أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - سمير أمين يخون الإنسانية














المزيد.....


سمير أمين يخون الإنسانية


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 00:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إلغاء الخطة الخماسية الخامسة عام 1953 في الاتحاد السوفياتي كان اكبر مؤامرة على مصير البشرية التي كانت تتقدم بخطى حثيثة نحو الرقي في سلم الإنسانية عندما كانت قوى التقدم الشيوعية بقيادة البلاشفة تفكك الرأسمالية جزءا جزءا بعد أن كنست الرايخ الثالث النازي من على مسرح التاريخ. نقول ذلك بكل ثقة لان الخطة كانت تتعهد بنقل البلاد إلى عتبة الشيوعية و هو ما يعني أنها ستتجاوز مستوى إنتاج و مستوى رفاه الدول الرأسمالية بكثير، الشيء الذي كان سيزيد من ثقة البروليتاريا العالمية في المشروع اللينيني و بالتالي اللحاق به رغما عن انف القوى الرجعية و على رأسها البرجوازية الوضيعة.

نتج عن هذه المؤامرة التاريخية عدة مؤامرات أخرى قطعت الطريق على كل مراجعة أو تصحيح من طرف الشيوعيين الخلص و هو أقصى ما يمكن أن يبتغيه مجندو البورجوازية الوضيعة لأنهم لم و لن يستطيعوا إن يقطعوا الطريق على فعل قوانين تطور المجتمع التي ستنقل البشرية إلى الشيوعية -كما اكتشف ماركس و انجلز- و إن سخرت القوى الرجعية كل مكرها .

نتج عن إلغاء الخطة الخماسية إذن إلغاء دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي لتنتقل السلطة إلى العسكر و زمرته و هم من البورجوازية الوضيعة و نتج عن ذلك أيضا انصهار اللحمة العضوية التي كانت تجمع بين الثورة الاشتراكية السوفياتية و الثورة الوطنية في باقي الأطراف. و عن ذلك أيضا نتجت مؤامرة كبرى كانت وراء اكبر سرقة في التاريخ، إنها إعلان رامبوييه عندما لم يجد المجتمعون الخمس الكبار في ضواحي باريس عام 1975 أي إسعاف للرأسمالية التي أنهكت كل قواها في مقاومة الشيوعية.

الغريب هو ان معظم الشيوعيين لا يولون اهتماما لهذا الحدث و هو الغاء الخطة الخماسية الخامسة و ما نتج عنها و لكأن الخطة لم تتعهد بنقل جمهوريات الاتحاد السوفياتي الى عتبة الشيوعية. لم يجادلوا في الخطة و هل كانت فعلا ستنقل الاتحاد الى عتبة الشيوعية؟؟؟ مساءلة الخطة الخماسية الخامسة بمنهج ماركسي هي واجب الشيوعيين اليوم للتعرف على راهننا و هو الامر الغائب لدى عامة الشيوعيين و منهم سمير امين.

تنظيرات الدكتور سمير أمين يعتريها الكثير من الاختلال، فلا هي من صلب الماركسية كما يحب أن يراها أنصاره و لا هي تطوير لها كما يدعي ، و أكثر من ذلك فانه يخون الإنسانية و هو يغطي على اكبر مؤامرة العصر –إعلان رامبوييه-. ففي استجواب له نشر في الحوار المتمدن :"الرأسمالية شاخت و الحركات الاجتماعية قد تأتي بتقدميين أو فاشيين" ، قال :" تسمح الصين بتقويض النظام المالي المعولم .بل تمول تحطيمه الذاتي بتمويل العجز الأمريكي وتشيد بالتوازي أسواقا إقليمية حرة أو مستقلة من خلال "مجموعة شنغهاي" والتي تضم روسيا، لكن ضمنيا أيضا الهند وآسيا الجنوب الشرقي.في عهد كلينتون، ارتقب تقرير للأمن القومي الأمريكي حربا وقائية ضد الصين. ولمواجهة هذا اختار الصينيون المساهمة في الموت البطيء للولايات المتحدة الأمريكية بتمويل عجزها. سيكون الموت المفاجئ لوحش من هذا النوع خطيرا جدا."


