أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأمل دراسة في تأمل المعنى














المزيد.....

الأمل دراسة في تأمل المعنى


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 00:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


امن مظاهر كونية الإنسان الطبيعية أنه كائن معرفي يتأمل كما أنه ينسى وما بين الأمل والنسيان ترتسم خرائط حياته في كل مرة، هذه الميزة الإنفرادية تجمع ما لا يمكن أن تجتمع في أي كائن أخر، فبعض الحيوانات مثلا تحلم كما يثبت ذلك علماء نفس الحيوان والبعض الأخر منها تنسى طبيعيا ولكنها لا يمكن أن تناسى لو أرادت ذلك، والغالب في الأمور أنها مجبولة تلقائيا على هذه الفاعليات النفسية الحسية دونما أثر أو مؤثر عقلي أختياري منها، لذا فصحيح كما أعتقد من يقول أن أصحاب الأحلام هم من يستطيع أن يتحكم بشكلية الأمل لديه وفي حدود هذا الأمل ومقدار ما يبنى عليه من تصورات وأحلام وحتى التأمل أو التفكر أو التخطيط.
الأمل من منظور واقعي هو نشاط عقلي يحاول أن يعالج تداعيات ما تتركه قوى النفس الحسية على الإنسان أما نتيجة إحساس بالواقع وتقبل تأثيراته، أو نتيجة عدم قدرة النفس الأنانوية من معالجة تخبطها وإحساسها بالعجز، فيتولى العقل بقوته ونظامه رسم خارطة شبه تقريبية لحلول مؤجلة تعتمد على شقين أو ركنين لترجمتها، الشق أو الركن الأول هو أقناعها أن هناك قدرة ذاتية حقيقية على التجاوز ويمكن الأعتماد عليها، ولا بد من منح الثقة لها وأعادة المحاولة مجددا بالتخطيط لهدف أو لفكرة هادفة، والشق الثاني هو أن الأمور الطارئة لا يمكنها عرقلة أي مسيرة لها بداية معروفة ولكن نهايتها تعتمد على عناصر أخرى غابت أو غيبت عن المشهد، بذلك يزرع العقل الأمل في النفوس لتنهض من جديد.
من يظن أن الأمل هي حالة تداعي وأستدعاء لمبررات أو حلول ما نتيجة عوامل ومؤثرات خارجية لا ترتبط بأصل الإشكالية (الهزيمة أو الخيبة أو الفشل)، وبالتالي هو نشاط حسي ينكر ضمنا أن العقل هو من يستطيع أن يتخذ موقفا من الحياة، وبالنتيجة حئب رأي هذا الاتجاه أختلاق قانون فعل النفس فهو يضيع الحقيقية بين الخلط والأختلاط المبني على الأسباب والعلل، وتكون نتائجها فرض مخرج لتعريف الأمل على أنه مجرد إحساس وليس تراتيب عقلية فذة، العقل حينما يكون فاعلا ومؤثرا في صنع الإرادة وتوجيهها يحتاج أولا إلى مقاومة لشروط الأنا وأهمها العامل النفسي الذي ينهزم دائما مع أول مواجهة خائبة، في حين أن العقل يبحث عن حلول قد تكون أبعد من قدرة النفس على أستحضارها أو حتى المساهمة في إيجادها على النحو الذي يجعل منها طرف إيجابي خلاق.
المدرسة العقلية في فهم النفس وقوانينها لا تبالي حقيقة بما هو شائع إنما تعتمد في بحوثها على الفاعل الأصلي للسلوك البشري برمته وأول فاعل يمكن أستحضاره غير البيئة والظروف المحيطة هو العقل الذي يتعامل مع الوجود على أنه سلسلة من المتواليات والأسباب والعلل التي تحتاج إلى كشف ترابطها وأتصالها بالنفس أو بالعقل، لذا فمن تقاليد هذا الأتجاه البحثي أعطاء العقل دورا أساسيا في الكشف والتقرير والفرز وأتخاذ القرارات وهو بذلك فاعل أصلي وليس مجرد طرف في صراع يمكن لنا أن نعتمده قانونا عاما، الصراع بين النفس والعقل في غالب الأحيان هو وهم وتبرير ساذج لضعف إمكانيات الشخص العقلية وعدم قدرته على الرؤيا الشمولية لكل أرتباطات الإنسان بالوجود، وهو أيضا محاولة لتجنب التعامل مع العقل أو تحميله المسئولية بأعتبار أنه خاضع أو مجرد طرف في صراع مفترض ومفروض إلجائيا عليه.
إذا الأمل في المعنى المتأمل فيه لا بد أن يكون وفقا للرؤية أعلاه قرارا عقليا بأمتياز ولا بد أيضا أن نضع الأخير في موضع المسؤول وأن نعيد تصويب المعنى وفقا لذلك، النفس في طبيعتها لا تتأمل أكثر من إثبات وجودها كحالة عادية أو كحالة متضخمة وتعمل على أن يتحول حلمها وأملها إلى واقع ترسمه هي بعيدا عن المنطق الواجب إدراكه وهو أنها ليست العالم كله، بل هي مجرد عضو في مجموعة تتنافس على الفرص أيجابي كان أو سلبي، وقرارها لا يتعدى حدود قدرتها على فعل ما تريد، لذا هناك رأي يقول أن الأحلام والأمال يمكن تقسيمها إلى فئتين، أمال إيجابية تركن إلى رؤية العقل وهي التي تأخذ تجربتها وتصوراتها من مقدمات عقلية صحيحة وغالبا ما تكون نتائجها مثمرة، وبين أحلام سلبية ومتمردة وضيقة الرؤية ومتضايقة حتى مع مفترضاتها وهي التي تقود إلى مزيد من الخسائر والفشل والأحباط، لا نها لا تملك وضوحا تاما وفهما كاملا لحقيقة ما يدور في العالم الخارجي التي هي جزء صغير منه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة القيامة ....... الآن
- حالوب بائع الفحم الطويل
- أسلمة المجتمع أم تديين المجتمع
- السياسة في بلاد النخاسة.
- نعم أنا فاسد... أنا ملحد.... أنا كافر.
- الميل السلفي الديني المزمن في الخشية من التجديد والتغيير
- أنفلونزا السياسة وجنون القيادة
- الأنتخابات العراقية وحساب البيدر
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول) ح14
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول) ح13
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول) ح12
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول) ح11
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول) ح10
- ما هو الطريق لدولة مدنية حضارية؟
- كيف نبني مجتمع قادر على التحول والتجديد؟
- حكايات جان فالجان البغدادي .... ح2
- دين الدولة ح1
- إشكالية الدولة والإنسان مواطن
- حكايات جان فالجان البغدادي .... ح1
- رؤى فلسفية في قضية العلمانية ح1


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأمل دراسة في تأمل المعنى