أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صموئيل ميشيل نسيم - كيف يغفر الله ؟! (2)














المزيد.....

كيف يغفر الله ؟! (2)


صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)


الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 11:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الطريق الثاني .. هو طريق يحترم قانون الله بعدله وقلب الله برحمته .. وهو طريق الفداء لغفران الخطايا .. فكرة الفداء للتبسيط قد نذكر قصة إبراهيم وابنه أسحق – إسماعيل في بعض الروايات الإسلامية – حين أمر الله خليله بذبح ابنه ثم عند طاعة إبراهيم الكاملة لله فدا الله ابن إبراهيم بكبش ( فديناه بذبح عظيم ) .. كان هذا مثالاً عملياً لفكر الله عن مفهوم الفداء لم يكن اختبار لطاعة إبراهيم وهو قد وصل لنهاية عمره بالتأكيد ..
وهيئ لهذا الفكر شعبه المختار – بني إسرائيل – بالشريعة الموسوية بتقديم ذبائح تكفيراً للخطايا بأن يضع الخاطئ يده على الذبيحة ويتلو عليها خطاياه ثم تذبح تكفيراً له ..
( حتى هذا كان يتم في الكثير من العبادات الوثنية الأخرى مرضاة للآلهه ولربما يؤكد هذا أنها كانت من نبع واحد وهو نوح بعد الطوفان الذي قدم الذبيحة لله اتساقاً مع فكر الله وتناقلت الفكرة بين الأجيال إلى أن تشتت البشر في الأرض وظلت فكرة الذبيحة لكن أختلفت الفكرة عن لماذا هي ؟ ولمن هي ؟ )
لكن فكرة الذبيحة التي اعطاها الله لشعبه كوسيلة للغفران ما هي إلا لتحضير أذاهنهم عن الذبيح الأعظم .. الفادي الوحيد الذي يغفر الخطايا نيابة عن الخطاة .. فيقول الكتاب عن الذبائح " هل أتقدم بمحرقات بعجول أبناء سنة ؟ هل يسر الرب بألوف الكباش بربوات أنهار زيت ؟ هل أعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي ؟ "
فدم التيوس والعجول لا يغفر خطية الإنسان .. لا يستطيعوا فداء الإنسان فهم في طبيعة مختلفة عن البشر .. فمن هو ذاك الذي يقبل أن يتحمل عني إثمي ؟! الذي هو من نفس ذات نوعية بشريتي وفي نفس الوقت بلا خطية ليستطيع أن يحمل هو خطيتي أنا بدفع ثمن كسري لقانون الله أن " أجرة الخطية هي موت " ؟!! وأن تكون ذبيحة غير محدودة لتشمل كل البشرية وليس لإنسان واحد .. لذلك كان يصرخ أيوب البار لله قائلاً " لأنه ليس هو إنساناً مثلي فأجاوبه، فنأتي جميعاً إلى المحاكمة .ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا " .
وهنا جاءت خطة الله لفداء الإنسان بالمسيح الذي هو بلا خطية وفي نفس الوقت من نفس ذات نوعيتي البشرية بناسوته وبلا محدودية بلاهوته .. فهو كلمة الله المتجسد .. طبيعة بشرية محدودة (ناسوت) × طبيعة إلهية غير محدودة ( لاهوت) = الله المتجسد غير المحدود ( المسيح )
ولتبسيط فهم طبيعة الغفران في هذه الطريقة .. شخص في بيت آخر قد كسر له شيئاً ثمين .. أمام صاحب البيت طريقان لا ثالث لهما .. أن يدفع الضيف ثمن ما أتلفه ( أجرة التعدي والخطية ) أو أن يغفر له وهنا هو من يدفع ثمن ما اتلفه الضيف ( الفداء ) فلابد من وجود من يدفع الثمن ...
( حيث يوجد غفران هناك من يدفع الثمن .. "ماهر صموئيل" ) .. فإما أنا أدفع ثمن خطيتي والتعدي على قانون الله وبالتالي ينفذ حكم الموت الأبدي بالانفصال عن الله فيّ .. أو أطلب من الله من يحمل عني أنا الدفع .. من يسدد ديون الخطية ليحقق هنا معضلة عدل الله ورحمة الله في شخص المسيح – الله المتجسد – فعدل الله ورحمته للبشر في كمال دون نقصان ..
في الختام أمامي طريقان لحل معضلة الخطية .. إما أن أتحمل أنا خطيتي أو أقبل أن أحصل على غفران مدفوع الثمن بفداء المسيح .. لكن لابد من دفع الثمن فلا غفران بدون دفع ثمن .. ولا غفران بمبدأ ( معلش تعديت على قداستي بخطيتك متعملهاش تاني ) .. ولا غفران بأعمال حسنة في ميزان لأننا في الموازين إلى فوق .. أمام قداسة الله لن يتزكى أو يتبرر حي ..
فكيف يغفر الله الذنوب ؟ هل بأعمال صالحة وحسنات وسيئات وموازين .. أم بتفعيل تام لقانونه الالهي أن أجرة الخطية هي موت وبالتالي لابد من وجود من يتحمل الثمن ...
وأين عدل الله بأن ينفذ قانونه في المسيح ؟!
لأنه أحبني ...
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ..



#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)       Samuel_Michel_Nessiem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يغفر الله ؟! (1)
- إله العهد القديم .. إله دماء ؟!!
- المهزلة .. مقتطفات 7
- المهزلة .. مقتطفات 6
- انتفاضة الخبز
- إلى أماكن لاتعرفني
- المهزلة .. مقتطفات 5
- من هنا مررنا
- ما الجديد في انتظار عام جديد ؟!!
- لا تخطُ على الدماء
- آذار
- أحنُ
- ثورة الغلابة .. عقلياً
- أرحل .. نحن لسنا ألمان
- أعيديه
- إيقاع منعدم
- من فوق كروب
- السماء التي هي موطني
- المهزلة .. مقتطفات 4
- المهزلة .. مقتطفات 3


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صموئيل ميشيل نسيم - كيف يغفر الله ؟! (2)