كيف لسمير أمين أن يقول بان الصين تسمح بتقويض النظام المالي المعولم و هي تحتفظ بما يزيد عن تريليونين دولار من سندات الخزينة الأمريكية غير قابلة للتداول في السوق و لازالت تشتري منها أيضا. الصين بهذه العملية يا دكتور لا تقوض النظام المالي العالمي بل هي تمدد من عمره قدر الإمكان. الحزب الشيوعي الصيني اختار أن يمدد من عمر الدولار المتهاوي على حساب الطبقة العاملة في الصين. العمال الصينيون هم منتجو البضائع التي تكفل الدولار الامريكي. نذكر دكتورنا أن الصين قبلت بهذا النهج منذ زيارة نيكسون لها رفقة كيسنجر عام 1972 أي بعد انهيار الرأسمالية .

الحزب الشيوعي الصيني عبد الطريق للبورجوازية الوضيعة في القلاع الرأسمالية المنهارة أن تحكم قبضتها على السلطة و تكمل انحراف قاطرة التاريخ الذي بدأته البورجوازية الوضيعة في الاتحاد السوفياتي بعد إلغاء الخطة الخماسية الخامسة، مع العلم انه أول حزب شيوعي رصد انحراف خروتشوف، عبر قبوله بان يفعم الدولار الامريكي بعرق بروليتاريا الصين بعد أن لم تعد بروليتاريا أمريكا تنتج ما يكفي الأمريكان.

هل تساءل سمير أمين يوما ما لو طرحت الصين في السوق ما تملك من الدولارات ماذا يمكن أن يحصل "للوحش الامريكي"؟؟؟ أكيد أن دكتورنا يعرف حصيلة ذلك و إلا لما خلص إلى أن الموت المفاجئ لأمريكا سيكون خطيرا جدا.

الحزب الشيوعي الصيني لا يمول التحطيم الذاتي للنظام الدولي المعولم، كما يدعي دكتورنا "الأمين" الذي يبدي تعاطفا معه ، بتمويله العجز الامريكي بل بالعكس تماما انه يرغب في الإبقاء عليه لأنه يعي أن انهيار هذا "النظام" المالي سيجرف كل "نظم" البورجوازية الوضيعة في كل بقاع العالم إلى الانهيار و على رأسها الصين و آنذاك لن يبق للبشرية خيار أخر غير الإعداد للحياة الشيوعية التي يعاديها الحزب الشيوعي الصيني.



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى المئوية لثورة البلاشفة.
- الخدمات: حجر العثرة التي زلت عندها أقدام -الماركسيين- (1)
- مؤشر الإنتاج الصناعي و حسين علوان حسين
- -مفارقة النمري- تصحح -مفارقة تريفان paradoxe de Triffin-
- هل للماركسية -مستقبل-؟
- مساهمة في نقد خلاصة قراءة الرفيق النمري المختلفة للتاريخ
- عندما يدافع الاسدي عن الأسد...!!!
- حقيقة المخابرات السوفياتية
- -كل ما أعرفه هو أنني لست ماركسيا-
- مات ستالين ذبلت الاشتراكية
- ثروة -الأمم- الاستهلاكية
- -صنع في أمريكا- بين ترغيب اوباما و تهديد ترامب.
- حول شيوعيي البورجوازية الوضيعة
- ضباع البورجوازية الوضيعة الروسية تغرق في الفاشية
- رأسمالية بدون رأسماليين !!! حوار مع الرفيقة نجاة طلحة
- من هناك نبدأ و من ثمة المنعطف.
- حول ملخص كارل كافيرو لرأس المال
- رأسمالية بدون إنتاج بضاعي !!! حوار مع الرفيق حسقيل قوجمان.
- ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟2
- ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل ...
- تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل ...
- انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي ...
- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - سمير أمين يخون الإنسانية