|
التواصل والخطاب في احتجاجات الريف: قراءة سوسيوسميائية
. وديع جعواني
الحوار المتمدن-العدد: 5787 - 2018 / 2 / 14 - 10:07
المحور:
المجتمع المدني
ملخص: عرف الريف المغربي ثورة/حراكا شعبيا، ميزته أشكال من التواصل والخطاب، غلبت عليه التقليدانية في التعبئة والاحتجاج، وتميز خطابه بالازدواجية، وبتنوع المخاطب، لم يستفد كثيرا من أشكال الاحتجاج والتنظيم التي عرفتها ثورات الربيع العربي، لكنه مع ذلك تمكن من توحيد أبناء الريف، وحقق مكاسب كبرى، سياسية واقتصادية للمنطقة. لم يستطع أن يخفي الصراع المبطن بين أبناء المنطقة وباقي المناطق المنعم عليه. ليس له زعيم مؤسساتي، ولا تنظيم رسمي له. غاب عنه التوظيف العملي والدقيق لوسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك خلق وحدة اجتماعية لم يشهدها التاريخ المغربي، عندما استطاع أن يدمج المرأة والشيوخ في التغيير الشبابي.
أولا: مدخل إشكالي: 1-إشكالية تارخيانية الصراعية العصبية: حراك الريف، حمولة مصطلحية غنية بالدلالات، عرقية قبلية وعصبية، وأخرى ممارساتية، لا تتوقف عن التغير. الحراك كلمة عنكبوتية تخفي غابة من الاستقلابات الحيوية، غزارة من الفقاعات وقارورات الغاز المنتفخة يوما بعد آخر. الريف كلمة تختزل الهوية والمعاناة والإرادة الجمعية ووحدة المحنة والمصير، وتبعث على صراع دفين وعداء خفي ومعلن من زاوية أخرى. الحراك في سياقاته، لا ينفلت من حكم الكونية(العولمة) ومن قبضة الإقليمي(ثورات الربيع العربي/الأمازيغي/الديموقراطي) ومن غليان محلي(التهميش والإقصاء والاحترار الاقتصادي والاجتماعي). قد يكون صرخة في وجه الوطن، الإدارة، المخزن، والمناطق المنعم عليها(المغرب النافع/المركز)، ووعيا بأهمية المساهمة في التغيير والمطالبة به، وتعبيرا عن أزمة اقتصادية حقيقية بشمال المغرب، بعد التضييق على الزراعة والاتجار في المخدرات، وبعد تراجع عائدات المهاجرين، بسبب الأزمة المالية العالمية وانحسار التكافل والتضامن الاجتماعي وارتفاع تكلفة المعيشة وتناقص فرص التأطير والعمل. يرى كثيرون من أبناء العمق المغربي أن للحراك أبعادا سياسية قوية في دواخله، رغم ما قد يحمل محركوه من هموم المعيشي اليومي، ومن معاناة اجتماعية خانقة بالشمال، لكن من عين ريفية، الحراك محكوم بالدونية الغيرية وبالعزة الذاتية، هذا التناقض عندما تغذيه الأزمة يتحول إلى نداء ومطالبة وانتفاضة، والغريب أن الريفي في أعماقه ما زال قبليا حتى النخاع، تحكمه العصبية، فهو في صراع مع الذات والقريب، لكن هؤلاء يتناسون خلافاتهم ليصبحوا كتلة في مواجهة الغير، وهو ما يقع اليوم، وللأسف تم تغييب هذه الطبيعة. لا شك أن دراسة حراك الريف سوسيولوجيا مغامرة محفوفة بالمخاطر، أولا لطابع المنطقة العصبي، ولشدة التكتل ولعمق الايدولوجيا الريفية، المتمثلة في الصراع الدفين بين ابن المنطقة وأبناء باقي مناطق المغرب، وخاصة قاطني المراكز والصحراء، مغامرة لأن الحراك لم يتوقف وليست هناك وصفة سحرية لعلاجه، وأية وصفة ما هي إلا خبو جمر في رماد، ومن جهة أخرى أية مقاربة لحراك الريف لا يمكنها أن تقف عند الحقيقة كاملة، فما يصرح به في العلن لن يكون كامل الحقيقة، كما أن المتزعمين للحراك لا يعرف عنهم النشاط السياسي المؤسس، ولا مرجعية واضحة لهم، ومنه يصعب الحكم. يمكن الرجوع إلى الكثير من الوثائق حول الموضوع، ومن أهمها، كتاب ديفد هارت، القبيلة والمجتمع في ريف المغرب ، أو من خلال دراسات روبير مونتاني وخاصة المتعلقة بسوس، "البربر والمخزن" ، ودراسات العربي المساري ومنها كتابه "محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن" وبحث محمد الخمليشي ، كما يمكن الوقوف عند عشرات المقالات ومئات التقارير الصحفية، التي تؤرخ لما عاشته منطقة الريف منذ ثورة 1958، ومنها حوار المؤرخ إبراهيم القادري بوتشيش مع "العربي الجديد"، والذي أكد في حديثه عن علاقة منطقة الريف بالدولة أو "المخزن" في مرحلة ما بعد الاستقلال، هو نبش في ذاكرة ملتبسة لتاريخ الريف القريب، قد تكشف بعض المصطلحات ملامحها الغامضة، وهي مصطلحات مثقلة بالدلالات التاريخية من قبيل "جمهورية الريف"، و"عام إقبارن" و"الأوباش"، ثم "طحن مو" في واقعة مقتل بائع السمك. ويختصر بوتشيش هذه العلاقة الملتبسة بين الريف والدولة في ثلاث محطات، الأولى أعقبت استقلال البلاد مباشرة، وتميزت ببداية مسار متوتر، شديد الحساسية، بسبب الاختيارات السياسية المتضاربة بين أهالي الريف والدولة المغربية، مشيرا إلى أن "فكرة الجمهورية التي تشكلت أثناء مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي للاستعمار الإسباني، ومعارضة توجهات حزب الاستقلال، معطيات ساهمت في نسج خيوط هذه المرحلة"، ويضيف أن هذه الظروف خلقت توترا عميقا تمخضت عنه