أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عبد القوي - لماذا أحب الكتابة ؟!














المزيد.....

لماذا أحب الكتابة ؟!


محمد عبد القوي

الحوار المتمدن-العدد: 5787 - 2018 / 2 / 14 - 10:06
المحور: سيرة ذاتية
    


أحياناً أكتب مقالاً لو قرأه أحدهم لصنَّفني علي أني أكفر زنديق في العالم، وأحياناً أخري أكتب مقالاً لو قرأه أحدهم لصنَّفني علي أني أتقي مؤمن في العالم، لكني في الحقيقة لست هذا ولا ذاك، إني أفعل نفسي وأتلائم مع وجداني ومشاعري فقط

إن الأم أحياناً تبطن لوليدها كل الغضب والحقد الدفين لدرجة تصل بها إلي إيذاءه، إنها تغضب وتدعي علي إبنها وتؤذيه لأنها تتلائم مع وجدانها ومشاعرها، لكن فعلها هذا هو إستناءٌ لحياتها - إستثناءٌ لوجودها، أما القاعدة فهي المحبة - هي حب الأبناء والزوج والبيت - حب إستمرار الحياة كما هي طبيعتها، لهذا لا يجب أن ينزعج أحد من مقالٍ أكتبه يصدم ثوابته وإيمانه بما إعتاد عليه لأني أتلائم مع وجودي تماماً مثلك في تعاملك مع زوجتك وأبيك وأخيك وإبنك ...إلخ

لكن لماذا أحب الكتابة ؟! ما هو سر هذا العشق ؟!

دعني أسرد عليك هذا التتابع لتعرف : TGCCTGGACTTCGCGCGACTATAGAGCGCGAGCGGCGTGAGC

إن هذا التتابع من الجينوم المكتوب بداخلك والذي يختص بالتواجد في عينيك تحديداً، يتم ترجمته فوراً مع كل رمشة عين ترمشها وأنت تقرأ هذه الكلمات

إن جسدك وكل ما فيه من خصال عبارة عن معلومات مكتوبة، لهذا لم تكن الكتابة إختراعاً جديداً يؤدي إلي تطور الإنسان فحسب، وإنما هي - أي الكتابة - في ذاته - أي في ذات الإنسان - في داخله - في كل نبضة ينبضها قلبه - وفي كل نظرة من عينه إلي الكون والحياة، ومن يكتشف تلك الحقيقة ويحسُّها ويستشعرُ بها سيحب الكتابة، بل سيعشقها عشقاً لأنها المعبر عن كل شيء حتي عن ذاته

لهذا أنا أحب الكتابة وأتعشقها عشقاً ...

إني أكتب كلما أحيا وأتغذي وأجوع وأنام وأصحو وأحب وأتعاطف وأشعر وأنظر إلي الباسمين والباكين والمضروبين والمشنوقين والمتألمين والملتاعين والثكالي
إني أكتب كلما أنظر إلي الأقمار والنجوم والكواكب المتسكعة في سماء لا تهتم لبكاء طفل أو أنين إمرأة أو إهتزاز كهل عجوز متألم من ضعفه وكهولته
إني أكتب كلما يعوي الذئب ويغني الطير - كلما يئن الجريح الأليم
إني أكتب بالهدف والحافز والأسلوب الإضطراري الذي تكون به الطبيعة برقاً أو رعداً أو مطراً أو فيضاناً أو زلزالاً أو حياةً أو موتاً أو سروراً أو دموعاً
إني أفعل نفسي والكون، إني أغني حين أكتب وأغني بالكتابة لأخاطب الموتي والحياة والديار الخالية

ليست الحياة وقيمتها سوي كتابة وتعبير، وعظمتها تتوقف علي مدي عظمة الكتابة وعظمة التعبير .



#محمد_عبد_القوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُمكِنْ أن يكون للقمر - قمرٌ آخر تابع ؟!
- كلمة لرجال الدين
- لماذا يجب الفصل بين الدين والعلم ؟!
- ما فائدة التعرُّض للشمس ؟!
- القرءان الكريم ليس كتاباً علمياً
- الحب - محور حياة الإنسان
- سطورا من التراث الفلبيني لها حكمة بليغة
- نظرة فاحصة للتراث الشيعي
- إنتقام قريش من الإسلام ونبي الإسلام
- الكهنوت والدين ...مختصر علاقة متضادة
- متي نكون متقدمون ؟!
- إحذر من مقولة (السلف الصالح)
- قصة علم الغدد الصمَّاء
- السؤال ...سر التحضُّر
- معجزة - إسمها - الجسم البشري
- ماذا لو عرف العرب الفرق الجوهري بين الفكر والشخص ؟!
- نحن آكلين لحوم البشر
- التَيَقُّنْ - منهج بدائي
- الإستهانة بعقل المتديِّن وسلبه من أخطر الآفات المجتمعية
- حينما تكونُ إنساناً


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عبد القوي - لماذا أحب الكتابة ؟!