|
منتدى دافوس.. الحفاظ على مصالح الدول الكبرى!
فهد المضحكي
الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 09:23
المحور:
الادارة و الاقتصاد
في هذه السنة انعقد منتدى دافوس الاقتصادي في الفترة من 23 إلى 27 يناير تحت شعار (بناء مستقبل مشترك في عالم مفكك) والمنتدى هو مؤسسة غير ربحية مستقلة تأسست عام 1971 والهدف منها تطوير العالم عبر طريق تشجيع الأعمال والسياسات في العالم.
كتب تامر ابو العينين ممثل وكالة الانباء الكويتية «كونا» في المنتدى ان المشاركين اجمعوا على ان «العولمة لم تكن عادلة في توزيع مكاسبها بين الجميع».
كل عام يبحث المنتدى قضايا وأزمات دولية دون تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، في العام الفائت كان جدول أعمال المنتدى مليئة بالقضايا الملحة والشائكة من بينها البطالة العمالية وانهيار الدول والصراعات والنزاعات الدولية والهجرة القسرية وأزمة الطعام، الا ان هذه الأزمات لا تزال دون حل يذكر ولا تزال الدول الكبرى تمارس سطوتها على الدول الفقيرة!
وحين نتساءل ما الذي حققه دافوس أو بالأحرى ما الذي انجزه من تلك القضايا؟
لا تزال الظواهر مقلقة حقًا، فالبطالة زاد معدلها وكذلك الفقر وارتفعت الاسعار، وتضاعفت الهجرة القسرية، وزاد عدد اللاجئين السورين، إذ بلغ اكثر من 5 ملايين في جميع انحاء العالم.
وفي مقابل ذلك ثمة ازمات اجتماعية وسياسية مستعصية على الحل كالجوع وانتشار الأمراض وقتل وتعذيب المعارضة السياسية.
تقول الوكالة المذكورة لقد شددت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على أهمية «عدم تخلي أوربا عن افريقيا في مسارات التنمية المستدامة والتجارة العادلة كي تتمكن القارة السوداء من تجاوز ازماتها» التي عزتها ميركل إلى «الماضي الاستعماري الأوروبي في القارة».
في حين اقرت (ذات المصدر) بان الاتحاد الاوروبي لا يتمتع بالسيادة في سياسته الخارجية، ويعني ذلك ان اوروبا لم تتمكن من الماركة بفعالية في صياغة الحلول للمشكلات الدولية السياسية والاقتصادية!.
أما الرئيس الفرنسي يعتقد ان الحلول عبر المزيد من الاصلاحات الاقتصادية ودفع وتحفيز مسارات التجارة الدولية بما يضمن استمرار النمو الاقتصادي وتوزيع ايجابياته على الجميع بما فيها مسارات التعليم بما تواكب التغيرات التي يتطلبها سوق العمل.
ولعل أهم ما أكد عليه رئيس وزراء كندا جوستين ترودو في دعوته المتعلقة بدعم صندوق شراكة عالمية هو دعم التعليم في الدول النامية الفقيرة في العالم، كما أكد على تشكيل تحالف استراتيجي مع امريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا - من دون الصين - لتعديل مسار اتفاق الشراكة التجارية الذي كان قائما بين دول المجموعة ثم خرجت الولايات المتحدة منه.
وفي الوقت الذي شدد فيه الرئيس الامريكي ترامب على شعار «أمريكا أولا» اي شدد على مصالح الاميريكيين فوق كل اعتبار وعلى مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط، فان اهم المآخذ عليه - كما تشير «كونا» - انه لم يتطرق إلى دور وجهود بلاده في المساعي الرامية لتعزيز التعاون الدولي في حماية البيئة وتعزيز اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وحل مشكلات الفقر والجوع والمرض في العالم، ودعم الدول الأقل نموا في مسارات التنمية المستدامة، ما اصاب كثيرين بالاحباط!