تصفيات شخصيات ريفية، وتوج بانتفاضة 1958، التي تم قمعها بشراسة، مما خلف عددا كبيرا من الضحايا، حتى أن السنة التي وقعت فيها علقت بذاكرة سكان الريف باسم "عام إقبارن". أما المحطة الثانية، وفق بوتشيش، فتزامنت مع فترة السبعينيات والثمانينيات، وتميزت بمشهدين يعكسان العلاقة المتوترة بين منطقة الريف و"المخزن" المغربي، أولهما الانقلاب العسكري الذي قاده محمد المذبوح ورفيقه محمد اعبابو، وهما قائدان عسكريان من أصل ريفي، ضد نظام الملك الراحل، الحسن الثاني، في 10 يوليوز 1971، فيما تمثل المشهد الثاني، وفق المؤرخ المغربي، في انتفاضة 1984، التي اندلعت بسبب ما تعرض له الريف من تهميش وحرمان وفقر مدقع، بيد أن الملك قمعها بشدة، ووصف المنتفضين آنذاك بـ"الأوباش" والمهربين، وغيرها من النعوت. وتأتي المرحلة الثالثة في علاقة الدولة المغربية بمنطقة الريف حسب بوتشيش مع تحولات المصالحة والعدالة الانتقالية، التي دشنتها الدولة مع بداية عهد الملك محمد السادس، وكانت تستهدف طي صفحة الماضي، إذ سعت الدولة إلى تعويض الأضرار التي تكبدها سكان الريف، ويؤكد على أن هذه المرحلة شهدت زيارات ملكية إلى إقليم الحسيمة، لكن مسار التصالح تأثر سلبا بأحداث 20 فبراير 2011، التي جاءت في سياق رياح "الربيع العربي"، وحادث وفاة بائع السمك محسن فكري أخيرا. إن المقاربة السوسيولوجية للحراك، لا يمكن أن تقوم إلا من خلال دراسة أشكال الخطاب وطرق التواصل، والدوافع الحقيقة وتحليل مضمون الخطاب وتبويب أشكال التواصل ودلالاتها، فمن الضروري إعادة النظر في قراءة حراك الريف، فهو ليس نزعة عصبية قبلية فقط ،ولا تعبير عن واقع معيشي معقد ولا نتيجة لتحولات اجتماعية، بل هو أعمق من ذلك، يؤسس لمستقبل ديموقراطي كوني، يقوم على فقدان شرعية المنتخب والمسؤول من طرف الإرادة الشعبية والجماهيرية، ويكشف عن خطورة تطور تقنيات التواصل إلى مزيد من التطور، وعن انفتاح الإعلام ، وخاصة تزايد القنوات الالكترونية وتراجع الوعي الديني، وضعف المستوى الفكري والثقافي للمسؤولين والسياسيين وواضعي خطط البلاد، وصرخة لإعادة النظر في مستقبل البلد، وعند الحديث عن المغرب، فهو ليس حالة ناذرة بل جزءا من نظام عالمي شديد الارتباط. إن هذا التحول عميق بما يكفي، ويحتاج إلى تفكير أكثر جراءة واختيارا أكثر موضوعية واستشرافية، لأن الريف ليس وحده، ولست كتلة بشرية ضعيفة ولا ضئيلة، ويملك خيارات قوية للدفاع، واستراتيجيات خطيرة للهجوم، وبإمكانه أن يرفع من حجم المطالب، إذا لم توجه القيم والأفكار إلى التغيير الحقيقي. إن أية مقاربة لحراك الريف لا يمكن أن تتم إلا من خلال تتبع أشكال الحركات الاجتماعية عبر التاريخ، والوقوف عند دوافعها وأشكالها، وهنا لا يمكن تجال أبحاث شارل تيلي charles tilly واريك نوفو ودراسات ماك ادم وغيرهم، الذين تحدثوا عن أشكال وأنواع الحركات الاجتماعية، ودرسوها عبر التاريخ، من حركات سياسية ضد الحاكم إلى حركات ضد الدولة، ونظامها من حركات عمالية أو فئوية إلى ثورة عارمة ضد الحكم في انجلترا وفرنسا وأمريكا، ومن حركات عسكرية، مثل ثورة مصر وانقلاب ليبيا والكونغو وموريطانيا وغيرها إلى حراك سلمي، في الأرجنتين وبوليفيا والمكسيك، إلى حراك اجتماعي يتبنى مقاربات عسكرية. إن دراسة حراك الريف تكشف لنا عن علاقات التواصل وتطورها، وعن أشكال التعبئة والخطاب الذي تحمله منطقة الحسيمة، ولقد كان خطاب الحركات الاحتجاجية واضحا في لغته ورموزه وعلاماته عبر التاريخ، حيث اعتمدت الحركات الاحتجاجية العديد من التقنيات التواصلية، التي تتلاءم مع التقدم التقني والعلمي والفني لتك المرحلة، فبعد أن كان التواصل محدودا وبدائيا، يقتصر على الوسائط المباشرة وعلى التعبئة الخطية، تم الانتقال إلى طرق أخرى تقوم على تقنيات غير تلك، ومن نجد أهم الدارسين للتواصل والخطاب من ينتمي لحقول اللسانيات والسيمولوجيا( ياكوبسون وسوسير وبويسنس)، هذا وعرفت تسعينات القرن الماضي تحولا على مستوى الدارسين المهتمين بتطور تقنيات التواصل وتأثيرها على التعبئة والتواصل الحشدي المباشر أو الافتراضي أو التواصل عبر الصورة أو الرمز والإشارة. ما يهم في هذه الورقة ليس الأسباب والدوافع بقدر تحليل أشكال التواصل والخطاب، الذي تم توظيفه، لكن هذا لا يمكن أن بلوغه من دون الوقوف عند الأحداث كما وقعت. فأحداث الريف وحراكه، قد انطلق مع أزمة "مقتل"/ "انتحار" محسن فكري، في 28 أكتوبر 2016، وطالبت المظاهرات الأولى بمحاكة المتورطين، لكن بعد التماطل، تم إلقاء القبض على 11 منهم في 1 نونبر، وظهرت هاشطاغت في توتير ومن أهمها هاشتاغ #طحن_مو #كلنا_محسن و #كلنا_محسن_فكري، وكانت هذه هي نقطة الانطلاقة، الى ان تطورت إلى مظاهرات لا تتوقف بالمدينة وخروج أخرى مساندة لها في اكبر مدن المغرب.
