أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة الحصي - كلام في الرومانسية














المزيد.....

كلام في الرومانسية


فاطمة الحصي

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 15:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بمناسبة عيد الحب العالمي الذي تحتفل به دول العالم في 14فبرايرمن كل عام ، تسألني مذيعة التلفزيون صافي رمضان في برنامج بيت العيلة من اعداد المتميز أيمن عبد الله حول معنى الرومانسية وماهى دلالالتها ، وكيفية التعبير عنها وأسئلة أخرى عديدة …
والغريب أنها أسئلة لم تحضرني ولم تخطر على بالي يوما ! فالحياة اليومية في بعض الأحيان لا تجعل لديك فرصة لكي تلتقط أنفاسك وتتساءل حول هكذا أسئلة لتعرف دلالات بعض الأمور لديك وخاصة تلك القضية التي اهتمت بها المذيعة الشابة فهى مازالت في طور الشباب وقد انشغلت بقضايا عصرها وسنها ،وهو أمر طبيعي للغاية ..
هكذا وضعتنى الفتاة الشابة في موضع تفكير حول الرومانسية ، وهو ما لم يخطر لي على بال ، ووجدتني أفكر في الرومانسية فأكتشفت أنها قد اتخذت لدي منحى آخر لم يجد لدى الفتاة الشابة هذا الشغف الذي حملته أسئلتها وأعتقد أنني قد خيبت أملها ..
حينما فكرت فى الرومانسية
romantic ذلك المصطلح الفرنسي
الذي يدل على قمة الخيال والغرق في الأحلام والبعد عن الواقع إلا أنه اتخذ لديّ منحى آخر مختلف بعض الشئ عن هذا الاتجاه فالرومانسية من وجهة نظري تعبر عن رؤية الجمال في كل ما تشاهد وتسمع على مدار حياتك اليومية .أن ترى في الشجرة الباسقة وأوراقها الخضراء جمال خفي لا يراه سواك ، الرومانسية هى أن تسير في شارع ملئ بالمهملات فلا ترى سوى تلك القطة ذات العيون الخضراء فتتأمل جمالها وحركاتها الرشيقة ، الرومانسية أن ترى سلوكيات البشر المليئة بالاحساس والحب وعطاء ، وأن تسلط عليها الأضواء لكي تقول أن في هذا السلوك يوجد جمال ورقي وروعة ، الرومانسية هى أن تتعامل بجمال واحترام ومحبة وبلا نفاق مع الآخر ..الرومانسية هى أن ترى المميزات قبل العيوب ، وان تسلط عليها الأضواء وتقويها ..
هكذا هى الرومانسية في تفكيري البسيط ، وحينما تتساءل الفتاة الشابة حول كيف نربي أبناءنا على الرومانسية يكون ردي هو أننا حينما نأخذ أبناءنا إلى الحدائق والى أحضان الطبيعة الخلابة لكي يتأملوا لحظة الشروق ولحظة الغروب ، ويستمعون الى زفزقة العصافير وهمهمة الحمام وحتى نعيق الغربان ، ان أسلط الضوء على ايجابياتهم وأتغاضى ولوقليلا عن سلبياتهم فأنني بلا شك أزرع بداخلهم كل الرومانسية ..
وهكذا نربي أبناءنا على حب الجمال والخيروالعطاء لأن الطبيعة تمنحنا كل هذا وزيادة ..
ولأن الفتاة الشابة مهتمة بالعلاقات العاطفية والزوجية فقد تساءلت حول كيفية تعامل شخص مع شخص يحبه ، وكيفية اختيار الانسان الرومانسي وهل لو وقعت في غرام شخص ليس رومانسي تتركه أم لا …تساؤلات مشروعة وتعكس قلق مستقبلي مشروع حول اختيار الشريك المناسب ، والانسان الرومانسي (حسب تعريفي هنا هو المحب للجمال وللطبيعة وللإنسانية )هو انسان لن يرتاح في علاقاته الا مع من يشبهه ، وذلك لأن روحه هى الحاكم الأول والفعلي في هكذا علاقة ، واذا لم تتسق روحه الحالمة التي تتوق إلى الجمال مع روح من تتعلق به وتحبه فسوف ينفر منه عاجلا أو آجلا ، وسيكون هذا الشخص أشبه بمن أدخل نفسه الى سجن صغير مع شخص لا يفهمه ولا يستوعب روحه ، ولهذا لا يجب علينا الاستسلام لمن هم دون أرواحنا وعلينا أن ننسجم في اختياراتنا العاطفية مع ما تتصف به أرواحنا …وهو ما لن يتأتى الا بالحوار العاقل والهادئ ، فالحوار مع الزوج والإبن والأخ ، بل ان الحوار مع كل المحيطين بنا هو المدخل الأساسي للسلام بين البشر والسلام النفسي للإنسان مع ذاته ، وهو قمة الرومانسية في نهاية الأمر ..

=======

*دكتوراه في أصول التربية
كلية الدراسات العليا للتريية
جامعة القاهرة



#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
- المقاومة الثقافية عند محمد أركون
- أض الخوف
- الدوغمائية فى حياتنا اليومية
- الاعلام بين الهدم والبناء
- المزاودة المحاكاتية ..والأرثوذكسية فى مجتمعاتنا العربية
- أزمة مثقف
- تجديد الخطاب الدينى بين محمد أركون واسلام البحيرى
- المصرى حسن حنفى بعيون اللبنانى على حرب ...!
- قراءة لقضية اسلام البحيرى الاعلامية فى ضوء فكر محمد آركون
- التنمية البشريه بالمرحلة الابتدائية.....
- فى ذكراه نتساءل : هل تعمد الغرب تجاهل فكر محمد اركون ؟!
- الطريق الى الثورة يبدأ بالتفلسف
- التعليم وقضاياه فى دستور مصر 2014


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة الحصي - كلام في الرومانسية