أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - شباط الأسود وصمة عار في تاريخ حزب البعث الفاشي















المزيد.....

شباط الأسود وصمة عار في تاريخ حزب البعث الفاشي


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا ينبغي على كل العراقيين والقوى الخيّرة في العالم أن ينسوا أو يتناسوا هذا اليوم الحزين والفاجع في تاريخ العراق وفي حياتهم التي حولها الانقلابيون إلى جحيم وخوف ورعب وموت توزع على جغرافية العراق وقدر لعين خيم عليهم وأحال حياتهم إلى ظلام رهيب وموت كان يزحف إليهم في أية لحظة وحيث يكونون.

مجموعة من المجرمين القتلة منهم البعران (وحاشى البعران) مقارنة بأفعالهم ومنهم الفتية الذين تربوا على قاموس اقتصر عليهم دون سواهم من البشر، ولا ندري لماذا أهمل المعجميون هذا الانجاز المعجمي البعثي الغني بالمفردات، وصاغوه مجلدا من السلوكات التي تحتكم على صياغات بعثية بامتياز، حيث لا ينجز الفاشيون غير شتى صنوف الإبادة بمفردات يفتخرون بتحقيقها كإنجاز عفلقي خسيس، منها القتل والسحل والاغتصاب ومحو الأقربين وبقر بطون الحوامل والتعليق من الأرجل والأثداء ودفن الموتى وهم أحياء وإعدام المعارضين برصاص اقرب الناس إليهم وإطلاق الكلاب المسعورة لنهش لحم الأحياء وتغذية الناس لا بالحليب، بل بسم الفئران وهلم جرا، من توظيفات معجمية قد تفوق قاموس لسان العرب لابن منظور من أسماء وأفعال وصفات وحالات إعرابية ما انزل الله بها من قسوة.