2- المقاربات التواصلية والسوسيولوجية: إن فهم حراك الريف لا يمكن بمعزل عن النظريات التواصلية، سواء مع دي سوسير، أو ياكوبسون، والذي يحدد وظائف اللغة، أو مع اريك بويسنس، الذي درس وظائفها، ويرى أن الوظيفة الأساسية للغة هي التأثير في الآخر ، كما أكد على أن الحواس الخمس(السمع والبصر واللمس والذوق والشم) هي وساطة التواصل، في حين نظريات التواصل بالجسد، خاصة مع بيير جاني janet، الذي يؤكد على أن الناس يتواصلون بواسطة الجسد، ومن جهة أخرى تقدم لنا نظريات الحشود الجماهيرية، وخاصة مع غوستاف لوبون، تفسيرا لسلوك المحتجين، حيث ينطلق من أطروحة تؤكد على أن المجموعات الحشدية يحكمها اللاوعي أكثر من الوعي، وإذا كان الفرد في حالة المفرد واعيا، فإنه في حالة الحشد غير المنظم يصبحا عكس ذلك، يكون منوما مغناطيسيا. 3-أهداف الدراسة: تأتي هذه الدراسة ملتمسة فهم أشكال التواصل والخطاب الموظفة في احتجاجات الريف بالمغرب، ومدى تأثرها بتطور التقنية الحديثة، فالهدف ليس الوقوف عند دوافع الحراك ولا الغوص في أبعاده السياسية، بقدر ما يسعى إلى تحديد طبيعة التقنيات الاتصالية المستعملة في مجتمع طغت عليه الرقمية، مجمتع أصبح فيه الإنسان كائنا رقميا، لا يتحدث إلا عما رآه في الفياسبوك أو اليوتويب أو ما قراه من رسائل نصية عبر تطبيقات مثل الوات ساب. هدف الدراسة الوقوف عند التحولات العميقة التي أحدثتها التقنية على نظم التواصل والتعبير، من جهة ومن جهة أخرى ما تأثيراتها على نوعية الخطاب واللغة، ومدى استعمالها بشكل سليم وآمن، من دون الأخذ الاعتبار أن هذه الوسائل تسجل الخطاب، ويمكن أن تكون بمثابة دليل على الجريمة، فالتقنية بقدر ما خدمت التواصل وجعلت منه سهلا ومتاحا، بقدر ما تشكل تهديدا أمنيا، فهل هناك فعلا وعي بأهمية ذلك. وهل المجتمع والأفراد يمتلكون التربية التقنية والرقمية الكافية؟ أم أن الأمر في طي الجهل والتجاوز، ومن أهم الأهداف: التعرف على أشكال التواصل والخطاب؛ التعرف على مدى الاستفادة من التقنية في حراك الريف؛ التعرف على التحول الاجتماعي على مستوى الفعل الاحتجاجي ؛ 4-فرضياتها: حراك الريف ليس نتيجة لتطور تقنيات التواصل؛ ما زال حراك الريف يعتمد على تقنيات تواصلية تقليدية خطاب الحراك غير منظم، عفوي ولا يهدف تغيير النظام، بل تحقيق عدالة اجتماعية ثانيا: تيبيولوجيا التواصل الحراكي التعبوي والخطابي: 1-نقلة التواصل من التقليدانية إلى الشبكية: عرفت تقنيات التواصل الإنساني تحولات عميقة، منذ الفترة الحديثة إلى القرن الواحد والعشرين، بعد التواصل المباشر، البطيء زمنيا، القائم على علاقات القرابة أو الزمالة. وبعد التواصل الحشدي، المقاصدي، المحكوم بايديولوجيات سياسية(نظام الحكم)، أو بخلفيات اقتصادية أو دينية أو طائفية(الجرائد، ثم الإذاعات وبعدها القنوات التلفزيونية ) تم الانتقال إلى تواصل شبكي، افتراضي، يمكن أن يستهدف في الآن ذاته، أفرادا لهم نفس الاهتمامات، وقد يكون الأمر غير ذلك، يضع نصب عينيه أشخاصا ينتمون إلى نفس المنتدى أو الصفحة أو الموقع، مع إمكانيات الانفتاح على آخرين متاحة كذلك؛ يمكن نشر والتواصل مع أفراد لا تعرفهم، مثال وسائل التواصل الاجتماعي. ساهم حراك الريف في جعل التواصل ونظرياته تعرف تطورا، خاصة تلك المتعلقة بالتواصل الافتراضي، حيث بعد أن كان التواصل لا يهم إلا المهتمين بنفس الموضوع، وبعد أن كان لا يشمل إلا المسؤولين المباشرين والمتزعمين للحركات الاجتماعية، أصبح اليوم بإمكان الجميع أن يعبأ ويدافع وينشر الفيديوهات والرسائل عن الحراك. وبعد أن كان التواصل وتقنياته محدودة في الحركات الاحتجاجية في بداية القرن العشرين وفي ثورات الفترة الحديثة، مع تحيز الصحافة في كثير من الأحيان، أصبح من غير الممكن اليوم إخفاء المعلومة، ولقد شهدت ثورة 25 ينار 2011 المصرية تحولا عميقا على مستوى التواصل الجماهيري خاصة وأن وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت أداة للحشد الميداني . ولعل المتحدث اليوم عندما يتناول وسائل التواصل يذهب إلى تلك التقنيات الرقمية والالكترونية، ويتناسى أن كل ما يحيط بنا يعتبر نوعا من أدوات وتقنيات التعبير، وبالتالي للتواصل مع الآخرين، وهنا لابد من الرجوع إلى نظرية ماك لوحان McLuhan في التواصل، حيث ينطلق من تعريف عام لوسائل التواصل يصل به الحد إلى إدخال الطريق والسكة والتلفاز والهاتف والعجلة والقلم، ففي نظره هي كل امتداد للمعنى ولجسمنا "ils sont le prolongement de nos sens, de notre corps" . وهو ما يضعنا أمام تعريف غاية في الأهمية، حيث يتم اليوم تغييب أشكال التواصل التقليدية، نظرا للانتقال من عصر المجتمع التقليدي إلى آخر رقمي. تحول معه الإنسان المعاصر إلى الارتباط أكثر بالتعبيرات الرقمية والافتراضية أكثر من اكتسابه للمعاني والارتباط بها، خاصة تلك المنتشرة في حياتنا اليومية الواقعية. وهذا الانتقال على مستوى التواصل يهم أكثر فئة الشباب أكثر من كونه يرتبط بأجيال الستينيات والسبعينيات والثمانيات، ويدفع إلى ضرورة تقدير وفهم دور الشباب في حراك الريف، ما دامت هذه الفئة هي الاكثر تمكنا وتوظيفا لوسائل التواصل الرقمية الحديثة. إن الانتقال على مستوى وسائل التواصل داخل حراك الريف إذن تفرضه تحولات المجتمع، ومدى سيطرة التقنية على الإنسان، وخاصة التقنية الرقمية، حيث لم يعد التلفاز ولا الراديو ولا الصحف والمجلات المصدر الرئيسي للمعلومة، بل المواقع الالكترونية والمنتديات ووسائط التواصل الاجتماعي. وبالتالي هناك انتقال داخل المجتمع، من التقليدانية إلى الشبكاتية. ما انعكس على حراك الريف، لكن من الصعب الجزم بأن هذا التحول هو سبب حراك الريف، لأن له أبعادا اجتماعية وتاريخية وعصبية، يصعب اختزالها في التقنية وتطورها. إذا كان الكثير من علماء التواصل يؤكدون على أهمية المضمون والخطاب على مستوى عمليات التواصل، وخاصة مع سوسير وبيرس فإن آخرين اليوم بدؤوا يركزون على التقنية أو ما يسميه البعض الوسيط، ومن أهمهم ماك لوحان، الذي يرى أنه ليس المهم هو الرسالة، بل الوسيط le medium في عمليات التواصل . والملاحظ أن حراك الريف كان غنيا من حيث التواصلية، فهو من جهة يوظف التقليدانية، ومن جهة أخرى يوظف الشبكية والعالمية، يعتمد التواصل المباشر بين أبناء المنطقة، كما ينفتح على أفراد آخرين من مناطق متعددة، ولذلك يمكن القول بأنه حراك ينقسم إلى قسمين، يعتمد في شقه الأول على الوسائل التقليدية، والتي يخاطب بها الأجيال السابقة، ومن جهة أخرى يعتمد التواصل الحديث، ويستهدف من خلاله الشباب، ومن أهم تقنيات التواصل التي استعملها حراك الريف: أ-الصورة:
