بان رواتبكم بايديهم! اي رواتب الحكومة توفرها ايادي عمال النفط، فهم القوة الحقيقية التي تستخرج وتصفي وتصدر النفط. وبدون عملهم لبقي النفط في الارض، لا ينفع ولا يضر. يجب الغاء تلك العقوبات المفروضة على ابراهيم راضي وزملائه.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والحديث عن الدولة المدنية
- هل مقاطعة الانتخابات يصب في مصلحة الاحزاب الفاسدة والحاكمة؟
- لماذا يجب مقاطعة انتخابات 2018
- الانتخابات واعادة تدوير السلطة!
- حول طرد العمال المياومين من معمل سمنت كربلاء
- الحكومة ومحاربة الفساد والارهاب!
- العبادي: -جباية- الكهرباء لصالح الفقراء وبضرر الاغنياء!!
- بالامس داعش واليوم -الرايات البيضاء-! مات داعش وعاش داعش!
- تأسيس حزب سياسي للحشد الشعبي!
- نادية محمود - نائبة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الع ...
- حكم اللومبين -الشقاوات- السعودي!
- الحرب على حدود كردستان وحسم مصير الدولة في العراق
- كركوك واستفتاء كردستان: وحدة الاراضي العراقية ام السيطرة على ...
- مطلب استقلال كردستان، مطلب جماهير كردستان وليس مطلب البارزان ...
- لمصلحة من يرفض استقلال كردستان؟
- الاستفتاء و-وطنية- اليسار القومي العربي!
- البرلمان العراقي والالحاق القسري لكردستان!
- خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟
- حول قانون التأمينات الاجتماعية او الضمان الاجتماعي
- اغلاق البارات والرأسمالية الطفيلية في العراق!


المزيد.....




- السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام ...
- السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث ...
- Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
- 25 November, International Day for the Elimination of Violen ...
- 25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
- استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين ...
- هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
- متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع ...
- استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ ...
- -فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - معاقبة العمال المضربين ماليا، سابقة جديدة في العراق!