ان الأجيال الراهنة من العراقيين ينبغي أن يوضعوا في صورة الرعب المخيف والممارسات الإجرامية التي عاشوا فصلها الأخير حيث كانت من القسوة الرهيبة على الأجيال التي سبقتهم، قبيل سقوط أفواج الأوباش ورميهم إلى مزبلة التاريخ، ولعمري أنها مهمة وطنية مقدسة أن تتناقل الأجيال تلك الصور المرعبة وان تكون لهم محطات سوداء لا تنسى من تاريخ العراق الحديث في التخلص من حالات زرعها المجرمون في تفاصيل الوجود العراقي، وداسوا على كل القيم والمبادئ التي جُبلوا بها العراقيون، بل تعدى سلوكهم البهيمي حدود العراق إلى أصقاع الكون قاطبة، ولا أريد من أي عراقي أن يعتبر هذه التوصيفات للأهوال التي عشناها، مجرد تهويل ومبالغات وحقد لا أساس له، بل أن ما نذكره من جرائم يفوق بكثير ما ننقله لهم، تفوق قدرة الانسان في تصوره لتاريخ التعذيب المرعب في العالم، وهذه الحالات غير غائبة عنهم وخصوصا وقد عاشوا نهاياتها بل أن بداياتها كانت الأشرس والأكثر دموية وهمجية. وهو غيض من فيض أفعال تلك المخلوقات البهيمية الخسيسة.
وليتابع المراقب لبرنامج شهادات على العصر في فضائية الجزيرة واعترافات البعثي القاتل صلاح عمر العلي بحجم الجرائم التي يعترف بارتكابها من قبل البعثيين ضد القوى الوطنية في العراق وفي مقدمتهم قادة وأعضاء الحزب الشيوعي العراقي الميامين وما لاقوه من صيغ تقشعر لها الابدان والضمائر الحية، كونه كان يقود فلول الحرس القومي المجرمة والضالة.
حينما سمع العراقيون خبر الانقلاب المشئوم ،خرجوا عن بكرة أبيهم للدفاع عن النظام الوطني الذي كان يقوده ابن الشعب البار والعراقي الأصيل المرحوم طيب الذكر الزعيم عبد الكريم قاسم، وكان الجميع على استعداد تام لمقاومة الانقلابيين الخونة، والاستشهاد من اجل الحفاظ على السلطة الوطنية وزعيمهم المحبوب، ليقدموا أنفسهم مشاريع لقرابين من الشهداء للدفاع عن الوطن من الزحف البعثي الأصفر، لكنه أبى وكعادته من المواقف النبيلة التي بقيت لصيقة له حتى أخر لحظاته خوفا على أرواح الناس، لكن العراقيين بكل مشاربهم وأطيافهم وتنوعاتهم بلوا بلاء مستميتا، وقاوموا كل بطريقته، بشراسة رغم الفارق الهائل بين أدوات دفاعهم وآلة الانقلابين العسكرية التي سحقت الناس المدافعين عن القيم العراقية الأصيلة وأبادتهم بدم بارد، ورغم ذلك، لم يتوقفوا أو يستسلموا وكان الفصيل الأكثر صمودا وقوة وإرادة، مقاومة الأكراد الفيليين في شارع الشيخ عمر وساحة النهضة وحي الكولات، حين ابتكروا سلاحا محليا وهو قنابل المولوتوف وهي عبارة عن قناني معبأة بالبنزين شديد الانفجار وفي رأس القنينة فتيل هو عبارة عن خرق بالية وابلوا البلاء البطولي الذي أدهش المجرمين العفالقة الذين اضمروا لهم العداء، مما حدا بهم أن يحقدوا على هذه الشريحة من الأبطال العراقيين ولاقوا ثمن ذلك لاحقا على أيادي الشوفينيين القتلة، شتى صنوف العقاب من قتل وإبادة وتهجير واستحواذ على ممتلكاتهم وتصفية الشباب منهم وغيرها من أساليب جبانة لتصفية الحسابات القذرة أسوة بباقي الفصائل العراقية البطلة، وكنت أنا حينها ذلك اليافع شاهدا على فصل الدمار هذا، وبالمثل فان أهالي صرائف المجزرة، من الفقراء المسحوقين من ساكنة خلف السدة ،كانوا أبطالا حقيقيين ومنعوا مقاتلي البعث المجرم من الدخول إلى أحيائهم وبقي الرصاص يلعلع لأيام قبل أن يستبيح المجرمون الأحياء والشوارع والبيوت ويعيثوا بأجساد الناس الابطال من كل الأعمار، قتلا وسحلا وتنكيلا بطرق لا زالت عالقة في أذهاننا نحن الصبية، ونحن نسمع صراخ أمهاتنا وهوسات إخوتنا وآبائنا، ولا يمكن ولحقبات طويلة أن تنمحي تلك الصور البشعة والمقززة من مخيلتنا نحن جيل العذابات الذين تربينا على صور الموت المجاني واختلفنا دونا عن خلق الله من البشر في أصقاع الدنيا بدل أن ننعم بحياة هانئة وطفولة بعيدة عن صور الممارسات المخيفة للبعثيين، لهذا السبب لا يمكن أن نثق أو نتقرب أو نمحو من ذاكرتنا ما فعله المجرمون الفاشست.


كان الفصيل الذي نال حصة الأسد من القمع البعثي البشع هم الشيوعيون العراقيون وبطرق بربرية تمت تصفية خيرة قادة العراق الوطنيين من قادة الحزب الشيوعي العراقي الخالدين، مثل سلام عادل ومحمد حسين أبو العيس وعبد الجبار وهبي والعشرات من خيرة أبناء العراق، وزحفت الإبادة إلى اصغر صديق للحزب حتى اليافعين وصغار الأطفال، ناهيكم عن انتهاك الأعراض والاغتصاب وما سواها من سلوكات بربرية بشعة تقشعر لها الأبدان حين تذكرها.