شكلت الصورة في حراك الريف أكثر نماذج التواصل قوة، سواء الداخلي أو الخارجي، للتعبئة والتذكير بعدالة القضية ووحدة المصير، ولنقل رسائل ودروس إلى الدولة والمخزن. والغريب أنها حضرت في شكل أشخاص يمثلون التاريخ، عبد الكريم الخطابي أو شرارة الحراك(محسن فكري) أو متزعم الحراك في شهوره الأولى قبل الاعتقال ناصر الزفزافي. كما حضرت في رموز الحراك وقياداته الميدانية، الذين تم اعتقالهم. ولم تعري واقع مدينة الحسيمة والريف عموما، واقع الهشاشة والتهميش والبطالة والإقصاء الممنهج، ولم تعبر بشكل قوي عن فشل السياسات العمومية ولا المشاريع التنموية في المنطقة. الصورة حاضرة بقوة، ولم يكن ذلك مخططا أو منظما له، بل كانت ترفع بشكل محدود، علما أنه أصبح اليوم من السهولة بمكن إيجاد صور وبأحجام كبرى. والغريب أن شكل الصور غالبا ما يكون بالأبيض والأسود أو يكون مرسوما باليد، وفي أحجام صغيرة لا تتعدى 30 أو 40 سنتمتر مربع، إلا في حالات نادرة، وخاصة صور عبد الكريم الخطابي أو صور قيادات حراك الريف الميدانيين المعتقلين. ومن أهم أشكال حضور الصورة في الحراك، يمكن أن نذكر: • صور محسن فكري: رفعت بادئ الأمر منذ 29 أكتوبر 2016، وهي صور رفعت في مناطق عديدة من المغرب. • صور محمد بن عبد الكريم الخطابي: رفعت منذ الأيام الأولى للاحتجاجات، وبقيت حاضرة في التظاهرات المحلية وبمختلف مدن الريف(الناظور، الريش، الحسيمة..). • صور ناصر الزفزافي: رفعت منذ محاولة اعتقاله وقتله في الناظور، وبقيت حاضرة بشكل قوي في كل احتجاجات الريف منذ 30 ماي، وبمختلف المظاهرات الداعمة لعدالة القضية في شتى مناطق المغرب، وخاصة بالدار البيضاء والرباط. • صور المعتقلين: رفعت منذ اعتقالهم أول الأمر في 29 ماي و30 يونيو 2017. • صور لأفواه مكبلة أو لأيدي مكبلة: ظهرت بشكل قوي بعد اعتقال ناصر الزفزافي ورفاقه الأربعين. إن التواصل عبر الصورة واللون من أخطر أنواع التعبير، يعتمدها الإشهار، فالصورة خطاب ومعنى ودلالات تترسخ في اللاوعي، وتثير لدى المتلقي أسئلة مباشرة وأخرى غير ذلك، وهو ما ذهب إليه الباحثون في الإشهار ومنهم ماك لوحان في كتابه"لفهم وسائل الاتصال" . ولقد بدأ الاهتمام بتأثير الإشهار في أربعينيات القرن الماضي مع الألماني سيرج تخاخوتين، والذي توصل إلى تأثير الإشهار على عقول المتلقي من خلال دراسة تأثير خطاب هتلر على الناس ، والصورة تمكن من خلق روابط اجتماعية وتعميقها مثل الإشهار ، فهي بإمكانها إقامة علاقات اجتماعية بالإضافة إلى قوتها التأثيرية اقتصاديا، ويكمن تأثيرها في تكراريتها . ويعطي علماء السيمولوجيا واللسانيات والتواصل للصورة أهمية بالغة، ومكانة متميزة، كأداة للتواصل الإجرائي. لكن الملاحظ أن التواصل بالصورة كان أقوى على مستوى الصورة الرقمية أو في الوسائط الافتراضية، وهي الصورة التي يتم نشرها عن حجم الحراك وعن طبيعة المشاركين فيه، وعن قوتهم التنظيمية وجرأتهم التي لم يعرف المغرب مثلها في تاريخه الحديث أو المعاصر. صور تبرز حجم الضرر ورفع الخوف والاستعداد للتضحية بكل شيء من أجل العدالة الاجتماعية . إن الصورة في حراك الريف، لم تعد لوحات ترفع أو ملصقات تعلق على الجدران فقط، بل بدأ يتم نشرها في مواقع التواصل وعبر تطبيقات الهواتف الذكية، وهنا نقطة التحول على مستوى استعمالها، فمنذ احتجاجات الربيع العربي بدأنا نشهد تحولا على مستوى توظيف الصورة. وبعد أن كان الصحفي لا منتمي وكان ينقل ما يقع من دون أن يوجه الصور والرموز وما يقع بدأ التحول، خاصة مع حجم وسائل التواصل والتمكن من تقنياتها، وبعد الانفتاح الإعلامي الكبير، الذي انعكس على العمل الصحفي، الذي أصبح بإمكان الكل القيام به، لسهولة التصوير والتوثيق ولوجود فضاءات للعرض والنشر على شبكة الانترنيت. هذا ولقد كانت الصورة أداة قوية للتعبئة، سواء في بلجيكا أو اسبانيا وهولندا وباقي مدن المغرب. ويميز ماك لوحان بين وسائل الإعلام الباردة والساخنة، وأكد على أن الأولى هي التي تحتاج مساهمة من المتلقي لحل شفراتها وفهم ما تحمله من خطابات، بينما الثانية متنوعة ولا تحتاج من المتلقي أن يبذل جهدا كبيرا، ومنها الكتب والراديو والسينما، بينما يعتبر التلفاز من الوسائل الباردة. ب- أزرفان والرموز: شكل الرمز أحد القواسم المشتركة بين الناس، سواء للتعبير عن الذات أو الأشياء، ولقد انتقل من العلاقة الطبيعية مع ما يرمز إليه(الرمز) إلى الاتفاقية(الإشارة)، بحيث نجد رموزا لا رابط مضموني ولا شكلي بينها وبين ما تعبر عنه، والأبجدية الهيلوغلفية والسنسكريتية والعبرية والعربية علامة على هذا، لكن مع ذلك هناك الكثير من الرموز لها روابط مع الدلالة المرغوبة، ومنها الشمعدان السباعي اليهودي أو النجمة السداسية عند اليهود أو النجمة الخماسية أو الخميسة في دول شمال إفريقيا أو الثالوث triade الياباني أو الصليب الشمسي اليوناني أو غصن الزيتون كرمز للسلام عند الرومان والحمامة البيضاء عند المسيحيين مع غصن زيتون كرمز للسلام والصفاء والطهر. لكن ليس هناك اختلاف بين المؤرخين وعلماء الاجتماع والنفس حول أن الرمز سواء كان ذو علاقة طبيعية أو اعتباطية تعاقدية مع ما يرمز إليه، حول أن المستعملين له يعرفون جيدا دلالاته، سواء المرسل أو المتلقي أو بعبارة أخرى كل المتدخلين في عمليات التواصل به. وتتعدد أشكال الرموز التي تم توظيفها، ومن أهمها الشخصيات التاريخية، كعبد الكريم الخطابي، وتشغي فارا، وشخصيات المعاناة والحكرة(محسن فكري) وشخصيات قيادية وهبت نفسها في سبيل عزة وكرامة الريف(الزفزافي)، كما يحضر رمز التفيناغ، كدلالة عن الهوية المختلفة عن هوية من يحكم البلد ومن يسيطر عليه، وكتذكير بأصول أبناء المنطقة والأصول المشرقية العربية لملوك المغرب، كما يحضر رمز الحكرة. ومن بين