استعرضت «كونا» ووكالات أخرى أهم ما جاء على هامشي المنتدى، حيث برزت مشكلات أخرى مثل الاخفاق في العولمة العادلة وعدم وأد الصراعات الجيو - سياسية قبل اندلاعها والفشل في علاجها في اسرع قت اضافة إلى الاخفاق الدولي في دعم مسارات التنمية المستدامة في إفريقيا ما يؤدي إلى تدفق موجات المهاجرين الأفارقة إلى اوروبا.
لم يكن منتدى دافوس في نظر المحلل السياسي د. محمد الملكاوي سواء لقاء يقود العالم إلى الانهيار والهاوية، وهو لم يكن الا أداة للسيطرة المالية والحفاظ على مصالح الدول الكبرى على حساء فقراء العالم، وهو بمثابة ميزان الحرارة يقيس مدى خضوع العالم بأسره للمؤسسة المالية التي تتحكم بها كبرى الشركات والبنوك العالمية، اضافة إلى تقديم جرعات المورفين للشعوب المنهكة بالفقر والجوع.
قبل عام كتب «ستيفن فيدلز» في صحيفة وول ستريت جورنال ان النظام الاقتصادي العالمي يترنح بعد التطورات الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة (قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة) وأن هناك خطرًا على مسيرة التكامل الاقتصادي العالم التي انطلقت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن نظام العولمة الذي تميز بالتدفق الحر للسلع ورؤوس الأموال يواجه الآن اختبارًا حرجا لانه رغم تعظيمه للثروات فقد فشل في انتشال فئات واسعة من قاع الفقر، وخلق مشاعر لدى قطاعات كبيرة في الغرب بانعدام المساواة والاغتراب عن الأنظمة التي لم تحقق لها الرفاه المنشود.
كما أظهر مقياس «ايدلمان» السنوي للثقة الذي صدرت نتائجه قبيل بدء اجتماعات دافوس 2017 غالبية الشعوب ترى ان النظم الاقتصادية والسياسية خذلتها!
وتشير دراسة اعدتها منظمة Oxfam اوكسفام (وهي منظمة خيرية عالمية لمكافحة الفقر والأمراض وسوء المناخ) إلى ان 1% فقط من سكان العالم اصبحوا يسيطرون على حوالي 50% من الثروات العالمية.
#فهد_المضحكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة حرية وتحرر وتنمية
-
علوي شبر
-
عن الأزمات والضرائب!
-
حديث حول تآكل الطبقة الوسطى!
-
لماذا انتفض الفقراء في إيران؟
-
صلاح عيسى.. حياة مليئة بالنضال والإبداع
-
الظاهرة الصوتية!
-
بطالة الشباب في الدول العربية!
-
كيفية مواجهة الفساد!
-
متحف للمرأة الإماراتية
-
تلاعب صندوق النقد الدولي.. اليونان أنموذجاً!
-
إنهم يهزون الأرض
-
حول العدالة الاجتماعية!
-
نقمة النفط!
-
طه حسين
-
حول الوضع الداخلي الإيراني!
-
هنيئاً للمرأة السعودية
-
شبه الجزيرة الكورية والمصالح الأمريكية!
-
تحديات اقتصادية وسياسية!
-
حرية تداول المعلومات!
المزيد.....
-
إحداها عربية.. تصنيف للمدن من حيث كثافة المليارديرات بين سكا
...
-
بيتكوين ترتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 98 ألف دولار مد
...
-
صعود أسعار النفط مع استمرار التوترات الجيوسياسية
-
دبي تنتج أكبر سبيكة ذهبية في التاريخ (فيديو)
-
مؤتمر -كوب 29-: أنشطة سوكار للطاقة...بين المصالح الاقتصادية
...
-
إسراكارد تحت ضغط التضخم وخسائر القروض المتعثرة تفوق 33%
-
إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني
...
-
-أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا
...
-
أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
-
سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|