ولا ينبغي أن ننسى تلك الفتوى التي زادت من عنف البعثيين ومنحتهم التبرير لتلك التصفيات البربرية والتي صدرت من المرجعية آنذاك "أن الشيوعية كفر والحاد" والتي ما تزال تحز في نفوس احرار العراق، لأنها وصمة عار في تاريخ العراق.
على كل الفصائل السياسية العراقية التي كانت مادة للبطش البعثي، علمانية كانت أم دينية أم قومية، منذ انقلاب شباط الكارثي الأسود وما تبع ذلك من قسوة بعثية لا مثيل لها، عليهم جميعا إحياء تلك الذكرى بحزن شديد، وتذكر قوافل الشهداء، لأنها مرحلة لا يمكن نسيانها او اغفالها، إحياء لذكرى شهداء العراق الأشاوس وعلى رأسهم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وبقية رفاقه الميامين كوصفي طاهر وماجد محمد أمين والمهداوي وعبد الكريم الجدة، والمئات من الشهداء مضاف إليهم قادة الحزب الشيوعي الأشاوس وكل من سقط على مذبح الحرية بأيدي البعث الملطخة بالدماء الزكية والأبرياء من العراقيين الذين ذهبوا ضحايا للدفاع عن الشرف والالتزام والوفاء للقيم النبيلة، وندعو كل الفعاليات المجتمعية العراقية إلى إحياء هذه الذكرى وفي عموم العراق بكثير من الخشوع والتقديس لتلك الأرواح الطاهرة.

وللجيل الحالي أقول ها هم البعثيون طينة واحدة ولم ولن يتغيروا أبدا لأنهم تربوا في مدرسة البعث الفاشية التي لا تعرف من قاموسها العفن غير النزوع البهيمي للاستحواذ على السلطة وإخضاع الآخر لسطوتها واستخدام كل الوسائل القذرة للوصول لأهدافها حتى وان تطلب ذلك انهارا من الدم وملايين من الضحايا. فتبا لهم حيث كانوا وأينما وجدوا واللعنة الأبدية عليهم جميعا.
المجد والخلود لكل أبناء العراق الميامين الذين عبّدوا طريق الانعتاق لنا جميعا وما عليه العراق الآن يعود الفضل أولا وأخيرا لهم وحدهم دون سواهم .
عند التذكر لهذه الاهوال التي حدثت في العراق، لنستثني كل الفاسدين من القادمين الجدد لقيادة العراق الذين اساءوا كثيرا لهذا التاريخ المجيد من التضحيات في سبيل تحقيق " وطن حر وشعب سعيد"، فكانت الصدمة التي ما زال فقراء العراق يعانون من تبعاتها وحجم التجاوزات التي حولت العراق الى واحة من الفساد والتردي الأخلاقي والقيمي.
المجد لزعيمنا المحبوب الوطني الفذ الشهيد عبد الكريم قاسم
المجد والخلود لزعماء وأعضاء الحزب الشيوعي الأباة
المجد لكل قطرة دم عراقية سالت على درب الحرية
والخزي والعار للبعث العفلقي الفاشي وسدنته المجرمين أعداء الحرية والسلام والمحبة.

أخيرا ادعو كل المثقفين والأدباء والفنانين العراقيين ممن لا زال نبضهم بحب العراق فاعلا، كلا وجنسه الإبداعي والفني في المساهمة، عملا جماعيا أو فرديا لتخليد ضحايا مذابح الانقلاب الأسود سنويا وإقامة نصب جدارية ومنحوتات تخلد لشهداء المجازر البعثية وتكرّم كل الأحرار الذين قضوا على يد الفاشست الطغاة واعتبار هذا الأمر مهمة وطنية ملحة وذات وقع خاص في نفوسهم العراقية الكريمة.
لأن الدروس البليغة من المحن خير بوصلة تقود للتغيير لبناء الوطن والانسان.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لهذا الشيوعي المقدام
- قصائد لاعمارنا الهاربة
- ايها الناخب صوتك مستقبلك لتصحيح المسار
- شتان بين الإرث الشيوعي والإرث الطائفي والإثني
- هل من سبيل لإيقاف نزيف الفساد المدمر؟!
- حرب الأخوة غضب على الجميع
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي الدك ...
- مكابدات عراقي مغترب لما يدور في الوطن
- مقر حزبنا في الديوانية يتعرض لاعتداء أثيم
- مصطفى عبد الله منجم شعري أفل قبل الأوان
- مكابدات عراقية... محنة المثقف العراقي
- حين يتحول الإبداع إلى طقس صوفي
- قصائد من ديواني الرابع -ألحان القيثارة السومرية-
- مختارات من شعر الهايكو
- هذا ما فعلته الطائفية في العراق...!
- مذكراتُ مقاتلْ
- لنعرف الحقيقة
- حيدر
- التغيير ومثقفو السلطة الفاشية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - شباط الأسود وصمة عار في تاريخ حزب البعث الفاشي