الرموز الأكثر تداولا في حراك الريف، نجد: • الشخصيات التاريخية: توظيف صورة "الشهيد" الملهم لحراك الريف محسن فكري، في الشهر الأول للحراك، نونبر ودجنبر بشكل قوي، وتوظيف إلى جانبها صورة القائد التاريخي للريف، محمد عبد الكريم الخطابي، ابتداء من شهر دجنبر، أما صورة ناصر الزفزافي"القائد الفعلي" للحراك فلم تظهر بشكل قوي إلا بعد محاولة قتله في أحداث الناظور . • الشموع: مسيرة أولى سلمية تضامنا مع مقتل محسن فكري نظمت مساء يوم الجمعة بساحة محمد السادس شارك فيها أزيد من 40 ألف شخص . • مسيرة الأكفان: انطلقت يوم الأحد 9 أبريل مسيرة شعبية بمدينة الحسيمة، دعا إليها نشطاء الحراك الاجتماعي، تحت شعار "مسيرة الأكفان من أجل الحياة". جابت مختلف أحياء المدينة، رفعت فيها شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة "بوسلامة" بامزورن، وأخرى تطالب بالاستجابة لمطالب الحراك. • الرايات: خرجت الرايات الأولى في مسيرة الغضب الأولى على مقتل محسن فكري، وفي مسرة الشموع ومسرة الأكفان، لكن ابتداء من أبريل بدأت تعرف المظاهرات حضورا قويا للرايات، رايات الأمازيغ وراية الريف المعروفة. • أصابع ومعصم الانتصار: بالأيدي مباشرة أو مرسومة على لوحات، ظهرت بشكل كبير بعد موجة الاعتقالات 9 منذ أبريل 2017، ومع اعتقال 13 ناشطا في 27 ماي، منهم محمد جلول الرجل الثاني في الحراك. • الأيدي المعصومة: الأيدي المكتوفة، كرمز على أننا لا نخاف من المخزن. • علامة قف مع كلمة الحكرة، الداعية إلى وقف الحكرة ، التي يعامل بها أبناء الريف. • الورود: كدلالة على أن المطالب اجتماعية ومشروعة، وكيفما كان الحال فنحن لا نعتمد إلا الطرق السلمية. ورغم وجود كل هذه الرموز، إلا أن هناك رموزا خفية، بدأت تظهر مع تطور الأحداث، وهي رمزية الاتفاق الجماهيري بين النساء والرجال، وبين كل الأجيال، فلأول مرة نجد حراك شعبيا يعرف مشاركة نساء طاعنات في السن وشيوخا وأطفال صغار. والرموز التي تم اعتمادها ليست بمثابة اشارات متفق حولها، بل تخفي الكثير من الرسائل والدلالات ، بين أبناء الحسيمة والريف، وباقي مناطق المغرب(تخوين الداخل والصحراء)، وأخرى موجهة بشكل مبطن إلى المخزن والدولة المركزية. ج-اللغة:
أ- اللغة والسلطة: اعتمد زعماء الحراك لغة مباشرة وواضحة، تحمل تهديدا صريحا للدولة والمخزن والإدارة، لغة تتجاوز منطق المؤسسات وتخاطب الملكية وجها لوجه، لغة تتبنى أطروحة أن الأحزاب والوزراء ما هم إلا شكليات، لا دور لهم ولا أهمية في البلد. لغة صارمة ولا تراجع فيها، لغة يفهمها أبناء المنطقة جيدا ويستوعبها المخزن والدولة العميقة كذلك. لغة تقوم على تجاوز القوانين والدساتير، وتعتبر السلطة غير شرعية ما دامت تساهم في نهب خيرات البلد. ويغلب على لغة الحراك السياسة والعداء والقوة والثأر وصرامة الريفيين عبر التاريخ وخاصة الحديث، ومن مظاهرها ثورات الريفيين ومعاركهم اتجاه الأسبان والفرنسيين 1921 وثورة 1958 وحركة 20 فبراير، التي مات على إثرها 5 أفراد في 2012. ب-طبيعة اللغة: تغلب على الحراك اللغة العربية، فقليل هي اللحظات التي يتم فيها توظيف اللغة الريفية داخل التظاهرات والخرجات أو المسيرات، بل وداخل المواقع الالكترونية، وهو ما يبين أن الحراك ليس هدفه الداخل ولا التعبئة، فهذه الأخيرة لم تكن مشكلا منذ اليوم الأول، لمقتل محسن فكري، فالهوية حاضرة بقوة، واستطاع الريفيون أن يلتفوا كما وقع في حرب الريف. واعتمد الريفيون لغة إقصائية، تقوم على "النحن" و"هم" على الذات والعدو، على أبناء الريف وأبناء الصحراء والمناطق المستفيدة، بين لغة الكل"الدارجة" ولغة الخاصة"الريفية"، بين لغة مشتركة يفهمها كل المغاربة إلى لغة لا يفهمها إلا الريفيون، تقوم على اعتبار أن للريف خصائص لا يمكن أن تتوفر في الشخص العربي، وخاصة من أبناء مناطق"الداخل". والغريب أن اللغة المعتمدة ليست لها علاقة بالخطابات النقابية التي عهدت في الشارع العام، أنهت الشراكة حتى مع الحركات النضالية التقدمية، التي عرفها المغرب منذ بداية الاستقلال، ومنذ إعلان حالة الاستثناء من طرف الملك الحسن الثاني في 1965. إنها إذن لغة مزدوجة، تحضر فيها الهوية المغربية، الدارجة، وتتعمق فيها الإقصائية والعنصرية، من خلال اعتمد اللغة الريفية في بعض الأحيان، وتحضر فيها الدلالات والمعاني الريفية مثل العسكرة والريفي حر والجمهورية وأسد الريف والحكرة وغيرها. ت- وصف الواقع: اعتمد نشطاء الريف لغة تعبيرية دقيقة عن واقع منطقة الريف عموما، والحسيمة على وجه التحديد، لغة تمزج بين الاجتماعي(تردي المعيشة، وضعف الخدمات الاجتماعية)، والاقتصادي، غياب تخطيط استراتيجي، يوجه الاستثمارات والإنتاج الصناعي ذو المدخل الوظائفي الكبير إلى المنطقة، وضعف دعم الدولة إلى المنطقة، سواء فيما يتعلق بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو للدعم الدولي، كما تغيب خطة لإدماج أبناء المنطقة في مختلف أسلاك الوظيفة العمومية، أما المدخل الأخر والأكثر خطورة، فهو ذلك المتعلق بالمطلب القديم الجديد، المطلب الذي رفعته المنطقة لأول مرة في تاريخ المغرب الحديث، سواء في الفترة الاستعمارية أو في فترة الاستقلال سنوات 1958، وهو المطلب الأكثر إلحاحا وهو المتعلق بالدمقرطة السياسية، بل من المطالب من تقول بالانفصال أو بالاستقلال الذاتي، ومنها الحديثة والأكثر خطورة، وهي تلك التي تدعو إلى تغيير نظام الحكم. ويمكن الوقوف عند مختلف أشكال وصف الواقع من خلال العناصر الآتية: التوصيفات الاجتماعي الاقتصادي السياسي
شكلها • التشرد؛ • القهرة؛ • من القهرة ملينا؛ • اريفن اخشن والمخزن والعسكر ايخرج برا. • البطالة؛ • التفقير؛ • الإقصاء من الوظائف؛ • المخزن طاغي عيلنا؛ • من الحكرة ملينا؛ • من كل مدنية جينا؛ • شاب يرتدي أحمر مكتوب عليه • الحرية. المطالب • الكرامة والعدالة الاجتماعية؛ • نحن مع الريف في مطالبه المشروعة؛ • العدالة الاقتصادية؛ • رفع العسكرة؛ • لا لدولة الحكرة؛ • هاشتاغ الريف لن يركع كنا الحراك الشعبي؛ • الحرية لمعتقلي حراك الريف؛ • الريف لا يركع مرفوقة بصورة عبد الكريم الخطابي؛ • كلنا ناصر الزفزافي؛ • المعركة؛
د-الفيديو: عرفت نهاية القرن 19 ظهور تقنية الفيديو la pellicule photographique ، وظهرت في البداية لصناعة الأفلام الوثائقية، وبعد ذلك بدأت تستعمل على نطاق واسع، لكن اعتماد الفيديو كتقنية للتواصل ظهر مع السينما، ومع تطور التلفزيون والأقمار الاصطناعية، وبعد الثورة الرقمية أصبح بإمكان الجميع انجاز فيديوهات على نطاق واسع خاصة بعد تطور الهواتف النقالة، التي أحدثت نقلة نوعية على مستوى التصوير والتسجيل، والملاحظ أن حراك الريف ورغم التطورات التقنية الهائلة التي عرفها عالم التقنية، إلا أن المسؤولين والمتزعمين الميدانيين لا يمتلكون وسائل تقنية(كامرات بمستوى عال من الدقة)، بل كانوا يعتمدون على هواتفتم الذكية من أجل تسجيل شرائط، والمتتبع للفيديوهات الأولى يلاحظ غياب الاحترافية أو البساطة على مستوى أخذ الزوايا والمشاهد المناسبة، كما أن التسجيلات الصوتية في كثير من الأحيان تفتقر إلى الدقة والتردد المناسب. يؤمن متزعمو حراك الريف أن الفيديو أكثر الوسائل تأثيرا، لكن لم يلاحظ اهتمام كاف به، بل إن الإضافة كانت من الصحافة، التي دخلت على الخط، خاصة وأن حراك الريف ساهم في ظهور رغبة شديدة من أجل إنشاء العديد من المواقع الإخبارية الجديدة، وتزايد عدد الكتاب الاخباريين والصحفيين والمراسلين الميدانيين. وبخلاف فيديوهات متزعمي الحراك يلاحظ مدى قوة فيديوهات قنوات من قبيل الجزيرة الإخبارية وفرانس 24 وقنوات الصحافة الالكترونية الحرية. ت-الرسائل النصية: تم تداول العديد من الرسائل النصية على نطاق واسع على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة على مستوى تطبيقات الدردشة(واتساب) والسنابشات، وتم الانتقال من الرسائل النصية عبر الهاتف إلى رسائل عبر تطبيقات جديدة، حيث لم يعد للرسائل عبر خدمات الاتصالات الوطنية(اتصالات المغرب، اورنج ...) أي دور يذكر، لأن انفتاح عصر التواصل وسهولته ومجانيته لعبت دورا في ذلك، الى درجة اصبح من الصعب التحكم في الرسائل الواردة، خاصة وأن الكثير منها تحمل عبارات عنصرية، ومع ذلك يتم إرسالها، كما تم تداول العديد من الرسائل النصية، المضادة لرسائل حراك الريف، وتظهر هذه الرسائل منذ اعتقال الزفزافي بشكل واسع، تقوم على ترويج قيم الدين والمواطنة والإنسانية، وتهدد بما يقع في سوريا ومصر واليمن. إن الرسائل النصية تكشف لنا عن عصر التحول داخل المجتمع المغربي، حيث لم يعد المغربي يهاب السلطة، بل يقوم بنشر خطاب معادي لها، وإن لم يكن له نقد شديد لها، أو لا يتمتع بجرأة واقعية في معاداتها، وهو ما يمكن تسميته بعصر الانتفاضة الصامتة، في مقابل خرجات علنية لسكان منطقة بأكملها. وعلى النقيض من ذلك بدأنا نلمس نوعا من الازدواجية على مستوى الممارسة والخطاب، من طرف أشخاص يحملون فكرا شموليا جمعيا، يعترفون بتقصير المخزن وضعف الإدراة وبتأزم الوضع، لكنهم لا يرون في الإصلاح تغيريا جذريا على الأقل في الوقت الراهن. الرسائل النصية إذن تكشف لنا على أن حراك الريف قد تمكن من توظيف كل الإمكانيات المتاحة، وخاصة تطبيقات الواتساب، لكن سجل حضور قوي كذلك على مستوى الفايسبوك والسنابشاط وتويتر. وهو ما يؤكد أن هذه الوسائط لم تكن هي الدافع للحراك، ولم تكن غاية لذلك، بل إن الحراك قائم من دونها، حتى انه لا يمتلك صفحة رسمية ولا جريدة رسمية له، ولا زعيم رسمي له، وما الزفزافي إلا زعيم رمزي. ح-التواصل بالجسد: شكل الجسد أقدم الأشكال التواصلية، وما زال يحتفظ برمزيته ودلالاته، لكن ما يمكن الوقوف عنده بخصوص حراك الريف هو ذلك التناهي بين الجسد الذكوري والأنثوي، بين تحجيب وإظهار مفاتن المرأة، وإذا كانت التظاهرات أيام الاستعمار تلتزم بتجمع الإناث في فضاء خاص والذكور في آخر، كما هو الشأن في احتفالات عيد العرش أيام الملك الحسن الثاني، فإنه في حراك الريف لا يمكن أن نجد اختلافا ولا تمييزا بين الجنسين، فالكل يجتمع ويتحرك بشكل يذوب فيه العنصر النسائي وسط الذكور، علما أن عدد النساء اقل من الذكور على مستوى التظاهرات، خاصة في أيام الحراك الأولى أو عقب التداخلات الأمنية في حق المتظاهرين. يختزن هذا التواصل رسائل قوية، تكمن في الاتحاد بين الجنسين، والوعي بالقضية من دون تمييز، إلى جانب التعبير عن التحول القيمي داخل منطقة الريف، من رفض الاختلاط والتشبث بحرمة المرأة وضرورة بقائها في البيت، عملا بقيم الدين، المبنية على عورية جسد المرأة، إلى ثقافة جديدة لا تعترف إلا بالجمعي أو بالسياسي.ويختزل هذا التعبير ذلك الانتقال من مجتمع تقليدي قبلي، يعتبر كل النساء أخواته إلى مجتمع حداثي يعتبرهن شريكات، يحق لهم التعارف والاندماج مع الجميع، وبالتالي التحول من قيم التضامن الكليانية إلى قيم التضامن المدنية، القائمة على نظرية الحق في المتعة والمشاركة السياسية. 1-2-التواصل بين الواقعية والإجرائية: أ-من حيث التقنية: إن ما تميز به حراك الريف رغم ما بينه وبين ثورات الربيع العربي من تقاطعات، هو أن متزعميه لم يستفيدوا بشكل كبير من توظيف تقنيات التواصل الحديثة، حيث تم اعتمادها بشكل غير منظم، فعلى مستوى استعمال الفيديوهات والكاميرات، يلاحظ افتقار التصوير المناسب، واعتماد الهواتف الذكية عوض توظيف كامرات ذات جودة عالية، خاصة في الشهور الأولى، قبل دخول الصحافة، وخاصة الالكترونية على الخط. كما أن توظيف وسائل التواصل الحديثة وخاصة الفايسبوك والتويتير والسنابشات والواتساب كان محدودا، أو لم يكن بشكل منظم، حتى أن صفحات الحراك على مستوى الفايسبوك تنوعت وتعددت من دون أهداف أو غايات تذكر. وتطور العمل الصحفي والإعلامي بعد دخول القنوات التلفزية العربية والغربية والقونات التلفزية الالكترونية، التي أنجزت عملا ميدانيا متميزا، إلى درجة غاب فيه التحيز المفروض في العمل الصحفي، وهو ما يمكن القول عنه أن حراك الريف من الناحية التقنية لم يستفد مما تم توظيفه، خاصة في حراك مصر، نظرا لطبيعة متزعمي الحراك وتكوينهم، ونظرا لغياب الدعم المالي أو الرؤية السياسية القوية والدعم الخارجي القوي. فالحراك إذن تقليدي من حيث التقنية، لكنه استفاد من التحول الرقمي ومن انفتاح المشهد الإعلامي المغربي، خاصة بعد صدور قانون ينظم العمل الصحفي الالكتروني. ب-من حيث التنظيم: إن حراكا جماهيريا سلميا مثل ما يحدث بشمال المغرب، ليس من السهل الوقوف عند أشكال التنظيمات، التي تحكمه، لكن يمكن على الأقل التمييز بين مظهرين منها، الأول يتعلق بالتعبئة، والثاني يخص الاحتجاج في الفضاء العام. فالتعبئة في بدايتها لم تكن منظمة ولا موجهة، بل كان دافعها الضمير الجمعي والكراهية الدفينة بين أبناء المنطقة والسلطة، لكن شيئا فشيئا بدأت تتخذ أشكالا من التنظيم القرابي أو المهني أو المؤسس على كراهية المنتخبين وأعوان السلطة، وكرد فعل على انتخاب أحزاب كالعدالة والتنمية أو البام بشمال المغرب. ومنه كانت العفوية هي المحرك، لكن سرعان ما بدأت دائرة التعبئة تتسع. أما الشكل الثاني من التنظيم والمرتبط بالمظاهرات والخرجات إلى الفضاء العام، فقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دور مشهود في ذلك. هذا واعتمد الحراك تقنية كرة الثلج المتساقطة، حيث يجوب أبناؤه والمتزعمون له شوارع المدينة الكبرى كنوع من التعبئة ورصد الصفوف وإقناع المواطنين بالانضمام، قبل الالتحاق بساحة مولاي الحسن للاجتماع والتجمهر. إذن التنظيم شعبي وجماهيري في البداية، ويمكن الوقوف عند بعض من خصائصه: • تواصل جماهيري منظم جدا؛ • لم يحدث خروج عن السلمية في بعض الفترات المعزولة؛ • تنظيم جماعي، استفاد من حركة 20 فبراير؛ • تنظيم الخرجات والتظاهرات قوي جدا، يمر بالشوارع الكبرى والرمزية؛ • تنظيم من طرف إناث وذكور؛ • يغلب على المنظمين طابع الشباب. ت-الجهة المستهدفة: إذا كانت بعض الثورات العربية والعالمية، الفرنسة والانجليزية أو المصرية قد وحدت أهدافها اتجاه النظام، وجعلت من تغييره هدفا واضحا من خلال خطابها وتنظيمها ومواقفها، وإذا كان خطابها واضحا ولا لبس فيه، تزعمه أشخاص لهم باع في التظاهر والتمرد على السلطة الحاكمة، فإن حراك الريف لم يكن يهدف من خطابه ورسائله المعلنة أو المشفرة، الدولة المخزنية فقط، بل وضع نصب عينه القفز على الأحزاب السياسية من جهة، والنظر إلى أبناء المركز والصحراء كمنعم عليهم، كمستغلين لثرواتهم وخيرات بلادهم. فمتزعمو الحراك إذن أيقضوا العداء والصراع القبلي بين مغرب عميق وأخر نافع، بين أبناء البلد وسكانه الأصليين، وبين الوافدين أو المحتلين بلغة الحقوقيين الأمازيغ. إن الجهة المستهدفة إذن ليست هي النظام المخزني فقط، بل أتباعه والموالين له، لكن مع ذلك بدأ يتأسس مع مرور الأيام خطاب آخر اتجاه أبناء المغرب في المهجر، وخاصة أبناء المناطق الريفية، كورقة للضغط، دون أن ننسى آن مطالب الحراك وصلت إلى الهيئات والمنظمات الدولية، من دون أن تحرك ساكنا. ومنه كان المستهدف الأول هم المسؤولون عن موت محسن فكري، لكن بعد أن قام الحراك واشتدت شوكته بدأ يحاسب الدولة العميقة والأحزاب السياسية، ولا يتورع عن مهاجمة أبناء المغرب النافع، وهو ما يمكن تلمسه من خلال النزاعات التي تقوم في تعليقات على بعض الفيديوهات . ث-التأثير والتأثر بالحركات الاجتماعية الأخرى:
إن حراك الريف لا يمكن دراسته بمعزل عن باقي الثورات العربية المعاصرة وبعيدا عن دور القنوات التلفزيونية الكبرى بالعلم العربي(الجزيرة أو العربية) والغربية (BBC وFrance 24)، كقنوات ذات مصداقية في المغرب، ومن تم الاستفادة من بعض الاحتجاجات السابقة، علما أن شمال المغرب له ثقافة عريقة على مستوى الانتفاضات. ولقد لعبت التقنية دورا هاما في ذلك، ومن أكثر ما لعب دورا كبيرا هو تطور استعمال الهواتف الذكية، وبلوغ درجة كبرى من التمكن والبساطة في توظيفها، واستعمال تطبيقات لإنتاج وتبادل الصور والفيديوهات والأخبار والرسائل النصية. ومن أهم مظاهر التشابه مع الحركات الاجتماعية الأخرى: • اعتماد الساحة العمومية كفضاء للتجمهر؛ • عدم الاكتفاء بالمواقع الالكترونية، بل تم الخروج للفضاء العمومي؛ • التجول بأكبر شوارع المدينة؛ • دور الصحافة الالكترونية وخاصة صحافة شمال المغرب؛ • التواصل لم يستفد من تقنيات التواصل التي تم توظيفها في الحركات الاجتماعية بمصر وسوريا وغيرها؛ • اعتمد التواصل على الصورة وعلى التقنيات الحديثة بشكل تقليدي وغير منظم؛ • التواصل كان مع الداخل، المحلي التعبئة ومع المركزي، وكان مع أبناء المنطقة بالخارج ومع المنتظم الدولي؛ • التواصل اعتمد العربية كلغة رسمية واللغة الريفية كلحظة للنوستالجية. خ-بعض سمات التواصل: • غلب عليه توظيف أدوات وتقنيات بدائية في كثير من الأحيان؛ • غياب مخاطب رسمي، إلا بعد شهر، وخاصة مع ظهور الزفزافي كقائد ميداني؛ • غلبت عليه العفوية والحماسة ؛ • غلبت عليه اللغة العربية ؛ • لم يعط زعماء الحراك أهمية للإعلام والصحافة إلا بعد شهور من الحراك؛ • اشتدت التواصل والعلاقات مع الصحافة ومع اللجان الداخلية والخارجية؛ بعد محاولة اغتيال الزفزافي؛ وأكثر بعد اعتقاله في 28 ماي 2017. إن حراك الريف إذن من حيث التواصل قد كرس تلك النقلة الرقمية على مستوى المواطن الرقمي، وذلك المجتمع الافتراضي من جهة، لكنه بالمقابل قد حافظ على الكثير من خصائص التواصل التقليدية، سواء على مستوى التعبئة أو على مستوى التواصل الجماهيري أو التواصل مع السلطة، من خلال الرسائل المشفرة وغيرها. لكن لفهم ذلك لابد من الانطلاق من طبيعة الشخصية الريفية، التي تتميز بالصرامة والقسوة اتجاه الأبناء والنساء واتجاه الخارج عن القانون، ورغم العداوة الدفينة بين الذكور والإناث بريف المغرب، إلا أن الكل اتحد اتجاه المخزن، باعتباره غريبا عن المنطقة ولا يمثلها، لكن الغريب من الناحية السوسيولوجية أن سكان الريف من حيث الانتماء يحسون بعدم بالغربة عن المغرب، ولذلك لا يقبلون أن تذهب خيراتهم إلى مناطق أخرى، بل يريدون أن توزع ثروات المناطق الأخرى عليهم، إن حراك الريف عرى واقعا ازدواجيا بين الدولة والريف، بل بين المخزن والإنسان المغربي، واقع نتج عبر سنوات وأصبح اليوم في حاجة إلى تغيير في ظل ثورة المعلوميات وتقنيات التواصل، التي أصبحت تمكن من التعبئة اللحظية، التي تخيف حتى الدول القوية. والتواصل رغم تقليدياته ورغم المحافظة التي تميز بها إلا أنه يحمل منهجية تقدمية، تقوم على توظيف وسائط التواصل. وهو ما يكشفه عدد الصفحات باسم الريف على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك.
ثالثا: الخطاب؛ برغماتية الخطاب الشعبي والرسمي لحراك الريف: يحرك أبناء المنطقة دوافع متداخلة، يؤمها السياسي ويتخللها القبلي ويسافر بها رد الاعتبار والبحث عن الاعتراف بدور الريفيين في الحفاظ على استقرار البلد ودحر الاستعمار، وتخالج الحراك رغبة في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأبناء الكرامة والشهامة والعزة. تلك كلها محركات تدور في دائرة النفعية. كسمة ناسجة لخطاب الحراك، وسواء اتجاه الذات(التعبئة المحلية/الإقليمية) أو الدولة(القصر) أو المجتمع السياسي(الدكاكين/الأحزاب السياسية) أو اتجاه أبناء المغرب النافع أو أبناء المناطق فوق القانون. الخطاب إذن نابع من وعي تشكل قديما نتيجة الاضطهاد الممنهج ، وتنوع نتيجة تنامي رفض الخطاب المضاد، والمروج من طرف السلطة عن خيانة أبناء الريف ورغبتهم في الانفصال وعن تهديدهم لاستقرار البلد. وبالتالي عرف الخطاب الحراكي تحولات برغماتية من بداية الحراك إلى أخره، فبعد الاصطدام مع المسؤولين عن مقتل محسن فكر، انتقل إلى صراع مع الأحزاب السياسية(حزب الاستقلال والبام والعدالة والتنمية)، قبل أن يوجه ضد أبناء باقي مناطق المغرب ، وفي الأخير سيتحول إلى مواجهة مع النظام(القصر) مباشرة بعد اعتقال الزفزافي على إثر حادثة الجمعة، وسيتم الاعتراف الشعبي بحق الريفيين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصحية. ومنه كان خطاب الريف برغماتيا يتغير مع الأحداث، لكن يمكن التمييز بين ونوعين من الخطاب، الرسمي الذي تمثله وجوه بارزة من قادة الحراك الميدانيين، وبين الشعبي، المتمظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الرسائل النصية أو عبر الكتابات الصحفية والملصقات والكتابة على الجدران . إن خطاب حراك الريف سواء الرسمي أو الشعبي لا يمكن فصله عن النفعية، حيث يتم في كل مرة اعتماد وسيلة الضغط من أجل المكاسب، وحين تكون ضعيفة يتم الرفع من حدة الضغط، حيث تم استعمال أوراق سياسية، داخلية أو خارجية(تشكيل العديد من اللجان المدعمة للحراك بأوروبا)، وأخرى اقتصادية، من خلال تزايد المطالب بعقاب الجالية، وخاصة الريفية لاقتصاد البلد، من خلال الامتناع عن إرسال حوالات أو من خلال عدم الرجوع إلى البلد في العطلة الصيفية، وأخرى داخلية من خلال تأجيج الصراع بين أبناء المناطق، وخاصة بين أبناء الريف وأبناء الصحراء والمركز.
المراجع الأساسية: • David M. Hart Tribe and Society in Rural Morocco. • M. McLuhan (1964), Pour comprendre les médias, Paris, Point-Le Seuil, 1977, p 268. • J. Habermas (1962), L’espace public. Archéologie de la publicité comme dimension constitutive de la société bourgeoise, Paris, Payot, 1978. • Sacriste, Valérie , Sociologie de la communication publicitaire, PUF , L Année sociologique, 2001/2 (Vol.51), Pages 487 – 498.
• الأشرف، حسن، الريف المغربي والسلطة... تاريخ من الاحتجاج رفضاً للتهميش، العربي الجديد، 4 نونبر 2016، https://www.alaraby.co.uk/politics/2016/11/3 • الخمليشي، محمد، كلمة ألقيت في ندوة دراسية، في موضوع: الريف في التاريخ والذاكرة، مقاربة لأحداث سنتي 58-1959 ، يوم 20 مارس 2010 – ميضار، المغرب.نص كلمة أُلقيت في ندوة دراسية، في موضوع: الريف في التاريخ والذاكرة، مقاربة لأحداث سنتي 58-1959 ، يوم 20 مارس 2010 – ميضار، المغرب http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=210167. • المساري، محمد العربي، محمد بن عبد الكريم الخطابي، من القبيلة إلى الوطن، المركز الثقافي العربي، 2012. • بويسنس، اريك، السميولوجيا والتواصل، تقديم وترجمة جواد بنيس، ، ط 2، 2017، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة.ص 22. • حسين، حمد نصر، من الانترنت إلى الشارع، دور وسائل الإعلام الاجتماعية يف ثورة 25 يناير 2011 يف مصر، جامعة السلطان قابوس مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية، ص • 44. • مقال المغرب: "مسيرة الشموع" تجوب الحسيمة تضامنا مع بائع السمك، https://www.alaraby.co.uk/society/2016/11/4 • مقال في موقع : (http://dalil-rif.com/permalink/16331.html)تمت تصفحه يوم 7 /7/2017.
#._وديع_جعواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التواصل والخطاب في احتجاجات الريف: قراءة سوسيوسميائية
المزيد.....
-
العفو الدولية: هناك إبادة جماعية ترتكب ضد الفلسطينيين في غزة
...
-
-العفو الدولية- تتهم كيان الاحتلال بإرتكابه -إبادة جماعية- ف
...
-
في تحقيق جديد.. العفو الدولية تؤكد وقوع -إبادة جماعية- ضد ال
...
-
اعتقال ثلاثة جنود أمريكيين بتهم تهريب البشر في تكساس
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
...
-
بمساعدة الذكاء الاصطناعي.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ينشرون
...
-
الشبكة السورية لحقوق الإنسان تصدر تقريرا بحصيلة ضحايا المعار
...
-
- شردونا ضد إرادتنا-.. آلاف الأكراد النازحين من حلب يصلون إل
...
-
هآرتس: سكان غزة تجاوزوا الجحيم.. ووعيد ترامب لن يحرر الأسرى
...
-
بالفيديو: ’هيومن رايتس ووتش’ تفضح السعودية لانتهاكها حقوق ال
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|